حملة بايدن تعلن عن جمع تبرعات «قياسية»

رغم مخاوف المعسكر الديمقراطي من تقدم سنه ووضعه الصحي

رئيسة مجلس الديمقراطيين السود في ساوث كارولاينا مارغريت سومبتر تحمل لافتة انتخابية بمناسبة إطلاق جهود التصويت للانتخابات التمهيدية في هوبكنز بساوث كارولاينا الأحد (رويترز)
رئيسة مجلس الديمقراطيين السود في ساوث كارولاينا مارغريت سومبتر تحمل لافتة انتخابية بمناسبة إطلاق جهود التصويت للانتخابات التمهيدية في هوبكنز بساوث كارولاينا الأحد (رويترز)
TT

حملة بايدن تعلن عن جمع تبرعات «قياسية»

رئيسة مجلس الديمقراطيين السود في ساوث كارولاينا مارغريت سومبتر تحمل لافتة انتخابية بمناسبة إطلاق جهود التصويت للانتخابات التمهيدية في هوبكنز بساوث كارولاينا الأحد (رويترز)
رئيسة مجلس الديمقراطيين السود في ساوث كارولاينا مارغريت سومبتر تحمل لافتة انتخابية بمناسبة إطلاق جهود التصويت للانتخابات التمهيدية في هوبكنز بساوث كارولاينا الأحد (رويترز)

يرصد الخبراء سطوة المال في الانتخابات الأميركية، وما يمكن أن يحصده المرشح الرئاسي من تبرعات من كبار المانحين وتبرعات مناصريه.

وأعلنت حملة الرئيس جو بايدن أنها جمعت 97 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، واستهلت عام 2024 بتبرعات بلغت 117 مليون دولار، وهو ما يتجاوز حجم تبرعات يجمعه أي مرشح رئاسي ديمقراطي في هذه المرحلة من السباق الانتخابي بما في ذلك الرئيس الأسبق باراك أوباما. ويعد هذا المبلغ أيضاً الأكبر مقارنة بما جمعته حملة الرئيس السابق دونالد ترمب المرشح الجمهوري وأيضا بقية المرشحين الجمهوريين.

ويأتي ذلك مع انطلاق موسم الانتخابات التمهيدية تمهيداً للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وتمكنت حملة بايدن من جمع هذه التبرعات «القياسية» رغم مخاوف الناخبين الديمقراطيين بشأن سن الرئيس وصحته الذهنية والبدنية، وزلات لسانه المتكررة، وما يتعلق بالمخاوف الاقتصادية وارتفاع الأسعار، إضافة إلى الغضب المتزايد من طريقة تعامل إدارة بايدن مع الحرب في غزة.

من جانبها، عزت حملة بايدن النجاح الكبير في جمع التبرعات إلى الحماسة الشعبية القوية والمتزايدة لدى الناخبين الديمقراطيين والنجاح في اجتذاب كبار المانحين في واشنطن وبوسطن وكاليفورنيا للتبرع لحملة بايدن في تأييد لسعيه للترشح لولاية ثانية.

235 مليوناً منذ أبريل

وقالت جولي شافيز رودريغيز، مديرة حملة بايدن، إن الحملة جمعت 77 مليون دولار في الربع الثاني من عام 2023 وارتفع المبلغ إلى 91 مليون دولار في الربع الثالث، ووصل مجموع التبرعات إلى 117 مليون دولار بنهاية الربع الرابع، وأوضحت أن الحملة جمعت 235 مليون دولار منذ إطلاقها في أبريل (نيسان) الماضي.

وقد اعتمدت الحملة على الترويج بين الناخبين الأفراد، إذ كان نحو 97 في المائة من مجموع التبرعات أقل 200 دولار بمتوسط تبرع 41.88 دولار. وهناك 130 ألف شخص تعهدوا بالتبرع شهرياً لجهود إعادة انتخاب بايدن، وهو ما يقرب من ضعف العدد في الفترة نفسها من انتخابات 2020. وأوضحت رودريغيز أن ديسمبر (كانون الأول) كان أقوى شهر في جمع التبرعات حتى الآن، وقالت إن «التبرعات شملت تبرعات لحملة بايدن والتبرعات للجان الحزب الديمقراطي ولجان الحزب الحكومية والوطنية مما يمنح بايدن ميزة كبيرة على منافسيه الجمهوريين المحتملين الذين يواصلون مواجهة أحدهم الآخر من أجل الفوز بترشيح الحزب الجمهوري». وأضافت أن «هذه النتيجة التاريخية المدعومة بحماسة شعبية قوية توجه رسالة واضحة مؤداها أن فريق بايدن - هاريس يدرك مخاطر هذه الانتخابات ومستعد للفوز في نوفمبر المقبل».

وقال كبير المستشارين للاتصالات في حملة بايدن: «بينما لم يعلن معظم الجمهوريين بعد عن أرقام جمع التبرعات الخاصة بهم، فإننا نتوقع أن نتفوق عليهم في حجم التبرعات بفارق كبير».

بايدن وأوباما

وبالمقارنة، فإن حملة أوباما لإعادة انتخابه في عام 2012، كان لديها 95.3 مليون دولار عند بدء عام إعادة انتخابه. وكان النهج الذي اتّبعته حملة أوباما في جمع التبرعات أقل اعتمادا على لجان الحزب، وأكثر اعتماداً على جمع مزيد من الأموال من المانحين الأفراد.

ويقول مستشارو بايدن إن قائمة البريد الإلكتروني الحالية الخاصة بهم أكبر من قائمة أي رئيس ديمقراطي مسجل على الإطلاق، بزيادة 15 في المائة في قاعدة المشتركين النشطين في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.

وقالت حملة بايدن إن أكثر من مليون مؤيد قدموا مساهمة بحلول نهاية عام 2023، وعند المقارنة بأوباما، ففي نهاية 2012، حصلت حملة أوباما على 1.3 مليون متبرع. وذكرت الحملة أن بايدن عقد 39 من أصل 110 فعاليات انتخابية لجمع التبرعات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة عام 2023. وقالت الحملة إن كيانات ومانحين كباراً تبرعوا لحملة بايدن بمبلغ 117 مليون دولار نقداً بحلول نهاية العام 2023، وكان إنفاق حملة بايدن أقل بكثير من حملات أوباما في عام 2012 وترمب في عام 2020. وقد اختارت حملة بايدن واللجان التابعة له التركيز مبكراً على الإعلانات بدلاً من توظيف الموظفين. وأنفقت ما يقرب من 28.5 مليون دولار على الإعلانات خلال العام الماضي.

ميزة تنافسية

ويقول المحللون إن الرؤساء الحاليين يحصلون تاريخياً على ميزة كبيرة في العام الذي يسبق إعادة انتخابهم لأنهم لا يضطرون إلى إنفاق مبالغ كبيرة للفوز بترشيحاتهم. ومع عدم وجود منافس جدي في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي يستطيع بايدن تخزين الأموال والصرف منها بشكل مقتصد، بينما ينفق المنافسون الجمهوريون أموالهم في الترويج لأنفسهم ومهاجمة المعارضين سعيا للحصول على فرصة المواجهة النهائية في نوفمبر 2024.

والتحديات التي تواجه بايدن تعد قليلة التأثير من النائب دين فيليبس (ديمقراطي من ولاية مينيسوتا) والمؤلفة ماريان ويليامسون، لكن لم يظهر أي منهما الكثير من القوة في استطلاعات الرأي العامة. وقام كلاهما بحملة انتخابية في نيو هامبشير، التي ستجري الانتخابات التمهيدية الأولى في البلاد في 23 يناير (كانون الثاني)، لكن اسم بايدن لن يظهر في تلك البطاقة ولن يكون لنتائج الانتخابات تأثير مباشر على اختيار المندوبين للمؤتمر الديمقراطي. ومن المقرر أن تجرى أول مسابقة ديمقراطية معتمدة رسمياً في 3 فبراير (شباط) في ولاية كارولاينا الجنوبية.

بايدن وترمب

ويتزايد قلق الديمقراطيين بشأن مباراة العودة المحتملة بين بايدن وترمب، إذ تظهر استطلاعات الرأي تقارباً بين الرجلين. ويواصل الناخبون إثارة المخاوف بشأن سن بايدن ويصنّفونه باستمرار على أنه مشكلة أكبر بالنسبة للرئيس، البالغ من العمر 81 عاماً، مقارنة بترمب البالغ من العمر 77 عاماً.

وقد أقام بايدن عدداً من المناسبات الخاصة في البيت الأبيض لكبار المانحين وغيرهم من المؤيدين لمحاولة طمأنتهم بشأن حملة إعادة انتخابه، بما في ذلك المخاوف بشأن سنه وطاقته، وتطرقت المحادثات إلى مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك كيفية التعامل مع ترمب، والوضع في غزة وحقوق الإجهاض.

ويبدو أن هذه المخاوف لم تمنع كبار المانحين من تحرير شيكات بتبرعات مالية كبيرة لحملة بايدن. ويقول المحللون إن الحملة تعتمد على استراتيجية التخويف من مخاطر مجيء ترمب مجدداً إلى السلطة، وأهمية هزيمة الأجندة الجمهورية المتطرفة لحركة «اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى» التي يتزعمها ترمب.


مقالات ذات صلة

قضايا ترمب الجنائية تعود إلى الواجهة في جورجيا وفلوريدا

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متحدثاً قبيل جلسة لمحكمة الجنايات في مانهاتن الثلاثاء (رويترز)

قضايا ترمب الجنائية تعود إلى الواجهة في جورجيا وفلوريدا

تحركت القضايا الجنائية ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وأنضاره في كل من جورجيا وفلوريدا وأريزونا على رغم استمرار محاكمته بقضية «أموال الصمت» في نيويورك.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)

بارون ترمب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري

انسحب بارون ترمب، أصغر أنجال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الجمعة، من أول ظهور سياسي مقرر له بصفته مندوباً خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يعقد في يوليو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ يسعى الديمقراطيون إلى الحفاظ على أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ (رويترز)

10 ولايات قد تحسم السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي

يراهن الحزبان الديمقراطي والجمهوري على 10 ولايات للسيطرة على مجلس الشيوخ، في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا ترمب مشاركاً في حدث انتخابي بولاية نورث كارولاينا 2 مارس (رويترز)

«زلات» ترمب السياسية تهدد حظوظه الانتخابية

يحذر جمهوريون من تسبب ادعاءات ترمب بسرقة الانتخابات وبعض تصريحاته النارية في «تنفير» جزء من الناخبين.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس السابق دونالد ترمب خلال فعالية انتخابية بجورجيا في 9 مارس (رويترز)

هل تنجح استراتيجية ترمب في تأجيل المحاكمات المرفوعة ضده؟

نجحت استراتيجية «إغراق» المحاكم بالاعتراضات وطلبات التأخير بتأجيل محاكمات ترمب في 4 قضايا جنائية.

إيلي يوسف (واشنطن)

بلينكن يحذر من اندلاع حرب بين إسرائيل و«حزب الله»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في محادثة حول السياسة الخارجية في مؤسسة بروكينغز الاثنين 1 يوليو 2024 في واشنطن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في محادثة حول السياسة الخارجية في مؤسسة بروكينغز الاثنين 1 يوليو 2024 في واشنطن (أ.ب)
TT

بلينكن يحذر من اندلاع حرب بين إسرائيل و«حزب الله»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في محادثة حول السياسة الخارجية في مؤسسة بروكينغز الاثنين 1 يوليو 2024 في واشنطن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في محادثة حول السياسة الخارجية في مؤسسة بروكينغز الاثنين 1 يوليو 2024 في واشنطن (أ.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الاثنين)، إن بلاده ترى «زخماً» نحو الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني رغم الجهود المبذولة لتجنب مثل هذا الصراع.

جاءت تصريحات بلينكن هذه خلال فعالية أقيمت بمعهد بروكينغز وعكرت صفوها مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، حسب «وكالة الأنباء الألمانية».

ونقلت «وكالة بلومبرغ» للأنباء عن بلينكن القول، بينما كان المتظاهرون يهتفون خارج قاعة المعهد، إن إسرائيل «فقدت سيادتها» في الشمال بسبب هجمات «حزب الله» المتكررة التي أدت إلى نزوح نحو 60 ألفاً من مواطنيها.

وقال بلينكن إنه يتعين وقف أعمال العنف العابرة للحدود، مطالباً بضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي يشمل سحب القوات. وأضاف بلينكن مخاطباً الجمهور في معهد بروكينغز: «هناك مفارقة في هذه اللحظة، حيث نرى نحن على الأقل، أن لا أحد من اللاعبين الأساسيين يرغب حقيقة في الحرب».

وأضاف وزير الخارجية الأميركي: «من ناحية، لا أحد يرغب في الحرب حقاً، ولكن من ناحية أخرى، توجد قوات ويوجد زخم قد يؤدي إلى هذا الاتجاه ونحن مصممون على محاولة منعها».