متى ستصدر نتائج الانتخابات الأميركية؟

تقارب الأرقام قد يؤدي إلى تأخير الإعلان عن فائز

تظهر أرقام الاستطلاعات نتائج متقاربة بين ترمب وكامالا هاريس (رويترز)
تظهر أرقام الاستطلاعات نتائج متقاربة بين ترمب وكامالا هاريس (رويترز)
TT

متى ستصدر نتائج الانتخابات الأميركية؟

تظهر أرقام الاستطلاعات نتائج متقاربة بين ترمب وكامالا هاريس (رويترز)
تظهر أرقام الاستطلاعات نتائج متقاربة بين ترمب وكامالا هاريس (رويترز)

أيام قليلة معدودة تفصلنا عن انتخابات الحسم في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، اقترب بها كل من المرشح الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، من خط النهاية بعد أشهر طويلة من المواجهة الحادة والاتهامات المتبادلة والهجمات الشرسة. وفي حين سينتظر الأميركيون والعالم الإعلان عن رئيس جديد للبلاد، يتساءل البعض عن توقيت صدور النتائج، خصوصاً أن استطلاعات الرأي تظهر تقارباً كبيراً بين المرشحين، قد يؤدي إلى تأخير الإعلان عن النتائج.

ويستعرض برنامج تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، كيفية قراءة النتائج ليلة الانتخابات، وما إذا كانت النتيجة ستحسم بسرعة أم أنها ستدخل في دوامة الأرقام المتقاربة.

صدور النتائج

كامالا هاريس في حدث انتخابي في ويسكونسن 30 أكتوبر 2024 (د.ب.أ)

يقول الصحافي الاستقصائي، مارك ألبرت، إن النتائج ستتمحور حول الولايات السبع «المتنازع عليها»، مشيراً إلى أن بعض الناخبين قد يتّخذون قراراً بشأن تصويتهم في تلك الولايات في اللحظة الأخيرة من الاقتراع. وذكر ألبرت أنه لن يصب تركيزه على الولايات التي تعلن نتائجها بسرعة، بل تلك التي تتأخر في عملية فرز الأصوات، مثل ولايتي ويسكونسن وبنسلفانيا.

وتحدّث عن احتمالية التأخير في الإعلان عن النتائج بسبب الفروقات في قوانين الولايات في فرز نتائج بطاقات الاقتراع عبر البريد، أو التصويت الغيابي. وقال: «هناك بعض الولايات التي تستطيع -وفقاً للقانون- القيام بما يسمّى بـ(المعالجة المُسبقة لبطاقات الاقتراع)، أي الاطّلاع على بطاقات التصويت عبر البريد أو (الغيابية)، والتحقق من توقيع الناخب، والتأكد من أنه لم يصوّت شخصياً مرة أخرى، ووضع هذه البطاقات لعدّها ليلة الانتخابات»، ضارباً المثال بولاية فلوريدا التي تقوم بذلك بطريقة ناجحة. لكن في ولايات أخرى، مثل بنسلفانيا وويسكونسن، رفض المشرعون منح مديري الانتخابات هذه الصلاحية. ويوضّح: «هناك، سيجري فتح بطاقات الاقتراع عبر البريد و(الغيابية) يوم الانتخابات نفسه، وهذا بطبيعته سيُبطئ العدّ، لأننا نتحدّث عن قدرات بشرية محدودة».

من ناحيته، يتحدث داستن أولسن، الشريك الإداري في شركة «America Plus» للاستطلاعات، والمستشار السابق في الحملات الانتخابية الجمهورية، عن «دورة انتخابية فريدة من نوعها» بسبب تقارب النتائج الكبير في الولايات المتأرجحة، على خلاف الانتخابات السابقة التي لطالما شهدت تقدم مرشح ضد الآخر في إحدى تلك الولايات.

وعَدّ أولسن أن هذا التقارب يعني أن الفارق الأساسي سيكون في جهود المشاركة في الانتخابات يوم التصويت، لكنّه سلّط الضوء على نقطة مهمة، قائلاً: «من المحتمل ألا تكون الولايات السبع التي نتحدث عنها هي الولايات المتأرجحة الوحيدة؛ فقد بدأنا نرى نتائج استطلاعات في نيوهامبشر تظهر بأن السباق متقارب جداً، كما رأينا أن النتائج في نيومكسيكو قد تكون متقاربة، أما في مينيسوتا فكان هناك فارق 3 نقاط في نتائج أحد الاستطلاعات. إذن، قد نكون ركّزنا على الولايات المتأرجحة (الخطأ) منذ البداية، وهو أمر غير مفاجئ، لأنه في عام 2016 كانت هناك لائحة مختلفة من الولايات المتأرجحة».

استطلاعات صادقة!

ترمب في مقابلة مع تاكر كارلسون في أريزونا 31 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

أما كريستي سيتزر، المتحدثة السابقة باسم حملة المرشح الديمقراطي آل غور الرئاسية، فقد حذّرت من أرقام الاستطلاعات، مُذكّرة بتوقعات عام 2016، حين توقع الجميع فوز هيلاري كلينتون، وفي عام 2020 عندما توقّع الجميع تقدّماً كبيراً لجو بايدن، لكنه فاز بفارق أقل من المتوقّع في كثير من الولايات.

وتضيف: «حالياً، هناك نوع من التشكيك في نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر أن السباق متقارب جداً بشكل عام. أيضاً، هناك بعض الأشخاص الذين يُغيّرون رأيهم عند التصويت. إضافة إلى ذلك، عادةً ما كان الديمقراطيون يصوتون مُبكّراً، والآن نجد أن الجمهوريين هم الذين يقومون بذلك».

وهنا يُحذر ألبرت من صعوبة تخمين ماذا سيفعل الناخب عند صندوق الاقتراع: «عندما يملأ ورقة الاقتراع، هل سيُفكّر في التصريحات المسيئة في تجمّع ماديسن سكوير غاردن (حدث ترمب الانتخابي)، أم تعليقات جو بايدن حول أنصار ترمب؟ هذا الأمر الذي يصعب تقديره. كما يقول معدو استطلاعات الرأي، إنها تعكس لقطة زمنية محددة، وليست نموذجاً للتنبؤ بالنتيجة».

من ناحيته، يقول أولسن إن «النتائج ستكون متقاربة، لكن إن كنا مخطئين كما فعلنا في السابق، فقد يكون لدينا فوز ساحق بطريقة أم بأخرى».

وتُعدّ كريستي سيتزر أنه من المحتمل أن يُكوّن الأميركيون فكرة جيدة عن هوية الفائز ليلة الانتخابات، لأن هناك عدداً من الولايات التي تعلن عن نتائجها بسرعة، من ضمنها بعض الولايات المتأرجحة مثل نورث كارولاينا وميشيغان. وتضيف: «إذا رأينا أن هناك نتيجة متساوية في نورث كارولاينا، أو تصدر كامالا هاريس مثلاً، فهذا يعني أنها ستحظى بليلة جيدة». وفي حين تستبعد كريستي سيتزر أن تصدر النتيجة ليلة الانتخابات، لكنها استبعدت أن تستغرق أسابيع، مُذكّرة بعام 2020 حين تم الإعلان عن النتيجة يوم السبت بعد الانتخابات.

الاعتراف بالنتيجة

يتخوّف البعض من رفض ترمب نتائج الانتخابات في حال خسارته (أ.ب)

وفيما يترقب الأميركيون، والعالم، نتيجة هذه الانتخابات، فإن هناك تخوّفاً من احتمالات التشكيك في نتيجتها، في ظل تحذيرات من تكرار سيناريو عام 2020، ورفض ترمب الاعتراف بالنتيجة. لكن ألبرت يذكر بوجود ضمانات جديدة، أُقرّت بعد اقتحام «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021؛ إذ أقرّ الكونغرس قانون «تحسين الانتقال الرئاسي» الذي يُوضّح دور نائب الرئيس عندما يترأس جلسة الكونغرس المشتركة لعدّ الأصوات الانتخابية على أنه «دور إشرافي» بحت.

غير أن ألبرت يُحذر في الوقت نفسه من سيناريو مختلف، قائلاً: «ما قد نراه هو تغيير التركيز من محاولة الطعن في النتائج في الكونغرس، إلى التركيز على المجالس التشريعية للولايات والمجتمعات المحلية. ففي الأشهر الأربعة الأخيرة، تحدّثتُ إلى كثير من مديري الانتخابات القلقين من احتمال رفض السلطة المحلية التي تصادق على نتيجة الانتخابات بعد التحقق منها، المصادقة عليها، حينها ينبغي على حاكم الولاية أو أي جهة مسؤولة على مستوى الولاية التوّجه إلى المحكمة للحصول على قرار لفرض المصادقة، وهذا قد يطيل العملية».

ولهذا السبب، يُعدّ أولسن أنه من الضروري «الحصول على فائز واضح جداً» في هذه الانتخابات، لتجنّب سيناريوهات من هذا النوع، مشيراً إلى أن النظام الأميركي غير مؤهل للتعامل بشكل جيد مع انتخابات متقاربة النتائج، فحينها سيكون من السهل جداً الحصول على مخالفات. ويضيف: «الأمر الذي يقلقني هو أن ينتهي الأمر بوجوب إعادة العد في الولايات مع تقارب النتائج فيها، ففي معظم الولايات، إذا كان الهامش أقل من نصف في المائة، فيجب أن يتم العد مجدداً تلقائياً. وحالياً، هناك عدد من الولايات التي تظهر نتائج ضمن هذا الهامش، وقد ينتهي بنا الأمر بمشاهدة استمرار السباق حتى منتصف ديسمبر (كانون الأول)، وهذا ما سيؤثر سلباً على الجانبين ويدفعهما إلى الرد بقوة».

وتعرب كريستي سيتزر عن قلقها من تكرار أحداث اقتحام «الكابيتول»، مذكرة بتصريحات ترمب ونائبه جاي دي فانس، حيث لم يتعهدا فيها بالاعتراف بنتائج الانتخابات، ما قد يولد «محاولات متعمدة للتخريب». وتضيف: «الأمر الآخر الذي يقلقني هو التشكيك لحد كافٍ في نتائج الانتخابات لكي تقوم المحكمة العليا بالنظر فيها بشكل استباقي بالنيابة عن دونالد ترمب».


مقالات ذات صلة

قبيل الانتخابات... ترمب وهاريس يسعيان لكسب تأييد نورث كارولاينا

الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس (رويترز)

قبيل الانتخابات... ترمب وهاريس يسعيان لكسب تأييد نورث كارولاينا

تتوجه الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب، المرشحان للرئاسة الأميركية، إلى ولاية نورث كارولاينا، اليوم السبت؛ لمحاولة الفوز بدعم الولاية المتأرجحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا أوكرانيون يحتمون في محطة لقطارات الأنفاق خلال غارة جوية على كييف (أ.ف.ب)

أوكرانيا تترقّب الانتخابات الرئاسية الأميركية بقلق

يترقّب الأوكرانيون بقلق الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ يخشى البعض أن يؤدي فوز الجمهوري دونالد ترمب إلى وقف المساعدات الحيوية التي تقدمها واشنطن لكييف.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ حمل المتظاهرون بالونات تحمل كلمة «كامالا» قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024 (رويترز)

لا تقل أهمية عن السباق الرئاسي... الأميركيون يصوتون الثلاثاء بالانتخابات التشريعية

غالباً ما تُختزل انتخابات الخامس من نوفمبر خارج الولايات المتحدة بالسباق للبيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري السابق دونالد ترمب أثناء حديثه في حدث انتخابي يوم الجمعة 1 نوفمبر 2024 في ميلووكي (أ.ب) play-circle 00:19

شاهد... ترمب «يتشاجر» مع الميكروفون خلال تجمع انتخابي

تَعَرَّضَ الرئيس السابق دونالد ترمب، الجمعة، إلى مشكلة فنية في الميكروفون خلال جولة في ولاية ويسكونسن المتأرجحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

موسكو تنفي اتهامات «لا أساس لها» بأنها وراء فيديو مزيّف عن الانتخابات الأميركية

السفارة الأميركية في واشنطن (أ.ب)
السفارة الأميركية في واشنطن (أ.ب)
TT

موسكو تنفي اتهامات «لا أساس لها» بأنها وراء فيديو مزيّف عن الانتخابات الأميركية

السفارة الأميركية في واشنطن (أ.ب)
السفارة الأميركية في واشنطن (أ.ب)

نفت موسكو، اليوم السبت، أن تكون وراء فيديوهات مزيفة مرتبطة بالانتخابات الأميركية، بعدما اتّهمت الاستخبارات الأميركية روسيا ببث فيديو مزيف يُظهر مهاجرا من هايتي يعلن فيه أنه صوت مرات عدة في أكثر من مكان.

وذكرت ثلاث وكالات استخبارات أميركية الجمعة في بيان مشترك أن «أطرافا روسية مؤثّرة» اختلقت الفيديو كجزء من «مساعي موسكو الأوسع لإثارة أسئلة لا أساس لها عن نزاهة الانتخابات الأميركية». وأشار البيان أيضا إلى أن أطرافا روسية تقف وراء تسجيل مصوّر زائف آخر.

وقال مسؤول الانتخابات في ولاية جورجيا الحاسمة براد رافنسبرغر، الجمعة، إن الفيديو نموذج عن «المعلومات المضللة المحددة الأهداف». وأشار إلى أن التسجيل «الزائف بشكل واضح» هو على الأرجح من إنتاج «مزارع المتصيّدين الروسية».

يُظهر التسجيل البالغة مدته 20 ثانية رجلا يقول بنبرة متكلفة وآلية «نحن من هايتي. قدمنا إلى أميركا قبل ستة أشهر وحصلنا على الجنسية الأميركية وسنصوّت لكامالا هاريس».ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية بياناً للسفارة الروسية في واشنطن نشرته عبر «تلغرام»: «لاحظنا أن بيان الاستخبارات الأميركية يتهم بلادنا بنشر مقاطع فيديو ملفقة حول انتهاكات انتخابية في الولايات المتحدة. هذه الادعاءات لا أساس لها».

وذكرت السفارة أن روسيا لم تحصل على «أي دليل على هذه المزاعم أثناء تواصلها مع مسؤولين أميركيين». وأضافت: «كما أكد الرئيس فلاديمير بوتين مرارا، نحترم إرادة الشعب الأميركي. كل التلميحات عن دسائس روسية هي افتراءات خبيثة».