الجيش البريطاني يستغني عن سفن ومروحيات قديمة ومكلفة

طائرة مسيّرة (أرشيفية - رويترز)
طائرة مسيّرة (أرشيفية - رويترز)
TT
20

الجيش البريطاني يستغني عن سفن ومروحيات قديمة ومكلفة

طائرة مسيّرة (أرشيفية - رويترز)
طائرة مسيّرة (أرشيفية - رويترز)

أعلن وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، اليوم (الأربعاء)، التخلي عن سفن ومروحيات وطائرات مسيّرة حربية عفا عليها الزمن أو تعتبر صيانتها مكلفة، وذلك لتوفير المال، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي البرلمان، أرجع الوزير العمالي الحاجة لخفض التكاليف إلى «الإرث المأساوي» للمحافظين الذين ظلوا في السلطة لمدة 14 عاماً قبل هزيمتهم في انتخابات يوليو (تموز). وقال إنهم تركوا «ثقباً أسود بقيمة مليار جنيه في الخطط الدفاعية».

وأضاف: «لفترة طويلة، ظل جنودنا وبحارتنا وطيارونا عالقين مع معدات قديمة وعفا عليها الزمن، لأن الوزراء لم يرغبوا في اتخاذ القرارات الصعبة لإيقاف تشغيل هذه المعدات».

ومن شأن إيقاف التشغيل أو الإصلاحات الباهظة لهذه المعدات أن يوفر ما يصل إلى 500 مليون جنيه إسترليني خلال 5 سنوات.

ستُسحب السفينتان الهجوميتان التابعتان للبحرية الملكية «إتش إم إس ألبيون» و«إتش إم إس بولوارك»، وفرقاطة في حالة سيئة وناقلتان للوقود، من الخدمة.

أمّا طائرات «ووتش كيبر» المسيّرة، فقد استخدمت لمدة 10 سنوات وباتت قديمة، وسيتم الاستغناء عنها في مارس (آذار) 2025.

كذلك سيتم الاستغناء عن مروحيات نقل من طرازي «شينوك» و«بوما» في وقت أبكر مما كان مخططاً.

وأقر جون هيلي بأن هذا القرار يأتي في خضم «حرب في أوروبا، مع تزايد العدوان الروسي، والنزاع في الشرق الأوسط، والتكنولوجيا التي تغيّر طبيعة الحرب».

ومن الممكن أيضاً التخلي عن مزيد من المعدات بالتشاور مع قادة الجيش، وفق ما أوضح وزير الدفاع.

تعهد رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر بتخصيص 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع، مقارنة بنحو 2.3 في المائة حالياً، لكنه لم يعلن موعداً محدداً لذلك.


مقالات ذات صلة

ما الذي نعرفه عن الحريق الذي علّق الملاحة في مطار هيثرو؟

أوروبا نصحت السلطات المسافرين بعدم التوجّه إلى مطار هيثرو الجمعة 21 مارس (أ.ب)

ما الذي نعرفه عن الحريق الذي علّق الملاحة في مطار هيثرو؟

أُغلق مطار هيثرو البريطاني بالكامل، الجمعة، بعد انقطاع الطاقة بسبب حريق اندلع في محطة فرعية للكهرباء؛ ما أحدث فوضى في حركة الملاحة الجوية في أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رجال الإطفاء يخمدون حريقاً اندلع في محطة فرعية تزود مطار هيثرو بالطاقة في هايز غرب لندن - بريطانيا 21 مارس 2025 (أ.ف.ب)

الإطفاء يعلن «السيطرة» على حريق تسبب بإغلاق مطار هيثرو في لندن

أفاد جهاز الإطفاء البريطاني، صباح الجمعة، بأن الحريق الذي اندلع في محطة كهرباء فرعية وتسبب في إغلاق مطار هيثرو الدولي في لندن، أصبح الآن «تحت السيطرة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا لوحة بمطار شانغي سنغافورة تُظهر الرحلات الجوية التي ألغيت إلى مطار هيثرو (أ.ف.ب)

هبوط أول طائرة في مطار هيثرو بلندن بعد إغلاقه نتيجة حريق بمحطة كهرباء

قال مطار هيثرو بلندن، اليوم الجمعة، إنه سيستأنف رحلات الطيران بعد حريق نشب بمحطة كهرباء فرعية وتسبَّب في انقطاع التيار الكهربائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ماراثون لندن يستعد لتحطيم الرقم القياسي العالمي (أ.ف.ب)

ماراثون لندن يستعد لتحطيم الرقم القياسي لعدد المشاركين

قال منظمون، الخميس، إن ماراثون لندن يستعد لتحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر عدد من المشاركين حيث من المتوقع أن يكمل أكثر من 56 ألف عداء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد مذهل في لندن (جمعية «عائلة الفيل»)

بيض عملاق يشغل لندن

أكثر من 100 بيضة عملاقة مزيَّنة تُقدِّم مشهداً مختلفاً للندن، يجري إخفاؤها في جميع أنحاء المدينة للعثور عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ماذا نعرف عن القاعدة الأميركية في غرينلاند؟

صورة لقاعدة بيتوفيك الفضائية الأميركية في غرينلاند أُخذت في أكتوبر 2023 (مصدر دنماركي غير تجاري)
صورة لقاعدة بيتوفيك الفضائية الأميركية في غرينلاند أُخذت في أكتوبر 2023 (مصدر دنماركي غير تجاري)
TT
20

ماذا نعرف عن القاعدة الأميركية في غرينلاند؟

صورة لقاعدة بيتوفيك الفضائية الأميركية في غرينلاند أُخذت في أكتوبر 2023 (مصدر دنماركي غير تجاري)
صورة لقاعدة بيتوفيك الفضائية الأميركية في غرينلاند أُخذت في أكتوبر 2023 (مصدر دنماركي غير تجاري)

زادت التوترات بين الولايات المتحدة الأميركية والدنمارك مع الإعلان عن زيارة مقررة الخميس لوفد أميركي إلى الجزيرة الدنماركية ذات الحكم الذاتي، في حين شدد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب الذي أعلن عن رغبته في السيطرة عليها على أن الخطوة ليست «استفزازية».

وتضم غرينلاند، وهي أرض دنماركية تتمتع بحكم ذاتي وتسعى للتحرر من كوبنهاغن، احتياطات هائلة من المعادن والنفط، رغم أن التنقيب عن النفط واليورانيوم محظور.

القاعدة الأميركية في غرينلاند (أ.ف.ب)
القاعدة الأميركية في غرينلاند (أ.ف.ب)

وسلطت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الضوء على القاعدة الأميركية في غرينلاند الموجودة منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت إن هذه القاعدة، التي تُديرها الولايات المتحدة في شمال غرب غرينلاند، كانت تُعرف باسم قاعدة ثولي الجوية، وتُعرف الآن باسم قاعدة بيتوفيك الفضائية.

وتُعد هذه القاعدة، واحدة من أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية في العالم حتى لو لم يسمع بها معظم الأميركيين من قبل.

ترمب وجزيرة غرينلاند (ناسا)
ترمب وجزيرة غرينلاند (ناسا)

وقال بيتر إرنستفيد راسموسن، وهو محلل دفاعي دنماركي: «إنها حرفياً العين الخارجية للدفاع الأميركي».

وأضاف: «بيتوفيك هي المكان الذي يمكن للولايات المتحدة من خلاله رصد أي إطلاق للصواريخ، وحساب مسارها، وتفعيل أنظمة دفاعها الصاروخي. إنها قاعدة لا غنى عنها».

وتحظى هذه القاعدة باهتمام جديد مع إرسال ترمب، الذي تعهد بضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة، وفداً رفيع المستوى إلى الجزيرة هذا الأسبوع، وسيكون من بين الزوار نائبه جي دي فانس، الذي صرّح الثلاثاء بأنه ينوي زيارة «حراسنا» في قوة الفضاء أثناء وجوده هناك.

يتمركز نحو 150 فرداً من القوات الجوية وقوة الفضاء الأميركية بشكل دائم في بيتوفيك ويتولون مهام الدفاع الصاروخي ومراقبة الفضاء، ويمكن لرادار الإنذار المبكر المُطوّر المتمركز هنا اكتشاف الصواريخ الباليستية في اللحظات الأولى من انطلاقها.

وفي كل صيف، يذهب نحو 70 فرداً من الحرس الوطني الجوي في نيويورك إلى بيتوفيك لدعم البعثات العلمية. وباستخدام الطائرة الوحيدة المُجهزة بزلاجات في الجيش الأميركي، وهي طائرة «LC-130»، ينقلون الباحثين والإمدادات إلى المعسكرات على الغطاء الجليدي.

وبدأ الوجود العسكري الأميركي في غرينلاند خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كانت غرينلاند مستعمرة دنماركية.

وبعد احتلال ألمانيا النازية للدنمارك عام 1940، أصبحت غرينلاند فجأة معزولة وغير محمية وأبرمت الولايات المتحدة اتفاقيةً مع سفير الدنمارك في واشنطن متجاوزةً الحكومة التي تسيطر عليها ألمانيا في كوبنهاغن تقضي ببناء القوات الأميركية مطاراتٍ ومحطات أرصاد جوية على الجزيرة.

تطفو الجبال الجليدية في خليج بافين بالقرب من بيتوفيك في غرينلاند (أ.ف.ب)
تطفو الجبال الجليدية في خليج بافين بالقرب من بيتوفيك في غرينلاند (أ.ف.ب)

وبحلول عام 1941، كانت القوات الأميركية قد هبطت، وأقامت دفاعاتٍ ومسحت المنطقة بحثاً عن غواصات ألمانية وبعد عقدٍ من الزمان، أضفت الدنمارك والولايات المتحدة طابعاً رسمياً على هذه الاتفاقية بمعاهدة دفاعية تمنح واشنطن حقوقاً واسعة لتشغيل منشآت عسكرية على الجزيرة.

وأصبحت غرينلاند الآن جزءاً شبه مستقل عن الدنمارك، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مثل الولايات المتحدة.

وخلال الحرب الباردة، أصبحت ثولي قاعدةً رئيسيةً في القطب الشمالي من هنا، كان بإمكان القاذفات الأميركية بعيدة المدى الوصول إلى الاتحاد السوفياتي، كما بُنيت أنظمة رادار ضخمة لكشف الصواريخ التي تعبر الطريق القطبية وهي أقصر طريق بين القوتين العظميين.

القاعدة الأميركية في غرينلاند (أ.ف.ب)
القاعدة الأميركية في غرينلاند (أ.ف.ب)

وكانت إحدى أغرب تجارب تلك الحقبة هي معسكر القرن، وهي قاعدة تعمل بالطاقة النووية بُنيت تحت الجليد في أواخر الخمسينات جزءاً من مشروعٍ سري يُسمى «الدودة الجليدية»، وكانت الخطة تختبر إمكانية إخفاء الصواريخ النووية وإطلاقها من تحت الأرض.

وقال راسموسن: «كان ذلك طموحاً جامحاً خلال الحرب الباردة فقد بنوا قاعدة تعمل بالطاقة النووية في واحدة من أكثر البيئات عدائية على وجه الأرض لمجرد معرفة إمكانية تحقيق ذلك».

يرفرف عَلم غرينلاند في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)
يرفرف عَلم غرينلاند في مستوطنة إيغاليكو (رويترز)

وأثبت الجليد عدم استقراره، فهُجرت القاعدة، لكن النفايات بما في ذلك المواد المشعة والديزل لا تزال مدفونة، ويحذر العلماء من أن ارتفاع درجات الحرارة قد يكشفها في النهاية.

كما تركت القاعدة أثراً دائماً على سكان غرينلاند الأصليين ففي عام 1953، نُقل نحو 130 منهم قسراً من منازلهم بالقرب من قاعدة ثولي إلى مستوطنة أكثر قسوة في الشمال، غير مناسبة للصيد التقليدي ومُنحوا تعويضاً بعد عقود، لكن الاستياء لا يزال قائماً.

وتغير اسم القاعدة قبل عامين من ثولي إلى بيتوفيك، وهو ما يعني باللغة الغرينلاندية «المكان الذي نربط فيه كلابنا».

وتقع قاعدة بيتوفيك العسكرية فوق خط العرض 76 على الساحل الشمالي الغربي لغرينلاند، على بُعد نحو 750 ميلاً من القطب الشمالي، وهي واحدة من أكثر المنشآت العسكرية عزلةً على وجه الأرض.

وأقرب مستوطنة، كاناك، تبعد أكثر من 70 ميلاً، ويقطنها أقل من 650 شخصاً يصطاد الكثيرون الفقمات وأحياناً الدببة القطبية، للبقاء على قيد الحياة.

في الشتاء، تختفي الشمس لأسابيع وتنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 34 درجة مئوية تحت الصفر.

وعلى الرغم من هذه الظروف، يعمل مطار بيتوفيك على مدار العام ولا يمكن للسفن الوصول إلى القاعدة إلا خلال فترة صيفية ضيقة عندما يتراجع الجليد البحري مؤقتاً.

عَلما الدنمارك وغرينلاند (أ.ف.ب)
عَلما الدنمارك وغرينلاند (أ.ف.ب)

وتُعد بيتوفيك جزءاً من شبكة عالمية من البنية التحتية الدفاعية الأميركية ومحطة حيوية.

ويقول الخبراء العسكريون إنه مع ظهور تهديدات جديدة مثل الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، فإن أنظمة الإنذار المبكر في بيتوفيك لا غنى عنها.

وقال تروي بوفارد، الضابط المتقاعد في الجيش الأميركي وخبير الشؤون الدفاعية بالقطب الشمالي: «الصواريخ الأسرع من الصوت لا تنطلق إلى الفضاء، بل تحلق على ارتفاع منخفض، وتناور، ولا سبيل لاعتراضها بمجرد إطلاقها. وهذا يجعل الإنذار المبكر أكثر أهمية من أي وقت مضى، وهنا يأتي دور بيتوفيك».

وأضاف أنه إذا أُطلق صاروخ من روسيا أو الصين باتجاه أميركا الشمالية، فمن المرجح أن يمر فوق القطب الشمالي.

وأكد أن أجهزة استشعار بيتوفيك الأرضية بالغة الأهمية في هذه الحالة؛ لأن الأقمار الاصطناعية لا تعمل بكفاءة في خطوط العرض العليا والليزر لا يعمل في القطب الشمالي أيضاً.

وقال: «أعمدة الهواء مليئة ببلورات الجليد - وهي في الأساس مرايا صغيرة والليزر والمرايا لا يتوافقان».

ويرى بوفارد أن دور بيتوفيك يتوسع إلى ما هو أبعد من الرادار وقال: «يمكن أن يكون أيضاً بمثابة قاعدة انطلاق أمامية أو خط اتصال رئيسي كلما كانت هذه المواقع أكثر تقدماً، زادت فائدتها».