سيُحاكَم الفرنسي أدريان غيال الذي أعلن تبنّي تنظيم «داعش» هجوم مدينة نيس عام 2016، في العراق، مثله مثل 46 إرهابياً فرنسياً آخرين نُقلوا من سوريا، حسبما قال مصدر مقرّب من التحقيق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال المصدر، طالباً عدم كشف هويته نظراً لحساسية الملف: «أدريان غيال المعروف بـ(أبو أسامة الفرنسي) لا يزال قيد التحقيق في العراق، بعدما نُقل مع 46 فرنسياً آخرين من سوريا قبل شهرين». وأضاف: «ستتم محاكمتهم في العراق، وجميعهم ينتمون إلى تنظيم (داعش)».
عُرف غيال بعمله في مؤسسات دعائية لتنظيم «داعش»، وقد أذاع باسم التنظيم بيانات تبنّي هجمات، بينها الهجوم الذي أسفر عن مقتل 86 شخصاً في نيس بجنوب فرنسا عام 2016. ويُعدّ غيال من أخطر الإرهابيين الفرنسيين في صفوف التنظيم الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا اعتباراً من عام 2014، حتى دحره من العراق في 2017 ثمّ من سوريا في 2019.
وانتقل غيال إلى سوريا للالتحاق بالتنظيم في 2015. وألقت «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» القبض عليه في الرقة (شمال) في مايو (أيار) 2018. أمضى سنوات في سجون الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، قبل نقله مع 46 فرنسياً في يوليو (تموز) إلى العراق، حيث يُحقق معهم في جرائم مرتبطة بالتنظيم يُفترَض أنها ارتُكبت في البلاد.
وأكّد جهاز المخابرات العراقية الأسبوع الماضي أن هؤلاء «ينتمون إلى كيان (داعش) الإرهابي، ومطلوبون للقضاء العراقي؛ نتيجة مساهمتهم في جرائم إرهابية وقعت كلها أو بعض منها داخل العراق بين عامَي (2014 و2017) (...) وممارسة البعض الآخر أنشطة مُهدِّدة للأمن القومي العراقي من خارج العراق».
وبعد انتهاء مهمة فريق تابع للأمم المتحدة للتحقيق في جرائم تنظيم «داعش» في 2024، أسَّس العراق المركز الوطني للتعاون القضائي الدولي التابع لمجلس القضاء الأعلى؛ بهدف مواصلة جمع الأدلة وتوثيق جرائم التنظيم المتطرف. ويُعدّ المركز الجهة الرئيسية للتواصل مع الدول التي تحقِّق في مجال مكافحة الإرهاب والمسؤول عن متابعة الطلبات القضائية العراقية لملاحقة مرتكبي الجرائم في صفوف التنظيم.
وأصدرت محاكم عراقية في الأعوام الماضية أحكاماً بالإعدام والسجن مدى الحياة في حقِّ مدانين بالانتماء إلى «جماعة إرهابية» في قضايا إرهاب وقتل مئات من الأشخاص، إثر محاكمات انتقدتها منظمات حقوقية وعدت أن الأحكام فيها صدرت على عجل. وفي عام 2019، حكم القضاء العراقي على أجانب أُدينوا بالانتماء إلى تنظيم «داعش» بالإعدام، بينهم 11 فرنسياً على الأقل. وخُفَّضت الأحكام في الاستئناف إلى السجن المؤبد.
