وزراء خارجية «الأوروبي» يناقشون خطة وقف المباحثات السياسية مع إسرائيل

فلسطينية نازحة تحمل أمتعتها أثناء فرارها من بيت لاهيا في شمال قطاع غزة سيراً على الأقدام بطريق صلاح الدين (أ.ف.ب)
فلسطينية نازحة تحمل أمتعتها أثناء فرارها من بيت لاهيا في شمال قطاع غزة سيراً على الأقدام بطريق صلاح الدين (أ.ف.ب)
TT

وزراء خارجية «الأوروبي» يناقشون خطة وقف المباحثات السياسية مع إسرائيل

فلسطينية نازحة تحمل أمتعتها أثناء فرارها من بيت لاهيا في شمال قطاع غزة سيراً على الأقدام بطريق صلاح الدين (أ.ف.ب)
فلسطينية نازحة تحمل أمتعتها أثناء فرارها من بيت لاهيا في شمال قطاع غزة سيراً على الأقدام بطريق صلاح الدين (أ.ف.ب)

من المقرر أن يقترح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل بسبب حربها في قطاع غزة، وذلك خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في بروكسل.

وكتب بوريل في بيان قبل الاجتماع أن الخطوة «تأتي بعد عام من المناشدات التي لم تلق استجابة من جانب السلطات الإسرائيلية بشأن احترام القانون الدولي في الحرب في غزة»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وعلاوة على ذلك، يريد بوريل حظر استيراد المنتجات من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تعد غير قانونية وفقاً للقانون الدولي.

وكان بوريل قد قال في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إنه يريد أن يترأس نقاشاً بشأن سلوك إسرائيل في الصراعات في غزة ولبنان خلال اجتماع وزراء الخارجية المقبل.

ويذكر أن الحوار السياسي مع إسرائيل يتم تنظيمه وفقاً لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2000 كما تنص الاتفاقية على أن العلاقات بين الجانبين تقوم على أساس احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية.

ولا تغطي الاتفاقية الحوار السياسي فقط، ولكن أيضاً التعاون الاقتصادي في مجالات مثل الصناعة والطاقة والنقل والسياحة.

وأكد دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي أن تعليق الحوار السياسي المؤسسي لا يعني تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.


مقالات ذات صلة

«نيران صديقة» على طريق ولاية فون دير لاين الثانية

تحليل إخباري أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية تتوسط عدداً من قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل أبريل الماضي (أ.ب)

«نيران صديقة» على طريق ولاية فون دير لاين الثانية

حلقة في مسلسل استمرار جنوح المؤسسات الأوروبية نحو اليمين، بعد الانتخابات الأخيرة، مع تراجع قدرة الدولتين الكبريين في الاتحاد، ألمانيا وفرنسا، على ضبط الأمور

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتحدث إلى الصحافة قبل اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل في 18 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

بوريل: لم يبق كلام لوصف الوضع في الشرق الأوسط

أعلن ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه «لم يعد هناك كلام» لوصف الوضع في الشرق الأوسط، في آخر اجتماع له مع وزراء خارجية التكتل.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع مائدة مستديرة في مبنى مجلس الكتلة في بروكسل (أ.ب)

أوروبا تعاقب الشحن البحري الإيراني بتهمة دعم روسيا

شدد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، الاثنين، العقوبات على إيران المتهمة بدعم المجهود الحربي الروسي ضد أوكرانيا من خلال إرسال طائرات مسيَّرة وصواريخ.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية (أ.ب)

وزيرة الخارجية الألمانية: نستعد لفرض عقوبات جديدة على إيران

أعلنت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، الاثنين، التحضير «لفرض عقوبات جديدة على إيران».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا لقطة من فيديو يظهر زعيم الحركة الوطنية المتحدة المعارضة ديفيد كيرتادزي وهو يرش الطلاء على رئيس اللجنة المركزية للانتخابات في جورجيا جيورجي كالانداريشفيلي (أ.ب)

شاهد... رش رئيس لجنة الانتخابات في جورجيا بالطلاء الأسود

تعرض رئيس اللجنة المركزية للانتخابات في جورجيا لرشة من الطلاء الأسود أثناء اجتماع من أحد زعماء الحركة الوطنية المتحدة المعارضة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ألمانيا: ضغوط على شولتس لتسليم صواريخ متقدمة إلى أوكرانيا

المستشار الألماني أولاف شولتس وزوجته لدى وصولهما إلى البرازيل للمشاركة في «قمة العشرين» الأحد (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس وزوجته لدى وصولهما إلى البرازيل للمشاركة في «قمة العشرين» الأحد (د.ب.أ)
TT

ألمانيا: ضغوط على شولتس لتسليم صواريخ متقدمة إلى أوكرانيا

المستشار الألماني أولاف شولتس وزوجته لدى وصولهما إلى البرازيل للمشاركة في «قمة العشرين» الأحد (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس وزوجته لدى وصولهما إلى البرازيل للمشاركة في «قمة العشرين» الأحد (د.ب.أ)

تزداد الضغوط على حكومة المستشار الألماني، أولاف شولتس، في الأسابيع الأخيرة من عمرها، بشأن الدعم المقدم إلى أوكرانيا، بعد تقارير عن سماح الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية لضرب العمق الروسي.

وحتى الآن، يتمسّك شولتس، الذي دعا إلى تصويت على الثقة بحكومته في 16 ديسمبر (كانون الأول) المقبل يُتوقع أن يخسره، برفض تسليم صواريخ «توروس» ألمانية الصنع وبعيدة المدى إلى كييف، رغم موافقة شريكه في الائتلاف الحكومي، حزب «الخضر»، والدعوات المتكررة إلى ذلك من حزب المعارضة الرئيسي، «المسيحي الديمقراطي» الذي يتصدر استطلاعات الرأي للفوز بالانتخابات المقبلة التي يفترض أن تجرى في 23 فبراير (شباط) المقبل. ويكرر شولتس أن تسليم برلين الصواريخ التي تطالب بها كييف منذ مدة، والتي يُمكنها أن تصل إلى موسكو، قد يؤدي إلى توسيع الحرب وجر «حلف شمالي الأطلسي (ناتو)» إليها. وفي كل خطوة اتخذها شولتس منذ بداية الحرب في أوكرانيا، كان يربطها بشكل مباشر بواشنطن وتنسيق الخطوات معها. ورفض شولتس العام الماضي لأشهر تسليم أوكرانيا دبابات «ليوبارد» ألمانية الصنع، بحجة أن واشنطن لم تسلمها دبابات أميركية الصنع. ولم يعدل عن رأيه إلا بعد تعهد أميركي بأن ترسل واشنطن دبابات «أبرامز» الأميركية إلى كييف رغم المعوقات اللوجيستية الكثيرة والفائدة القليلة للجيش الأوكراني من ذلك.

«سندافع عن أنفسنا»

ومع ورود تقارير أميركية عن موافقة بايدن على السماح لكييف بضرب العمق الروسي، عاد الجدل في ألمانيا، ثاني أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، بشأن استمرار رفض شولتس السماح لكييف بالمثل. وعبّرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن ترحيبها بالقرار الأميركي، الذي لم تؤكده الإدارة رسمياً بعد، وقالت إنه «إذا تعرض بلدنا لقصف بالقذائف والطائرات من دون طيار، ودُمرت المستشفيات ومرافق موارد الطاقة، وإذا جرى الهجوم على حياتنا العادية، فسندافع عن أنفسنا». وأكد روبرت هابيك، وزير الاقتصاد الألماني ومرشح حزب «الخضر» لمنصب المستشار في الانتخابات المقبلة، أنه إذا أصبح رئيساً للحكومة، فإنه سيعكس قرار شولتس ويسمح بتسليم أوكرانيا صواريخ «توروس».

وتعد حظوظ حزب «الخضر» في قيادة الحكومة المقبلة شبه معدومة؛ فهو يحل رابعاً في استطلاعات الرأي بنسبة لا تزيد على 11 في المائة. ولكن من المحتمل أن يشارك بصفته شريكاً في ائتلاف حكومي يتشكل ويقوده على الأرجح الحزب «المسيحي الديمقراطي» بزعامة فريدريش ميرتز الذي يحل في الطليعة بنسبة 32 في المائة بفارق كبير عن حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف الذي يحل ثانياً بنسبة 16 في المائة. ويؤيد الحزب، الذي يتزعمه ميرتز وتنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، موقف حزب «الخضر»، وهو يدعو منذ مدة المستشار الألماني إلى الموافقة على تسليم كييف صواريخ «توروس». وقد كرر ذلك النائب رودريش كيسفتر المختص بالشؤون الخارجية في الحزب، وانتقد تأخر الإدارة الأميركية في السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي. وكتب على صفحته بمنصة «إكس»، إن «القرار متأخر، ويتعين على بايدن أن يتخذ قرارات أخرى تأخرت كذلك، مثل دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الـ(ناتو)».

«الاتصالات الهاتفية لن توقف بوتين»

ويرفض شولتس أيضاً ضم أوكرانيا بشكل سريع إلى الـ«ناتو»، بل حتى الحديث عن الضم. وانتقد كيسفتر وغيره داخل حزبه الاتصال الذي أجراه شولتس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، وكان الأول منذ عامين واستمر لمدة ساعة. وكتب كيسفتر بعد يومين من الاتصال تعليقاً على التصعيد الروسي في أوكرانيا: «من الجيد أن نرى أن بوتين يخفف من التصعيد بعد أن طلب منه المستشار الألماني ذلك». وتعرض شولتس لانتقادات كثيرة جراء الاتصال، لم تقتصر على الانتقادات الداخلية؛ بل كانت خارجية، أبرزها انتقاد رئيس الحكومة البولندي دونالد تاسك، الذي قال إنه «لا أحد سيوقف بوتين باتصالات هاتفية». ومنذ بداية الحرب، كان شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يجريان اتصالات دورية ببوتين، ولكنها توقفت قبل عامين بسبب عدم تحقيق أي تقدم في الدفع نحو إنهاء الحرب دبلوماسياً. وبرر شولتس اتصاله ببوتين الأسبوع الماضي برغبة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في التحدث مع روسيا «بينما (لا أحد في أوروبا يفعل ذلك)».

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أمام «النصب التذكاري المركزي لضحايا الحرب العالمية والطغيان» في برلين الأحد (د.ب.أ)

مسيّرات مشغلة بالذكاء الاصطناعي

وأمام هذه الضغوط على حكومة شولتس، برز تقرير نشرته صحيفة «بيلد» عن استعدادات برلين لتسليم كييف طائرات مسيّرة مشغلة بالذكاء الاصطناعي، ابتداء من مطلع ديسمبر المقبل. ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، أنه «سعيد بأن أوكرانيا ستبدأ تسلّم هذه الطائرات المشغلة بالذكاء الاصطناعي، وأنها ستمكن القوات المسلحة الأوكرانية من اتخاذ إجراءات ضد أهداف عسكرية روسية عالية القيمة، مثل مراكز القيادة والمرافق اللوجيستية». وأضاف أن التكنولوجيا المتقدمة في هذه الطائرات من دون طيار ستسمح بـ«التفوق على الخطوات الدفاعية الإلكترونية الروسية». ووفق «بيلد»، فإن ألمانيا ستسلم 4 آلاف من هذه الطائرات إلى أوكرانيا بمعدل المئات أسبوعياً. وقالت إنها قادرة على تخطي الرادارات الروسية وضرب أهداف وهي تطير بسرعة كبيرة. ووصفت الصحيفة هذه الطائرات المسيّرة بأنها «(توروس) مصغرة» لتقنيتها الإلكترونية المتقدمة.