انتقادات لبايرو بعد تصريحات عن «إغراق» المهاجرين لفرنسا

رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو خلال جلسة مساءلة للحكومة في الجمعية الوطنية (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو خلال جلسة مساءلة للحكومة في الجمعية الوطنية (أ.ف.ب)
TT
20

انتقادات لبايرو بعد تصريحات عن «إغراق» المهاجرين لفرنسا

رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو خلال جلسة مساءلة للحكومة في الجمعية الوطنية (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو خلال جلسة مساءلة للحكومة في الجمعية الوطنية (أ.ف.ب)

اضطر رئيس الوزراء الفرنسي الوسطي فرنسوا بايرو للدفاع عن نفسه، الثلاثاء، بعد تعرّضه لانتقادات من اليسار، وقسم من حلفائه على خلفية تصريحاته عن وجود شعور زائد بأن المهاجرين «يغرقون» فرنسا، وهي تصريحات لاقت قبولاً لدى حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف.

وقال بايرو مساء الاثنين عبر قناة «إل إس آي» إن «التدفقات الأجنبية إيجابية بالنسبة إلى أي شعب، شرط ألا تتجاوز حداً معيناً... فمنذ اللحظة التي تشعر فيها بأنك تغرق، وبأنك لم تعد تعرف بلدك أو أساليب الحياة فيه أو ثقافته، فإنك ترفض ذلك».

وعدّ رئيس الوزراء أن فرنسا لم تتجاوز هذه العتبة بعد، لكن «نحن نقترب» منها، مضيفاً أن «عدداً من المدن والمناطق (لديها حالياً) هذا الشعور».

وتعليقاً على هذه التصريحات، عدّ وزير الداخلية اليميني برونو روتايو، وهو عضو في حزب «الجمهوريين»، أن «رئيس الوزراء سوّغ السياسة التي أرغب في اتباعها».

بدوره، عدّ وزير العدل جيرالد دارمانان المنتمي إلى حزب «النهضة» الرئاسي، أن «إقدام رجل وسطي معتدل متوازن بعد شهر ونصف شهر في ماتينيون (مقر رئاسة الوزراء) على التصريح بأن هناك نسبة من الأجانب يجب عدم تجاوزها على التراب الوطني، يعد خطوة إلى الأمام».

وأشاد نائب رئيس حزب «التجمّع الوطني» سيباستيان شينو بهذا «الانتصار في المعركة الآيديولوجية». أما رئيسة كتلة الحزب في الجمعية الوطنية مارين لوبان، فقالت إنها تنتظر أن يتخذ فرنسوا بايرو «إجراءات تبعاً للاستنتاجات» التي خلص إليها.

رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو خلال جلسة أسئلة للحكومة في الجمعية الوطنية بمجلس النواب الفرنسي بباريس 28 يناير 2025 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو خلال جلسة أسئلة للحكومة في الجمعية الوطنية بمجلس النواب الفرنسي بباريس 28 يناير 2025 (أ.ف.ب)

«عنصرية»

لكن تصريحات رئيس الوزراء كان لها وقع الصدمة لدى الجناح اليساري في المعسكر الرئاسي.

وقالت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل براون بيفيه: «لم أكن لأدلي بهذه التصريحات أبداً وهي تزعجني. نحن نتحدث عن رجال ونساء، عن بلادنا فرنسا التي لطالما استضافت وبنت على هذا التقليد من خلال تاريخها وجغرافيتها وثقافتها».

أما الانتقادات من اليسار فكانت أشد، فقد قالت رئيسة كتلة الخضر في الجمعية الوطنية سيريل شاتلين إنها «صدمت بشدة» من تصريحات بايرو «المخزية»، عادّةً أنها تعكس «فكرة خاطئة يروج لها اليمين المتطرف».

ووصفت رئيسة كتلة حزب «فرنسا الأبية» ماتيلد بانو وجهة النظر بشأن الهجرة التي يتبناها روتايو وحلفاؤه بأنها «عنصرية».

وقال رئيس كتلة الاشتراكيين في الجمعية الوطنية بوريس فالو: «نحن لا نستعير عبارات اليمين المتطرف»، عادّاً تصريحات بايرو «شائنة».

ولفت إلى أن تصريحات بايرو من شأنها «التأثير» على قرار حزبه دعم رئيس الوزراء في تصويت مستقبلي لحجب الثقة عنه.

وقال بايرو ردا على سؤال حول تصريحاته خلال جلسة مساءلة في الجمعية الوطنية الثلاثاء، إنه متمسك باختياره للمصطلحات.

وأشار إلى إقليم مايوت الفرنسي في المحيط الهندي، الذي يواجه هجرة مكثفة غير نظامية من جزر القمر المجاورة.

وأضاف رئيس الوزراء: «أي شخص يتابع الوضع في مايوت، وهي ليست الوحيدة في فرنسا، يمكنه أن يفهم أن الإغراق هو المصطلح الأكثر ملاءمة».

وقال بايرو أمام النواب إن «مجتمعاً بأكمله في المقاطعة الفرنسية يواجه موجات من الهجرة غير الشرعية التي تصل في بعض الأحيان إلى 25 في المائة من السكان». وتابع: «ليست الكلمات هي التي تثير الصدمة، بل الواقع هو الذي يثيرها».

وبحسب المعهد الفرنسي للإحصاء، بلغ عدد الأجانب المقيمين في فرنسا عام 2023 نحو 5.6 مليون شخص، أي 8.2 في المائة من مجموع السكان، مقارنة بـ6.5 في المائة في عام 1975، وهي «زيادة صغيرة».

ويواجه فرنسوا بايرو الذي عُيِّن في 13 ديسمبر (كانون الأول)، جمعية وطنية منقسمة إلى ثلاث كتل لا تحظى أي منها بغالبية مطلقة، وهي: تحالف اليسار، الحزب الرئاسي والوسطيون، اليمين المتطرف.


مقالات ذات صلة

واشنطن تناقش سياستها حيال دمشق

الولايات المتحدة​ من جلسة استماع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ (الشرق الأوسط)

واشنطن تناقش سياستها حيال دمشق

السيناتور ريش: «صانعو القرار أمام تحدٍّ كبير للموازنة بين الأخطار ودعم القيادة السورية الجديدة».

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس يدلي ببيان في برلين 13 فبراير 2025 (رويترز)

شولتس: انتصار روسيا وانهيار أوكرانيا «لن يجلبا» السلام

حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من مفاوضات تُفضي إلى انتصار روسي وانهيار لأوكرانيا، وعَدّ أن ذلك لن يجلب السلام، بل على العكس.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم صورة من هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

رئيس «غوغل» السابق يحذر من «سيناريو بن لادن» للذكاء الاصطناعي

يخشى الرئيس التنفيذي السابق لشركة «غوغل» من استخدام الذكاء الاصطناعي في «سيناريو بن لادن»، أو استخدام «الدول المارقة» لهذه التقنية لـ«إيذاء الأبرياء».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صورة ملتقطة في 4 فبراير 2025 تظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مكالمة هاتفية في مكتبه بكييف (أ.ف.ب)

زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لعرض تبادل أراض مع روسيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة نشرت اليوم (الثلاثاء)، إن أوكرانيا مستعدة لعرض تبادل أراضٍ مع روسيا في إطار مفاوضات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائهما في نيويورك... سبتمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تعرض على ترمب معادن نادرة مقابل الأسلحة الأميركية

عرضت أوكرانيا إبرام صفقة مع الرئيس الأميركي ترمب لمواصلة المساعدات العسكرية الأميركية مقابل تطوير صناعة المعادن في أوكرانيا. فما القصة؟

«الشرق الأوسط» (كييف)

البابا أمضى ليلة أولى «هادئة» في المستشفى... وموعد خروجه غير محدد

صورة للبابا فرنسيس أعلى إحدى الشموع في روما (أ.ب)
صورة للبابا فرنسيس أعلى إحدى الشموع في روما (أ.ب)
TT
20

البابا أمضى ليلة أولى «هادئة» في المستشفى... وموعد خروجه غير محدد

صورة للبابا فرنسيس أعلى إحدى الشموع في روما (أ.ب)
صورة للبابا فرنسيس أعلى إحدى الشموع في روما (أ.ب)

قال متحدث باسم الفاتيكان اليوم (السبت) إن البابا فرنسيس يواصل تلقي العلاج من عدوى تنفسية في المستشفى، حيث سيبقى هناك وفقاً لما تقتضيه الحاجة.

وأضاف ماتيو بروني مدير المكتب الصحافي في الفاتيكان: «سنرى كيف يستجيب للعلاج. ليس لدي موعد محدد (لخروجه)». وأوضح أن البابا فرنسيس قضى ليلة هادئة في المستشفى أمس الجمعة، ولم ترتفع درجة حرارته خلال الليل. وتوقع استمرار إجراء الفحوص اليوم السبت.

وقال مسؤول في الفاتيكان، طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث للصحافة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء، إن البابا فرنسيس لم ترتفع درجة حرارته صباح اليوم السبت. ويعاني البابا (88 عاماً) من التهاب في الشعب الهوائية لأكثر من أسبوع ونقل إلى مستشفى أجوستينو جيميلي للعلاج صباح أمس (الجمعة).

ويوجد في مستشفى جيميلي في روما، وهو الأكبر في المدينة، جناح خاص لعلاج الباباوات. وأمضى البابا فرنسيس تسعة أيام هناك في يونيو (حزيران) 2023 حين خضع لجراحة لعلاج فتق في البطن.

وقال الفاتيكان مساء أمس إن الفحوصات أظهرت أن البابا فرنسيس يعاني من عدوى في الجهاز التنفسي.

وأصيب فرنسيس، الذي يتولى منصب البابا منذ عام 2013، بالإنفلونزا ومشاكل صحية أخرى عدة مرات خلال العامين الماضيين. وعندما كان شاباً، أصيب بالتهاب في الأغشية المحيطة بالرئة وأزيل جزء من إحدى رئتيه، وأصيب كثيراً بالتهابات الرئة في الآونة الأخيرة.