من السياسة إلى التجارة... ما جدول أعمال ترمب اليوم في بريطانيا؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً بينما يستمع إليه الملك تشارلز وكيت أميرة ويلز خلال مأدبة في قلعة وندسور بإنجلترا (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً بينما يستمع إليه الملك تشارلز وكيت أميرة ويلز خلال مأدبة في قلعة وندسور بإنجلترا (أ.ب)
TT

من السياسة إلى التجارة... ما جدول أعمال ترمب اليوم في بريطانيا؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً بينما يستمع إليه الملك تشارلز وكيت أميرة ويلز خلال مأدبة في قلعة وندسور بإنجلترا (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً بينما يستمع إليه الملك تشارلز وكيت أميرة ويلز خلال مأدبة في قلعة وندسور بإنجلترا (أ.ب)

بعد الاستقبال الملكي الحافل الذي حظي به لدى وصوله إلى بريطانيا، يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الخميس)، رئيس الحكومة، كير ستارمر، في اليوم الثاني من زيارة الدولة، على أن تكون الرسوم الجمركية والعلاقات التجارية على رأس جدول الأعمال، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتُمارَس على رئيس الحكومة العمالية ضغوط، من أجل إظهار استفادته من هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها ترمب إلى المملكة المتحدة، بعدما قام بزيارة دولة أولى أثناء ولايته الأولى، في عام 2019.

وبعد وداع الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في ويندسور، من المتوقّع أن يتوجّه دونالد ترمب نحو الساعة 11:15 صباحاً (10:15 بتوقيت غرينتش) إلى تشيكرز، المقر الريفي لرئيس الوزراء البريطاني الواقع على بُعد 70 كيلومتراً من لندن، وذلك لعقد اجتماع ثنائي مع كير ستارمر.

الملك البريطاني تشارلز (يمين) والرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدثان في مأدبة رسمية بقلعة وندسور (أ.ب)

وسيرأس ترمب وستارمر حفل استقبال مع قادة أعمال، من بينهم رؤساء شركات كبرى، مثل شركة الأدوية البريطانية «جي إس كي»، والمجموعة العملاقة الصناعية «رولز رويس» وشركة «مايكروسوفت» الأميركية، على أن يطّلعا لاحقاً على أرشيف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ونستون تشرشل.

وأظهرت المأدبة الملكية، مساء الأربعاء، التي حضرها عدد كبير من رؤساء شركات التكنولوجيا («أبل»، «أوبن إيه آي»، «نفيديا»، وغيرها)، أهمية الجانب الاقتصادي لهذه الزيارة الرسمية.

استثمارات

بعد ذلك، يتناول ترمب وستارمر الغداء، ويعقدان مؤتمراً صحافياً نحو الساعة 14:30 (13:30 بتوقيت غرينتش)، في لقاء قد يكون أكثر إثارة من الاستقبال الملكي في ويندسور؛ خصوصاً أنّ ملفّات مهمة ستخيّم عليه، مثل قضية رجل الأعمال المدان بارتكاب جرائم جنسية جيفري إبستين، الذي توفي في السجن، عام 2019.

وكانت القضية التي طالت آثارها الرئيس الأميركي، ولطّخت سمعة الأمير أندرو شقيق الملك تشارلز، قد أدّت إلى إقالة السفير البريطاني في واشنطن، بيتر ماندلسون، بسبب صلته بإبستين.

وتعرّض ستارمر لانتقادات من داخل معسكره، بسبب تعيينه ماندلسون في مثل هذا المنصب الاستراتيجي، على الرغم من صداقته مع إبستين، بينما تساءل خصومه عن مدى معرفته بعلاقة ماندلسون برجل الأعمال الأميركي الراحل.

وليس من المؤكد ما إذا كانت الاستثمارات الأميركية البالغة 150 مليار جنيه إسترليني (172.7 مليار يورو) التي تم الإعلان عنها خلال الزيارة (بما في ذلك استثمارات صندوق الاستثمار «بلاكستون» وشركتي «مايكروسوفت» و«غوغل» العملاقتين)، أو حتى الشراكة التكنولوجية الجديدة في قطاع الذكاء الاصطناعي والطاقة الكمية والطاقة النووية، ستنجح في إخراج ستارمر من المواقف المحرجة التي يواجهها.

في المقابل، تعتزم شركة الأدوية البريطانية «جي إس كي» تخصيص 30 مليار، على مدى 5 سنوات، لاستثمارات عبر المحيط الأطلسي؛ الأمر الذي من شأنه أن يُرضي ترمب الذي يمارس ضغوطاً على عمالقة الصناعة للاستثمار في الولايات المتحدة.

لا اتفاق بشأن الصلب

على الصعيد التجاري، من المرجّح أن يظل كير ستارمر غير راضٍ؛ خصوصاً أنّه يأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن إعفاء الصلب البريطاني من الرسوم الجمركية الأميركية البالغة 25 في المائة. غير أنّ هذا الأمر ليس مؤكداً.

وقال الرئيس الأميركي قبل مغادرته واشنطن: «يريد البريطانيون أن يروا ما إذا كان بوسعهم تحسين الاتفاق قليلاً، وسوف نتحدث في هذا الشأن».

وفي سياق آخر، سيدافع كير ستارمر مجدداً أمام دونالد ترمب عن الحاجة إلى تعزيز الدعم لأوكرانيا وممارسة المزيد من الضغوط على روسيا.

وأشاد الملك تشارلز الثالث، خلال مأدبة عشاء أُقيمت، مساء الثلاثاء، بـ«الالتزام الشخصي» للرئيس الأميركي بإنهاء النزاعات المختلفة في أنحاء العالم.

غير أنّ الأوروبيين يرغبون في أن تزيد واشنطن العقوبات على موسكو، وتلتزم بضمانات أمنية لكييف بعد وقف إطلاق النار.

ومن جانبها، ستبقى ميلانيا لفترة أطول قليلاً من زوجها في ويندسور؛ حيث من المقرر أن تزور بيت الدمى الخاص بالملكة ماري مع الملكة كاميلا، قبل أن تشارك في حدث تعليمي مع الأميرة كاثرين.

وستنضم بعد ذلك إلى ترمب وستارمر على متن طائرة هليكوبتر.

ويتوجّه الرئيس والسيدة الأولى إلى واشنطن في وقت متأخر من بعد ظهر الخميس.


مقالات ذات صلة

الملك تشارلز يجرّد شقيقه أندرو من لقبين آخرين

يوميات الشرق الأمير البريطاني أندرو (يسار) يتحدث مع شقيقه الملك تشارلز (رويترز)

الملك تشارلز يجرّد شقيقه أندرو من لقبين آخرين

جرّد الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا شقيقه أندرو رسمياً من لقبين جديدَين، في أحدث إجراء من الملك لإظهار حسمه فيما يتعلق بعلاقة أخيه المثيرة للجدل بإبستين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الأمير ويليام (أ.ف.ب) play-circle

الأمير ويليام يزور أطفال غزة الذين يتلقون العلاج في بريطانيا... ويتأثر بشجاعتهم

تأثر الأمير ويليام، أمير ويلز، بشجاعة أطفال غزة المصابين بأمراض خطيرة جراء الحرب الإسرائيلية في القطاع، والذين يتلقون العلاج في المستشفيات البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كارثة تضرب مشروع الأمير ويليام البيئي (شراكة أراضي الخث في الجنوب الغربي)

«هجوم كيميائي» على أشجار الأمير ويليام

تعرَّضت أشجار صفصاف، زُرعت ضمن مشروع لاستعادة الطبيعة في أراضٍ تابعة للأمير ويليام داخل متنزه دارتمور الوطني البريطاني، لعملية تسميم مُتعمَّدة...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأميرة البريطانية ديانا تقف إلى جانب زوجها تشارلز (رويترز)

على ماذا ندمت الأميرة ديانا قبل 10 أيام من وفاتها؟

كشفت الأميرة البريطانية ديانا عن ندم كان يرافقها، وذلك قبل 10 أيام من وفاتها، حيث ارتبط الأمر بولديها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الأمير البريطاني السابق أندرو (أ.ف.ب) play-circle

ستارمر تعليقاً على صمت أندرو: يجب تقديم المعلومات ذات الصلة بقضية إبستين

قال رئيس الوزراء البريطاني إن أي شخص لديه معلومات بشأن التحقيقات حول جيفري إبستين يجب أن يدلي بها، بعد أن تجاهل الأمير السابق أندرو طلباً للإدلاء بشهادته.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
TT

الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)

قال الجيش الأوكراني في ساعة متأخرة من يوم الخميس إن قواته ضربت مصنعا كبيرا للمواد الكيميائية في منطقة ستافروبول بجنوب روسيا، ما أدى إلى اندلاع حريق.

وكتبت هيئة الأركان العامة للجيش على تطبيق تلغرام أن مصنع نيفينوميسكي أزوت تعرض للقصف يوم الخميس، موضحة أن المنشأة تنتج مكونات للمتفجرات ووصفتها بأنها واحدة من أكبر المنشآت من هذا النوع في روسيا.

ولم يصدر على الفور رد فعل من جانب المسؤولين الروس، ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة ما أعلنه الجيش الأوكراني بشكل مستقل.


أوكرانيا تعبر عن رغبتها في «سلام حقيقي وليس تهدئة» مع روسيا

آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)
آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)
TT

أوكرانيا تعبر عن رغبتها في «سلام حقيقي وليس تهدئة» مع روسيا

آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)
آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، اليوم الخميس، في كلمة أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن أوكرانيا تريد «سلاماً حقيقياً وليس تهدئة» مع روسيا.

وتسعى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهي هيئة معنية بالأمن والحقوق، إلى الاضطلاع بدور في أوكرانيا ما بعد الحرب.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الأربعاء، إن الطريق أمام محادثات السلام غير واضح حالياً، في تصريحات بعد محادثات وصفها بأنها «جيدة إلى حد معقول» بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومبعوثين أميركيين.

وأضاف سيبيها أمام المجلس الوزاري السنوي للمنظمة: «ما زلنا نتذكر أسماء أولئك الذين خانوا الأجيال القادمة في ميونيخ. يجب ألا يتكرر ذلك مرة أخرى. يجب عدم المساس بالمبادئ ونحن بحاجة إلى سلام حقيقي وليس إلى تهدئة».

جنود روس يقومون بدورية بمنطقة سودجا بإقليم كورسك (أرشيفية - أ.ب)

وأشار الوزير بهذا على ما يبدو إلى اتفاقية عام 1938 مع ألمانيا النازية، التي وافقت بموجبها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا على أن يضم أدولف هتلر إقليماً فيما كان يُعرف آنذاك بتشيكوسلوفاكيا. وتستخدم هذه الاتفاقية على نطاق واسع باعتبارها إشارة إلى عدم مواجهة قوة مهددة.

ووجه سيبيها الشكر للولايات المتحدة على ما تبذله من جهود في سبيل إرساء السلام، وتعهد بأن أوكرانيا «ستستغل كل الفرص الممكنة لإنهاء هذه الحرب»، وقال: «أبرمت أوروبا الكثير للغاية من اتفاقيات السلام غير العادلة في الماضي. أسفرت جميعها عن كوارث جديدة».

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إن فريقه يستعد لعقد اجتماعات في الولايات المتحدة وإن الحوار مع ممثلي ترمب سيستمر.

وبرزت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تضم 57 دولة منها الولايات المتحدة وكندا وروسيا ومعظم دول أوروبا وآسيا الوسطى، بوصفها منتدى مهماً للحوار بين الشرق والغرب خلال الحرب الباردة.

وفي السنوات القلائل الماضية، وصلت المنظمة إلى طريق مسدود في كثير من الأحيان، إذ عرقلت روسيا تنفيذ قرارات مهمة، واتهمتها بالخضوع لسيطرة الغرب. واشتكت روسيا في بيانها من «هيمنة أوكرانيا الشاملة على جدول الأعمال» في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.


تقرير: رصد مسيرات قرب مسار طائرة تقل زيلينسكي إلى آيرلندا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)
TT

تقرير: رصد مسيرات قرب مسار طائرة تقل زيلينسكي إلى آيرلندا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)

ذكرت وسائل إعلام محلية في آيرلندا، الخميس، أن سفينة تابعة للبحرية الآيرلندية رصدت ما يصل إلى 5 طائرات مسيرة تحلق بالقرب من مسار طائرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى وصوله في زيارة دولة إلى آيرلندا، يوم الاثنين.

وذكرت صحيفة «آيريش تايمز» أن عملية الرصد أثارت استنفاراً أمنياً واسعاً وسط مخاوف من أنها محاولة للتدخل في مسار الرحلة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمّها القول إن الطائرة، التي وصلت قبل موعدها بقليل، لم تكن معرضة للخطر، وفقاً لوكالة «رويترز».

ووصل الوفد الأوكراني في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين، وغادر في وقت متأخر من اليوم التالي، في إطار رحلة للمساعدة في حشد الدعم الأوروبي لكييف، في الوقت الذي تواصل فيه روسيا حربها على أوكرانيا.

وأدّت توغلات الطائرات المسيرة، التي لم يُكشف عن الجهة المسؤولة عنها حتى الآن، إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية في أوروبا في الآونة الأخيرة. ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، هذه التوغلات بأنها «حرب متعددة الوسائل».