«عاصفة العقد الثلجية» تهدد بخفض المشاركة في أول انتخابات جمهورية تمهيدية في أيوا

استطلاع: 56 % يدعمون استبعاد ترمب من بطاقات الاقتراع في جميع الولايات أو بعضها

المرشح الجمهوري رون ديسانتيس يتحدث للصحافيين في ولاية أيوا الجمعة (إ.ب.أ)
المرشح الجمهوري رون ديسانتيس يتحدث للصحافيين في ولاية أيوا الجمعة (إ.ب.أ)
TT

«عاصفة العقد الثلجية» تهدد بخفض المشاركة في أول انتخابات جمهورية تمهيدية في أيوا

المرشح الجمهوري رون ديسانتيس يتحدث للصحافيين في ولاية أيوا الجمعة (إ.ب.أ)
المرشح الجمهوري رون ديسانتيس يتحدث للصحافيين في ولاية أيوا الجمعة (إ.ب.أ)

عشية بدء أول انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا، بدا أن «جنرال الثلج» قال كلمته. وألقى الغطاء البارد الذي لف الولاية منذ يوم الجمعة بظلال كثيفة من الشك في إقبال الناخبين على التصويت يوم الاثنين، خصوصاً من كبار السن، الذين يراهن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الأوفر حظاً، دونالد ترمب، على مشاركتهم الكثيفة، لتوجيه رسالة «كبيرة» لباقي الولايات.

ملصق للرئيس السابق دونالد ترمب في ولاية أيوا (إ.ب.أ)

مخاوف من تدني المشاركة

وحسب خبراء الانتخابات، فإن مشكلة الطقس لا تلقي بظلالها على ترمب وحده، بل وعلى باقي المرشحين الجمهوريين أيضاً، خصوصا نيكي هالي ورون ديسانتيس. فقد اضطرت حملات المرشحين الثلاثة إلى إلغاء العديد من الفعاليات الانتخابية، والاستعاضة عنها برسائل نصية ومخابرات هاتفية، ودعايات متلفزة، لحض الناخبين على التوجه إلى المراكز الانتخابية في الولاية، لضمان ارتفاع نسبة المشاركة، التي قد تكون السيناريو الأفضل بالنسبة إلى ترمب. وقال أحد الخبراء، «أعتقد بشكل عام أنه كلما ارتفع معدل الإقبال، كلما كانت ليلة ترمب أفضل.. لكنني لن أشعر بقلق كبير إذا كنت من فريق الرئيس السابق إلا إذا انخفض عدد المشاركين إلى أقل بكثير من 150 ألف شخص». وهو ما يخشاه المراقبون، خصوصاً حملة ترمب، من أن يتحول مثالاً يحتذى في باقي الولايات، إذا ظهرت نسبة المشاركة ضعيفة بشكل خاص.

لكن بعد عام من الحملات الانتخابية، وحشد الأصوات، والإنفاق الإعلاني الباهظ، تقترب المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا من نهاية غير متوقعة. وتظهر استطلاعات الرأي العامة أن ديسانتيس وهالي وصلا إلى طريق مسدود على المركز الثاني، ليتحول السباق في ولاية نيوهامشير إلى تنافسي بالفعل. وأدت الثلوج ودرجات الحرارة المتجمدة إلى تقليص الحشود وخفضت التوقعات لتصويت يوم الاثنين.

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، كانت حملة ترمب تستعد للتأكد من أن الظروف العاصفة التي تغطي الولاية، لا تجعل أنصارهم راضين عن التصويت أو تتركهم عالقين في منازلهم. وبدأت الحملة في حجز سيارات دفع رباعية لنقل الناخبين من المناطق الرئيسية إلى مواقع التجمعات الانتخابية. كما أنها ضغطت من أجل المزيد من الاتصالات على أمل إقناع الناس بتحمل درجة حرارة الرياح البالغة 20 درجة تحت الصفر، لدعم ترمب الذي تفاخر مراراً وتكراراً بتقدمه القوي في استطلاعات الرأي. وحذر ترمب نفسه أنصاره من تجاهل الطقس وتجنب الرضا عن النفس. وقال: «الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نتأذى بها هي أن تجلس في المنزل وتشاهد النتائج الرائعة على شاشة التلفزيون».

أنصار المرشح السابق تيد كروز الذي فاز بولاية أيوا عام 2016 على منافسه دونالد ترمب في ذلك العام (أ.ب)

هل يدعم الطقس حملة ترمب؟

وقال ترمب، الذي أمضى يومين هذا الأسبوع في قاعات المحاكم، إنه لا يزال يخطط للطيران بطائرته الخاصة، إلى أيوا اليوم السبت. وقال: «بطريقة أو بأخرى سأصل إلى هناك. أعتقد أن لديك أسوأ طقس في التاريخ المسجل، لكن ربما يكون هذا جيداً لنا لأن شعبنا أكثر التزاماً من أي شخص آخر، لكن علينا أن نبذل قصارى جهدنا. من المؤكد أننا سننتخب يوم الاثنين».

وقال ديسانتيس: «لا نعرف حجم الإقبال على التصويت... يمكن أن يكون أصغر بكثير مما كان عليه، كما تعلمون، في دورة 2016»، (التي فاز فيها السيناتور تيد كروز متغلباً على ترمب)، في إيحاء قد لا يكون واقعياً.

وحسب سياسيين مخضرمين في ولاية أيوا، فإن الطقس هو العامل العاشر في نتائج المؤتمرات الحزبية، ويتوقعون بالفعل أن تكون نسبة الإقبال أقل من عام 2016، عندما شارك أكثر من 180 ألف مواطن فيها. وقالت هالي التي لم تتحدث في الأيام الأخيرة عن فوزها في أيوا، بل عن خفض الإنفاق، والدفاع عن أوكرانيا، وكيف ستراقب البلاد ليلة الاثنين، التي ستقدم نتائجها نصيحة للناخبين في باقي الولايات: «أنا من ساوث كارولينا الجنوبية. نحن أيضاً ولاية تصويت مبكر، ونحب حقيقة قدوم المرشحين. لكن نحن نحب أيضاً عندما يغادرون».

استطلاع جديد يقلق ترمب

وفيما يؤكد الناخبون المؤيدون لترمب على أنهم لا يرون أي تحدٍ حقيقي له في أيوا من هالي أو ديسانتيس، لكنهم كانوا أكثر اهتماماً بما سيفعلونه بعد المؤتمرات الحزبية، من جهة، ومن الديمقراطيين، لحرمانه من الترشيح.

وألقى استطلاع جديد للرأي نظمته محطة «إيه بي سي نيوز» مع «إبسوس»، في الفترة بين 4 و8 يناير (كانون الثاني) الحالي، بمخاوف على حملة ترمب، حيث أظهر أن غالبية الأميركيين سيدعمون قرار المحكمة العليا، سواء استبعدت ترمب من الاقتراع الرئاسي في جميع أنحاء البلاد، أو سمحت للولايات بأن تقرر ما إذا كانت ستدرجه في بطاقات اقتراعها.

المرشحة الجمهورية نيكي هالي في فعالية انتخابية في مدينة سيدر رابيدز بولاية أيوا (رويترز)

وقال 56 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يؤيدون التهم الجنائية الموجهة ضد الرئيس السابق، بسبب جهوده لإلغاء الانتخابات الرئاسية لعام 2020، في حين أن أقل من النصف بقليل، أي 49 في المائة، يؤيدون الأحكام الصادرة عن ولايتي كولورادو وماين، لحرمانه من الترشح على بطاقات الانتخابات التمهيدية، بموجب «بند التمرد» في التعديل الرابع عشر، التي استأنفهما ترمب.

وقال ما يقرب من 30 في المائة من المشاركين إنهم يعتقدون أن القضاة يجب أن يأمروا بإبعاد ترمب من بطاقات الاقتراع في جميع أنحاء البلاد، وقال 26 في المائة إنهم يعتقدون أن الأمر يجب أن يترك لمسؤولي الانتخابات في الولايات. بالإضافة إلى ذلك، قال 39 في المائة إنهم يعتقدون أن المحكمة العليا يجب أن تأمر بإبقاء ترمب على بطاقة الاقتراع في جميع الولايات. وقال أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع (53 في المائة) إنهم يعتقدون أن قضاة أعلى محكمة في البلاد سيحكمون على أساس القانون في هذه المسألة، بينما قال 43 في المائة إنهم يعتقدون أنهم سيحكمون بناءً على آرائهم السياسية بشأن ترمب (يهيمن المحافظون على المحكمة، بعدما عين ترمب نفسه 3 من قضاتها خلال فترة حكمه السابقة).


مقالات ذات صلة

إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في أميركا: حق دستوري أم تلاعب حزبي؟

تحليل إخباري ترمب يقف وراء وزيرة العدل بام بوندي في البيت الأبيض في 11 أغسطس 2025 (رويترز)

إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في أميركا: حق دستوري أم تلاعب حزبي؟

تسبّب إقرار مجلس ولاية تكساس إعادة ترسيم الخرائط الانتخابية في احتدام المعركة بين الولايات الجمهورية الحمراء والولايات الديمقراطية الزرقاء.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يتحدث في البيت الأبيض في 26 أغسطس 2025 (إ.ب.أ)

بعد تكساس... ولايات جمهورية تبحث إعادة ترسيم الخرائط الانتخابية

عقد ترمب وفريقه اجتماعاً مغلقاً يوم الثلاثاء مع المشرعين الجمهوريين المحليين في إنديانا، لدفعهم نحو إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية في الولاية.

رنا أبتر (واشنطن)
تحليل إخباري زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي حكيم جيفريز خلال كلمة له في أوستن بولاية تكساس يوم 31 يوليو (أ.ب)

تحليل إخباري مؤشرات «كئيبة» للديمقراطيين مع استعدادهم للانتخابات النصفية للكونغرس

يتأرجح مسؤولو الحزب الديمقراطي بين استعادة الثقة واستمرار القلق قبل نحو 15 شهراً على الانتخابات النصفية للكونغرس، وسط مؤشرات «كئيبة» لهم في الاستطلاعات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمهوري جيم جاستيس رفقة كلبه قبيل المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري (ا.ب)

الجمهوريون ينتزعون الأغلبية في مجلس الشيوخ

فاز الجمهوريون، الثلاثاء، بمقعد كان يشغله الديموقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية وست فرجينيا، بحسب توقعات شبكتي «سي بي إس نيوز» و«فوكس نيوز».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ضاحكاً خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في ويسكونسن (د.ب.أ)

خصوم ترمب السابقون يصطفون خلفه لولاية رئاسية جديدة

اصطف الخصوم السابقون للرئيس دونالد ترمب واحداً تلو آخر بميلووكي لـ«تقبيل خاتمه» كمرشح من المؤتمر العام للحزب الجمهوري لمعركة العودة إلى البيت الأبيض.

علي بردى (ميلووكي - ويسكونسن)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
TT

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، وفق بيان صادر عنهم، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

وذكر البيان الذي نشره المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على منصة «إكس» أن «الطرفين اتفقا على أن التقدم الحقيقي نحو أي اتفاق يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بسلام طويل الأمد، بما في ذلك اتخاذ خطوات نحو خفض التصعيد ووقف أعمال القتل.


«أبل» و«غوغل» ترسلان إخطارات بشأن تهديدات إلكترونية للمستخدمين في أكثر من 150 دولة

شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
TT

«أبل» و«غوغل» ترسلان إخطارات بشأن تهديدات إلكترونية للمستخدمين في أكثر من 150 دولة

شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)

قالت شركتا «أبل» و«غوغل» إنهما أرسلتا، هذا الأسبوع، مجموعة جديدة من إشعارات بشأن التهديدات الإلكترونية للمستخدمين في جميع أنحاء العالم، معلنتين عن أحدث جهودهما لحماية العملاء من تهديدات المراقبة والتجسس.

و«أبل»، و«غوغل» المملوكة لـ«ألفابت»، من بين عدد محدود من شركات التكنولوجيا التي تصدر بانتظام تحذيرات للمستخدمين عندما تتوصل إلى أنهم ربما يكونون مستهدفين من قراصنة مدعومين من حكومات.

وقالت «أبل» إن التحذيرات صدرت في الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، لكنها لم تقدم سوى تفاصيل قليلة متعلقة بنشاط القرصنة المزعوم، ولم ترد على أسئلة عن عدد المستخدمين المستهدفين أو تُحدد هوية الجهة التي يُعتقد أنها تُقوم بعمليات التسلل الإلكتروني.

وأضافت «أبل»: «أبلغنا المستخدمين في أكثر من 150 دولة حتى الآن».

ويأتي بيان «أبل» عقب إعلان «غوغل» في الثالث من ديسمبر أنها تحذر جميع المستخدمين المعروفين من استهدافهم باستخدام برنامج التجسس (إنتلكسا)، والذي قالت إنه امتد إلى «عدة مئات من الحسابات في مختلف البلدان، ومنها باكستان وكازاخستان وأنغولا ومصر وأوزبكستان وطاجيكستان».

وقالت «غوغل» في إعلانها إن (إنتلكسا)، وهي شركة مخابرات إلكترونية تخضع لعقوبات من الحكومة الأميركية، «تتفادى القيود وتحقق نجاحاً».

ولم يرد مسؤولون تنفيذيون مرتبطون بشركة (إنتلكسا) بعدُ على الرسائل.

واحتلت موجات التحذيرات العناوين الرئيسية للأخبار، ودفعت هيئات حكومية، منها الاتحاد الأوروبي، إلى إجراء تحقيقات، مع تعرض مسؤولين كبار فيه للاستهداف باستخدام برامج التجسس في السابق.


المحكمة العليا ستنظر في مرسوم ترمب حول إلغاء حق المواطنة بالولادة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

المحكمة العليا ستنظر في مرسوم ترمب حول إلغاء حق المواطنة بالولادة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

وافقت المحكمة العليا الأميركية ذات الغالبية المحافظة، الجمعة، على مراجعة دستورية المرسوم الذي أصدره الرئيس دونالد ترمب ويلغي حق المواطنة بالولادة لأطفال المهاجرين غير النظاميين.

وأعلنت المحكمة في بيان موجز أنها ستنظر في طعن إدارة ترمب في أحكام صادرة من محاكم أدنى خلصت جميعها إلى أنه غير دستوري.

ويحظر الأمر التنفيذي على الحكومة الفيدرالية إصدار جوازات سفر أو شهادات جنسية للأطفال الذين تقيم أمهاتهم بشكل غير قانوني أو مؤقت في الولايات المتحدة.

كما يستهدف النص الأطفال الذين يقيم آباؤهم بشكل مؤقت في الولايات المتحدة بتأشيرة دراسة أو عمل أو سياحة.

بعد تعليق العديد من المحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف مراسيم رئاسية وقرارات حكومية، أصدرت المحكمة العليا حكماً في 27 يونيو (حزيران) يقيّد سلطة قضاة المحاكم الأدنى في تعليق قرارات الإدارة على مستوى البلاد.

ووقع ترمب المرسوم المتعلق بحق المواطنة بالولادة فور عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)، وأدرجه في سياق مساعيه لمكافحة الهجرة غير النظامية.

وتطبق الولايات المتحدة منذ 150 عاماً مبدأ المواطنة بالولادة، المنصوص عليه في التعديل الرابع عشر للدستور، ويرد فيه أن أي شخص يولد في الولايات المتحدة هو مواطن أميركي تلقائياً.

تم اعتماد التعديل الرابع عشر عام 1868، بعد الحرب الأهلية وإلغاء العبودية، لضمان حقوق العبيد المحررين وذريتهم.