إيران تدرس فرص التوصل إلى اتفاق مع ترمب

امرأة إيرانية تمشي أمام لوحة جدارية على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران (أ.ف.ب)
امرأة إيرانية تمشي أمام لوحة جدارية على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران (أ.ف.ب)
TT

إيران تدرس فرص التوصل إلى اتفاق مع ترمب

امرأة إيرانية تمشي أمام لوحة جدارية على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران (أ.ف.ب)
امرأة إيرانية تمشي أمام لوحة جدارية على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران (أ.ف.ب)

خلال ولايته الأولى، انسحب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب من «الاتفاق النووي» المبرم بين إيران والقوى العالمية، وفرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، كما أمر باستهداف قائد العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني، الجنرال قاسم سليماني.

وفي يوم الجمعة الماضي، كشفت وزارة العدل الأميركية عن تفاصيل خطة إيرانية لاستهداف ترمب قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

لكن، على الرغم من هذا التاريخ المتوتر، فقد دعا الكثير من المسؤولين السابقين والصحف في إيران الحكومة علناً إلى تحسين العلاقات مع ترمب في الأسبوع الذي أعقب الانتخابات.

وقالت صحيفة «شرق» الإصلاحية، في مقال افتتاحي لها، إن الرئيس الإيراني الجديد ذات التوجه الإصلاحي مسعود بزشكيان يجب أن «يتجنّب أخطاء الماضي، ويتبنّى سياسة واقعية ومتعددة الأبعاد».

ويتفق كثيرون في حكومة بزشكيان مع هذا الرأي، وفقاً لخمسة مسؤولين إيرانيين طلبوا عدم نشر أسمائهم، لأنهم غير مخوّلين بمناقشة سياسة الحكومة.

وقال المسؤولون إن ترمب يحب عقد الصفقات، وإن هيمنته الكبيرة في الحزب الجمهوري قد تمنح أي اتفاق محتمل استمرارية أكبر. ويعتقدون أن هذا قد يفتح المجال لإبرام اتفاق دائم مع الولايات المتحدة.

ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من «الاتفاق النووي» الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

ومن جهته، كتب أحد الساسة البارزين، المستشار السياسي السابق للحكومة الإيرانية، حميد أبو طالبي، في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني: «لا تضيّعوا هذه الفرصة التاريخية لتغيير العلاقات الأميركية - الإيرانية».

ونصح أبو طالبي بزشكيان بتهنئة ترمب على فوزه في الانتخابات، واتخاذ نهج جديد قائم على السياسة البراغماتية والرؤية المستقبلية.

ومع ذلك، تُتخذ القرارات الحاسمة في إيران من قِبل المرشد الإيراني علي خامنئي الذي حظر المفاوضات مع ترمب خلال ولايته الأولى.

ويؤكد الخبراء أنه حتى لو رغب بزشكيان في التفاوض مع ترمب فسوف يتعيّن عليه الحصول على موافقة خامنئي.

كما يعارض الكثير من المحافظين، بمن فيهم بعض أعضاء «الحرس الثوري»، أي انخراط مع ترمب. وقالت وزارة العدل الأميركية إن «الحرس الثوري» اخترق أجهزة حاسوب حملة ترمب ونشر معلومات مضلّلة عبر الإنترنت، في محاولة للتأثير في الانتخابات الرئاسية. وكشف المدعون الفيدراليون في مانهاتن، الجمعة، عن محاولة إيرانية لاغتيال ترمب.

ووصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، هذه الاتهامات بأنها «سيناريو ملفق»، في منشور على منصة «إكس» يوم السبت، مؤكداً أن بلاده تحترم اختيار الشعب الأميركي لرئيسه، وأن الطريق إلى الأمام بين إيران وأميركا يبدأ بالاحترام المتبادل و«بناء الثقة».

«التفاوض مع ترمب خيانة»

وفي مقابلة، قال المحلل المحافظ رضا صالحي، القريب من الفصيل السياسي المتشدد في طهران، إن التفاوض مع ترمب سيكون تحدياً سياسياً كبيراً للحكومة الإيرانية الجديدة. وقد أعرب المحافظون بالفعل عن رفضهم، قائلين إن أي تواصل مع ترمب سيكون خيانة للجنرال قاسم سليماني، الذي قضى في غارة جوية أميركية أمر بها ترمب مطلع عام 2020.

هيمنت صورة ترمب على الصحف الإيرانية الصادرة الخميس وعنونت صحيفة «همشهري» بـ«عودة القاتل» في إشارة إلى أوامر الرئيس الأميركي بقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني

ونشرت صحيفة «همشهري»، وهي صحيفة محافظة تديرها بلدية طهران، صوراً على الصفحة الأولى لترمب مرتدياً بذلة برتقالية ومكبلاً بالأصفاد، مع عنوان رئيسي: «عودة القاتل». ومع ذلك، قال صالحي: «أنا أعارض هذا الموقف، وأقول إنه (ترمب) قد يعود بالنفع على إيران مقارنةً بسلفه».

وأضاف: «إنه يميل إلى إبرام الصفقات، ويريد إنهاء الحروب وليس بدءها».

حتى أولئك الذين يرغبون في التواصل مع ترمب يرون أن سياسة إيران الخارجية تجاه عهده ستعتمد بشكل كبير على كيفية تعامله مع إيران والشرق الأوسط، وكذلك على مَن سيختاره لفريقه، وفقاً للمسؤولين الإيرانيين الخمسة.

وكان ترمب قد صرّح مؤخراً بأنه لا يسعى لإيذاء إيران، وأن مطلبه الأساسي هو ألا تطوّر طهران أسلحة نووية. لكن خلال حملته، بدا في لحظة أخرى وكأنه يمنح الضوء الأخضر لإسرائيل لقصف المواقع النووية الإيرانية، قائلاً إنه «ينبغي على إسرائيل ضرب المواقع النووية أولاً، والقلق بشأن الأمور الأخرى لاحقاً».

وفي بيان مصوّر يوم الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه تحدّث مع ترمب، مضيفاً: «نحن متفقان تمامًا بشأن التهديد الإيراني بجميع جوانبه، وبشأن المخاطر التي يمثّلها».

وقال برايان هوك، الذي شغل منصب الممثل الخاص لإيران خلال الإدارة الأولى لترمب، في تصريح لقناة «سي إن إن»، الخميس، إن ترمب «لا يهتم بتغيير النظام»؛ لكنه «يدرك أيضاً أن المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو النظام الإيراني».

أحد القرارات الأولى التي يجب على إيران اتخاذها هو ما إذا كانت ستنفّذ وعودها بتنفيذ هجوم انتقامي واسع على إسرائيل. ففي الشهر الماضي، استهدفت إسرائيل قواعد صواريخ وأنظمة دفاع جوي حول مواقع الطاقة الحيوية في إيران، بعد أن شنّت طهران موجة من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، انتقاماً لمقتل عدد من كبار القادة وحلفائها الرئيسيين في المنطقة.

يُعد ترمب داعماً قوياً لإسرائيل، وقد يؤدي احتمال نشوب حرب بين إيران وإسرائيل إلى تصاعد سريع للتوترات مع إدارة الرئيس المنتخب المقبلة؛ مما قد يعرقل أي فرص لتحسين العلاقات.

قرارات تتوقّعها طهران

وذكر المسؤولون الإيرانيون الخمسة أن الكثير من أهداف ترمب المعلنة في السياسة الخارجية -مثل: إنهاء الحربَين في غزة ولبنان، وإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأجندة «أميركا أولاً»- تجذب إيران. فقد يساعد إنهاء الحروب في غزة ولبنان على تجنّب حرب واسعة بين إسرائيل وإيران، التي تدعم «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان.

كما قد يخفّف إنهاء الحرب في أوكرانيا الضغط على إيران لتوريد الأسلحة إلى روسيا. وقد تعني سياسة ترمب الداخلية اهتماماً أقل بشؤون الدول الأخرى.

وقال وزير الخارجية السابق، نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية حالياً في إيران، محمد جواد ظريف، في بيان على «إكس»، إنه يأمل أن يلتزم ترمب ونائب الرئيس المنتخب جي دي فانس بوعودهما «بمعارضة الحرب وتعلّم الدرس الواضح الذي قدّمه الناخبون الأميركيون لإنهاء الحروب ومنع نشوب أخرى جديدة».

وقال نائب الرئيس الإيراني السابق، محمد علي أبطحي، في مقابلة من طهران، إن نصيحته ستكون «تحويل تهديد ترمب إلى فرصة جيدة وبدء دبلوماسية نشطة». وأضاف: «يحب ترمب أن يُنسب إليه الفضل الشخصي في حل الأزمات، وإحدى الأزمات الرئيسية الآن هي الأزمة بين إيران وأميركا».

وأشار أبطحي إلى وجود استراتيجيتين متنافستين قيد النقاش في الأوساط السياسية في إيران؛ إحداهما تدعو إيران إلى التصرف بتحدٍّ وتعزيز ميليشياتها الإقليمية في الشرق الأوسط لردع الولايات المتحدة وإسرائيل، والأخرى تدعو إلى التفاوض مع ترمب، وهي التي بدأت تلقى قبولاً لدى بعض المحافظين، خصوصاً لأنهم لا يرون بديلاً آخر لحل مشكلات إيران الاقتصادية.

لأكثر من عقدين، كانت دبلوماسية إيران مع الولايات المتحدة تعتمد على الحزب السياسي الأميركي الحاكم؛ حيث يُعتقد عموماً أن الجمهوريين أكثر عداءً للدبلوماسية، في حين أن الديمقراطيين يُنظر إليهم بأنهم أكثر انفتاحاً عليها.

وقد رفضت إيران الانخراط مع ترمب بعد أن فرض حملة «الضغط الأقصى» على طهران في ولايته الأولى؛ حيث فضّلت الانتظار، على أمل أن ترفع الإدارة الديمقراطية التالية العقوبات وتعود إلى «الاتفاق النووي» الذي انسحب منه ترمب.

لكن تلك التوقعات لم تتحقّق؛ إذ لم تعد إدارة بايدن وإيران إلى الاتفاق، وبقيت العقوبات قائمة.

قال خمسة مسؤولين إيرانيين مطلعين على تخطيط السياسة الخارجية الإيرانية، اثنان منهم من وزارة الخارجية، إن تجربة البلاد مع إدارة بايدن كانت محبطة؛ مما دفع كثيرين إلى استنتاج أن اتفاقاً مع إدارة جمهورية قد يحقّق نتائج أطول أمداً.

وذكر المسؤولان من وزارة الخارجية أن إيران كانت تستعد لاحتمال تولي ترمب الرئاسة منذ أشهر؛ حيث أنشأت الوزارة مجموعة عمل غير رسمية حول هذا الموضوع منذ مارس (آذار).

واعترف بزشكيان بأن أي أمل في تخفيف الأعباء الاقتصادية مرتبط بتحسين العلاقات مع الغرب.

وقال، الأربعاء، حسب تقارير إعلامية إيرانية: «لا يهمنا من فاز بالانتخابات في أميركا؛ لأننا نعتمد على قوتنا الداخلية»، لكنه أضاف: «في الوقت نفسه، لن نتبنّى نظرة محدودة أو مغلقة في تطوير علاقاتنا مع الدول».

وقال محللون في إيران والولايات المتحدة إنه من المرجح أن يشترط ترمب على إيران وقف تسليح وتمويل الجماعات المسلحة التي تقاتل إسرائيل بوصفه جزءاً من أي صفقة لرفع العقوبات. وقد صرّح المرشد الإيراني مراراً بأن دعم إيران لهذه الجماعات سيستمر.

وأشار المحلل رحمان قهرمانبور من طهران إلى أن إيران ليس لديها الكثير من الخيارات. فالإبقاء على الوضع الراهن لأربع سنوات أخرى أمر غير ممكن؛ إذ إن الاقتصاد يعاني من العقوبات وسوء الإدارة، والتضخم يتصاعد، والاستياء الداخلي لا يزال مرتفعاً.

وقال قهرمانبور: «لا نريد مزيداً من العقوبات أو عدم الاستقرار، لكن في الوقت نفسه، يجب أن توفّر لنا أي صفقة شاملة مع ترمب بعض المرونة لنحافظ على ماء وجهنا محلياً ونبرّرها. وهذا سيكون التحدي الأكبر».


مقالات ذات صلة

ماذا سيذكر التاريخ عن ولاية الرئيس الـ46 وإرثه التاريخي؟

الولايات المتحدة​ أيام قليلة ويغادر الرئيس الأميركي بايدن البيت الأبيض تاركاً وراءه سجلاً من الإنجازات والإخفاقات التي سيذكرها ويقيمها التاريخ (أ.ف.ب)

ماذا سيذكر التاريخ عن ولاية الرئيس الـ46 وإرثه التاريخي؟

يترك الرئيس جو بايدن منصبه بعد ولاية واحدة فقط، وقد شهدت السنوات الأربع كثيراً من الأحداث الدولية والمحلية والصراعات الحزبية والحروب.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أعلام أميركية على الواجهة الغربية لمبنى الكابيتول قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

السماح لمتهمين باقتحام الكابيتول بالمشاركة في احتفالات تنصيب ترمب

سمح قضاة أميركيون لعدد من أنصار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ممن شاركوا في اقتحام الكابيتول عام 2020، بالعودة إلى واشنطن والاحتفال بعودته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أسلاك شائكة وضعت بين مدينة إل باسو الأميركية (تكساس) وجارتها المكسيكية سيوداد خواريز (ا.ف.ب)

تشديد الإجراءات على الحدود الأميركية مع المكسيك قبل تنصيب ترمب

وضع عناصر من شرطة الحدود الأميركية أسلاكا شائكة بين مدينة إل باسو الأميركية (تكساس) وجارتها المكسيكية سيوداد خواريز، وفق ما أكدته وكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (سيوداد خواريز (المكسيك))
أوروبا طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي (أ.ب)

واشنطن تكشف عن دعم سري لصناعة الطائرات دون طيار في أوكرانيا

كشفت الولايات المتحدة عن دعم سري لصناعة الطائرات دون طيار في أوكرانيا، والكرملين قلق من اتفاق الشراكة مع كييف وأي دور عسكري بريطاني.

إيلي يوسف (واشنطن)

ترمب يعود للبيت الأبيض بشعار «الوحدة والقوة والعدالة»

ترمب وزوجته ميلانيا يشاهدان الألعاب النارية في نادي ترمب الوطني للغولف بولاية فرجينيا 18 يناير 2025 (رويترز)
ترمب وزوجته ميلانيا يشاهدان الألعاب النارية في نادي ترمب الوطني للغولف بولاية فرجينيا 18 يناير 2025 (رويترز)
TT

ترمب يعود للبيت الأبيض بشعار «الوحدة والقوة والعدالة»

ترمب وزوجته ميلانيا يشاهدان الألعاب النارية في نادي ترمب الوطني للغولف بولاية فرجينيا 18 يناير 2025 (رويترز)
ترمب وزوجته ميلانيا يشاهدان الألعاب النارية في نادي ترمب الوطني للغولف بولاية فرجينيا 18 يناير 2025 (رويترز)

كشف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن المواضيع الرئيسة التي سيتناولها في خطاب حفل تنصيبه، ظهر الاثنين، رئيساً للولايات المتحدة، وهي «الوحدة»، و«القوة»، و«العدالة»، متعهداً بالدفاع عن الشعب الأميركي والقيم الأميركية. ولمّح في حديث تليفوني مع شبكة «إن بي سي» إلى أن «الوحدة»، و«القوة»، و«العدالة»، ستكون موضوعات خطابه في حفل التنصيب، لأنه يجب أن تعامل الناس بشكل عادل «بعد أن مررنا بجحيم لمدة 4 سنوات مع هؤلاء الناس، ولذا يجب القيام بشيء إزاء ذلك».

ويشارك في حفل التنصيب عدد كبير من المسؤولين الحكوميين، فيما أكد الرئيس جو بايدن مشاركته في الحفل إلى جوار الرؤساء الأميركيين السابقين، باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون. كما ستشارك أيضاً جيل بايدن ولورا بوش وهيلاري كلينتون، بينما تتغيب السيدة الأولى ميشيل أوباما. وستحضر كذلك نائبة الرئيس كامالا هاريس التي نافست ترمب خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وخسرت السباق أمامه.

حضور عالمي

مؤيدون لترمب يتجمعون خارج ملعب «كابيتال وان أرينا» عشية حفل تنصيبه (أ.ف.ب)

وسيحضر حفل التنصيب أيضاً عدد من القادة العالميين، منهم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، ورئيس الإكوادور دانيال نوبوا، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ووزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا، ووزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، وهان تشينغ نائب الرئيس الصيني، حيث وجه ترمب الدعوة للرئيس الصيني شي جينبينغ، لكنه اختار إرسال نائبه بوصفه ممثلاً خاصاً رفيع المستوى، ما عده البعض إشارة إيجابية تختلف عن الممارسات المعتادة لبكين التي كانت تكتفي بمشاركة السفير الصيني لدى الولايات المتحدة في الاحتفالات الرئاسية. من جهة أخرى، سيتغيب أكثر من 20 نائباً من المشرعين الديمقراطيين عن حضور الحفل، من أبرزهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، والنائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، وإلهان عمر، وآدم سميث.

وسيحضر عدد من كبار رؤساء شركات التكنولوجيا، بمن فيهم رئيس شركتي «تسلا» و«سبيس إكس»، إيلون ماسك، والرئيس التنفيذي لشركة «أمازون» جيف بيزوس، والرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك» مارك زوكربيرغ، والرئيس التنفيذي لشركة «تيك توك» شو تشيو. ومن بين المسؤولين التنفيذيين الآخرين سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، والرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» ساندر بيتشاي، والرئيس التنفيذي لشركة «أبل» تيم كوك.

وسيكون حفل التنصيب مرصعاً بالنجوم، حيث تؤدي نجمة موسيقى الريف كاري أندروود أغنية «أميركا الجميلة»، ويؤدي كريستوفر ماتشيو النشيد الوطني، بالإضافة إلى عدد آخر من النجوم والمشاهير، مثل كيد روك وبيلي راي سايروس، وراسكال فلاتس، وكيتلين جينر، وأمبر روز، وميغين كيلي.

الآلاف في العاصمة

يتجمع أنصار ترمب خارج ملعب «كابيتال وان أرينا» عشية حفل تنصيبه لولاية ثانية في العاصمة واشنطن (رويترز)

وتتوقع سلطات إنفاذ القانون المحلية والفيدرالية حضور ما يزيد على 200 ألف شخص إلى العاصمة واشنطن خلال أحداث وحفلات التنصيب. وفي المتاجر والمحال القريبة من البيت الأبيض، تُباع شارات تحمل صورة الرئيس ترمب وهدايا تذكارية لحفل التنصيب، وسط أجواء احتفالية استمرت على مدى عطلة نهاية الأسبوع، مع تعديلات في جدول الفعاليات بسبب موجة البرد التي تجتاح العاصمة واشنطن.

وتم نقل أكبر الأحداث، ومن بينها أداء القسم إلى داخل قاعة الروتوندا في الكابيتول. وقال ترمب عبر منصة «تروث سوشيال» إنه يخطط لاستخدام الساحة بوضع شاشات تلفزيونية ضخمة لكي يشاهد الجمهور حفل التنصيب من داخل مبنى الكابيتول، والصلوات في كنيسة القديس يوحنا في ساحة «لافاييت» وخطاب التنصيب.

وأوضح أنه سيحضر غداء تستضيفه اللجنة المشتركة في الكونغرس بعد خطاب التنصيب وأداء القسم، ثم يشارك في 3 حفلات في مساء يوم الاثنين، وهي حفل القائد الأعلى، وحفل الحرية، وحفل ستار لايت، وتعد هذه الحفلات جزءاً تقليدياً من احتفالات التنصيب. ومن المقرر أيضاً أن يشارك الرئيس الأميركي رقم 47 في صلاة مشتركة بين الأديان في كاتدرائية واشنطن الوطنية صباح الثلاثاء.

وهبطت طائرة الرئيس المنتخب الخاصة في قاعدة أندروز بولاية ميريلاند مصطحباً زوجته ميلانيا وبعض أفراد عائلته لبدء مراسم الاحتفالات التي تستمر حتى صباح الثلاثاء.

وتتضمن أجندة الرئيس المنتخب زيارة مقبرة أرلينغتون الوطنية، ووضع أكاليل الزهور على قبر الجندي المجهول، ثم حضور تجمع جماهيري لمؤيديه في الساحة التي تقع على بعد عدة بنايات من منطقة ناشيونال مول، حيث يلقي ترمب خطاباً حماسياً لمؤيديه تحت شعار «اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى».

كما يتحدث ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك، وصديق ترمب دانا وايت. وفي المساء يشارك ترمب في حفل عشاء يقيمه مؤيدوه من كبار المانحين وكبار رجال الأعمال. ويخطط الرئيس ترمب لزيارة ولاية كاليفورنيا خلال الأسبوع الأول من توليه منصبه، حيث تسببت الحرائق في لوس أنجليس في مقتل أكثر من 20 شخصاً، وتسببت في أضرار بملايين الدولارات.