هاريس تشكّك في قدرة ترمب على أداء مهام الرئاسة بسبب سنّه

المرشّح الجمهوري انتقد محاولة بايدن «كبح» نتنياهو

ترمب مخاطباً أنصاره في ديترويت بميشيغان في 18 أكتوبر (رويترز)
ترمب مخاطباً أنصاره في ديترويت بميشيغان في 18 أكتوبر (رويترز)
TT

هاريس تشكّك في قدرة ترمب على أداء مهام الرئاسة بسبب سنّه

ترمب مخاطباً أنصاره في ديترويت بميشيغان في 18 أكتوبر (رويترز)
ترمب مخاطباً أنصاره في ديترويت بميشيغان في 18 أكتوبر (رويترز)

أثارت الديمقراطية كامالا هاريس، المرشحة للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي، تساؤلات حول القدرة البدنية لمنافسها الجمهوري دونالد ترمب لأداء مهام الرئيس بفاعلية، وذلك مع وصول الحملة الانتخابية للمرشحَين إلى ولاية ميشيغان الحاسمة، الجمعة. وطرحت هاريس، التي ستبلغ من العمر 60 عاماً الأحد، تلك المسألة لإثارة الشكوك حول ترمب البالغ من العمر 78 عاماً. ومثّلت السن مشكلة حينما كان الرئيس الأميركي جو بايدن (81 عاماً) لا يزال في السباق، لكن الأمر تلاشى بعد أن قرر عدم الترشح لولاية ثانية. وقالت هاريس إن التقارير الإخبارية التي تفيد بأن الرئيس السابق ترمب يتجنب المقابلات بسبب الإرهاق، وأنّه فوّت فرصة إجراء مناظرة ثانية معها، تثير تساؤلات عن مدى ملاءمته ولياقته لشغل المنصب.

هاريس متحدّثة خلال تجمع انتخابي في غراند رابيدز بميشيغان يوم 18 أكتوبر (د.ب.أ)

وفي تصريحات للصحافيين قبل تجمع حاشد في غراند رابيدز، قالت هاريس: «يجب أن يكون هذا مصدر قلق. إذا لم يكن قادراً على التعامل مع عناء الحملة الانتخابية، فهل هو لائق لأداء المهمة (الرئاسة)؟ هذا سؤال مشروع». وسلّطت حملتها الضوء على تغيّب ترمب عن الظهور في بعض الفعاليات، دون تقديم أسباب، كما ذكرت وكالة «رويترز».

«لست متعباً»

أنصار ترمب خلال تجمّع انتخابي في ريد سبرينغز بنورث كارولاينا يوم 18 أكتوبر (أ.ب)

رفض ترمب، في تصريحات للصحافيين عند وصوله إلى ديترويت، هذا الطرح بشكل قاطع. وقال: «لقد أمضيت 48 يوماً الآن دون راحة». وأضاف: «أنا لست متعباً حتى. أنا مسرور حقاً. هل تعلمون لماذا؟ نحن نسحقها في استطلاعات الرأي؛ لأن الشعب الأميركي لا يريدها». وتشير استطلاعات الرأي في الولايات الأكثر تنافسية في الانتخابات إلى تساوي الكفتين فعلياً قبل 16 يوماً فقط على يوم الانتخابات. وفي مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس آند فرندز»، اشتكى ترمب أيضاً من الإعلانات التلفزيونية السلبية عنه على قناة «فوكس». وقال إنه سيطلب من روبرت مردوخ، مؤسس شركة «نيوز كوربوريشن» ومالك قناة «فوكس نيوز»، ضمان عدم بثّ مثل هذه الإعلانات حتى يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقال ترمب: «سأقول: روبرت، من فضلك، افعل ذلك بهذه الطريقة وبعد ذلك سنحقق النصر، لأن الجميع يريد ذلك».

الصوت العربي

وزار ترمب مكتب حملته في هامترامك، حيث نال إشادة من عامر غالب أول رئيس بلدية مسلم لضاحية ديترويت. ويسعى ترمب للحصول على دعم من الأميركيين العرب في ميشيغان المحبطين من الديمقراطيين وهاريس وبايدن؛ بسبب الدعم الأميركي لإسرائيل في حرب غزة.

وقال ترمب دون الخوض في تفاصيل: «نحن جميعاً نريد في نهاية المطاف شيئاً واحداً. نريد السلام في الشرق الأوسط. سنحصل على السلام في الشرق الأوسط. سيحدث ذلك بسرعة كبيرة. يمكن أن يحدث مع القيادة الصحيحة في واشنطن».

وقبل ذلك بساعات، هاجم ترمب، الرئيس جو بايدن لمحاولته كبح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، خلال وقت الحرب. وفي حديثه للصحافيين في ميشيغان، الجمعة، قال ترمب عن نتنياهو: «إنه يقوم بعمل جيد. بايدن يحاول كبحه، وربما كان يتعين عليه أن يفعل عكس ذلك».

أنصار المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس خلال فعالية بميشيغان في 18 أكتوبر (أ.ف.ب)

وتابع ترمب أنه سعيد لأن نتنياهو «قرر أن يفعل ما كان يتعين عليه فعله»، لافتاً إلى أنه سيتحدّث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت لاحق.

من جانبها، رحّبت هاريس بأعضاء المجتمع العربي -الأميركي في تجمعها الانتخابي. وأشادت بآفاق السلام في أعقاب مقتل زعيم «حماس» يحيى السنوار. وعدّت المرشحة الديمقراطية أن قتل زعيم حركة «حماس» يمثل «فرصة لوضع حدّ للحرب في غزة أخيراً». وقالت: «هذه الحرب يجب أن تنتهي حتى تكون إسرائيل آمنة، وحتى يتمّ تحرير الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة، ويتمكَّن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقّه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير».


مقالات ذات صلة

جنرالات كبار خدموا مع ترمب يحذّرون من فوزه بولاية ثانية

الولايات المتحدة​ مستشار الأمن القومي الأميركي السابق إتش آر ماكماستر يتحدث في مؤتمر ميونيخ للأمن فبراير 2018 (أ.ب)

جنرالات كبار خدموا مع ترمب يحذّرون من فوزه بولاية ثانية

أشعل اقتراح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب باستخدام الجيش الأميركي للتعامل مع «العدو في الداخل» في يوم الانتخابات المخاوف حول ما قد يطلبه من الجيش الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس ودونالد ترمب (رويترز)

ترمب سيلعب دور موظف في ماكدونالدز... وهاريس تحتفل بعيد ميلادها الـ60

تعقد كامالا هاريس ودونالد ترمب تجمّعات انتخابية في نهاية الأسبوع بولايتَي بنسلفانيا وميشيغان الحاسمتين.

«الشرق الأوسط» (ديترويت (الولايات المتحدة))
الولايات المتحدة​ ناخب يدلي بصوته مبكّراً في فيرفيو بنورث كارولاينا 18 أكتوبر (أ.ف.ب) play-circle 11:16

ترمب يكثّف التحدّيات القانونية في الانتخابات الأميركية

لا يفوّت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فرصة لتأكيد أنه لن يخسر الانتخابات المقبلة التي بدأت تشهد تحديات قانونية جمّة تمثّلت في أكثر من 165 دعوى بالمحاكم.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد كيفن هاسيت المستشار الاقتصادي لترمب (أ.ب)

مستشار ترمب الاقتصادي يدافع عن الخفض الكبير في الفائدة من قبل «الفيدرالي»

دافع المرشح المحتمل لدونالد ترمب لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن الخفض الكبير لأسعار الفائدة الذي أجراه البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشحة الرئاسية الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس أثناء حملتها في ميشيغان (أ.ف.ب)

تجمّعان انتخابيان لترمب وهاريس بميشيغان... وحرب الشرق الأوسط تبرز في النقاشات

نقل المرشحان للانتخابات الرئاسية الأميركية الجمهوري دونالد ترمب، والديمقراطية كامالا هاريس، مبارزتهما الجمعة إلى ميشيغان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

جنرالات كبار خدموا مع ترمب يحذّرون من فوزه بولاية ثانية

مستشار الأمن القومي الأميركي السابق إتش آر ماكماستر يتحدث في مؤتمر ميونيخ للأمن فبراير 2018 (أ.ب)
مستشار الأمن القومي الأميركي السابق إتش آر ماكماستر يتحدث في مؤتمر ميونيخ للأمن فبراير 2018 (أ.ب)
TT

جنرالات كبار خدموا مع ترمب يحذّرون من فوزه بولاية ثانية

مستشار الأمن القومي الأميركي السابق إتش آر ماكماستر يتحدث في مؤتمر ميونيخ للأمن فبراير 2018 (أ.ب)
مستشار الأمن القومي الأميركي السابق إتش آر ماكماستر يتحدث في مؤتمر ميونيخ للأمن فبراير 2018 (أ.ب)

أشعل اقتراح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب باستخدام الجيش الأميركي للتعامل مع «العدو في الداخل» خلال يوم الانتخابات المخاوف، حول ما قد يطلبه من قوات الولايات المتحدة في حال فوزه بولاية ثانية بصفته قائداً أعلى.

ووفقاً لتحليل كتبه بيتر بيرغن لموقع «سي إن إن»، أطلق القادة العسكريون الكبار الذين خدموا تحت إمرته خلال فترة رئاسته الأولى تحذيرات واضحة بشأن ترمب.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، الجنرال مارك ميلي، لبوب وودورد في كتابه الجديد «حرب»، إن الرئيس السابق «هو الأكثر خطورةً على هذا البلد، فاشِيّ حتى النخاع».

وخلال استضافته في بودكاست «الحصن»، الخميس، قال وودورد إن الجنرال جيم ماتيس، الذي شغل منصب وزير الدفاع خلال حكم ترمب، أرسل إليه بريداً إلكترونياً يقول فيه إنه يوافق على التقييم الذي قدّمه الجنرال ميلي لوودورد.

الجنرال جيم ماتيس الذي شغل منصب وزير الدفاع خلال حكم ترمب

وأضاف وودورد أن فحوى رسالة ماتيس حول ترمب كان: «لنحرص على ألا نقلّل من خطورة التهديد؛ لأن التهديد كبير»، لطالما كان ترمب مفتوناً بالعسكرية، وكان يقدّر جنرالات الحرب العالمية الثانية، مثل جورج باتون ودوغلاس ماك آرثر.

وخلال مراهقته، استمتع بوجوده لفترة قصيرة في مدرسة داخلية تعتمد نظاماً عسكرياً في نيويورك، وعلى الرغم من ذلك، استخدم ترمب تأجيلات عدة لتجنّب تأدية الخدمة العسكرية خلال حرب فيتنام.

عيّن ترمب في حكومته عندما أصبح رئيساً، العديدَ من الجنرالات، مثل ماتيس، جنرال متقاعد برتبة 4 نجوم، ليترأس البنتاغون، وعيّن الجنرال المتقاعد جون كيلي رئيساً لموظفي البيت الأبيض، وكذلك كان لديه مستشاران للأمن القومي هما: مايكل فلين وإتش آر ماكماستر برتبة جنرال ذو 3 نجوم.

وعشق ترمب الاحتفالات العسكرية، ودعا إلى إقامة عرض عسكري ضخم على الطراز الروسي في واشنطن أثناء فترة ولايته، لكنه لم يحدث.

وعلى الرغم من علاقة ترمب المتينة مع الجيش، فإن جنرالات الجيش والبحرية المتقاعدين لم يبادِلوه نفس المشاعر، بل حتى بعضهم يعتقد أن الرئيس السابق هو العدو الحقيقي «من الداخل».

وقال ماتيس، في تصريحات لمجلة «ذا أتلانتيك» منذ 4 سنوات: «دونالد ترمب هو أول رئيس أميركي أراه في حياتي لا يحاول توحيد الشعب، ولا حتى يتظاهر بالمحاولة، بل على العكس، هو يحاول تقسيمنا».

وصرّح كيلي للصحافي في «سي إن إن» جاك تابر، العام الماضي، بأن ترمب «شخص يزدري مؤسساتنا الديمقراطية، ودستورنا والقانون».

وكتب ماكماستر، في كتابه «في حرب ضد أنفسنا»، الذي يروي فيه ذكرياته عن فترة عمله في البيت الأبيض تحت إدارة ترمب، أنه بعد هزيمة ترمب في انتخابات 2020، «دفعه غروره وحبه لذاته إلى تخلّيه عن قسمه بـ(دعم وحماية الدستور)، وهي أعلى التزامات الرئيس».

وأعلن الجنرال ستانلي ماكريستال، الذي قام بتحديث قيادة العمليات الخاصة المشتركة، الوحدة المسؤولة عن قتل أسامة بن لادن في عام 2011، في مقال رأي بصحيفة «نيويورك تايمز» قبل 3 أسابيع، أنه سيصوّت لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس بسبب «شخصيتها».

ما لم يذكره في مقاله هو تقييمه لترمب، الذي قال عنه في السابق، إنه «غير أخلاقي»، و«غير صادق».

وكتب الأدميرال بيل مكرافن، القائد في عملية قتل بن لادن في عام 2020، مقال رأي في «واشنطن بوست» عن ترمب، قائلاً: «عندما تصبح أنانية الرئيس وحفظ الذات أكثر أهميةً من الأمن القومي، حينها لا يوجد شيء يمكن أن يمنع انتصار الشر».

في أوائل يونيو (حزيران) 2020، كتب الأدميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، في مجلة «ذا أتلانتيك»، أنه شعر بالغثيان عندما رأى المتظاهرين السلميين الذين كانوا يحتجّون على مقتل جورج فلويد على يد الشرطة، قد تم إبعادهم «بالقوة والعنف» من حول البيت الأبيض.

ويقول بيتر بيرغن في تحليله لموقع «سي إن إن»، إنه من الصعب تخيّل أي رئيس أميركي آخر «حاز على استنكار كثير من الضباط الكبار كما حصل لترمب».

ويتابع: «هذا لا يعني أن ترمب لم يكن لديه معجبون بين (جنرالاته)، فخلال فترة ولاية ترمب جمعت مؤسسة (نيو أميركا) البحثية، (حيث أعمل)، بيانات عامة لمواقف الضباط من الرتب العليا المتقاعدين والعاملين، فوجدنا أن عدد الضباط الذين انتقدوا ترمب كان 5 مرات أكثر، حيث بلغ عددهم 255، بينما أبدى 54 ضابطاً دعمهم لإدارة ترمب».

أحد معجبي ترمب هو الجنرال كيث كيلوغ، الذي عمل مستشاراً للأمن القومي لنائب الرئيس مايك بنس، يظهر كيلوغ في كتاب وودورد الجديد «سراً» يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بداية هذا العام. بعد الرحلة أخبر كيلوغ ترمب قائلاً: «لن يوافقوا على وقف إطلاق نار».

يُعدّ كيلوغ أحد المستشارين القلائل في إدارة ترمب الذين لم يستقيلوا، أو يتم فصلهم خلال فترة ولاية ترمب، ونظراً لولائه لترمب، من المرجح أن يعود كيلوغ إلى منصب كبير إذا فاز ترمب في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).

إذا فاز ترمب بالانتخابات فلن يصبح القائد الأعلى حتى 20 يناير (كانون الثاني)، لذا لن يستطيع إصدار أمر للجيش الأميركي بفعل أي شيء في يوم الانتخابات، كما اقترح على قناة «فوكس نيوز». لكن إذا ما فاز ترامب بالبيت الأبيض يمكنه كقائد أعلى أن يأمر البنتاغون بفعل ما يشاء تقريباً.