ظهرت بوارد أزمة جديدة بين الولايات المتحدة والصين، على خلفية إعلان وزارة العدل الأميركية، الثلاثاء، فرض عقوبات على ثماني شركات صينية تنتج مواد كيميائية أولية لتصنيع المخدرات والفنتانيل.
وردت بكين برفض الاتهامات والعقوبات الأميركية، قائلة: إن مشكلة المواد الأفيونية «متجذرة» في الولايات المتحدة. وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلنت مساء الثلاثاء، فرض عقوبات على 25 فرداً وكياناً مقرّهم في الصين، إلى جانب ثلاثة أطراف أخرى في كندا. وأصدرت ثماني لوائح اتهام للشركات الصينية ومديريها في الصين.
واتهمت وزارة العدل الأميركية الشركات الصينية بتزويد عصابات المخدرات المكسيكية بمواد كيميائية يتم استخدامها في التصنيع غير القانوني للفنتانيل والمخدرات التي يتم تهريبها إلى الولايات المتحدة، وتتسبب في مقتل أكثر من 100 ألف أميركي سنوياً.
وقال المدعي العام، ميريك غارلاند، في مؤتمر صحافي في وزارة العدل مساء الثلاثاء: «نعلم مَن المسؤول عن تسميم الشعب الأميركي بالفنتانيل، ونعلم أن سلسلة التوريد العالمية للفنتانيل غالباً ما تبدأ بشركات الكيميائيات في الصين». وأشار إلى أن عملاء أميركيين سريين طلبوا المواد الكيميائية من بائعين عبر الإنترنت في الصين، واستجابت شركات صينية وعرضت إرسالها باستخدام ملصقات شحن مزيفة وإجراءات تسليم خادعة لتجنب اكتشافها.
وأوضح المدعي العام الأميركي، أن الشركات الصينية أرسلت ما يقرب من 43 كليوغراماً من المواد الكيميائية الأولية إلى عملائها من العصابات المكسيكية، وهو ما يكفي لتصنيع 15 مليون جرعة من الفنتانيل، وهو مادة أفيونية صناعية أقوى بخمسين مرة من مخدر الهيرويين. وقالت وزارة الخزانة الأميركية: إن الشبكة التي يقع مقرّها في الصين «مسؤولة عن تصنيع وتوزيع كميات كبيرة من الفنتانيل والميثامفيتامين وعقار إم دي إم إيه». وقال نائب وزير الخزانة والي أدييمو: إن الصين هي مصدر الإمداد للكثير من تجار المخدرات المقيمين في الولايات المتحدة، وبائعي الويب المظلم، وغاسلي الأموال بالعملة الافتراضية، والمنظمات الإجرامية التي تتخذ من المكسيك مقراً لها، متهماً الشركات الصينية بالتورط في الاتجار بمادة الزيلازين - وهو مسكن بيطري يُعرف باسم «ترانك» – ومادة النيتازين، والتي غالباً ما يتم خلطها مع الفنتانيل أو مخدرات أخرى، وتشكل خطراً أكبر للجرعات الزائدة المميتة.
ومن بين الأفراد الذين حددتهم وزارة الخزانة يوم الثلاثاء، وانغ شوتشنغ ودو تشانغجين، العضوان في «نقابة» صينية، بالإضافة إلى الشركات التابعة لهما. وأوضحت الخزانة الأميركية، أن وانغ وجّه آخرين بتأسيس شركات تُستخدم غطاءً لنقل السلع الصيدلانية على مستوى العالم، بينما يحتفظ دو بأكبر قدر من التأثير على المنظمة.
وردت بكين على واشنطن، الأربعاء، قائلة: إن الحكومة الصينية «من بين أولى الحكومات في العالم التي تنظم وتحارب مواد مثل الفنتانيل». وقالت وزارة الخارجية الصينية لوكالة الصحافة الفرنسية: «إننا نعارض بشدة العقوبات والملاحقات القضائية التي تفرضها الولايات المتحدة ضد كيانات وأفراد صينيين، والانتهاك الخطير للحقوق والمصالح المشروعة للشركات والأشخاص المعنيين».
وشددت على «أن الحكومة الصينية تتخذ إجراءات صارمة ضد جرائم المخدرات، وتطبق أقصى درجات الرقابة على المواد الكيميائية». وأضافت الوزارة أنه تم تقديم «احتجاجات رسمية» ضد الولايات المتحدة، وقالت: إن «أزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة متجذرة في البلاد نفسها، وأن فرض الضغوط والعقوبات لا يمكن أن يحل مشاكل الولايات المتحدة. ولن يؤدي إلا إلى خلق عقبات أمام التعاون الصيني - الأميركي في مكافحة المخدرات».