ذكر مسؤولون أميركيون أن الهجوم الإلكتروني الذي كان مصدره الصين واستهدف عدداً من المؤسسات الفيدرالية الأميركية، بينها وزارة الخارجية، طال وزارة التجارة أيضاً.
وكانت المجموعة المعلوماتية العملاقة «مايكروسوفت» قد ذكرت أن عملية قرصنة استهدفت خصوصاً حسابات بريد إلكتروني لعدد من الوكالات الفيدرالية، مشيرة إلى طرف «مقره في الصين تسميه (مايكروسوفت) +ستورم-0558».
ولم تكشف «مايكروسوفت» عن الأهداف المحددة، لكنّ ناطقاً باسم وزارة الخارجية الأميركية أشار، أمس (الأربعاء)، إلى أن الهجوم طال وزارته. وقال الناطق إن «وزارة الخارجية رصدت نشاطاً غير اعتيادي واتخذت إجراءات فورية لضمان أمن أنظمتنا المعلوماتية وستواصل مراقبة الوضع من كثب»، من دون أن يضيف مزيداً من التفاصيل.
وتابع: «على صعيد الأمن السيبراني، لا نكشف عن ردنا وقد فُتح تحقيق بالحادث».
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن حسابات البريد التي تم اختراقها لم تكن سرية ولا يبدو أن الهجوم قد أثر على وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ولا على «مؤسسات الاستخبارات أو الجيش».
لكن الصحيفة اليومية كشفت، مساء أمس، نقلاً عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف هوياتهم، عن أن حساب البريد الإلكتروني لوزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو تأثر بالهجوم.
وفرضت وزارة التجارة الأميركية قيوداً تجارية تتعلق بالصين لا سيما في التقنيات العالية، ما أثار غضب بكين.
وتحدث جايك ساليفان، مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الأمن القومي، في مقابلة مع محطة «أيه بي سي»، عن نشاط قرصنة «رصد بسرعة نسبياً». وقال: «تمكنا من تفادي المزيد من الثغرات».
ويأتي هذا الهجوم الإلكتروني الجديد بينما استأنفت واشنطن وبكين اللتان تتنافسان بشراسة، اتصالات على مستوى عالٍ بعد توتر دام لأشهر.
وزار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بكين الشهر الماضي، وسيلتقي الخميس على هامش اجتماع رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في جاكرتا، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني وانغ يي.
وكتب نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة «مايكروسوفت» تشارلي بيل على مدونة: «بناء على تقديراتنا، يركز هذا الخصم على التجسس عبر محاولة الوصول إلى الرسائل الإلكترونية للحصول على معلومات حساسة.»
وقالت «مايكروسوفت» أيضاً إنها فتحت تحقيقاً يتعلق بـ«أنشطة غير طبيعية تتعلق برسائل إلكترونية» في 16 يونيو (حزيران)، موضحة أن هذا التحقيق سمح بالكشف عن حالات خلل حدثت قبل ذلك في 15 مايو (أيار).
وأوضح المصدر نفسه أن القراصنة «يستهدفون أولاً الوكالات الحكومية الغربية ويركزون على التجسس وسرقة البيانات».
وفي نهاية مايو، أدانت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون لها و«مايكروسوفت»، «جهة إلكترونية فاعلة» ترعاها الصين اخترقت شبكات منشآت حيوية في الولايات المتحدة.
ونفت بكين أن تكون ضالعة فيها واتهمت الولايات المتحدة بـ«تضليل إعلامي».
وقال السيناتور مارك وارنر، الذي يرأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إنه «من الواضح أن الصين تعمل بشكل كبير على تحسين قدراتها في جمع المعلومات الموجهة ضد الولايات المتحدة وحلفائنا».