الاستخبارات الداخلية البريطانية: روسيا وإيران ترفعان عدد المؤامرات القاتلة

مبنى التايمز المقر الرئيسي لجهاز الأمن البريطاني (إم آي 5) في لندن... 22 أكتوبر 2015 (رويترز)
مبنى التايمز المقر الرئيسي لجهاز الأمن البريطاني (إم آي 5) في لندن... 22 أكتوبر 2015 (رويترز)
TT

الاستخبارات الداخلية البريطانية: روسيا وإيران ترفعان عدد المؤامرات القاتلة

مبنى التايمز المقر الرئيسي لجهاز الأمن البريطاني (إم آي 5) في لندن... 22 أكتوبر 2015 (رويترز)
مبنى التايمز المقر الرئيسي لجهاز الأمن البريطاني (إم آي 5) في لندن... 22 أكتوبر 2015 (رويترز)

قال رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية، اليوم (الثلاثاء)، إن بريطانيا تواجه «ارتفاعاً مذهلاً» في محاولات الاغتيال على الأراضي البريطانية من جانب روسيا وإيران، متهماً إياهما بـ«تجنيد المجرمين للقيام بأعمالهما القذرة» نيابة عنهما، حسبما أفاد تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

وقال كين ماكالوم إن عملاءه والشرطة تعاملوا مع 20 مؤامرة مدعومة من طهران منذ عام 2022، وحذّر من أن إيران قد توسع أهدافها في المملكة المتحدة إذا هاجمتها إسرائيل رداً على وابل الصواريخ الإيرانية الذي استهدف الدولة العبرية.

وأضاف أن الصراعات المتوسعة في الشرق الأوسط تزيد خطر «زيادة - أو توسيع - عدوان الدولة الإيرانية في المملكة المتحدة».

وفي خطاب عام نادر حدد فيه التهديدات الرئيسية للمملكة المتحدة من الدول المعادية والجماعات الإرهابية، قال ماكالوم إن هناك أيضاً خطراً يتمثل في أن صراعات إسرائيل مع الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، وهي «حماس» في غزة، و«حزب الله» في لبنان، والحوثيون في اليمن، قد تؤدي إلى هجمات إرهابية في المملكة المتحدة.

وصرّح ماكالوم أن أزمة الشرق الأوسط لم تترجم «على نطاق واسع إلى عنف إرهابي» في بريطانيا، لكن الدول المعادية والمهاجمين الأفراد وتنظيم «داعش» الذي أعيد إحياؤه يتضافرون لخلق «بيئة التهديد الأكثر تعقيداً التي رأيناها على الإطلاق».

وتوجه ماكالوم للصحافيين في مركز قيادة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة في لندن قائلاً: «إن عدد التحقيقات في التهديدات التي تقوم بها أجهزة الاستخبارات الداخلية البريطانية ارتفع بنسبة 48 في المائة في العام الماضي، وكانت إيران وروسيا والصين الجناة الرئيسيين». وأوضح ماكالوم أنه منذ وفاة مهسا أميني، التي قضت عندما كانت محتجزة لدى الشرطة الإيرانية في سبتمبر (أيلول) 2022 بعد احتجازها بتهمة انتهاك قانون الحجاب الإلزامي في إيران، «رأينا مؤامرة تلو الأخرى هنا في المملكة المتحدة، بوتيرة ونطاق غير مسبوقين».

وقال إن جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية والشرطة استجابا لـ20 مؤامرة محتملة مميتة مدعومة من إيران منذ يناير (كانون الثاني) 2022، بزيادة الثلث عن الرقم 15 الذي قدمته الحكومة البريطانية في نهاية يناير.

وزعم ماكالوم أن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية تحاول استخدام «الحرق العمد والتخريب والمزيد» لخلق «فوضى» في شوارع بريطانيا ودول أوروبية أخرى. وأشار إلى أن روسيا وإيران تلجآن غالباً إلى المجرمين، «من تجار المخدرات الدوليين إلى المحتالين من المستوى المنخفض»، لتنفيذ الهجمات.

يبلغ التهديد الإرهابي الرسمي في المملكة المتحدة مستوى «كبيراً»، وهو في منتصف مقياس من خمس نقاط، ما يعني أن الهجوم محتمل، ومنذ عام 2017، عطّل جهاز المخابرات الداخلية البريطاني والشرطة البريطانية 43 مؤامرة إرهابية في مرحلة متأخرة قبل التنفيذ، وفق تقرير «أسوشييتد برس».

وأشار ماكالوم أيضاً إلى أن هناك علامات مقلقة على عودة تنظيم «داعش»، على الرغم من انهيار «خلافته» المعلنة في العراق وسوريا، موضحاً أنه «بعد بضع سنوات من تقليص نفوذ داعش، استأنف التنظيم جهود تصدير الإرهاب».


مقالات ذات صلة

بعد عام على «7 أكتوبر»... الإسرائيليون يحيون الذكرى ويقاتلون على جبهات عدة

شؤون إقليمية شخصان يتعانقان بينما يحضر أقارب وأنصار الإسرائيليين الذين قُتلوا في هجوم «حماس» يوم 7 أكتوبر 2023 حفلاً بالنصب التذكاري «نوفا» بالقرب من مستوطنة «رعيم» جنوب إسرائيل خلال الذكرى الأولى للهجوم (أ.ف.ب)

بعد عام على «7 أكتوبر»... الإسرائيليون يحيون الذكرى ويقاتلون على جبهات عدة

يقيم الإسرائيليون احتفالات كئيبة لإحياء الذكرى الأولى للهجوم الأكثر دموية بتاريخ إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فيما يخوض الجيش حرباً على جبهات عدة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله الأمين العام لمنظمة دول الكومنولث البارونة باتريشيا أسكتلند في الرياض (الخارجية السعودية)

وزير الخارجية السعودي يناقش تعزيز التعاون مع دول «الكومنولث»

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الأوكراني أندري سيبها، الأحد، العلاقات الثنائية، ومستجدات الأزمة الأوكرانية – الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ طائرة نقل عسكرية سلوفاكية تُجلي أشخاصاً يغادرون لبنان عبر مطار بيروت (أ.ف.ب)

احتمالات التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار في لبنان لا تزال بعيدة

ألقت تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من بيروت، بظلال من التشاؤم على إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار في لبنان.

إيلي يوسف (واشنطن)
آسيا صورة نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية تُظهِر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يتفقد قاعدة تدريب وحدة العمليات الخاصة للجيش الشعبي الكوري بمكان لم يُكشَف عنه في غرب كوريا الشمالية 2 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

كيم جونغ أون يهدّد باستخدام الأسلحة النووية

هدَّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون باستخدام الأسلحة النووية إذا تعرَّضت سيادة بلاده للتهديد.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الولايات المتحدة​ جنود إسرائيليون في دورية راجلة بقطاع غزة (أ.ف.ب)

خبراء أميركيون يحذرون من عدم وجود نهاية واضحة للحرب على لبنان

المواجهة التي جرت الأربعاء، «كانت ضمن التوقعات، خصوصاً أن البنية البشرية لمقاتلي (حزب الله) لا تزال متحصنة في عدد من القرى على الشريط الحدودي.

إيلي يوسف (واشنطن)

القضاء الأوروبي يدين قبرص لإعادتها لاجئيْن سورييْن إلى لبنان

مبنى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (رويترز)
مبنى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (رويترز)
TT

القضاء الأوروبي يدين قبرص لإعادتها لاجئيْن سورييْن إلى لبنان

مبنى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (رويترز)
مبنى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (رويترز)

دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، قبرص؛ لاعتراضها في البحر لاجئيْن سورييْن، وإعادتهما إلى لبنان دون النظر في طلب اللجوء الخاص بهما.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، فرّ السوريان المولودان عام 1983 في إدلب (شمال غرب) من بلادهما عام 2016 بسبب الحرب، للذهاب إلى لبنان، حيث عاشا في مخيمات للاجئين، وخوفاً من إعادتهما إلى سوريا قرّرا طلب اللجوء في قبرص.

وفي سبتمبر (أيلول) 2020، ذهبا مع مهرّب في قارب ضمن مجموعة من 30 مهاجراً، واعترضت السلطات القبرصية القارب وأعادتهما إلى لبنان.

وتوجه مقدِّما الطلبين إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، واشتكيا من أنه تمت إعادتهما إلى لبنان في إطار إجراء جماعي، دون النظر في طلبهما للجوء، ولا وضعهما الفردي، ودون إمكانية الوصول إلى سبيل طعن داخلي.

وأصدرت محكمة ستراسبورغ، الثلاثاء، حكماً في صالحهما، مشيرةً إلى أنه حصل انتهاك للمادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، المتعلقة بحظر المعاملة اللاإنسانية أو المُهينة، وانتهاك للمادة 4 من البروتوكول رقم 4 (حظر الطرد الجماعي للأجانب)، وكذلك انتهاك للمادة 13، المتعلقة بالحق في الانتصاف الفعّال.

وقضت المحكمة المكلّفة بتطبيق الاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان في الدول الـ46 الموقعة، بأن السلطات القبرصية أعادت السورييْن إلى لبنان دون معالجة طلب اللجوء الخاص بهما، ودون استكمال كل الخطوات المطلوبة بموجب القانون المتعلق باللاجئين.

وأكّدت المحكمة أن السلطات الوطنية لم تعمد إلى تقييم الخطر الذي يواجهه الشخصان المعنيان من عدم الوصول إلى إجراءات لجوء فعّالة في لبنان، ولا الظروف المعيشية لطالبي اللجوء في هذا البلد، ولا خطر الإعادة القسرية، أي العودة القسرية إلى بلد يواجه فيه الأشخاص المعنيون خطر الاضطهاد، ولا الوضع الخاص للشخصين المعنييْن.

ويتعيّن على قبرص دفع 22 ألف يورو لكل مقدّم طلب مقابل الأضرار غير المعنوية، و4700 يورو بشكل مشترك لتغطية التكاليف القانونية.