بريطانيا والسويد مستعدتان لإرسال قوات إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر

قبل قمة أوروبية مرتقبة في باريس

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
TT
20

بريطانيا والسويد مستعدتان لإرسال قوات إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)

قالت السويد، اليوم الاثنين، إنها لا تستبعد إرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا، إذا لزم الأمر، وذلك بعد ساعات من إعراب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن استعداده للقيام بخطوة مماثلة.

وقالت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينيغارد، لإذاعة «سفيريس» العامة: «علينا أولاً أن نُفاوض على اتفاق سلام عادل ومستدام ويحترم القانون الدولي... عندما نتوصل إلى اتفاق سلام مماثل، ينبغي الحفاظ عليه، ولهذا السبب فإن حكومتنا لا تستبعد أي شيء».

وقال رئيس الوزراء البريطاني، أمس، إنه مستعد لنشر قوات بريطانية على الأرض في أوكرانيا، إذا لزم الأمر. وأضاف ستارمر، في مقالٍ نشرته صحيفة «تلغراف» البريطانية، أنه يتعين على أوروبا وأميركا العمل معاً بشكل وثيق بشأن أوكرانيا، منوهاً بضرورة أن تبذل أوروبا مزيداً من الجهود لتلبية متطلبات أمنها. وأكد رئيس وزراء بريطانيا أن أوروبا يتعين عليها زيادة إنفاقها الدفاعي، والاضطلاع بدور أكبر في حلف شمال الأطلسي «الناتو». لكن ستارمر أكد أهمية الدور الأميركي، قائلاً: «أميركا وحدها هي القادرة على ردع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين عن شن هجوم جديد». وأكد أن الدعم الأميركي سيظل مهماً جداً، والضمانات الأمنية الأميركية ضرورة لتحقيق السلام الدائم في أوكرانيا، منوهاً بأهمية ممارسة ضغوط اقتصادية أكبر على روسيا.

وفيما يتعلق بانضمام أوكرانيا إلى «الناتو»، قال ستارمر إن عملية الانضمام قد تستغرق وقتاً، لكن يتعين مواصلة دعم هذا المسار.

ويجتمع، اليوم، نحو عشرة من قادة دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في باريس، لتحديد رد مشترك لأمن أوروبا، ومواجهة «تسريع» الإدارة الأميركية في التحرك على صعيد ملف أوكرانيا. يأتي الاجتماع في لحظة حساسة بالنسبة إلى العلاقات عبر الأطلسي، وسط قلق أوروبي من مبادرات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي استأنف المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأعلن الرئيس الأميركي، هذا الأسبوع، أنه سيلتقي نظيره الروسي في السعودية لبدء مفاوضات بشأن أوكرانيا، حيث تدخل الحرب عامها الرابع في 24 فبراير (شباط) الحالي، في اجتماع قد يتم «قريباً جداً». يأتي اجتماع اليوم أيضاً غداة اختتام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، الذي ألقى فيه نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس خطاباً حاداً هاجم فيه الاتحاد الأوروبي، متهماً إياه بفرض قيود على حرية التعبير، مع تأكيده أن الأميركيين يدرسون إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا دون الأوروبيين. وقال مستشار للرئيس إيمانويل ماكرون، أمس: «نرى أنه نتيجة للتسريع في الملف الأوكراني، وأيضاً نتيجة لما يقوله القادة الأميركيون، ثمة حاجة إلى أن يقوم الأوروبيون بالمزيد، وأن يعملوا على نحو أفضل وبطريقة أكثر اتساقاً من أجل أمننا الجماعي».

وأضاف أن «هذه المبادرات تشكل فرصة؛ بمعنى أنها يمكن أن تساعد في تسريع إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن من الواضح أننا ما زلنا في حاجة إلى الاتفاق، ومعرفة الظروف التي يمكن بموجبها تحقيق نهاية الحرب»، مشدداً على «مستلزمات السيادة والأمن لأوكرانيا، وكذلك لأوروبا». يحضر الاجتماع، بالإضافة إلى الرئيس ماكرون، رؤساء حكومات ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.


مقالات ذات صلة

ترمب يهدد روسيا برسوم جمركية ثانوية على واردات النفط

أوروبا صورة مركّبة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يهدد روسيا برسوم جمركية ثانوية على واردات النفط

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إنه شعر بغضب شديد و«استياء» عندما انتقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مصداقية قيادة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - لندن)
العالم جنديان أوكرانيان في مستودع أسلحة بدونيتسك في 19 مارس (أ.ف.ب)

حرب أوكرانيا تمهّد لـ«حرب الروبوتات»

إذا كانت الحرب دمويّة بامتياز، فهي أسهمت بطريقة غير مباشرة في تطوّر البشريّة عبر ما قدّمته من ابتكارات واختراعات.

المحلل العسكري (كتب)
أوروبا ترمب وبوتين (أ.ف.ب)

زيلينسكي يتهم بوتين بالسعي إلى إطالة الحرب عبر طرح «إدارة انتقالية» في أوكرانيا

زيلينسكي يتهم بوتين بالسعي إلى إطالة الحرب عبر طرح «إدارة انتقالية» في أوكرانيا

«الشرق الأوسط» (كييف - موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يتحدث مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (وسط) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)

أوكرانيا تتريّث في الرد على اقتراح واشنطن «المجحف» لاستثمار معادنها

أوكرانيا تتريّث في الرد على اقتراح واشنطن «المجحف» لاستثمار معادنها، وزيلينسكي يقول إن بلاده لن تعترف بالمساعدات العسكرية الأميركية السابقة بصفتها قروضاً.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا مبنى سكني تعرض لضربة بطائرة روسية بدون طيار وسط هجوم مستمر على أوكرانيا (رويترز)

روسيا تعلن السيطرة على قريتين في أوكرانيا

أعلنت روسيا، اليوم (السبت)، السيطرة على قريتين في شمال وجنوب أوكرانيا، مواصِلة تقدّمها على الخطوط الأمامية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

ترمب يهدد روسيا برسوم جمركية ثانوية على واردات النفط

صورة مركّبة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
صورة مركّبة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب يهدد روسيا برسوم جمركية ثانوية على واردات النفط

صورة مركّبة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
صورة مركّبة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، إنه سيفرض رسوماً جمركية ثانوية تتراوح بين 25 و50 في المائة على جميع واردات النفط الروسي «إذا شعر بأن موسكو تعرقل جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا». وأضاف ترمب، في مقابلة هاتفية مع شبكة «إن بي سي نيوز»، أن تطبيق ذلك ربما يكون في غضون شهر واحد، إذا لم يجرِ وقف لإطلاق النار.

وقال إنه شعر بغضب شديد و«استياء»، عندما انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصداقية قيادة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأضاف أنه يعتزم التحدث إلى بوتين خلال الأيام المقبلة. وخلال حملته الرئاسية، العام الماضي، تعهَّد ترمب مراراً بإنهاء ما وصفه بالحرب «السخيفة» في أوكرانيا. ويركز بشدة على هذه القضية منذ توليه منصبه، في 20 يناير (كانون الثاني).

وسبق أن دعا ترمب إلى إجراء انتخابات جديدة في أوكرانيا، ووصف زيلينسكي بـ«الديكتاتور». وفي تصريحاته الأحد، بدا ترمب وكأنه يعلّق على تلميح بوتين، الجمعة، إلى إمكانية وضع أوكرانيا تحت إدارة مؤقتة للسماح بإجراء انتخابات جديدة وتوقيع اتفاقات رئيسية، مما قد يطيح فعلياً بزيلينسكي. وقال ترمب: «إذا لم نتمكن أنا وروسيا من التوصل إلى اتفاق لوقف إراقة الدماء في أوكرانيا، وإذا اعتقدت أن روسيا هي المسؤولة... فسأفرض رسوماً جمركية ثانوية على النفط، على جميع واردات النفط القادمة من روسيا».

وأضاف: «هذا يعني أنه إذا اشتريت نفطاً من روسيا، فلن تتمكن من ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة. ستكون هناك رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع واردات النفط، ورسوم تتراوح بين 25 و50 نقطة على جميع واردات النفط». وأشار ترمب إلى أن بوتين يعلم أنه غاضب منه، لكنه أضاف أنه «تربطه به علاقة جيدة جداً»، وأن «الغضب يتبدد بسرعة... إذا فعل (بوتين) الصواب».

«جريمة حرب»

ميدانياً، اتّهمت كييف روسيا بارتكاب «جريمة حرب»، بعد سلسلة من الضربات بطائرات مسيّرة خلّفت قتيلين على الأقلّ، وأصابت مستشفى عسكرياً ليل السبت - الأحد في خاركيف، في وقت تتعثر فيه محاولات التوصل إلى هدنة.

فرق إنقاذ في موقع هجوم روسي بالمسيّرات على خاركيف يوم 29 مارس 2025 (أ.ف.ب)
فرق إنقاذ في موقع هجوم روسي بالمسيّرات على خاركيف يوم 29 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وقال ديميترو تشوبينكو، الناطق باسم مكتب المدعي العام للمدينة في مقطع فيديو نُشر على «تلغرام»، إن 6 غارات استهدفت مساء السبت حيّين بالمدينة الواقعة في شمال شرقي البلاد، التي كانت تُعدّ ثانية كبرى المدن من حيث عدد السكان في البلاد قبل الغزو الروسي. وأضاف أن شخصين لقيا حتفهما في منزليهما، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت وزارة الطوارئ أن الغارات «دمّرت مباني سكنية وأخرى تضم مكاتب، ومركزاً طبياً، ومحلات تجارية، ومرائب وسيارات». وقال حاكم المنطقة، أوليغ سينيغوبوف، إن القتيلين هما رجل يبلغ 67 عاماً وامرأة تبلغ 70 عاماً، في حين أُصيبت فتاة تبلغ 15 عاماً بجروح خطرة.

من جهته، قال الجيش الأوكراني إن مستشفى عسكرياً تعرّض للقصف وإن «هناك إصابات بين عسكريين كانوا يتلقون العلاج»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن عددهم. ولا تكشف كييف عادة عن بيانات الخسائر العسكرية. واتهم الجيش الأوكراني روسيا بارتكاب «جريمة حرب» و«انتهاك قواعد القانون الإنساني الدولي».

تقدم روسي

وبعد 3 سنوات من الهجوم الذي شنّه الكرملين، أدّت سياسات دونالد ترمب، الذي جدد الحوار مع فلاديمير بوتين وكسر العزلة التي فُرضت عليه، إلى إعادة خلط الأوراق بشأن الصراع. ويسعى ترمب إلى إنهاء النزاع بسرعة. واتّفقت موسكو وكييف من حيث المبدأ على هدنة في البحر الأسود عقب محادثات مع مسؤولين أميركيين في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكن روسيا حذّرت لاحقاً بأن الهدنة لن تدخل حيز التنفيذ حتى ترفع الدول الغربية عدداً من العقوبات.

جانب من تدريبات جنود أوكرانيين شرق البلاد يوم 29 مارس (إ.ب.أ)
جانب من تدريبات جنود أوكرانيين شرق البلاد يوم 29 مارس (إ.ب.أ)

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن روسيا لم ترد بشكل مناسب على الجهود الأميركية للتفاوض على وقف إطلاق النار في أوكرانيا بسبب غياب «ضغط حقيقي» عليها. وصرّح زيلينسكي في خطابه المسائي: «لقد ظل الاقتراح الأميركي بوقف إطلاق النار غير المشروط مطروحاً على الطاولة لفترة طويلة للغاية، دون ردّ مناسب من روسيا». وعدّ أن «وقف إطلاق النار كان من الممكن أن يدخل حيز التنفيذ لو كان هناك ضغط حقيقي على روسيا»، موجهاً الشكر إلى الدول «التي تفهم هذا» وشدّدت العقوبات على موسكو. وكان الرئيس فلاديمير بوتين رفض مقترحاً أميركياً - أوكرانياً لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، واقترح، يوم الجمعة، إقالة زيلينسكي في جزء من عملية السلام؛ مما أثار غضب كييف. ورفضت روسيا اتفاقاً شاملاً، ووافقت على هدنة تقضي بوقف الضربات على مواقع الطاقة، إلا إن موسكو وكييف تبادلتا الاتهامات باستهداف منشآت للطاقة في كلا الجانبين.

آثار هجوم روسي بالمسيّرات على خاركيف يوم 29 مارس 2025 (أ.ف.ب)
آثار هجوم روسي بالمسيّرات على خاركيف يوم 29 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ميدانياً، أشار الرئيس الروسي إلى أنّ قواته تحافظ على «المبادرة الاستراتيجية» على خط المواجهة في أوكرانيا. وأعلن الجيش الروسي، السبت، سيطرته على قريتين في شرق أوكرانيا وجنوبها، هما شتشبراكي بمنطقة زابوريجيا (جنوب)، وبانتيلييمونيفكا في منطقة دونيتسك (شرق).

كما أعلنت القوات الروسية، الأحد، السيطرة على قرية تبعد 7 كيلومترات فقط عن حدود منطقة دنيبروبيتروفسك بوسط أوكرانيا. ولم تعبر قوات الكرملين حدود المنطقة منذ بدء هجومها الواسع قبل 3 سنوات، لكنها تتقدم ببطء نحوها منذ أشهر على أمل تحقيق اختراق. وتُعدّ السيطرة على أراضٍ بمنطقة دنيبروبيتروفسك انتصاراً دعائياً كبيراً لروسيا، رغم قول محللين عسكريين إن هذا الاختراق لن تكون له قيمة استراتيجية تُذكر، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».