إيلون ماسك يحشد دعم «وادي السيليكون» لترمب

الملياردير إيلون ماسك (أ.ب)
الملياردير إيلون ماسك (أ.ب)
TT

إيلون ماسك يحشد دعم «وادي السيليكون» لترمب

الملياردير إيلون ماسك (أ.ب)
الملياردير إيلون ماسك (أ.ب)

تتجه الأسماء الكبيرة بمجال التكنولوجيا في أميركا إلى دعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وهو تحول من المرجح أن يتسارع بعد التزام الملياردير إيلون ماسك بتخصيص نحو 45 مليون دولار شهرياً للجنة العمل السياسي العليا (America PAC) المؤيدة للمرشح الجمهوري وانضمام الرأسمالي الاستثماري السابق جي دي فانس إلى السباق الرئاسي نائباً لترمب.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، تخلل هذان التطوران تغييراً ثقافياً يختمر في «وادي السيليكون» الليبرالي تقليدياً، حيث أعلن المستثمرون والمديرون التنفيذيون دعمهم لترمب بعد الأداء الضعيف للرئيس جو بايدن في المناظرة ورد فعل ترمب على محاولة الاغتيال التي استهدفته. ويساعد الدعم المتزايد بين المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا في تغذية جهود حملة ترمب بأموال من الجهات المانحة المليئة مالياً.

حصلت «America PAC» على الدعم من شركاء ماسك أيضاً، بمن في ذلك المستثمر التكنولوجي جو لونسديل؛ وأنطونيو غراسياس، مدير «تسلا» السابق وعضو مجلس إدارة «سبيس إكس» الحالي؛ المستثمر كينيث هويري؛ والشريكان في شركة «سيكويا كابيتال» شون ماغواير ودوغ ليون، اللذان نددا بترمب علناً بعد أحداث 6 يناير (كانون الثاني) في مبنى «الكابيتول».

أخبر مارك أندريسن وبن هورويتز، مؤسسا شركة رأس المال الاستثماري «أندريسن هورويتز»، الموظفين، أول من أمس (الاثنين)، أنهما يعتزمان المساهمة بأموال شخصية لدعم المنظمات السياسية المؤيدة لترمب، وفقاً لأشخاص مطلعين على الاجتماع. وقالا إنهما اتخذا القرار بعد أن خلصا إلى أن ترمب سيفعل أكثر من بايدن لدعم الشركات الناشئة.

تغير ثقافي

مال عدد من المديرين التنفيذيين والموظفين في مجال التكنولوجيا بشكل أكبر إلى اليمين السياسي في السنوات الأخيرة، غالباً رداً على سياسات إدارة بايدن. وكان دافع البعض منهم هو قضايا ذات أهمية شخصية بالنسبة لهم مثل دعم إسرائيل ومعارضة مبادرات التنوع. لكن كثيرين كانوا منزعجين من الطريقة التي اتبعتها إدارة بايدن في ملاحقة الشركات التكنولوجية الكبيرة وكيفية تنظيم العملات المشفرة.

وقال الجمهوري بوريس فيلدمان، وهو محامٍ مخضرم عمل لشركات التكنولوجيا: «في النهاية، يصوت الناس وفقاً لمصالحهم المالية. بالنسبة للمديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا، فإن فكرة أن كل عملية استحواذ يرغبون في القيام بها خلال السنوات القليلة المقبلة سوف تتعرض للهجوم - حتى لو فازوا بها فسوف تظل مقيدة لسنوات - تجعلهم يميلون لدعم ترمب».

وعزا ماسك وغيره من الشخصيات التكنولوجية المؤيدة لترمب مواقفهم جزئياً إلى المواقف التي يتبناها الديمقراطيون. قال ماسك، أمس، إنه سينقل مقر اثنتين من شركاته، «X» و«SpaceX»، إلى تكساس بسبب قانون جديد في ولايتهم الحالية كاليفورنيا يمنع المدارس من إلزام المعلمين بإخطار العائلات إذا قام الطلاب بتغيير هويتهم الجنسية.

كان دعم «وادي السيليكون» لبايدن قوياً في الحملة الحالية، وفقاً لتحليل المجلة لبيانات لجنة الانتخابات الفيدرالية. ومن بين كبار المتبرعين الرئيس التنفيذي السابق لشركة «Alphabet» إريك شميدت، ومستثمرو التكنولوجيا لورين باول جوبز وجون دوير ورون كونواي. وقد تبرع ريد هوفمان، المؤسس المشارك لموقع «لينكد إن» وصاحب رأس المال الاستثماري، وحده بأكثر من 8 ملايين دولار لدعم جهود إعادة انتخاب بايدن.

بعض مؤيدي ترمب التكنولوجيين دعموا الديمقراطيين في الماضي. أيد أندريسن هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية عام 2016، قائلاً في ذلك الوقت إنه يعارض مواقف ترمب بشأن الهجرة. ولم يؤيد علناً مرشحاً رئاسياً في عام 2020.

مافيا «باي بال»

كان التحول العام تجاه ترمب في صناعة التكنولوجيا هدفاً حديثاً لمجموعة من المديرين التنفيذيين والمستثمرين المعروفين باسم مافيا «باي بال»، الذين ساعدوا في إنشاء شركة المدفوعات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ومن بينهم ماسك وهوري والمستثمر المغامر ديفيد ساكس، الذين كانوا يطلبون التبرعات لترمب علناً.

تضم مافيا «باي بال» أيضاً صاحب رأس المال الاستثماري بيتر ثيل، الذي تحدث في المؤتمر الجمهوري لعام 2016، لكنه قال إنه لا يخطط لتبرعات سياسية لمرشح الحزب الجمهوري في هذه الدورة.

فانس معروف لدى مافيا «باي بال»؛ عمل المرشح لمنصب نائب الرئيس لدى بيتر ثيل في «وادي السيليكون» قبل أن يؤسس شركته الخاصة في مجال رأس المال الاستثماري، التي تسمى «Narya Capital» والتي تستثمر في أميركا الوسطى. إلى جانب ثيل، كان من بين الداعمين الآخرين لـ«Narya Capital» كل من شميدت وأندريسن من شركة «Alphabet».

في عام 2022، دعم ثيل ترشيح فانس لمجلس الشيوخ في ولاية أوهايو.

12 مليون دولار لجمع التبرعات

قبل الانضمام إلى «التذكرة الرئاسية»، ساعد فانس في ربط ترمب بأموال «وادي السيليكون». وفي حملة لجمع التبرعات في شهر يونيو (حزيران) في منزل ساكس في سان فرنسيسكو – وهو صديق لسيناتور ولاية أوهايو – قدم فانس ترمب إلى الجمهور.

وتحدث فانس عن تطوير الذكاء الاصطناعي، وتخفيف لوائح العملة المشفرة، وغيرهما من القضايا التي تدور في أذهان الحضور. وحضر هذا الحدث حوالي 80 شخصاً، حيث تناولوا وجبة خفيفة من السلطعون وتبرعوا بما مجموعه 12 مليون دولار.

وصوّت بعض الحاضرين لصالح هيلاري كلينتون أو بايدن في الانتخابات السابقة، بمن في ذلك شيرفين بيشيفار، وهو صاحب رأس مال مغامر شارك في استضافة الحدث.

وقال بيشيفار: «إذا نظرت إلى إدارة بايدن، فقد عين مجموعة من الأشخاص الذين هم حرفياً نشطاء في لجنة الأوراق المالية والبورصة، وفي إدارة الغذاء والدواء، وفي لجنة الاتصالات الفيدرالية، وكانوا يسنون سياسات لا تدعم الابتكار».


مقالات ذات صلة

منفذ محاولة اغتيال ريغان: العنف ليس الطريق الصحيح

الولايات المتحدة​ جون هينكلي جونيور (أ.ف.ب)

منفذ محاولة اغتيال ريغان: العنف ليس الطريق الصحيح

علّق جون هينكلي جونيور، الذي حاول اغتيال رونالد ريغان في عام 1981، على محاولة اغتيال دونالد ترمب الأخيرة، بقوله إن «العنف ليس الطريق الصحيح».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

تقرير: بايدن أصبح «أكثر تقبّلاً» للنقاشات حول انسحابه من السباق الرئاسي

كشف تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» عن أن بايدن أصبح في الأيام القليلة الماضية «أكثر تقبّلاً» لسماع الحجج والدعوات التي تطالبه بالانسحاب من السباق الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ يحضر الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري لعام 2024 دونالد ترامب اليوم الثالث من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري لعام 2024 في منتدى فيسيرف في ميلوكي بضمادة كبيرة على أذنه (أ.ف.ب)

تضامناً مع ترمب... «ضمادة الأذن» تغزو الحزب الجمهوري (صور)

تضامناً مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعد تعرضه لمحاولة اغتيال أدت إلى إصابته بأذنه اليمنى، أصبحت ضمادات الأذن من الأكسسوارات اليومية للجمهوريين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة نشرها موقع TMZ الأميركي يقترض أنها لماثيو كروكس قبيل إطلاق النار عليه

«الخدمة السرية» اشتبه في تصرفات كروكس قبل محاولته اغتيال ترمب بساعة

كشف تقرير جديد عن أن جهاز الخدمة السرية اشتبه في تصرفات توماس ماثيو كروكس، منفذ محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قبل ساعة من تنفيذه الهجوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق جيمس ديفيد فانس وجدّته «ماماو» في لقطة من فيلم Hillbilly Elegy (نتفليكس)

«ماماو»... وراء جيمس ديفيد فانس جدّةٌ عظيمة

عاد فيلم Hillbilly Elegy، الذي يروي جزءاً من سيرة جيمس ديفيد فانس، إلى الصدارة على «نتفليكس» بعد أن سمّاه ترمب نائباً له في السباق إلى الرئاسة الأميركية.

كريستين حبيب (بيروت)

اعتقال رجل في فلوريدا بعد توجيهه تهديدات لبايدن

الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء نزوله من الطائرة الرئاسية (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء نزوله من الطائرة الرئاسية (رويترز)
TT

اعتقال رجل في فلوريدا بعد توجيهه تهديدات لبايدن

الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء نزوله من الطائرة الرئاسية (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء نزوله من الطائرة الرئاسية (رويترز)

أعلنت السلطات الأميركية، يوم الأربعاء، القبض على رجل في فلوريدا بتهمة توجيه تهديدات للرئيس الأميركي جو بايدن، بعد أيام فقط على محاولة اغتيال منافسه الجمهوري دونالد ترمب.

وقال مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الشمالية في فلوريدا إن جيسون باتريك ألداي (39 عاماً) اعتُقل (الاثنين)، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف المكتب في بيان، الأربعاء، أنّ ألداي الذي يتحدّر من كوينسي بولاية فلوريدا «بعث رسائل تهديد ووجّه تهديدات إلى الرئيس جو بايدن ومسؤولين فيدراليين آخرين».

ووفقاً للشكوى الجنائية، وجّه ألداي تهديداته لبايدن أثناء دخوله إلى منشأة للصحة العقلية في تالاهاسي بولاية فلوريدا الشهر الماضي.

ويُزعم أنه وجّه مزيداً من التهديدات في منشورات على منصّة «إكس». وصدر أمر باحتجاز ألداي على ذمّة المحاكمة.

وأصيب ترمب (78 عاماً) في أذنه عندما فتح مسلّح النار خلال تجمّع انتخابي، السبت، في بتلر بولاية بنسلفانيا.

وقُتل المسلّح توماس ماثيو كروكس البالغ 20 عاماً وأحد المشاركين في التجمّع الانتخابي برصاص قنّاصة الخدمة السرّية.