القوات الروسية تقول إنها تقتحم بوكروفسك الاستراتيجية وسط معارك ضارية

المدينة المحاصرة شهدت تقلبات ميدانية وتقارير أخرى تتحدث عن خطط لشنّ هجوم مضاد شامل

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يصافح أحد الجنود بالقرب من مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يصافح أحد الجنود بالقرب من مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك (أ.ب)
TT

القوات الروسية تقول إنها تقتحم بوكروفسك الاستراتيجية وسط معارك ضارية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يصافح أحد الجنود بالقرب من مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يصافح أحد الجنود بالقرب من مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك (أ.ب)

بدا الثلاثاء أن الوضع في مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في مقاطعة دونيتسك اقترب من الحسم لصالح الروس بعد أشهر من الحصار والهجمات العنيفة ومحاولات التوغل المتلاحقة. وأفادت تقارير عسكرية روسية أن وحدات الجيش نجحت في اقتحام الأجزاء الشمالية من المدينة، وسط معارك ضارية تحولت إلى حرب شوارع. وبعد مرور ساعات على إعلان الجيش الروسي أنه نجح في فرض سيطرة على مربعات سكنية واسعة، وقام بـ«تطهير» المنطقة الصناعية على أطراف المدينة، أقرّت وسائل إعلام أوكرانية بالتقدم الروسي الواسع، ونقلت مقاطع فيديو لأرتال عسكرية تتوغل داخل بوكروفسك.

وأفادت قناة «ريبار» أن القوات المسلحة الروسية قد سيطرت بالفعل على أكثر من 80 في المائة من بوكروفسك، ما يجعل نتيجة المعركة حتمية. لكن تقارير أخرى لم تتفق مع هذا التقييم، وتحدثت عن خطط لشنّ هجوم مضاد شامل.

الجيش الأوكراني يقول إن القوات الروسية لا تسيطر سيطرة كاملة على أي منطقة في مدينة بوكروفسك (إ.ب.أ)

ومع أن القيادة العسكرية الأوكرانية أقرت الاثنين بوجود مشكلات في الإمداد لبوكروفسك، وكذلك لمدينة ميرنوغراد المجاورة، فإن هيئة الأركان العامة في كييف أكّدت لموقع «أوكرانسكا برافدا» الإخباري أن التقارير التي تفيد بأن ميرنوغراد محاصرة بالكامل غير صحيحة. ولم يحدد المتحدث العسكري، الميجور أندري كوفالوف، طبيعة مشكلات الإمداد، لكنه نفى المزاعم التي تقول إن القوات الروسية باتت تسيطر بالكامل على طرق الإمداد الأوكرانية. وأضاف أن القوات في ميرنوغراد تلقت ذخيرة جديدة الأحد، وتم إجلاء الجرحى منها. وفي بوكروفسك، تواصل الوحدات الأوكرانية القتال لصدّ القوات الروسية، بحسب كوفالوف.

وكان الوضع في المدينة المحاصرة بأحكام منذ أشهر قد شهد تقلبات ميدانية عدة مرات، ونجحت القوات الأوكرانية قبل أسابيع في إحداث ثغرة مهمة في الحصار، وشنّت هجوماً مضاداً أسفر عن تطويق عدة أرتال روسية في شمال بوكروفسك.

كان هذا جزءاً من خطة وضعها الجنرال ألكسندر سيرسكي، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، لاستخدام تكتيك تطويق القوات الروسية عند «نتوء دوبروبيليا» (شمال بوكروفسك)، بهدف إجبار الجزء الأكبر من القوات الروسية المنخرطة في المعارك الحاسمة حول بوكروفسك وميرنوغراد المجاورة على التراجع لطلب التعزيزات.

لكن خطة سيرسكي فشلت كما تقول وسائل إعلام أوكرانية، وبرغم استسلام بعض الجنود الروس في المنطقة المطوقة فقد قامت موسكو بزجّ نحو 170 ألف عسكري في المعركة حول بوكروفسك، ما شكّل ضغطاً هائلاً دفع القائد العسكري الأوكراني إلى الإقرار بأن جيشه «يواجه قوة تتفوق عليه عدداً بنسبة 8 إلى 1». ووفقاً لصحيفة «فزغلياد» الروسية، أسفرت محاولة انسحاب وحدات القوات المسلحة الأوكرانية من بوكروفسك عن خسائر فادحة، وباءت بالفشل.

مطالبات بانسحاب كامل

ونشرت صحيفة «فايننشال تايمز» تقريراً ميدانياً أفاد بأن أفراد الجيش الأوكراني المحاصرين ناشدوا قيادة القوات المسلحة الأوكرانية إعلان الانسحاب بشكل كامل من بوكروفسك (كراسنوارميسك وفقاً للتسمية الروسية) قبل فوات الأوان.

ووفقاً لنائب وزير الدفاع الأوكراني السابق فيتالي داينيغو، فإن الوضع في المدينة الآن «أكثر من صعب وخارج نطاق السيطرة». وأشارت مصادر إلى أن موقف القوات المسلحة الأوكرانية على هذا الجزء من الجبهة «وصل إلى نقطة اللاعودة».

كما صرّح نائب البرلمان الأوكراني، أوليكسي غونتشارينكو، بأن القوات المسلحة الأوكرانية تخسر بوكروفسك، لأن «الجيش الروسي اقتحم المدينة وتمكّن من إنشاء طرق لوجستية».

وتحظى مدينة بوكروفسك بأهمية استراتيجية كبرى، فهي تُعدّ مركزاً للطرق وسكك الحديد التي تصل مدن شرق أوكرانيا بوسطها، وهي ممر حيوي لإرسال الإمدادات إلى مدن الشرق، التي ما زالت تحت السيطرة الأوكرانية، مثل كراماتورسك وكونستانتينوفكا وتشاسيف يار، وكان تعداد سكانها، قبل الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، نحو 60 ألف نسمة.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين تحدث قبل أيام عن اقتراب بلاده من حسم المعركة على هذه الجبهة، وفي حال إحكام سيطرة القوات الروسية على بوكروفسك سيفتح أمامها هذا التقدم طريقاً لاستكمال بسط سيطرة مطلقة على ما تبقى من بلدات وقرى مقاطعة دونيتسك، ووصف خبراء عسكريون المدينة بأنها «بوابة دونتيسك الحقيقية»، وهي المنطقة التي أعلنت روسيا ضمّها إلى أراضيها، وتسيطر حالياً على نحو 73 في المائة منها فقط.

مدفعيون أوكرانيون يطلقون النار من مدفع «هاوتزر» ذاتي الحركة باتجاه القوات الروسية بالقرب من بلدة بوكروفسك على خط المواجهة في منطقة دونيتسك يوم 15 أكتوبر 2025 (رويترز)

قطع خط الإمدادات

أيضاً تسمح السيطرة على بوكروفسك للقوات الروسية بقطع خط إمدادات أوكرانيا لقواتها على الجبهة الشرقية، ما قد يعطي دفعة قوية لسعي روسيا للسيطرة على مدينة تشاسيف يار، التي تقع على مرتفع، ويمكنها كشف عدة مناطق حولها.

كذلك يعني قطع طريق الإمدادات الأوكراني أو الضغط عليه بالنيران إضعاف القوات الأوكرانية، ما قد يسمح لروسيا بالتقدم أكثر على جبهات أخرى عدة، فضلاً عن المكاسب المعنوية الكبرى للجيش الروسي، في مقابل تراجع الوضع المعنوي لدى الجنود الأوكرانيين.

إلى ذلك، واصلت القوات الروسية تقدمها في مناطق الشرق، قرب مدينة خاركيف. وأفادت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، في بيان، بأن مقاتلي مجموعة «الغرب» سيطروا على الجزء الشرقي من مدينة كوبيانسك.

ووفقاً للبيان، فقد «واصلت وحدات الهجوم التابعة للجيش السادس تدمير مجموعة العدو المحاصرة. في محيط مدينة كوبيانسك بمنطقة خاركيف، وتم تحرير الجزء الشرقي من المدينة بالكامل».

وتُعدّ كوبيانسك إحدى المدن الرئيسية للدفاع عن القوات المسلحة الأوكرانية في الجزء الشرقي من منطقة خاركيف. وتقع على نهر أوسكول، الذي يقسم المدينة إلى قسمين. ويسمح الاستيلاء عليها للجيش الروسي بمواصلة تقدمه نحو الجزء الغربي من المنطقة.

مواطنون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمحطة محروقات أصابها القصف الروسي في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا السبت الماضي (إ.ب.أ)

ووفقاً للوزارة، فقد «حاولت القوات المسلحة الأوكرانية، دون جدوى، الهجوم جنوب كوبيانسك - أوزلوفي لتخفيف الضغط عن الوحدات المحاصرة. وخسر العدو ما يصل إلى 60 جندياً، و5 مركبات قتالية مدرعة، ومحطة رادار مضادة للبطاريات، و3 محطات حرب إلكترونية، و5 شاحنات بيك آب». وزاد أن مشغلي طائرات من دون طيار دمروا 5 مركبات قتالية للمشاة الأوكرانية، كانت تستعد لمحاولة كسر الحصار المفروض على المنطقة. وكما أشارت وزارة الدفاع الروسية، فإن وحدات القوات المسلحة الأوكرانية في وضع حرج، و«لا أمل لها في النجاة إلا بالسقوط في الأسر».

واتهمت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه «إما يحاول إخفاء الوضع الحقيقي على الجبهة، أو أنه فقد صلته بالواقع تماماً».

رومانيا تعثر على شظايا مسيرة

جندي أوكراني يسير بجوار مبانٍ متضررة وسط بوكروفسك بمنطقة دونيتسك بأوكرانيا (أ.ب)

من جانب آخر، قالت رومانيا، الدولة العضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، إنها عثرت على شظايا طائرة مسيرة على أراضيها في منطقة مأهولة قرب حدودها الجنوبية الشرقية في أعقاب الغارات الروسية المسائية التي استهدفت المواني الأوكرانية على نهر الدانوب. ورصدت أجهزة الرادار الرومانية مجموعات من الطائرات المسيرة قرب مجالها الجوي بعد حلول منتصف ليلة الثلاثاء مباشرة، ما دفع سلطات الطوارئ لإصدار إنذار لسكان المناطق الشمالية من مقاطعة تولسيا، حسبما أفادت وزارة الدفاع الوطني الرومانية. وقالت الوزارة، كما نقلت عنها «فرانس برس»، إن الظروف الجوية لم تسمح بنشر المقاتلات الرومانية، ولكن الفرق العسكرية تمكنت من استعادة شظايا مسيرة محتملة على مسافة نحو 5 كيلومترات (3 أميال) داخل حدود رومانيا مع أوكرانيا.

وبعد بيان وزارة الدفاع، أكّدت وزيرة الخارجية الرومانية أوانا تويو، في منشور لها على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، العثور على شظايا المسيرة التي سقطت في منطقة مأهولة على الأراضي الرومانية.

يشار إلى أن حوادث اختراق للمجال الجوي الروماني من قبل المسيرات الروسية تكررت بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة. وأكّد المسؤولون أن العينات التي تم جمعها من المواقع، التي تم العثور فيها على شظايا طائرات مسيرة، مشابهة لتلك التي يستخدمها الجيش الروسي.

تحويل مسار مقاتلة روسية

كما أدانت روسيا، الثلاثاء، «استفزازاً» تقول إن أوكرانيا وحليفتها بريطانيا خطّطتا له، وكان يهدف إلى تحويل مسار طائرة مقاتلة روسية من طراز «ميغ 31» تحمل صاروخ كينجال فرط صوتي. ورفضت كييف الاتهامات الروسية التي اعتبرتها «دعائية». وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (إف إس بي)، الثلاثاء، أنه أحبط «عملية لأجهزة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية وداعميها البريطانيين، تهدف إلى تحويل مسار طائرة مقاتلة من طراز (ميغ 31) تابعة للقوات المسلحة الروسية، تحمل صاروخ كينجال فرط صوتي، إلى الخارج».

واتهم جهاز الاستخبارات الأوكرانية بمحاولة تجنيد طيارين لهذه العملية، من خلال عرض 3 ملايين دولار عليهم. وأفاد بأن الخطة كانت تقتضي قيادة الطائرة إلى قاعدة جوية تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدينة كونستانتا الرومانية على البحر الأسود، على بُعد 400 كيلومتر من شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها موسكو عام 2014. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن جهاز الأمن أن موسكو ردّت على «الاستفزاز» بشنّ ضربة بصواريخ «كينجال» على مركز استخبارات إلكتروني للجيش الأوكراني في بروفاري في منطقة كييف، وعلى قاعدة جوية في ستاروكوستيانتينيف في منطقة خميلنيتسك. ورفضت كييف وبوخارست الاتهامات.


مقالات ذات صلة

الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

أوروبا حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)

الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

قال الجيش الأوكراني في ساعة متأخرة من يوم الخميس إن قواته ضربت مصنعا كبيرا للمواد الكيميائية في منطقة ستافروبول بجنوب روسيا، ما أدى إلى اندلاع حريق.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)

أوكرانيا تعبر عن رغبتها في «سلام حقيقي وليس تهدئة» مع روسيا

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها اليوم الخميس في كلمة أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن أوكرانيا تريد «سلاماً حقيقياً وليس تهدئة» مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)

تقرير: رصد مسيرات قرب مسار طائرة تقل زيلينسكي إلى آيرلندا

ذكرت وسائل إعلام محلية في آيرلندا أن سفينة تابعة للبحرية الآيرلندية رصدت ما يصل إلى 5 طائرات مسيرة تحلق بالقرب من مسار طائرة الرئيس الأوكراني زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
أوروبا المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدثان في برلين بألمانيا يوم 23 يوليو 2025 (إ.ب.أ)

ماكرون وميرتس قلقان من النهج الأميركي للسلام في أوكرانيا

كشفت مجلة «شبيغل» الألمانية أن الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني عبّرا عن تشككهما في الاتجاه الذي تسلكه أميركا للتفاوض على السلام بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

أعلنت الولايات المتحدة تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
TT

الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)

قال الجيش الأوكراني في ساعة متأخرة من يوم الخميس إن قواته ضربت مصنعا كبيرا للمواد الكيميائية في منطقة ستافروبول بجنوب روسيا، ما أدى إلى اندلاع حريق.

وكتبت هيئة الأركان العامة للجيش على تطبيق تلغرام أن مصنع نيفينوميسكي أزوت تعرض للقصف يوم الخميس، موضحة أن المنشأة تنتج مكونات للمتفجرات ووصفتها بأنها واحدة من أكبر المنشآت من هذا النوع في روسيا.

ولم يصدر على الفور رد فعل من جانب المسؤولين الروس، ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة ما أعلنه الجيش الأوكراني بشكل مستقل.


أوكرانيا تعبر عن رغبتها في «سلام حقيقي وليس تهدئة» مع روسيا

آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)
آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)
TT

أوكرانيا تعبر عن رغبتها في «سلام حقيقي وليس تهدئة» مع روسيا

آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)
آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، اليوم الخميس، في كلمة أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن أوكرانيا تريد «سلاماً حقيقياً وليس تهدئة» مع روسيا.

وتسعى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهي هيئة معنية بالأمن والحقوق، إلى الاضطلاع بدور في أوكرانيا ما بعد الحرب.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الأربعاء، إن الطريق أمام محادثات السلام غير واضح حالياً، في تصريحات بعد محادثات وصفها بأنها «جيدة إلى حد معقول» بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومبعوثين أميركيين.

وأضاف سيبيها أمام المجلس الوزاري السنوي للمنظمة: «ما زلنا نتذكر أسماء أولئك الذين خانوا الأجيال القادمة في ميونيخ. يجب ألا يتكرر ذلك مرة أخرى. يجب عدم المساس بالمبادئ ونحن بحاجة إلى سلام حقيقي وليس إلى تهدئة».

جنود روس يقومون بدورية بمنطقة سودجا بإقليم كورسك (أرشيفية - أ.ب)

وأشار الوزير بهذا على ما يبدو إلى اتفاقية عام 1938 مع ألمانيا النازية، التي وافقت بموجبها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا على أن يضم أدولف هتلر إقليماً فيما كان يُعرف آنذاك بتشيكوسلوفاكيا. وتستخدم هذه الاتفاقية على نطاق واسع باعتبارها إشارة إلى عدم مواجهة قوة مهددة.

ووجه سيبيها الشكر للولايات المتحدة على ما تبذله من جهود في سبيل إرساء السلام، وتعهد بأن أوكرانيا «ستستغل كل الفرص الممكنة لإنهاء هذه الحرب»، وقال: «أبرمت أوروبا الكثير للغاية من اتفاقيات السلام غير العادلة في الماضي. أسفرت جميعها عن كوارث جديدة».

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إن فريقه يستعد لعقد اجتماعات في الولايات المتحدة وإن الحوار مع ممثلي ترمب سيستمر.

وبرزت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تضم 57 دولة منها الولايات المتحدة وكندا وروسيا ومعظم دول أوروبا وآسيا الوسطى، بوصفها منتدى مهماً للحوار بين الشرق والغرب خلال الحرب الباردة.

وفي السنوات القلائل الماضية، وصلت المنظمة إلى طريق مسدود في كثير من الأحيان، إذ عرقلت روسيا تنفيذ قرارات مهمة، واتهمتها بالخضوع لسيطرة الغرب. واشتكت روسيا في بيانها من «هيمنة أوكرانيا الشاملة على جدول الأعمال» في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.


تقرير: رصد مسيرات قرب مسار طائرة تقل زيلينسكي إلى آيرلندا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)
TT

تقرير: رصد مسيرات قرب مسار طائرة تقل زيلينسكي إلى آيرلندا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)

ذكرت وسائل إعلام محلية في آيرلندا، الخميس، أن سفينة تابعة للبحرية الآيرلندية رصدت ما يصل إلى 5 طائرات مسيرة تحلق بالقرب من مسار طائرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى وصوله في زيارة دولة إلى آيرلندا، يوم الاثنين.

وذكرت صحيفة «آيريش تايمز» أن عملية الرصد أثارت استنفاراً أمنياً واسعاً وسط مخاوف من أنها محاولة للتدخل في مسار الرحلة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمّها القول إن الطائرة، التي وصلت قبل موعدها بقليل، لم تكن معرضة للخطر، وفقاً لوكالة «رويترز».

ووصل الوفد الأوكراني في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين، وغادر في وقت متأخر من اليوم التالي، في إطار رحلة للمساعدة في حشد الدعم الأوروبي لكييف، في الوقت الذي تواصل فيه روسيا حربها على أوكرانيا.

وأدّت توغلات الطائرات المسيرة، التي لم يُكشف عن الجهة المسؤولة عنها حتى الآن، إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية في أوروبا في الآونة الأخيرة. ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، هذه التوغلات بأنها «حرب متعددة الوسائل».