قالت السويد، اليوم الاثنين، إنها لا تستبعد إرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا، إذا لزم الأمر، وذلك بعد ساعات من إعراب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن استعداده للقيام بخطوة مماثلة.
وقالت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينيغارد، لإذاعة «سفيريس» العامة: «علينا أولاً أن نُفاوض على اتفاق سلام عادل ومستدام ويحترم القانون الدولي... عندما نتوصل إلى اتفاق سلام مماثل، ينبغي الحفاظ عليه، ولهذا السبب فإن حكومتنا لا تستبعد أي شيء».
وقال رئيس الوزراء البريطاني، أمس، إنه مستعد لنشر قوات بريطانية على الأرض في أوكرانيا، إذا لزم الأمر. وأضاف ستارمر، في مقالٍ نشرته صحيفة «تلغراف» البريطانية، أنه يتعين على أوروبا وأميركا العمل معاً بشكل وثيق بشأن أوكرانيا، منوهاً بضرورة أن تبذل أوروبا مزيداً من الجهود لتلبية متطلبات أمنها. وأكد رئيس وزراء بريطانيا أن أوروبا يتعين عليها زيادة إنفاقها الدفاعي، والاضطلاع بدور أكبر في حلف شمال الأطلسي «الناتو». لكن ستارمر أكد أهمية الدور الأميركي، قائلاً: «أميركا وحدها هي القادرة على ردع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين عن شن هجوم جديد». وأكد أن الدعم الأميركي سيظل مهماً جداً، والضمانات الأمنية الأميركية ضرورة لتحقيق السلام الدائم في أوكرانيا، منوهاً بأهمية ممارسة ضغوط اقتصادية أكبر على روسيا.
وفيما يتعلق بانضمام أوكرانيا إلى «الناتو»، قال ستارمر إن عملية الانضمام قد تستغرق وقتاً، لكن يتعين مواصلة دعم هذا المسار.
ويجتمع، اليوم، نحو عشرة من قادة دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في باريس، لتحديد رد مشترك لأمن أوروبا، ومواجهة «تسريع» الإدارة الأميركية في التحرك على صعيد ملف أوكرانيا. يأتي الاجتماع في لحظة حساسة بالنسبة إلى العلاقات عبر الأطلسي، وسط قلق أوروبي من مبادرات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي استأنف المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأعلن الرئيس الأميركي، هذا الأسبوع، أنه سيلتقي نظيره الروسي في السعودية لبدء مفاوضات بشأن أوكرانيا، حيث تدخل الحرب عامها الرابع في 24 فبراير (شباط) الحالي، في اجتماع قد يتم «قريباً جداً». يأتي اجتماع اليوم أيضاً غداة اختتام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، الذي ألقى فيه نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس خطاباً حاداً هاجم فيه الاتحاد الأوروبي، متهماً إياه بفرض قيود على حرية التعبير، مع تأكيده أن الأميركيين يدرسون إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا دون الأوروبيين. وقال مستشار للرئيس إيمانويل ماكرون، أمس: «نرى أنه نتيجة للتسريع في الملف الأوكراني، وأيضاً نتيجة لما يقوله القادة الأميركيون، ثمة حاجة إلى أن يقوم الأوروبيون بالمزيد، وأن يعملوا على نحو أفضل وبطريقة أكثر اتساقاً من أجل أمننا الجماعي».
وأضاف أن «هذه المبادرات تشكل فرصة؛ بمعنى أنها يمكن أن تساعد في تسريع إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن من الواضح أننا ما زلنا في حاجة إلى الاتفاق، ومعرفة الظروف التي يمكن بموجبها تحقيق نهاية الحرب»، مشدداً على «مستلزمات السيادة والأمن لأوكرانيا، وكذلك لأوروبا». يحضر الاجتماع، بالإضافة إلى الرئيس ماكرون، رؤساء حكومات ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.