ستورمي دانيالز تتعرض لاستجواب ناري من محامي ترمب

يوم عاصف في قضية «أموال الصمت» لـ«تكذيب» قصة العلاقة

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى المحكمة في نيويورك (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى المحكمة في نيويورك (رويترز)
TT

ستورمي دانيالز تتعرض لاستجواب ناري من محامي ترمب

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى المحكمة في نيويورك (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى المحكمة في نيويورك (رويترز)

شهدت محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بقضية «أموال الصمت»، يوماً عاصفاً آخر، الخميس، في نيويورك مع استجواب ناري من وكلاء الدفاع عنه للشاهدة الرئيسية، الممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيالز؛ في محاولة لتكذيب ادعاءاتها عن إقامة علاقة غير مرغوب فيها معه عام 2006، وأنه دفع لها مبلغ 130 ألف دولار عام 2016 ثمناً لسكوتها خلال حملة انتخابية أوصلته في نهاية المطاف إلى البيت الأبيض.

ومثّل استجواب دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، للمرة الثانية، الخميس، بعد استجوابها للمرة الأولى، الثلاثاء، نقطة محورية في القضية التي يواجه فيها ترمب 34 تهمة بتزوير سجلات تجارية لطمس دفع هذه المبالغ، عبر محاميه السابق مايكل كوهين، الذي يتوقع أن يقدم أيضاً شهادته في موعد لم يحدد مسبقاً.

الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز تدخل محكمة الجنايات في نيويورك (أ.ف.ب)

وسعى محامو ترمب إلى تقويض صدقية الممثلة الإباحية، التي كشفت، للمرة الأولى، تفاصيل اللقاء مع ترمب، وهو أول رئيس أميركي يواجه محاكمة جنائية، ويمكن أن يواجه السجن أو يخضع لرقابة قضائية إذا قررت هيئة المحلفين؛ المؤلفة من 12 شخصاً و6 بدلاء، أنه «مذنب»، رغم أنه المرشح المرجح والأوفر حظاً للفوز ببطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وحتى إذا فاز ضد خصمه المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً، الرئيس جو بايدن، في هذا السباق إلى البيت الأبيض.

ويقول ممثلو الادعاء إن جهود ترمب لإخفاء المسار الورقي أفسدت انتخابات عام 2016 من خلال منع الناخبين من التعرف على قصة ربما تكون قد أثّرت في تصويتهم.

«أمور كاشفة»

وقبيل دخوله قاعة محكمة الجنايات في مانهاتن، كرر ترمب أن القضية هي محاولة ذات دوافع سياسية للتدخل في حملته للانتخابات الرئاسية، بعد أقل من ستة أشهر. وقال، للصحافيين: «أعتقد أنكم سترون بعض الأمور الكاشفة جداً»، مشيراً إلى تمكن فريقه القانوني، الثلاثاء، من إحداث بعض الثغرات في رواية دانيالز عن علاقتها معه.

وأثناء الاستجواب، اعترفت دانيالز بأنها لم تقل دائماً الحقيقة في شأن هذه العلاقة، وبأنها رفضت أن تدفع لترمب حكماً بأكثر من 500 ألف دولار نتيجة دعوى تشهير فاشلة أقامتها ضده. وبالإضافة إلى ذلك، لم تقدم دانيالز تفسيراً واضحاً حول سبب سماحها لترمب بشراء سكوتها، بعدما قررت كشف تفاصيل العلاقة. وكذلك أقرت بأنها «تكره» ترمب وترغب في رؤيته بالسجن. وركز محامو ترمب على قولها عام 2018 إنها لم تُقم علاقة حميمة مع ترمب. وأظهرت وكيلة الدفاع عن ترمب، المحامية سوزان نيتشلز، للمحلّفين بيانين وقّعتهما دانيالز، عام 2018، لنفي وجود علاقة غرامية مع ترمب. وردّت دانيالز: «فلنكن واضحين، أنا لم أكتب هذا»، بل «جرى تسليمها لي، وقيل لي إنه يجب عليَّ التوقيع عليها» لقبولها السكوت عن العلاقة.

ووجهت نيتشلز أيضاً اتهامات لدانيالز بأنها حاولت الاستفادة من لقائها مع ترمب واختلاق أجزاء من قصتها. واعترفت دانيالز بأنها أخبرت بعض وسائل الإعلام، على مر السنين، بأن اللقاء مع ترمب كان حميمياً، وأخبرت آخرين بأنها خلاف ذلك. وعندما سألتها نيتشلز: «أليست حقيقة أن ما قلتِه يعتمد على من سيدفع لك المال؟»، فأجابت دانيالز بأن الأمر ليس كذلك.

ورغم ذلك، تُعد شهادة دانيالز هامشية إلى حد ما في القضية، وقصتها مع ترمب قد لا تهم الناخبين الذين سمعوا سابقاً قصصاً أخرى مشابهة عنه.

ترمب والقاضي

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متحدثاً إلى الصحافيين قبيل دخوله المحكمة في نيويورك (أ.ف.ب)

وجادل وكلاء الدفاع عن ترمب بالقدر نفسه، الثلاثاء، عندما سعوا دون جدوى إلى إبطال المحاكمة، قائلين إنها «أثارت» هيئة المحلفين بتفاصيل غير ضرورية. ومن الواضح أن شهادة دانيالز أحبطت الرئيس السابق، الذي همس في وقت بأن كلامها «هراء»، مما دفع القاضي خوان ميرشان إلى تحذيره من تخويف الشهود.

وفرض ميرشان غرامة قدرها عشرة آلاف دولار على ترمب بسبب تصريحاته عن المحلفين والشهود في المحاكمة، وحذر من أن مزيداً من الانتهاكات لأمر حظر النشر المعمول به قد يؤدي إلى سجنه.

ويُنظَر إلى هذه القضية على نطاق واسع على أنها الأقل أهمية من المحاكمات الجنائية الأربع التي يواجهها ترمب. لكن فرص المحاكمة في القضايا الثلاث الأخرى، قبل انتخابات 5 نوفمبر المقبل، صارت غير مرجحة. وأُرجئت إحدى القضايا الفيدرالية في واشنطن العاصمة، حيث يواجه ترمب تهماً بمحاولة إلغاء خسارته في انتخابات عام 2020 أمام بايدن، انتظاراً لحكم المحكمة العليا الأميركية في شأن الحصانة المطلقة التي طلبها الرئيس السابق. كما أن قضية ولاية جورجيا التي تتهم ترمب بالتدخل في الانتخابات معلَّقة أيضاً انتظاراً لحكم محكمة الاستئناف في طلب تنحية المدعية العامة فاني ويليس، التي كانت لها علاقة مدَّعٍ عام آخر لم يعد مشاركاً في القضية. وكذلك أرجئت قضية فيدرالية أخرى في فلوريدا تتهمه بسوء التعامل مع وثائق سرية إلى أجل غير مسمى، حيث تنظر القاضية في اعتراضات قانونية من وكلاء الدفاع عن ترمب.


مقالات ذات صلة

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
أوروبا القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك (إ.ب.أ)

«سفاح النرويج» يطلب الإفراج المشروط للمرة الثانية

مَثُل القاتل النرويجي، أندرس بيرينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في حادث تفجير وإطلاق نار عشوائي عام 2011، أمام المحكمة، الثلاثاء، لحضور جلسة استماع بشأن إطلاق

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية عائلات الأطفال ضحايا عصابة حديثي الولادة في وقفة أمام المحكمة في إسطنبول رافعين لافتات تطالب بأقصى عقوبات للمتهمين (أ.ف.ب)

تركيا: محاكمة عصابة «الأطفال حديثي الولادة» وسط غضب شعبي واسع

انطلقت المحاكمة في قضية «عصابة الأطفال حديثي الولادة» المتورط فيها عاملون في القطاع الصحي والتي هزت تركيا منذ الكشف عنها وتعهد الرئيس رجب طيب إردوغان بمتابعتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا رئيس مجلس إدارة شركة نيسان السابق كارلوس غصن خلال مؤتمر صحافي في مدينة جونية بلبنان، 29 سبتمبر 2020 (أ.ف.ب)

طلب محاكمة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي وكارلوس غصن بتهمة الفساد

طلبت النيابة العامة المالية الوطنية الفرنسية محاكمة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي ورئيس مجموعة «رينو - نيسان» السابق كارلوس غصن أمام محكمة الجنايات.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
TT

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

استعرضت صحيفة «الغارديان» البريطانية وجهات نظر بيت هيغسيث، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الدفاع، تجاه كثير من التحالفات الأميركية الرئيسة؛ مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ودول حليفة مثل تركيا، ومؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة، في كتابين صدرا مؤخراً.

وأضافت أن هيغسيث الذي سيقود الجيش الأميركي ربط السياسة الخارجية الأميركية بالكامل تقريباً بأولوية إسرائيل، التي يقول عنها: «إذا كنت تحب أميركا، فيجب أن تحب إسرائيل».

وذكر أن الجيش الأميركي يجب أن يتجاهل اتفاقيات جنيف وأي قوانين دولية تحكم سلوك الحرب، وبدلاً من ذلك «يجب إطلاق العنان له ليصبح قوة قاسية وفتاكة ومجهزة لكسب حروبنا وفقاً لقواعدنا الخاصة».

وقالت إن وجهات نظر هيغسيث السياسية قد تثير مخاوف بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسي، وتصعيد التوترات مع إيران، العدو اللدود لإسرائيل، وإفلات مجرمي الحرب الأميركيين من العقاب، مثل أولئك الذين أقنع ترمب بالعفو عنهم في ولايته الأولى.

وقال توم هيل، المدير التنفيذي لمركز السلام والدبلوماسية، لـ«الغارديان»، إن ترشيح هيغسيث يعكس حقيقة مفادها أن «أحد أسس الدعم التي يدين بها دونالد ترمب هي الحركة الإنجيلية القومية المسيحية».

وقال هيل إن هيغسيث «يقدم سياسة إسرائيل وتشويه السياسة الخارجية لصالح إسرائيل مكافأة لهذه القاعدة القومية المسيحية».

وفي كتابه «الحملة الصليبية الأميركية»، الذي نُشر عام 2020، يسأل هيغسيث: «لماذا نمول الأمم المتحدة المناهضة لأميركا؟ لماذا تركيا الإسلامية عضو في (الناتو)؟».

وفي هذا الكتاب، ينتقد هيغسيث قوة حفظ السلام التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي أُرسلت إلى أفغانستان في عام 2006، مع ادعاءات تستند إلى خدمته الخاصة في أفغانستان: «على زي التمويه الخاص بي، ارتديت العلم الأميركي على كتفي وشارة إيساف على الآخر»، يكتب، مضيفاً: «كانت النكتة الجارية للقوات الأميركية في أفغانستان أن شارة إيساف تعني في الواقع (رأيت الأميركيين يقاتلون)».

ومثل ترمب، يصف هيغسيث حلفاء «الناتو» بأنهم لا يدفعون أموالاً: «حلف (الناتو) ليس تحالفاً، إنها ترتيبات دفاعية لأوروبا، تدفعها وتمولها الولايات المتحدة».

كما يدمج هيغسيث انتقاداته لحلف شمال الأطلسي في مزاعم عن نهاية العالم على غرار «الاستبدال العظيم» للهجرة الأوروبية.

ويقول: «لقد سمحت أوروبا لنفسها بالفعل بالغزو. لقد اختارت عدم إعادة بناء جيوشها، وتقبلت بسعادة استعداد أميركا للقتال والفوز بالحروب».

ويشعر هيغسيث بالغضب بشكل خاص من ضم تركيا إلى حلف شمال الأطلسي، ويزعم أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «يحلم علانية باستعادة الإمبراطورية العثمانية»، وهو «لديه رؤى إسلامية للشرق الأوسط».

وكتب هيغسيث: «إن الدفاع عن أوروبا ليس مشكلتنا؛ لقد كنا هناك وفعلنا ذلك مرتين»، مضيفاً: «حلف شمال الأطلسي هو من بقايا الماضي ويجب إلغاؤه وإعادة صياغته من أجل الدفاع عن الحرية، وهذا ما يقاتل من أجله ترمب».

من ناحية أخرى، يصف الأمم المتحدة بأنها «منظمة عالمية بالكامل تعمل بقوة على تعزيز أجندة معادية لأميركا وإسرائيل والحرية، وهذه مجموعة من القواعد للولايات المتحدة وإسرائيل، ومجموعة أخرى للجميع».

وعن وصف هيغسيث لتركيا بأنها «إسلامية»، وهو الوصف نفسه الذي يستخدمه لتنظيمات مسلحة مثل «داعش»، قال هيل: «هذا خطاب متطرف يحاول تصوير الحلفاء باعتبارهم جهات فاعلة غير شرعية».

ويعكس اعتقاد هيغسيث بتحيز الأمم المتحدة ضد إسرائيل أعمق التزاماته الواضحة: أي رؤية للتعاون الدولي متجذرة في دعمه لإسرائيل، الذي يصوغه في بعض الأحيان بمصطلحات دينية.

ففي فقرة بكتابه «العالم في زمن الحرب»، يقدم دعمه لإسرائيل باعتباره تجديداً للحروب الصليبية في العصور الوسطى.

وذكر: «لحظتنا الحالية تشبه إلى حد كبير القرن الحادي عشر، ونحن لا نريد القتال، ولكن مثل إخواننا المسيحيين قبل ألف عام، يجب أن نفعل ذلك. نحن بحاجة إلى حملة صليبية أميركية».

ويضيف: «نحن المسيحيين - إلى جانب أصدقائنا اليهود وجيشهم الرائع في إسرائيل - بحاجة إلى الدفاع عن أنفسنا، وبالنسبة لنا كصليبيين أميركيين، تجسد إسرائيل روح حملتنا الصليبية الأميركية».

وتابع: «إذا كنت تحب هذه الأشياء: الإيمان، والأسرة، والحرية، فتعلم أن تحب دولة إسرائيل».

صورة أرشيفية لبيت هيغسيث خلال توجهه إلى المصعد للقاء الرئيس المنتخب دونالد ترمب بنيويورك في 15 ديسمبر 2016 (أ.ب)

وقال هيل إن القومية المسيحية التي يتبناها هيغسيث، والتي ترجع جذورها إلى المسيحية الأصولية، تشكل مفتاحاً لفهم وجهة نظره بشأن إسرائيل.

وأضاف: «هو يركز على إسرائيل في كل شيء بسبب اللاهوت ونهاية العالم وتفسير نبوي لسفر الرؤيا - المجيء الثاني، وهرمجدون، وعودة المسيح، وهو أمر مهم حقاً، وإسرائيل تشكل محوراً لهذا العلم نهاية العالم».

وذكرت الصحيفة في وقت سابق أن هيغسيث، يحمل وشماً لشعار الصليبيين على نحو مماثل للصراع ضد «الأعداء الداخليين» بوصفه «حملة صليبية» أو «حرباً مقدسة».

وفي كتابه «الحرب الصليبية»، يربط بشكل صريح بين هذه الحملة الصليبية المحلية ودعمه لإسرائيل، فكتب: «لدينا أعداء محليون، ولدينا حلفاء دوليون، لقد حان الوقت للوصول إلى الأشخاص الذين يقدرون المبادئ نفسها، وإعادة تعلم الدروس منها، وتكوين روابط أقوى».

وأضاف أن «النزعة الأميركية حية في إسرائيل، حيث يقف بنيامين نتنياهو بجرأة ضد معاداة السامية الدولية والإسلاموية».

وتابع: «النزعة الأميركية حية في قلوب مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالمملكة المتحدة الذين يتوقون إلى السيادة الوطنية. والنزعة الأميركية حية في أماكن مثل بولندا، التي ترفض الرؤى العالمية للبيروقراطيين اليساريين في أوروبا القديمة، وفي الوقت نفسه تواصل إسرائيل هزيمة أعدائها الإسلاميين - بفضل الجدار الكبير الجميل والجيش الكبير الجميل الذي بنته».

وفي كتاب «الحرب على المحاربين» الصادر في عام 2024، يزعم هيغسيث أن القوات الأميركية لا بد أن تتجاهل اتفاقيات جنيف وغيرها من عناصر القانون الدولي التي تحكم سلوك الحرب.

ويتساءل هيغسيث: «إن السؤال الرئيسي الذي يطرحه جيلنا عن الحروب في العراق وأفغانستان أكثر تعقيداً: ماذا تفعل إذا لم يحترم عدوك اتفاقيات جنيف؟ ولم نحصل على إجابة قط، فقط المزيد من الحروب، والمزيد من الضحايا ولا انتصار»، وكانت إجابة هيغسيث أنه لا بد أن نتجاهل الاتفاقيات.

وقال: «ماذا لو تعاملنا مع العدو بالطريقة التي تعاملوا بها معنا؟ وألا يشكل هذا حافزاً للطرف الآخر لإعادة النظر في همجيته؟ مهلاً، أيها القاعدة: إذا استسلمتم فقد ننقذ حياتكم، وإذا لم تفعلوا فسوف ننزع أسلحتكم ونطعمها للخنازير».

وكتب هيغسيث، الذي أقنع ترمب في عام 2019 بالعفو عن الجنود الأميركيين المتهمين أو المدانين بارتكاب جرائم حرب: «سترتكب قواتنا أخطاء، وعندما تفعل ذلك، يجب أن تحصل على الاستفادة الساحقة من الشك».