ترمب يراهن على فانس لتكريس «الترمبية» بين الجمهوريين

إذا فاز الرئيس السابق سيكون نائبه الأوفر حظاً لسباق الرئاسة عام 2028

الرئيس السابق دونالد ترمب مصافحاً جيمس فانس (رويترز)
الرئيس السابق دونالد ترمب مصافحاً جيمس فانس (رويترز)
TT

ترمب يراهن على فانس لتكريس «الترمبية» بين الجمهوريين

الرئيس السابق دونالد ترمب مصافحاً جيمس فانس (رويترز)
الرئيس السابق دونالد ترمب مصافحاً جيمس فانس (رويترز)

تُجمِع العديد من التعليقات والتحليلات التي حفلت بها الصحافة الأميركية، على أن اختيار الرئيس السابق دونالد ترمب،للسيناتور الجمهوري «المغمور» جيمس ديفيد فانس، نائباً له على بطاقة الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، هو إشارة إلى محاولته توسيع «الترمبية» السياسية على المدى الطويل.

ومنذ ما يقرب من 9 سنوات، تحوّل ترمب إلى الوجه الوحيد للسياسة الجمهورية، والزعيم بلا منازع لحركة «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، ومع اختياره لفانس بدا أنه يدفع به ليكون طليعة القيادة السياسية الجديدة والشابة للحزب الجمهوري.

الرئيس السابق دونالد ترمب في اليوم الأول لمؤتمر الحزب الجمهوري... حيث ظهر بضمادة على أذنه اليمنى بعد محاولة اغتياله السبت (أ.ب)

ومع القيود الدستورية التي تمنع أي شخص من تولّي الرئاسة الأميركية أكثر من فترتين، فقد أضاف ذلك إلحاحاً إضافياً إلى مسألة ما سيأتي بعد ذلك، بالنسبة لما بات يُعرف بـ«الترمبية»، في إشارة إلى الحركة التي ارتبطت بشكل كبير بترمب، الذي نجح في تحويل الحزب الجمهوري بشكل كامل.

وإذا فاز ترمب في انتخابات هذا العام، سيصبح السيناتور الجديد، البالغ 39 عاماً، على الفور المرشح الأوفر حظاً للسباق الرئاسي الجمهوري لعام 2028، وقد لا يترك البيت الأبيض إلّا في العام 2037، إذا فاز مرتين بالرئاسة.

جيل الألفية الشاب

ويُعدّ فانس أول جيل من جيل الألفية يحصل على منصب كبير، وكان إلى حد بعيد الأكثر عدوانيةً في تفضيلات ترمب من بين المرشحين الذين تم تداولهم.

وخلال تعليقاته ومقابلاته التي سبقت اختياره، كان ترمب واضحاً في تفضيله لفانس، وأنه سيكون الخيار الأكثر موثوقيةً؛ فهو من قدامى المحاربين في مشاة البحرية، وسياسي أعاد تشكيل نفسه تماماً باعتباره متحمساً لحركة «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى».

وفي الأشهر الأخيرة كان دفاعه العدواني عن ترمب، حتى في وسائل الإعلام الرئيسية، هو الذي ساعده على الظهور أمام الرئيس السابق باعتباره وريثاً جديراً.

وبوصفه متحدثاً لبقاً دافع فانس بلا كلل عن ترمب في نشرات الأخبار، وضمن الطريق للوصول إلى قلب مرشح الجمهوريين للرئاسة، خصوصاً بعد استمتاعه بالسجال مع «وسائل الإعلام المعادية» للرئيس السابق، الأمر الذي دفع ترمب للقول بأنه سيكون منافساً رئيسياً لكمالا هاريس في أي مناظرة معها.

تبنى أفكار ترمب

يتبنّى فانس أيضاً بعض الأفكار الأكثر تطرفاً وبعيدة المدى المتوافقة مع ترمب، بما في ذلك دعوته ذات مرة إلى إقالة «كل موظف مدني في الدولة الإدارية»، وفي الأيام الماضية ألقى باللوم على الرئيس بايدن والديمقراطيين في الخطاب الذي «أدّى مباشرةً إلى محاولة اغتيال الرئيس ترمب».

يأمل الجمهوريون أن يؤدي اختياره إلى تعزيز التوجهات الديموغرافية الجديدة للحزب الجمهوري لدى الطبقة العاملة، والشباب، خصوصاً بعدما روى في كتابه «مرثاة هيلبيلي»، نشأته الصعبة في المناطق الفقيرة في ولايتي أوهايو وكنتاكي، وأصبح كتابه الأكثر مبيعاً، والأكثر قراءةً تقريباً من قِبل الليبراليين، الذين يسعون إلى فهم كيف أخفق الديمقراطيون في الانتخابات، التي خرج فيها الناخبون البِيض من الطبقة العاملة بأعداد قياسية لانتخاب ترمب.

وقال الحاكم الجمهوري لأوهايو مايك ديواين: «لقد شهدنا حركة في الحزب الجمهوري لجذب المزيد من العمال ذوي الياقات الزرقاء، واختيار فانس استمرار لذلك».

الرئيس السابق دونالد ترمب وجيمس فانس خلال مؤتمر الحزب الجمهوري (رويترز)

وأضاف ديواين، بشأن بعض القضايا، بما في ذلك سياساته الخارجية، وموقفه من حرب أوكرانيا، والمساعدات التي تقدمها واشنطن، فإن اختياره يُظهر أن الرئيس السابق «يريد شخصاً قريباً منه في السياسة»، وعدّ اختيار فانس أيضاً بمثابة انتصار للقوى الأكثر انعزالية، التي تضغط من أجل آيديولوجية «أميركا أولاً».

الحرس الآيديولوجي

وبدا واضحاً منذ اليوم الأول لمؤتمر الحزب الجمهوري، حين صاحَب ظهور فانس أمام المؤتمِرين ارتفاع أصوات الاستحسان، في حين أثار ظهور وجه السيناتور ميتش ماكونيل، وهو تجسيد للحزب الجمهوري في فترة ما قبل ترمب، صيحات الاستهجان عندما ظهر على الشاشات الكبيرة فوق المندوبين، وهو ما عُدّ تكريساً للتغيير الذي حصل على «الحرس الآيديولوجي» في الحزب الجمهوري.

وكان تاكر كارلسون، مقدّم البرامج السابق الشهير في محطة «فوكس نيوز»، الذي من المقرر أن يُلقي كلمة في المؤتمر في وقت لاحق من الأسبوع، من بين أولئك الذين شادوا باختيار فانس، وفي إحدى الفعاليات التي أقيمت، الاثنين، قال كارلسون إن أقوى حجة لعضو مجلس الشيوخ في فترة ولايته الأولى كانت في الأعداء الذين جمعهم؛ لأنه تمكّن عبر معارضته الصريحة للتدخلات العسكرية الأميركية في الخارج «من حشد كل شخص سيئ التقيت به طوال حياتي في واشنطن، كان متحالفاً ضد فانس».

جيمس فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس... وخلفه لارا ترمب نائبة رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري (رويترز)

ويرى البعض أنه في المدى القريب، من المتوقع أن يقوم فانس بتضخيم رؤية ترمب، بدلاً من إعادة تشكيلها، فهو وصل على بطاقة الترشح، سواء فيما يتعلق بالشؤون الخارجية أو الداخلية، عبر التركيز بدرجة أقل على خفض الإنفاق، وبشكل أكبر على خفض حجم الحكومة الإدارية، والتشكّك في التدخل في الخارج.

ورغم ذلك، لا يُنظر إلى فانس على أنه الاختيار الآمن سياسياً؛ إذ لم يمضِ على شَغله منصباً عاماً أكثر من 18 شهراً، عندما انتُخب عام 2022 للمرة الأولى عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، ولم يسبق له أن خاض أي انتخابات رئاسية، على عكس كبار المتنافسين الآخرين، السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا، وحاكم داكوتا الشمالية دوغ بورغوم، اللذَين كانا من بين الاختيارات.


مقالات ذات صلة

إيران ترفض تقارير أميركية بشأن تخطيطها لاغتيال ترمب

شؤون إقليمية صورة عامة لمؤتمر الجمهوريين في ميلووكي (أ.ف.ب)

إيران ترفض تقارير أميركية بشأن تخطيطها لاغتيال ترمب

«سترد إيران بشكل متناسب على السلوك المنطقي والصحيح والمبني على الاحترام، والمتوقع من أميركا بهذا الصدد أن تعود إلى (خطة العمل الشاملة المشتركة - الاتفاق النووي»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات دونالد ترمب إلى جانب جي دي فانس (رويترز)

«خبر سيئ» لأوكرانيا... خبراء أوروبيون يحذرون من اختيار فانس نائبا للرئيس

يُعدّ اختيار المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترمب، جيمس ديفيد (جي دي) فانس لمنصب نائب الرئيس سبباً في إثارة المخاوف في أوروبا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث الى الملياردير إيلون ماسك (أرشيف - أ.ب)

ما تأثيرات فوز ترمب بالرئاسة على إمبراطورية إيلون ماسك؟

من المتوقع أن يكون لتأييد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، لدونالد ترمب تأثير كبير على إمبراطوريته، وفقاً لما رجحه تقرير صحافي جديد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

تغريدات وتوسط حلفاء وربما «إيلون ماسك»... نتنياهو يحاول إصلاح علاقته بترمب

كشف تقرير نشره موقع «أكسيوس» الإخباري عن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل بشكل مكثف خلف الكواليس لإصلاح علاقته بترمب

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب مُحاط بأفراد من الخدمة السرية الأميركية بعد إطلاق النار عليه (رويترز)

فتح تحقيق في طريقة تعامل الخدمة السرية مع تجمع ترمب الانتخابي

فتحت وزارة الأمن الداخلي الأميركية تحقيقا في تخطيط جهاز الخدمة السرية للتجمع الانتخابي لدونالد ترمب في ولاية بنسلفانيا، والذي شهد محاولة اغتيال المرشح الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بايدن يدعو لحظر نوع السلاح المُستخدم في محاولة اغتيال ترمب

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال اجتماع لـ«الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين» في لاس فيغاس (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال اجتماع لـ«الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين» في لاس فيغاس (رويترز)
TT

بايدن يدعو لحظر نوع السلاح المُستخدم في محاولة اغتيال ترمب

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال اجتماع لـ«الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين» في لاس فيغاس (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال اجتماع لـ«الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين» في لاس فيغاس (رويترز)

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الثلاثاء، إلى حظر الأسلحة النارية نصف الآلية من النوع الذي استُخدم، السبت، في محاولة اغتيال منافسه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية دونالد ترمب.

ووفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية، قال بايدن في اجتماع لـ«الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين» في لاس فيغاس «انضمّوا إليّ في إخراج أسلحة الحرب هذه من شوارع أميركا. تمّ استخدام سلاح من طراز إيه آر-15 بإطلاق النار على دونالد ترمب... حان الوقت لحظره».

وتعهد الرئيس الأميركي بمواصلة مسعاه للفوز بفترة جديدة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) وهاجم سجل ترمب كرئيس، في أول خطاب سياسي له منذ محاولة اغتيال منافسه الجمهوري حيث استُقبل بهتاف «أربع سنوات أخرى».

وقال بايدن إنه ممتن لأن ترمب لم يُصب بأذى كبير خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا، يوم السبت، لكنه انتقده بشدة على مجموعة مختلفة من الجبهات منها طريقة تعامله مع الاقتصاد خلال جائحة فيروس كورونا.

وأضاف «دعوني أكرر ذلك لأن ترمب يكذب بشدة بشأن هذا الأمر، فقد وصلت البطالة بين السود إلى مستوى قياسي منخفض في ظل إدارة بايدن و(نائبة الرئيس كاملا) هاريس».

ووبخ ترمب لزعمه في مرحلة ما أن الرئيس السابق باراك أوباما ليس مواطناً أميركياً، ولإشارته إلى «وظائف السود» في مناظرتهما يوم 27 يونيو (حزيران).

ودفعت محاولة اغتيال ترمب، يوم السبت، حملة بايدن إلى سحب إعلاناتها التلفزيونية وإلغاء الهجمات اللفظية على الرئيس السابق والتركيز بدلاً من ذلك على رسالة الوحدة.

وكانت استراتيجية الحملة في السابق هي التركيز على الانتقادات الشديدة لترمب باعتباره تهديداً للديمقراطية الأميركية وتسليط الضوء على عدم الاعتراف بخسارته في انتخابات عام 2020 وإداناته بارتكاب جرائم.

وهي تحاول الآن التعبير عن رسالة أقل تشدداً لا تزال تقوم على إظهار التناقض بين نهج المرشحين ومواقفهما.

والجمعية الوطنية للنهوض بالملونين أقدم وأكبر منظمة للحقوق المدنية في الولايات المتحدة، وهي دائرة انتخابية رئيسية للحزب الديمقراطي. وبينما أقبل الناخبون السود بكثافة للتصويت لصالح بايدن في 2020، أظهرت استطلاعات الرأي تراجع دعمهم له في هذه الانتخابات.