يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن الاعتذار، الجمعة، عن دور سياسة أميركية عمرها 150 عاماً في نظام المدارس الداخلية الهندية، التي دمّرت حياة أجيال من الأطفال من أبناء السكان الأصليين (الهنود الحمر) وأسلافهم.
وقالت وزيرة الداخلية الأميركية ديب هالاند، من أفراد قبلية «بويبلو أوف لاجونا»: «لم أكن لأخمن مطلقاً حدوث شيء كهذا، ولو بعد مليون عام. إنه حدث كبير بالنسبة لي، وأعتقد أنه سيكون حدثاً كبيراً بالنسبة لكل الدولة الهندية»، وفقاً لوكالة «أسوشيتد برس».
يُشار إلى أن الدولة الهندية هي مجتمعات ذاتية الحكم من السكان الأصليين.
وأطلقت هالاند تحقيقاً، بعد وقت قصير من تولِّيها وزارة الداخلية بوصفها أول فرد من السكان الأصليين يتولى المنصب، في نظام المدارس الداخلية.
وخلص التحقيق إلى أن 18 ألف طفل، على الأقل، بعضهم صغار في سن الرابعة، جرى انتزاعهم من آبائهم وإجبارهم على حضور الفصول الدراسية التي كانت تهدف إلى دمجهم في المجتمع في جهد من أجل نزع ملكية أراضي قبائلهم.
ووثّق التحقيق وفاة نحو 1000 شخص، واكتشاف 74 مقبرة مرتبطة بما يربو على 500 من المدارس الداخلية.
ولم يعتذر أي رئيس بشكل رسمي عن انتزاع أطفال السكان الأصليين في أميركا، وألاسكا، وهاواي، وهو جزء من الإبادة الجماعية، كما تعرفها الأمم المتحدة، أو أي جانب آخر من جوانب تدمير الحكومة الأميركية للشعوب الأصلية.
وقام البابا فرنسيس بزيارة تاريخية إلى كندا، في يوليو (تموز) 2022؛ لتقديم اعتذار رسمي عن الأذى الذي تسببت به المدارس الداخلية في جميع أنحاء البلاد، واصفاً زيارته بأنها «حج للتكفير عن الخطايا». وأعرب عن أمله في أن تساعد بمعالجة الأخطاء التي ارتكبتها الكنيسة الكاثوليكية بحق السكان الأصليين في كندا.
يُذكر أنه بين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين، سجّل نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين قسراً في أكثر من 130 مدرسة داخلية مدعومة من الدولة، وتدير معظمها الكنيسة الكاثوليكية.