بلينكن: الصراع في سوريا يظهر تشتت داعمي الأسد

أكد أن وقف إطلاق النار في لبنان «متماسك»

أنتوني بلينكن متحدثاً خلال اجتماع الناتو في بروكسل (أ.ف.ب)
أنتوني بلينكن متحدثاً خلال اجتماع الناتو في بروكسل (أ.ف.ب)
TT

بلينكن: الصراع في سوريا يظهر تشتت داعمي الأسد

أنتوني بلينكن متحدثاً خلال اجتماع الناتو في بروكسل (أ.ف.ب)
أنتوني بلينكن متحدثاً خلال اجتماع الناتو في بروكسل (أ.ف.ب)

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الأربعاء)، أن رفض الرئيس السوري بشار الأسد المشاركة «بأي شكل ملموس» في عملية سياسية قد فتح المجال أيضاً لهجوم فصائل سورية مسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام» في شمال غربي سوريا.

وأوضح بلينكن أن تقدم «هيئة تحرير الشام» في الآونة الأخيرة يُظهر أن داعمي الأسد، مثل روسيا وإيران، مشتتون.

وقال بلينكن في بيان من بروكسل، حيث يشارك في آخر اجتماع رفيع المستوى لحلف شمال الأطلسي «الناتو» قبل أن تنتهي ولاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر المقبل: «يظل من الضروري منع عودة تنظيم داعش في سوريا».

وأضاف «حالياً، أرى من المهم أن نرى خفضاً للتصعيد، وأن نضمن حماية المدنيين في جميع أنحاء سوريا، وربما الأهم من ذلك، أن تكون هناك عملية سياسية تمضي قدماً».

وقف إطلاق النار في لبنان «متماسك»

وفيما يخص الحرب في لبنان، أكد بلينكن أن وقف إطلاق النار في لبنان متماسك، وقال: «نستخدم آلية للتصدي لأي انتهاكات يعلَن عنها».

دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، ووضعت حداً لحرب مفتوحة استمرت أكثر من شهرين بين «حزب الله» وإسرائيل خلّفت نحو 4000 قتيل في لبنان، ودمرت أقساماً كبيرة من معاقل الحزب المدعوم من إيران. لكن سُجلت عدة انتهاكات لوقف إطلاق النار منذ بدء سريانه.

وقُتل رجل، الثلاثاء، في غارة جوية إسرائيلية على قرية حدودية في جنوب لبنان. كما قُتل تسعة أشخاص، الاثنين، في غارات إسرائيلية على قرى في جنوب لبنان، بعد أن أعلنت إسرائيل أنها ضربت العشرات من أهداف «حزب الله» رداً على هجوم له هو الأول منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وقال بلينكن: «أعتقد بشكل أساسي أن كلا الطرفين، أي إسرائيل وحزب الله، من خلال الحكومة اللبنانية، أرادا وما زالا يريدان وقف إطلاق النار».

وتتولى لجنة تترأسها الولايات المتحدة، وتضم فرنسا وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وإسرائيل ولبنان، مسؤولية الحفاظ على التواصل بين الأطراف المختلفة وضمان تحديد الانتهاكات ومعالجتها من أجل تجنب أي تصعيد.

وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن «أي وقف لإطلاق النار، إذا أريد احترامه، يتطلب نظاماً للتحقق منه، لمعالجة أي مخاوف أو مزاعم بحدوث انتهاكات».

وتابع: «لدينا آلية مراقبة. إذا انتهك أي من الطرفين وقف إطلاق النار، يتم إبلاغنا بذلك، وندخل بطريقة أو بأخرى في حوار مع الأطراف. وهذا بالضبط ما حدث». وشدد بلينكن: «نريد أن تعمل الآلية التي وضعناها مع فرنسا لضمان مراقبة وتطبيق وقف إطلاق النار بشكل فعال، ونريد أن نضمن استمرارها في العمل».

إشراك شبان في القتال ضد روسيا

وفيما يتعلق بالحرب الروسية - الأوكرانية، قال وزير الخارجية الأميركي إن أوكرانيا بحاجة إلى إشراك الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً في الحرب ضد روسيا. وأضاف أن وجود العنصر البشري في ساحة المعركة يسبق الذخائر والأسلحة في الأهمية لتحقيق النجاح. وقال لوكالة «رويترز» خلال مقابلة في بروكسل: «هذه قرارات صعبة جداً... لكنّ كثيرين منّا يعتقدون أن إشراك الشباب في المعركة على سبيل المثال أمر ضروري. لا يشارك في المعركة حالياً من تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً».

الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية

أما بخصوص الإعلان المؤقّت للأحكام العرفية في كوريا الجنوبية، فقال بلينكن لـ«رويترز» إن الولايات المتحدة لم تكن على دراية بنية الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، إعلان الأحكام العرفية، مضيفاً أنه يتوقع التحدث مع نظيره الكوري الجنوبي في الأيام المقبلة. وأضاف بلينكن أنه من المهم سير العملية من الآن فصاعداً سلمياً ووفقاً لسيادة القانون. وتابع: «الديمقراطية في كوريا الجنوبية واحدة من الأقوى في أي مكان بالعالم. من المهم جداً حسم أي نزاعات أو خلافات أو خلافات سياسية سلمياً ووفقاً لسيادة القانون. هذا ما نراه الآن. المهم جداً هنا هو المحافظة على ذلك».

وأعلن يون الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية، الثلاثاء، ثم ألغى القرار بعد ساعات إثر مواجهة محتدمة بين البرلمان والجيش.


مقالات ذات صلة

«الناتو» يدعو الغرب لتوفير «دعم كافٍ» لأوكرانيا لـ«تغيير مسار» الحرب

أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (رويترز)

«الناتو» يدعو الغرب لتوفير «دعم كافٍ» لأوكرانيا لـ«تغيير مسار» الحرب

حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، الأربعاء، أعضاء الناتو على تزويد أوكرانيا بما يكفي من أسلحة لـ«تغيير مسار» الحرب.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
أوروبا وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان خلال مؤتمر صحافي في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)

إصرار إدارة بايدن على إنفاق كل مساعدات أوكرانيا قبل تسلم ترمب السلطة

قال وزيرا الدفاع الأميركي والأوكراني إنهما ناقشا إطلاق روسيا صواريخ باليستية جديدة والاستعدادات للاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال الداعمة لأوكرانيا.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يمين) والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أمين الناتو يحذر ترمب من «تهديد خطير» لأميركا إذا دفعت أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ

حذر الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» ترمب من أن الولايات المتحدة ستواجه «تهديداً خطيراً».

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف مع نظيره الكوري الشمالي (أ.ف.ب)

زيلينسكي مستعد لتقديم تنازلات بشرط حماية «الناتو» للأراضي الواقعة تحت سيطرة كييف

أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرونة في موقفه من الصراع الدائم والحرب مع روسيا، وقال إنه مستعد لتقديم تنازلات سياسية بشرط حماية حلف شمال الأطلسي …

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة ملتقطة بتاريخ 3 يوليو 2023 في زاموسك ببولندا تظهر جنوداً يقومون بتحميل المقذوفات لأنظمة باتريوت المنتشرة في وحدة قوة الدفاع الجوي والصاروخي الألمانية (د.ب.أ)

ألمانيا تقترح إعادة نشر صواريخ باتريوت في بولندا

اقترحت وزارة الدفاع الألمانية، اليوم الخميس، إعادة نشر منظومة باتريوت الصاروخية للدفاع الجوي في بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي في بداية العام الجديد.

«الشرق الأوسط» (برلين)

إسقاط الحكومة الفرنسية في تصويت لحجب الثقة... وتفاقم الأزمة السياسية

TT

إسقاط الحكومة الفرنسية في تصويت لحجب الثقة... وتفاقم الأزمة السياسية

ميشال بارنييه (أ.ف.ب)
ميشال بارنييه (أ.ف.ب)

أسقط نواب المعارضة الفرنسية الحكومة، اليوم الأربعاء، مما دفع ثاني أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي إلى أزمة سياسية أعمق تهدد قدرتها على التشريع والسيطرة على عجز ضخم في الميزانية.

واتحد نواب من أقصى اليمين واليسار لدعم اقتراح حجب الثقة عن رئيس الوزراء ميشال بارنييه وحكومته، بأغلبية 331 صوتاً من أصل 574.

وبهذا تكون حكومة بارنييه أول حكومة فرنسية تُجبر على الخروج من خلال تصويت بحجب الثقة منذ عام 1962.

ومن المتوقع أن يقدم بارنييه استقالته واستقالة حكومته للرئيس إيمانويل ماكرون سريعاً.

وعجل ماكرون بتلك الأزمة السياسية عندما دعا لإجراء انتخابات مبكرة في يونيو (حزيران) أسفرت عن برلمان منقسم يتسم بالاستقطاب الحاد.

وبدا أن فرنسا تخاطر بإنهاء السنة دون حكومة مستقرة وبلا إقرار لميزانية 2025 لكن الدستور يسمح بإجراءات خاصة لتجنب إغلاق حكومي على غرار ما يحدث في الولايات المتحدة.

ومن شأن الأزمة السياسية في فرنسا أن تزيد من ضعف الاتحاد الأوروبي الذي يعاني بالفعل من انهيار الحكومة الائتلافية في ألمانيا، وذلك قبل أسابيع من عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وعاقب اليسار واليمين المتطرف بارنييه على لجوئه إلى استخدام صلاحيات دستورية خاصة لتمرير جزء من موازنة لم تحظ بالتأييد وسعت إلى توفير 60 مليار يورو لتقليص العجز.

وقالت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إن انهيار الحكومة «هو السبيل الوحيد الذي يتيحه لنا الدستور لحماية الفرنسيين من موازنة خطرة وغير عادلة بل وعقابية».

وقالت ثلاثة مصادر لـ«رويترز» إن ماكرون يعتزم تعيين رئيس جديد للوزراء بسرعة، وقال أحدهم إنه يريد تسمية شخص جديد لتولي المنصب قبل احتفال بإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام يوم السبت الذي سيحضره ترمب.

وسيواجه أي رئيس جديد للوزراء التحديات نفسها التي قابلت بارنييه لإقرار تشريعات وموازنة في برلمان منقسم. ولا يمكن إجراء انتخابات برلمانية أخرى قبل يوليو (تموز).

والخيار الآخر المتاح لماكرون هو أن يطلب من بارنييه وحكومته البقاء بصلاحيات تصريف الأعمال ليتيح لنفسه وقتاً لاختيار رئيس وزراء قادر على كسب دعم كاف من أغلب الأحزاب لإقرار التشريعات.

وقال قصر الإليزيه الرئاسي، اليوم الأربعاء، إن ماكرون سيلقي كلمة عبر التلفزيون إلى الشعب الفرنسي مساء غد الخميس.