إردوغان يطالب واشنطن برفع عقوبات تعوق مشتريات دفاعية

مقاتلة «إف - 16» (أ.ب)
مقاتلة «إف - 16» (أ.ب)
TT

إردوغان يطالب واشنطن برفع عقوبات تعوق مشتريات دفاعية

مقاتلة «إف - 16» (أ.ب)
مقاتلة «إف - 16» (أ.ب)

طالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان برفع عقوبات أميركية تعرقل تنفيذ بعض المشتريات الدفاعية لبلاده، وكذلك رفع إجراءات أخرى «أحادية الجانب» تعوق قدرة الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي على تحقيق أهداف التجارة الثنائية طويلة الأجل.

وتوترت العلاقات بين البلدين الحليفين بسبب مجموعة من القضايا في السنوات القليلة الماضية، بدءاً من الخلافات بشأن سياسات شرق البحر المتوسط وسوريا وقطاع غزة إلى شراء أنقرة أنظمة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400»، مما دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على تركيا واستبعادها من برنامج طائرات «إف - 35» المقاتلة في عام 2019، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وعملت أنقرة بعد ذلك على شراء 40 طائرة مقاتلة «إف - 16» من طراز «بلوك 70»، بالإضافة إلى 79 طاقم تحديث من واشنطن، وتمت الموافقة على الاتفاق بعد تصديق تركيا على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مما أدى أيضاً إلى تحسن العلاقات.

وتهدف أنقرة وواشنطن إلى زيادة حجم التجارة الثنائية على المدى البعيد إلى 100 مليار دولار ارتفاعاً من نحو 30 ملياراً في 2023.

وقال إردوغان لرجال أعمال أتراك وأميركيين خلال زيارته لنيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن التعاون في قطاع الدفاع «أقل بكثير» من إمكاناته بسبب القيود المتبقية، برغم اعتقاده بإمكان تحقيق هذا الهدف.

وذكر إردوغان أمس (الاثنين): «لتحقيق هذه الغاية، يجب التخلي عن الإجراءات أحادية الجانب؛ مثل الرسوم الجمركية الإضافية في قطاعات الحديد والصلب والألومنيوم والتحقيقات وعقوبات قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات».

وأضاف إردوغان: «آمل في أن نفتح صفحة جديدة بمشروع تحديث مقاتلات (إف - 16)، ونتوقع رفع القيود المفروضة على التصدير في هذا المجال بشكل دائم».

وتابع قائلاً إن تركيا تتمتع بميزة فيما يتعلق بسلاسل التوريد، مشيراً إلى التعاون في إنتاج الذخائر عيار 155 مليمتراً وشرائها كأحد الأمثلة، وهي ذخائر مهمة في الحرب بين أوكرانيا وروسيا.

كما فرضت واشنطن عقوبات على عدد من الأتراك والشركات التركية، بسبب انتهاك العقوبات المفروضة على روسيا. وتدعم أنقرة أوكرانيا، وتعارض العقوبات في الوقت نفسه، لكنها تقول إنها لن تسمح بالتحايل على العقوبات على أراضيها.

وفضلاً عن طائرات «إف - 16» المقاتلة، أبدت تركيا اهتمامها أيضاً بالحصول على طائرات «يوروفايتر تايفون» المقاتلة من ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا، إلا أنها اشتكت من عدم إحراز تقدم بسبب ممانعة برلين.

وذكر مكتب إردوغان أنه التقى مع المستشار الألماني أولاف شولتس في نيويورك أمس، مضيفاً أنه نقل إليه استعداد أنقرة لتحسين التعاون في جميع المجالات والاستفادة من الفرص المشتركة التي من شأنها أن تعود بالنفع على الجانبين.


مقالات ذات صلة

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية ترمب مستمعاً إلى مرشحه لوزارة الخارجية السيناتور ماركو روبيرو خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)

إردوغان «قلق» من تعيينات إدارة ترمب الجديدة

لم يُخفِ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قلق حكومته بشأن بعض الأسماء التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضمها إلى إدارته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

خطة هولندية لمكافحة «معاداة السامية»

اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
TT

خطة هولندية لمكافحة «معاداة السامية»

اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)

أعلنت الحكومة الهولندية، اليوم الجمعة، إطلاق خطة جديدة لمكافحة «معاداة السامية»، بعد أسبوعين من صدامات بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين وشبان، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وخصص مجلس الوزراء مبلغاً إضافياً قدره 4.5 مليون يورو سنوياً لهذه الخطة، سيجري استخدام جزء منه لتعزيز أمن المؤسسات اليهودية والكنس.

وقال وزير العدل ديفيد فان ويل: «للأسف، ازدادت معاداة السامية في هولندا، خلال العام الماضي، كما أظهرت الأحداث التي وقعت في أمستردام قبل أسبوعين».

بعد مباراة في الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بين أياكس أمستردام وفريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تعرّض مشجعون للأخير إلى الملاحقة والضرب في شوارع العاصمة الهولندية، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح، وإثارة سخط في كثير من العواصم الغربية.

واندلعت حوادث متفرقة قبل المباراة، شملت هتافات معادية للعرب رددها مشجعو مكابي وحرق علم فلسطيني في ساحة دام المركزية، قبل أن يتعرض أنصار الفريق الإسرائيلي لأعمال عنف.

وعَدَّت إسرائيل والسلطات الهولندية أن هذه الأحداث «معادية للسامية».

ونُقل خمسة من مشجعي مكابي إلى المستشفى لفترة وجيزة؛ لتلقي العلاج بعد إصابتهم في أعمال العنف التي أثارت غضب قادة غربيين.

وتشمل استراتيجية الحكومة أيضاً تشكيل فريق عمل معنيّ بمعاداة السامية، وإصدار قوانين أكثر صرامة بشأن «تمجيد الإرهاب» والتحقيق في أعمال العنف المرتكبة خلال الاحتجاجات.

كما سيجري استهداف مشجعي كرة القدم من أجل القضاء على الهتافات المعادية للسامية في الملاعب.

وقال رئيس الوزراء ديك شوف، للصحافيين: «إنه مزيج من القمع والوقاية».