زيلينسكي يتهم بوتين بالسعي إلى إطالة الحرب عبر طرح «إدارة انتقالية» في أوكرانيا

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يطالب بإنهاء «المعاناة المروعة» في أوكرانيا

مبنى سكني تعرض لضربة بطائرة روسية من دون طيار وسط هجوم مستمر على أوكرانيا (رويترز)
مبنى سكني تعرض لضربة بطائرة روسية من دون طيار وسط هجوم مستمر على أوكرانيا (رويترز)
TT
20

زيلينسكي يتهم بوتين بالسعي إلى إطالة الحرب عبر طرح «إدارة انتقالية» في أوكرانيا

مبنى سكني تعرض لضربة بطائرة روسية من دون طيار وسط هجوم مستمر على أوكرانيا (رويترز)
مبنى سكني تعرض لضربة بطائرة روسية من دون طيار وسط هجوم مستمر على أوكرانيا (رويترز)

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا عبر طرحه فكرة «إدارة انتقالية» لكييف برعاية الأمم المتحدة، فيما تبادلت روسيا وأوكرانيا اتهامات مجدداً باستهداف منشآت للطاقة في كلا الجانبين، في انتهاك لاتفاق هش أعلنته واشنطن هذا الأسبوع ويهدف إلى وقف الضربات على مواقع الطاقة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

واتهمت وزارة الدفاع الروسية، السبت، أوكرانيا بمهاجمة منشآت للطاقة في البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، رغم اتفاق وقف تبادل الهجمات على البنية التحتية للطاقة. وقالت الوزارة إن أوكرانيا هاجمت شبكات الكهرباء في منطقة بيلغورود عدة مرات مما أدى إلى حرمان نحو تسعة آلاف من السكان من التيار الكهربائي.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف: «كل ما يقوم به (بوتين) يؤخر أي احتمال (...) للتفاوض» بهدف «وضع حد للحرب». وطرح الرئيس الروسي في وقت سابق الجمعة فكرة «إدارة انتقالية» برعاية الأمم المتحدة في أوكرانيا، في اقتراح يتضمّن رحيل فولوديمير زيلينسكي، قبل إجراء مفاوضات بشأن اتفاق سلام بين البلدين.

وقال بوتين خلال زيارة لمدينة مورمانسك في شمال غربي روسيا «يمكننا بالطبع أن نبحث مع الولايات المتحدة وحتى مع الدول الأوروبية، وبالطبع مع شركائنا وأصدقائنا، برعاية الأمم المتحدة، في احتمال تشكيل إدارة انتقالية في أوكرانيا».

خدمات الطوارئ الأوكرانية تقوم بإخماد النيران بعد هجوم روسي في خاركيف (أ.ب)
خدمات الطوارئ الأوكرانية تقوم بإخماد النيران بعد هجوم روسي في خاركيف (أ.ب)

وهذه المرة الأولى التي يعرض فيها بوتين فكرة «إدارة انتقالية» قال إنّها ستقوم بـ«تنظيم انتخابات رئاسية ديمقراطية من شأنها أن توصل إلى السلطة حكومة تحوز ثقة الشعب، ومن ثمّ نبدأ مع هذه السلطات مفاوضات بشأن اتفاق سلام». غير أنّ الأحكام العرفية المطبّقة في أوكرانيا منذ بداية النزاع، تحظر إجراء انتخابات في وقت تتعرّض البلاد لعمليات قصف بشكل يومي.

كما أشار الرئيس الروسي إلى أنّ قواته تحافظ على «المبادرة الاستراتيجية» على خط المواجهة في أوكرانيا. وأعلنت روسيا السبت السيطرة على قريتين في شمال وجنوب أوكرانيا، مواصِلة تقدّمها على الخطوط الأمامية، في ظل تعثّر الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار يسعى إليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ أسابيع. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على قرية شتشبراكي في منطقة زابوريجيا (جنوب) وقرية بانتيليمونيفكا في منطقة دونيتسك (شرق).

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور صفوف القتال الأمامية في منطقة دونيتسك يوم 22 مارس (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور صفوف القتال الأمامية في منطقة دونيتسك يوم 22 مارس (إ.ب.أ)

أعلنت السلطات الأوكرانية السبت أن ما لا يقل عن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 21 آخرون في هجوم بطائرة مسيرة روسية استهدف مدينة دنيبرو بوسط أوكرانيا.

وأشار الحاكم العسكري لمنطقة دنيبروبتروفسك، سيرهي ليساك، إلى وقوع انفجارات واندلاع عدة حرائق ووقوع أضرار جسيمة في المدينة. ونشر ليساك صور الدمار على قناته في «تلغرام»، وكتب: «لقد كانت ليلة صعبة».

وقالت السلطات الأوكرانية إنه في الحادث الأخير في دنيبرو قامت موسكو بشن 24 هجوماً بطائرات مسيرة، تم إسقاط معظمها. وقال ليساك إن 13 شخصاً احتاجوا للعلاج في المستشفى من إصاباتهم، كما دمرت الحرائق عدة منازل. ولحقت أضرار بأبراج ومبان عامة، كما اندلع حريق في مجمع مطاعم. وأضاف أنه «تم تدمير عشرات السيارات». وتتعرض مدينة دنيبرو الصناعية لغارات جوية روسية على نحو متكرر.

من جانبه، أفاد الرئيس الأوكراني بأنّ روسيا أطلقت أكثر من 170 مسيّرة على أوكرانيا خلال الليل، وضربت أهدافاً في مناطق دنيبروبيتروفسك وكييف وسومي وخاركيف وخميلنيتسكي. وقال زيلينسكي إنّ «روسيا تستخف بجهود حفظ السلام التي يتم العمل عليها عالمياً. إنها تطيل أمد الحرب وتنشر الرعب لأنّها لا تشعر بأي ضغط حقيقي».

ومنذ أسابيع، تتفاوض الولايات المتحدة مع كييف وموسكو بشكل منفصل، في سبيل التوصل إلى إطلاق نار في البحر الأسود ووقف الضربات التي تستهدف البنى التحتية للطاقة في روسيا وأوكرانيا. ورغم أنّ البلدين وافقا على الهدنة من حيث المبدأ، إلا أن تنفيذها لا يزال غير واضح، في وقت تتبادل كييف وموسكو الاتهامات بمحاولة إفشالها.

جندي أوكراني يطلق قذيفة صاروخية خلال تدريبات للواء الميكانيكي الـ24 في مكان غير محدد بشرق أوكرانيا (أ.ف.ب)
جندي أوكراني يطلق قذيفة صاروخية خلال تدريبات للواء الميكانيكي الـ24 في مكان غير محدد بشرق أوكرانيا (أ.ف.ب)

وفي سياق متصل، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الجمعة إلى إنهاء «المعاناة المروعة» التي تتسبب بها الهجمات على المدنيين في أوكرانيا. وقال فولكر تورك لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: «شهدت الأسابيع الأخيرة نشاطاً مكثفاً حول إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار في أوكرانيا، وهو أمر سيكون موضع ترحيب كبير».

أضاف أن «وقف إطلاق النار المحدود الذي يحمي ممرات الشحن والبنى التحتية خطوة مرحب بها إلى الأمام. الأمر الأكثر إلحاحاً الآن هو إنهاء المعاناة المروعة التي تتعرض لها أوكرانيا يومياً». وقال تورك: «ومع ذلك، وبالتوازي مع هذه المحادثات، يشتد القتال في أوكرانيا ويقتل ويصيب المزيد من المدنيين».

وارتفعت أعداد الضحايا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام بنسبة 30 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأضاف: «بينما تستمر الحرب في الاشتعال، أدعو مجدداً إلى وقف الهجمات على المدنيين واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان. يجب اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين». وأشار تورك كما نقلت عنه «الوكالة الألمانية» إلى أن الغالبية العظمى من الضحايا المدنيين هم من الأوكرانيين الذين قُتلوا وجُرحوا على يد القوات الروسية.

وقال: «أشعر بالقلق إزاء تزايد استخدام الطائرات المسيرة القتالية قصيرة المدى من قبل طرفي النزاع. هذه الأجهزة الجديدة قتلت وأصابت مدنيين بما يفوق أي سلاح آخر منذ ديسمبر (كانون الأول)».

وشدد على أن «السلام (...) هو الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى»، مضيفاً: «هذا يعني عودة جميع أسرى الحرب والإفراج عن المدنيين المعتقلين تعسفياً (...) بمن فيهم أولئك المعارضون للحرب في روسيا (...) وعودة الأطفال الذين نقلهم الاتحاد الروسي». وأكد تورك أن الشعب الأوكراني بحاجة إلى أن يكون «في صميم جميع النقاشات حول السلام».


مقالات ذات صلة

لندن تعثر على أجهزة تجسس روسية مُخبأة في المياه البريطانية

أوروبا غواصة من طراز «فانغارد» (البحرية الملكية البريطانية)

لندن تعثر على أجهزة تجسس روسية مُخبأة في المياه البريطانية

أفادت تقارير بالعثور على أجهزة استشعار روسية يُشتبه في محاولتها التجسس على غواصات نووية بريطانية مخبأة في البحار المحيطة بالمملكة المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الدفاعات الجوية الأوكرانية قالت إن إنذارات قد صدرت في مناطق خاركيف وميكولاييف وأوديسا (رويترز)

بولندا تنشر طائرات في مجالها الجوي بعد غارات روسية على أوكرانيا

أعلنت قيادة العمليات بالقوات المسلحة البولندية أن طائرات بولندية وحليفة أقلعت في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الأحد) لضمان سلامة المجال الجوي البولندي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يسار) يستقبل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لدى وصوله إلى قصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ستارمر وماكرون: تقدم «جيد» بشأن نشر قوة عسكرية في أوكرانيا

أفادت الحكومة البريطانية، السبت، بأن رئيس الوزراء والرئيس الفرنسي ناقشا هاتفياً التقدم «الجيد» الذي تحقّق ضمن تحالف الدول الراغبة في نشر قوة عسكرية بأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا منطقة سكنية بعد هجوم صاروخي روسي في كريفي ريغ بوسط أوكرانيا (رويترز)

زيلينسكي ينتقد السفارة الأميركية لبيانها «الضعيف» بعد ضربة روسية

انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، السفارة الأميركية في أوكرانيا بسبب ما وصفه ببيان «ضعيف» لم يحمل روسيا المسؤولية عن ضربة أوقعت 18 قتيلا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا موظفو الطوارئ يحملون جثة شخص قُتل في منطقة سكنية جراء ضربة صاروخية روسية في كريفي ريه (رويترز)

روسيا: أوكرانيا هاجمت منشآت للطاقة 14 مرة أمس

نقلت وكالة «تاس» للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم السبت إن أوكرانيا هاجمت البنية التحتية للطاقة في روسيا 14 مرة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

لندن تعثر على أجهزة تجسس روسية مُخبأة في المياه البريطانية

غواصة من طراز «فانغارد» (البحرية الملكية البريطانية)
غواصة من طراز «فانغارد» (البحرية الملكية البريطانية)
TT
20

لندن تعثر على أجهزة تجسس روسية مُخبأة في المياه البريطانية

غواصة من طراز «فانغارد» (البحرية الملكية البريطانية)
غواصة من طراز «فانغارد» (البحرية الملكية البريطانية)

أفادت تقارير بالعثور على أجهزة استشعار روسية يُشتبه في محاولتها التجسس على غواصات نووية بريطانية مخبأة في البحار المحيطة بالمملكة المتحدة، وفق ما ذكرته صحيفة «التلغراف» البريطانية.

واكتشف الجيش البريطاني هذا الأمر بعد أن جرفت المياه عدداً من أجهزة الاستشعار إلى الشاطئ، وعثرت عليها البحرية الملكية البريطانية. وتم النظر إليها على أنها تُشكل تهديداً محتملاً للأمن القومي.

وأفادت صحيفة «صنداي تايمز» بأن موسكو كانت تسعى لجمع معلومات استخباراتية عن غواصات «فانغارد» البريطانية الأربعة، التي تحمل صواريخ نووية، وتوجد واحدة على الأقل من هذه الغواصات في البحر جزءاً من الردع البحري البريطاني.

وتمتلك موسكو أسطولاً من الغواصات المتخصصة، التي يُشاع أنها أفضل تجهيزاً من بريطانيا وحلفائها في حلف «الناتو»، سواءً في مجال حرب قاع البحر أو التجسس، وفق «التلغراف».

وطوال الصراع مع أوكرانيا، كثّفت روسيا عمليات المراقبة والتخريب لوصلات الإنترنت تحت الماء، وأنابيب الطاقة، والكابلات العسكرية، وهي أمور أساسية للمعسكر الغربي. وخلال 15 شهراً، تعرّض ما لا يقل عن 11 كابل إنترنت لأضرار في بحر البلطيق.

وقال مسؤول عسكري بريطاني رفيع المستوى: «لا شك في أن هناك حرباً مستعرة بالمحيط الأطلسي. إنها لعبة مطاردة شرسة مستمرة منذ نهاية الحرب الباردة، وهي الآن تشتعل من جديد. نشهد نشاطاً روسياً هائلاً».

ولفتت سفينة التجسس الروسية «يانتار» الانتباه عندما ظهرت بالقرب من سواحل المملكة المتحدة العام الماضي.

وقال مصدر بريطاني رفيع المستوى: «الأمر أشبه بسباق الفضاء. إنه عالمٌ يكتنفه الغموض والخداع، ومن الصعب جداً الحصول على وضوح تام. لكن هناك ما يكفي من الدخان للإشارة إلى أن شيئاً ما يشتعل في مكان ما».

بدوره، قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية: «نحن ملتزمون بتعزيز أمن البنية التحتية البحرية الحيوية».

وأضاف: «إلى جانب حلفائنا في (الناتو) والقوة الاستكشافية المشتركة، نُعزز استجابتنا لضمان عدم تمكن السفن والطائرات الروسية من العمل سراً بالقرب من المملكة المتحدة، أو بالقرب من أراضي (الناتو)، مُسخّرين تقنيات جديدة كالذكاء الاصطناعي، ومُنسّقين الدوريات مع حلفائنا».

واختتم: «يواصل ردعنا النووي البحري المُستمر دورياته في محيطات العالم دون أن يُكتشف، كما فعل لمدة 56 عاماً».