ألقت تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من بيروت، بظلال من التشاؤم على إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار في لبنان. وبعدما أعاد الوزير الإيراني تأكيد أن بلاده «تدعم» مساعي وقف إطلاق النار في لبنان وغزة بشكل «متزامن»، عدّ مراقبون موقفه إشارة إلى أن المحادثات التي انخرطت فيها إيران في الآونة الأخيرة لخفض التوتر لا تزال متعثرة.
المساعي الدبلوماسية متعثرة
حتى الآن، لم تصدر تعليقات أميركية مباشرة على تصريحات الوزير الإيراني، غير أن إصرار المسؤولين الأميركيين على وصف ما تقوم به إسرائيل بأنه «عمليات ملاحقة للبنية التحتية لـ(حزب الله)»، يشير إلى أن «الظروف لم تنضج بعد» لإحداث اختراق في المساعي الدبلوماسية.
الحرب الشاملة مستبعدة
وفي سياق متصل، عدّ الرئيس الأميركي جو بايدن أنه «بوسعنا تجنّب» اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط. وقال بايدن رداً على سؤال عن مدى ثقته بإمكانية تجنّب اندلاع حرب شاملة في المنطقة: «لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب شاملة. أعتقد أن بإمكاننا تجنّبها»، إلا أنه استدرك قائلاً: «لكن ما زال هناك الكثير الذي يتعيّن علينا القيام به حتى الآن»، مؤكداً في الوقت نفسه مواصلة دعم إسرائيل.
تدمير بنية «حزب الله»
في هذا الوقت، قالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، صابرينا سينغ، إن إسرائيل أبلغتهم أن الهدف من عملياتها في لبنان هو ملاحقة البنية التحتية لـ«حزب الله» الموجودة على طول الحدود الشمالية، لإعادة سكان المنطقة إلى بيوتهم. وأضافت سينغ: «نحن نفهم أن الهدف الاستراتيجي من ذلك هو عدم تمكين (حزب الله) من الحفاظ على القدرة على مهاجمة المجتمعات الإسرائيلية هناك في هذا المدى القصير».
وبينما بدا أن العمليات الإسرائيلية تواجه مقاومة غير متوقعة من قِبل مقاتلي «حزب الله»، مع تزايد عدد قتلى الجيش الإسرائيلي، وتصاعد الحديث عن إمكانية تغيير إسرائيل خططها، أشارت سينغ إلى أن المحادثات مع الإسرائيليين لا تزال مستمرة لتقييم تلك العمليات وكيفية تنفيذها، نافية في الوقت نفسه أي مشاركة للولايات المتحدة في أي عمليات عسكرية مباشرة.
وقالت سينغ: «ما زلنا نُجري هذه المحادثات معهم. في الوقت الحالي، ما نلاحظه ونقيّمه هو أن هذه العمليات محدودة من حيث نوعها وكيفية إجرائها، فضلاً عن الأشخاص». وأكدت سينغ أن الرئيس بايدن تحدث بشكل واضح «أننا لا نبحث عن صراع إقليمي أوسع، ولا نسعى إلى الحرب مع أي جماعة أو منظمة أو دولة في المنطقة».