نتنياهو يلتقي ترمب بأمل الحصول على تأييد أكبر لإسرائيل

بعد إحباطه من انتقادات نائبة الرئيس الأميركي لمواقفه بشأن غزة

صورة آخر لقاء جمع الرئيس دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي في 15 سبتمبر 2020 (أ.ب)
صورة آخر لقاء جمع الرئيس دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي في 15 سبتمبر 2020 (أ.ب)
TT

نتنياهو يلتقي ترمب بأمل الحصول على تأييد أكبر لإسرائيل

صورة آخر لقاء جمع الرئيس دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي في 15 سبتمبر 2020 (أ.ب)
صورة آخر لقاء جمع الرئيس دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي في 15 سبتمبر 2020 (أ.ب)

يراهن رئيس الوزراء الإسرائيلي في لقائه بالرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترمب، الجمعة، على الحصول على تأييد أكبر لأمن إسرائيل وموقفها من الحرب على «حماس»، ووعود بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية والسياسية والدبلوماسية من إدارة ترمب، إذا فاز بالانتخابات الرئاسية الأميركية، لصالح إسرائيل.

وسيكون أحد الرهانات السياسية لنتنياهو في هذا اللقاء، ما إذا كان بإمكانه الحصول على مزيد من المزايا وتخفيف الضغط على إسرائيل في أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، إذا انتظر وأطال في أمد الحرب إلى ما بعد نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل على أمل فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية.

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين عند حديقة لافاييت سكوير في واشنطن الخميس (رويترز)

وقد استبق نتنياهو لقاءه المقرر في منتجع مالا لارغو بولاية فلوريدا، بالإشادة بإنجازات ترمب في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، خلال خطابه أمام الكونغرس الأربعاء الماضي؛ إذ قال: «أود أن أشكر الرئيس ترمب على قيادته في اتفاقات إبراهيم التاريخية وكل الأشياء التي فعلها من أجل إسرائيل؛ من الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، إلى مواجهة عدوان إيران، إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لنا ونقل السفارة الأميركية إلى هناك». وأشار إلى شعور الإسرائيليين بالارتياح لنجاته من محاولة الاغتيال، معتبراً أن محاولة اغتياله هي هجوم على «الديمقراطية الأميركية».

واستبق ترمب لقاءه مع نتنياهو بالتحذير من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحتاج إلى إنهاء الحرب ضد حركة «حماس» بشكل سريع، مؤكداً في تصريحات لشبكة «فوكس نيوز» يوم الخميس، أن «الجرائم التي ارتكبتها (حماس) في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وقتل أكثر من 1200 شخص بمن في ذلك 30 أميركياً، لم تكن لتحدث لو كنت رئيساً، وإن إيران كانت ستكون مفلسة وليس لديها أموال لإعطائها لـ(حماس) أو لـ(حزب الله)».

وقال ترمب: «إن الحرب التي استمرت تسعة أشهر في غزة للقضاء على (حماس) استمرت فترة طويلة جداً، وسأعمل على التأكد من إنهائها بسرعة». وأضاف عبر منصة «تروث سوشيال»: «خلال ولايتي الأولى كان لدينا السلام والاستقرار في المنطقة حتى توقيع اتفاقات إبراهيم التاريخية، وسوف نحظى به مرة أخرى».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن يلتقيان بالبيت الأبيض عائلات الرهائن الأميركيين في غزة الخميس (د.ب.أ)

اللقاء بين نتنياهو وترمب هو الأول منذ ما يقرب من أربع سنوات، بعد أن توترت العلاقات بينهما في أعقاب تهنئة نتنياهو للرئيس جو بايدن بفوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. ويرسخ هذا اللقاء صورة ترمب كرجل دولة وحليف قوي لإسرائيل، كما يروج للجهود التي يبذلها الجمهوريون لتصوير أنفسهم على أنهم الحزب الأكثر ولاء لإسرائيل والأكثر تأييداً لها.

ويستهدف ترمب أن يستقطب بعض الناخبين من اليمين المسيحي المتشدد، أو المستقلين، أو بعض الناخبين الديمقراطيين الغاضبين من تصريحات نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الرئاسية المتوقعة عن الديمقراطيين، كامالا هاريس، الحادة تجاه إسرائيل، والاتفاق على صياغة صفقة تعزز الأمن والاستقرار لإسرائيل، وتقديم أقصى قدر من الدعم والمساعدات العسكرية والضغط على إيران ووكلائها.

الرئيس جو بايدن يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن الخميس (أ.ب)

استعجال أميركي

ويسير نتنياهو على أرضية مليئة بالألغام؛ ففي لقائه مع بايدن مساء الخميس، تلقى ترحيباً دبلوماسياً علنياً أمام الصحافيين وكاميرات التلفزيون، وواجه ضغطاً مكثفاً خلف الأبواب المغلقة، واستعجالاً لدفعه لإنهاء الحرب وإبرام صفقة لوقف إطلاق النار تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى «حماس». وهو ما يرغب بايدن في تحقيقه بشكل سريع، آملاً في أن يشكل ذلك إنجازاً سياسياً في نهاية ولايته ويرسخ إرثاً تاريخياً له.

وبينما كان بايدن يعقد اجتماعه مع نتنياهو، بحضور وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومسؤول منطقة الشرق الأوسط بريت ماكغورك، كان جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، يبشر الصحافيين بقرب التوصل إلى اتفاق، قائلاً: «نعتقد أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق، لكن هذا الأمر يتطلب إظهار القيادة والتنازلات للتوصل إلى تسوية ونبذل كل الجهد لتحقيق ذلك». وأضاف: «نعتقد أنه من المُلحّ للغاية إعادة هؤلاء الرهائن إلى عائلاتهم ووضع وقف إطلاق النار موضع التنفيذ حتى نتمكن من العمل على وقف الأعمال العدائية في غزة».

وأوضح كيربي أن النقاشات تركز على سد الفجوات في الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، معرباً عن تفاؤل واسع لدى الرئيس بايدن بقرب التوصل إلى اتفاق وإمكانية سد الفجوات وحل القضايا العالقة. وقال: «نحن أقرب الآن من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق، والنقاش هو كيف نصل إلى هذا الاتفاق»، مشيراً إلى أن هناك تنازلات يجب أن تقوم بها إسرائيل وأيضاً «حماس».

نائبة الرئيس كامالا هاريس تلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمكتبها في مبنى أيزنهاور التنفيذي في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)

إحباط من هاريس

وكان اللقاء مع نائبة الرئيس كامالا هاريس الذي استمر لمدة 40 دقيقة، أكثر إحباطاً لنتنياهو؛ إذ بدت هاريس أكثر حدة في مواجهة نتنياهو لما يرتكبه من انتهاكات أدت إلى ارتفاع أعداد القتلى بين الفلسطينيين. وفي حديثها للصحافيين وصفت اجتماعها مع نتنياهو بأنه كان اجتماعاً صريحاً وبنّاء، ووصفت هجوم «حماس» في 7 أكتوبر بالوحشي والإرهابي، وأكدت أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن المهم هو الكيفية التي تدافع بها عن نفسها، وأشارت إلى التدمير في غزة وصور الأطفال القتلى والفلسطينيين المهجرين، وقالت في نبرة صارمة وحادة: «لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه المآسي ولن أصمت».

وأشارت هاريس إلى أنها أعربت لرئيس الوزراء الإسرائيلي عن قلقها من حجم المعاناة الإنسانية في غزة، ومقتل عدد كبير جداً من المدنيين الأبرياء، وقلقها من الوضع المزري هناك، وأنها ترغب في صفقة لتحرير الرهائن بما يؤدي إلى إنهاء الحرب وتمهيد الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية، وشددت على أنه «حان الوقت لإتمام هذه الصفقة وإنهاء الحرب بطريقة تجعل إسرائيل آمنة وتنهي معاناة الفلسطينيين في غزة، بما يمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الحرية والكرامة وتقرير المصير».

وفي رسالة استهدفت الناخبين الأميركيين الغاضبين من إراقة الدماء المتواصلة في غزة، قالت هاريس: «إلى كل من دعا إلى وقف إطلاق النار وكل من يتوق إلى السلام، أنا أراك وأسمعك».

ولم يتحدث نتنياهو علناً بعد اجتماعه مع هاريس، لكن بعض المصادر داخل البيت الأبيض أشارت إلى أنه كان غاضباً من تصريحات هاريس، كما ساد التوتر والقلق أعضاء فريقه المصاحب مما قد تحدثه هاريس، في حال فوزها في الانتخابات، من تغييرات في السياسات الأميركية تجاه إسرائيل.


مقالات ذات صلة

نتنياهو للإيرانيين: نظام خامنئي يخشاكم أكثر من إسرائيل

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كرياه العسكرية في تل أبيب بإسرائيل في 28 أكتوبر 2023 (رويترز)

نتنياهو للإيرانيين: نظام خامنئي يخشاكم أكثر من إسرائيل

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، في رسالة مباشرة للإيرانيين، إن نظام المرشد الإيراني علي خامنئي يخشى الشعب الإيراني أكثر من إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صورة مركبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

ترمب يراهن على اتخاذ نتنياهو « قرارات جريئة» تنهي الحرب

تؤكد أوساط سياسية في تل أبيب أن الرسالة الأساسية التي ستسمعها إسرائيل من إدارة ترمب المقبلة تحمل مطلباً جازماً بإنهاء الحرب.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)

هل يحقق ترمب حلم الضم الإسرائيلي؟

انضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وزرائه المنادين بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية العام المقبل بعد تولي دونالد ترمب منصبه.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي صورة مركبة للرئيس المنتخب دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

«صفقة نتنياهو»: السيادة على المستوطنات مقابل إنهاء الحرب

تُعِدّ حكومة نتنياهو خطة استراتيجية لإجهاض حل الدولتين بفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء واسعة من الضفة الغربية وقطاع غزة وتعزيز الاستيطان.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي (أ.ب)

المدعية العامة تهدد بإقالة بن غفير لتدخله في عمل الشرطة

تعتزم المدعية العامة غالي بهاراف ميارا مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بإقالة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ما لم يتوقف عن تدخله المتكرر في شؤون الشرطة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

ترمب يختار مايك هاكابي سفيراً لأميركا لدى إسرائيل

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يصافح الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يصافح الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي (أ.ف.ب)
TT

ترمب يختار مايك هاكابي سفيراً لأميركا لدى إسرائيل

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يصافح الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يصافح الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم (الثلاثاء) اختيار الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي، سفيرا لواشنطن لدى إسرائيل.

الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي (أ.ف.ب)

وقال ترمب في بيان إن هاكابي «يعشق إسرائيل وشعب إسرائيل، وشعب إسرائيل يبادله العشق. سيعمل مايك بلا هوادة من أجل عودة السلام إلى الشرق الأوسط».

ويمضي الرئيس الأميركي المنتخب في اختيار مسؤولي إدارته المقبلة معيّنا في مناصب رئيسية مقربين منه معروفين بنهجهم المتشدد حيال الصين، على غرار سيناتور فلوريدا النافذ ماركو روبيو الذي يرجح توليه وزارة الخارجية.

ويدعو روبيو أيضا إلى تشديد العقوبات الأميركية على إيران على خلفية التقدم الحاصل في برنامجها النووي.