هاريس تستعين بباراك وميشيل أوباما في جورجيا وميشيغان

التصويت المبكر في 34 ولاية لم يعط صورة واضحة عن اتجاهات السباق

يُلقي المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب كلمة خلال تجمع انتخابي في أتلانتا - جورجيا (أ.ف.ب)
يُلقي المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب كلمة خلال تجمع انتخابي في أتلانتا - جورجيا (أ.ف.ب)
TT

هاريس تستعين بباراك وميشيل أوباما في جورجيا وميشيغان

يُلقي المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب كلمة خلال تجمع انتخابي في أتلانتا - جورجيا (أ.ف.ب)
يُلقي المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب كلمة خلال تجمع انتخابي في أتلانتا - جورجيا (أ.ف.ب)

تصاعدت مخاوف المرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، من احتمال تأثير تراجع زخم حملتها في تصويت الناخبين في بعض الولايات المتأرجحة، التي قد تحسم السباق الرئاسي برمته. ومع بدء التصويت المبكر في 34 ولاية أميركية، سلطت الأضواء على ولايتي جورجيا وميشيغان، حيث يرى العديد من المراقبين أن مشكلتها مع ناخبي هاتين الولايتين لا تقتصر على حض الناخبين «غير الملتزمين» الذين يعارضون سياسات الرئيس جو بايدن تجاه إسرائيل فحسب، بل مع شريحة واسعة مختلطة من الجمهوريين والديمقراطيين الذين يعتقدون أنه تم حشرهم للاختيار بينها وبين منافسها الجمهوري دونالد ترمب.

هاريس خلال حدث انتخابي في ويسكونسن في 17 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

وتخطط هاريس لتصعيد هجماتها على خطط ترمب الاقتصادية، حيث تنظم نشاطاً انتخابياً، الجمعة، في قاعة نقابية تمثل العمال في مصنع «جنرال موتورز» في ميشيغان. ومن المقرر أن يتلقى هذا المصنع منحة قدرها 500 مليون دولار بموجب قانون المناخ والضرائب الذي أقرته إدارة الرئيس جو بايدن لعام 2022، لتحويله من تجميع السيارات التي تعمل بالوقود إلى المركبات الكهربائية. وستحذر هاريس العمال من أن هذه الوظائف البالغ عددها 650 وظيفة يمكن القضاء عليها إذا نفذ ترمب تعهده الانتخابي بإلغاء الأموال غير المنفقة من القانون.

ترمب يتحدث خلال عشاء مؤسسة «ألفرد سميث» السنوي في نيويورك في 17 أكتوبر 2024 (رويترز)

باراك وميشيل أوباما يلقيان بثقلهما

وأعلنت حملة هاريس أن الرئيس الأسبق باراك أوباما وزوجته ميشيل، سيشاركان، الأسبوع المقبل، في عدد من الفعاليات مع هاريس في العديد من الولايات المتأرجحة، بينها ولايتا جورجيا وميشيغان، لحض الناخبين على التصويت لها. ورغم أن الرئيس السابق أوباما قد شارك بالفعل في عدد من الفعاليات في الولايات المتأرجحة، فإن مشاركة زوجته ميشيل ستكون الأولى لها منذ خطابها الحماسي الذي ألقته في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في أغسطس (آب)، حين حضت الناخبين على «فعل كل شيء» لانتخاب هاريس.

ترمب خلال جلسة حوارية نسائية أدارتها مذيعة «فوكس نيوز» هاريس فوكنر في جورجيا 15 أكتوبر (أ.ف.ب)

وستنضم ميشيل أوباما إلى هاريس في ميشيغان يوم السبت 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وهو اليوم الأول لبدء التصويت المبكر في الولاية. كما سيشارك باراك أوباما أيضاً في حملة هاريس في مدينة توسون بولاية أريزونا، ولاس فيغاس بولاية نيفادا، وديترويت بولاية ميشيغان، وماديسون بولاية ويسكونسن.

ويعتقد مستشارو الحملة أن هذه التجمعات المشتركة ستكون فرصاً ضخمة لحشد الناس وحثها على التصويت قبل يوم الانتخابات، حيث لا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى احتفاظ باراك وميشيل أوباما بشعبية عالية.

تتكون إطلالة ميشيل أوباما من بنطال مستقيم بالكاد يلامس الكاحل وجاكيت من دون أكمام من ماركة «مونس» (رويترز)

التصويت المبكر

وفي ولاية جورجيا، حيث خرج بالفعل عدد قياسي من الناس للتصويت في وقت مبكر، سيشارك أوباما مع هاريس في تجمع انتخابي، الخميس المقبل، في محاولة لكسر الجمود في أرقامها مع ترمب، الذي بدا أنه استعاد الكثير من زخم حملته في الأسابيع القليلة الماضية. وشهد اليومان الأولان من التصويت المبكر في جورجيا، وهي ولاية ساحة معركة رئيسية، إدلاء أكثر من 500 ألف شخص بأصواتهم، وهو رقم قياسي، حيث صوت الكثيرون شخصياً أو عبر البريد. كما بدأت 34 ولاية أخرى، بما في ذلك بنسلفانيا ونورث كارولاينا وأريزونا، التصويت المبكر، بما في ذلك التصويت بالبريد.

جورجيا قد تحسم السباق

وفيما يعتقد معظم المحللين بأن جورجيا قد تقرر نتيجة الانتخابات، غير أن نتائج الاستطلاعات التي أجريت مع الناخبين الذين أدلو بأصواتهم، أظهرت تقارباً شديداً بين هاريس وترمب، ما أبقى الصورة ضبابية عن اتجاهات السباق. ويشكك الخبراء بقدرة أرقام التصويت المبكر في الكشف عن نتيجة السباق، على الرغم من تركيز الحملتين على أهمية التصويت المبكر، وخصوصاً في قواعد الحزبين. وكان ترمب قد خسر الولاية بفارق ضئيل عام 2020 أمام جو بايدن، ويواجه فيها الآن اتهامات جنائية لمحاولته قلب تلك النتيجة. ولجأت حملته أخيراً إلى التكثيف زخمها في جورجيا لجذب شريحة من الناخبين الجمهوريين المتعاطفين معه، لكنهم لا يشاركون في التصويت عادة، في محاولة لتعزيز فرصه فيها.

وغالباً ما انتقد ترمب التصويت المبكر وعبر البريد، ووصفه عام 2020 بأنه «احتيالي»، بعد فوز بايدن. لكنه اليوم بدأ في تشجيع أنصاره على الاقتراع بالبريد. وقال رئيس الحزب الجمهوري في جورجيا، جوش ماكون، إن تعزيز التصويت المبكر من شأنه أن يمكّن الحزب من قضاء الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات في جذب ناخبي الولاية ذوي الميول الجمهورية الذين لا يصوتون عادة.

رئيس بلدية بيتسبرغ إد غايني متحدثاً قبيل كلمة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في بنسلفانيا (إ.ب.أ)

الرجال السود يعيدون النظر في ولائهم

من ناحيتها، تسعى هاريس إلى جسر الهوة مع ناخبي الولاية من الأصول الأفريقية، حيث يشكلون أقلية كبيرة. ومع انزياحهم البطيء منذ عقدين للتصويت إلى الجمهوريين، تكافح هاريس لوقف هذا التحول، ليس فقط في جورجيا، بل في نورث كارولاينا وغيرها من الولايات التي تعد ساحات قتال رئيسية. وأصبح الرجال من الأصول الأفريقية أيضاً نقطة محورية في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي، أنهم إما لا يبالون بالانتخابات وإما يعارضون هاريس بسبب ما يرون أنه اقتصاد لم يستفيدوا منه بما فيه الكفاية، وعدم رضاهم عن السياسات الديمقراطية، والشعور المتزايد بالتخلف عن الركب.

وانتقد الرئيس السابق أوباما، الأسبوع الماضي، هؤلاء الرجال الذين وصفهم بأنهم يقدمون «أعذاراً» لعدم دعم هاريس.

الرئيس الأسبق باراك أوباما في مكتب الحملة الميداني في إيست ليبرتي قبل تجمع جماهيري لدعم نائبة الرئيس كامالا هاريس في بيتسبرغ بنسلفانيا الخميس 10 أكتوبر 2024 (رويترز)

ووفقاً لمركز «بيو»، يمثل الرجال السود أقل من 7 في المائة من جميع الناخبين في الولايات المتحدة في عام 2024، وهذا يعني أن ما يقرب من 16.2 مليون ناخب، يعيش أغلبيتهم في ثماني ولايات: تكساس وجورجيا وفلوريدا ونيويورك وكاليفورنيا ونورث كارولاينا وميريلاند وإلينوي. وبينما صوّت 5 في المائة منهم عام 2008 للجمهوريين، ارتفع هذا الرقم إلى 13 في المائة عام 2016، ثم 19 في المائة عام 2020. وهذا العام، أظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز»، الشهر الماضي، أن 1 من كل 4 رجال سود تحت سن 50 عاماً يدعمون ترمب.


مقالات ذات صلة

هاريس وبايدن: وجهان لعملة واحدة؟

الولايات المتحدة​ هاريس وبايدن في المؤتمر الحزبي الديمقراطي في 19 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

هاريس وبايدن: وجهان لعملة واحدة؟

يستعرض تقرير واشنطن، ثمرة التعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، مواقف هاريس الفعلية في ملفات السياسة الداخلية والخارجية وما إذا كانت ستصبح امتدادا لسياسات بايدن.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ماسك يعرض 100 دولار للناخبين في بنسلفانيا لدعم حملة ترمب

ماسك يعرض 100 دولار للناخبين في بنسلفانيا لدعم حملة ترمب

عرض إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي «تسلا» و«إكس»، مبلغ 100 دولار للناخبين المسجلين في بنسلفانيا مقابل توقيعهم على عريضة مؤيِّدة للرئيس السابق دونالد ترمب.

الاقتصاد المرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال حدث «بتكوين 2024» بناشفيل في تينيسي... 27 يوليو 2024 (رويترز)

من البتكوين إلى البيزو المكسيكي... «تداولات ترمب» تتجدد بالأسواق

بدأت بعض زوايا الأسواق المالية، التي قد تتأثر بفوز الرئيس السابق دونالد ترمب، في التحرك من جديد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد موظف في مصنع «كراستسفتم» يأخذ حبيبات من الذهب الخالص في كراسنويارسك (رويترز)

الذهب يُحطم حاجز الـ2700 دولار للمرة الأولى

سجّل الذهب مستوى 2700 دولار للأوقية، الجمعة، للمرة الأولى في تاريخه، حيث زادت مخاوف الانتخابات الأميركية والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط الطلب عليه.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس متحدّثة في بنسلفانيا... 16 أكتوبر (أ.ب)

هاريس: ولايتي لن تكون امتداداً لبايدن

شدّدت نائبة الرئيس الأميركي المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، على أن رئاستها «لن تكون استمراراً» لرئاسة الرئيس جو بايدن. وقالت في مقابلة هي الأولى مع شبكة

هبة القدسي (واشنطن)

البيت الأبيض: مقتل السنوار فرصة فريدة لوقف النار وإعادة الرهائن

المتحدث باسم الأمن القومي جون كيربي (رويترز)
المتحدث باسم الأمن القومي جون كيربي (رويترز)
TT

البيت الأبيض: مقتل السنوار فرصة فريدة لوقف النار وإعادة الرهائن

المتحدث باسم الأمن القومي جون كيربي (رويترز)
المتحدث باسم الأمن القومي جون كيربي (رويترز)

شدّد جون كيربي، مسؤول الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، على أن الرئيس جو بايدن يؤمن بأن هناك فرصة فريدة يمكن انتهازها لإنهاء الحرب، والتوصل إلى وقف إطلاق النار بما يُسهل إعادة الرهائن إلى ديارهم. ووصف مقتل زعيم «حماس»، يحيى السنوار، بأنه نقطة تحول يمكن أن تؤدي إلى تسريع جهود إنهاء الحرب. كما أبدى القلق من تعرض حياة الرهائن للخطر، بما يؤكد ضرورة تسريع الجهود، والاستعداد لليوم التالي؛ حتى لا تتمكن «حماس» من حكم غزة مرة أخرى.

وقال كيربي، خلال مؤتمر هاتفي مع الصحافيين من ألمانيا، إن «أمامنا فرصة سانحة الآن بعد العمل الرائع الذي قامت به قوات الدفاع الإسرائيلية في سحق (حماس) وقتل قيادتها. يناقش الرئيس بايدن (هذا الموضوع) مع الزعماء (الذين يقابلهم في ألمانيا). هناك فرصة عظيمة لوقف محور الشر، وخلق مستقبل مختلف».

وحول قدرة الولايات المتحدة على الثقة بأن إسرائيل مستعدة لوقف النار، أوضح مسؤول الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض أن إيجاد نهاية للحرب أمر بالغ الأهمية، و«يمكن أن يوفر مقتل السنوار نقطة تحول للوصول إلى وقف إطلاق النار، خاصة أن قوات الدفاع الإسرائيلية نجحت بالفعل في ملاحقة قيادات (حماس)، والإطاحة بزعيمهم، والقضاء على أي تهديد مباشر قد تشكله (حماس) عسكرياً».

وتختلف الفكرة الأميركية في التوصل إلى وقف الحرب مع رؤية وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الحرب لم تنته، وأن مقتل السنوار هو بداية النهاية. وقال كيربي: «ما سنفعله هو الاستمرار في إجراء المشاورات مع نظرائنا الإسرائيليين حول كيفية الاستفادة من هذه الفرصة، ولا يزال الرئيس بايدن يعتقد أن الدبلوماسية المكثفة هي المسار المفضل للتوصل إلى وقف النار في غزة، وأيضاً في الشمال ضد (حزب الله)، وسنفعل كل ما في وسعنا لمتابعة ذلك».

واعترف كيربي بقلق الإدارة الأميركية من أن تؤدي تصرفات إسرائيل إلى احتمال تصعيد الصراع في الشرق الأوسط إلى شيء أقرب إلى صراع إقليمي. وشدد على أن السنوار كان حجر عثرة أمام وقف إطلاق النار، ومع رحيله فإن القيادات المتبقية في قطر أو في قطاع غزة ستكون أقل تشدداً وعرقلة لوقف إطلاق النار.

وحول الخطط الأميركية التي يحملها وزير الخارجية أنتوني بلينكن في زيارته المرتقبة لمنطقة الشرق الأوسط، قال كيربي: «يتعين علينا التأكد من الاستعداد لليوم التالي في غزة، وإمكانية أن تحكمها سلطات ومؤسسات مسؤولة أمام الفلسطينيين وليس منظمة إرهابية، وسيعمل وزير الخارجية بلينكن بجدية شديدة مع شركائنا العرب بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن إلى ديارهم، وهذا هو الشغل الشاغل للرئيس بايدن الآن، إضافة إلى العمل على زيادة المساعدات الإنسانية، من خلال التوصل إلى وقف إطلاق النار».