اتهامات لماكرون بمنح اليمين المتطرف الفرنسي سلطة هائلة لاختيار رئيس الوزراء

رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه خلال مراسم التسليم والتسلم في أوتيل ماتينيون في باريس 5 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه خلال مراسم التسليم والتسلم في أوتيل ماتينيون في باريس 5 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

اتهامات لماكرون بمنح اليمين المتطرف الفرنسي سلطة هائلة لاختيار رئيس الوزراء

رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه خلال مراسم التسليم والتسلم في أوتيل ماتينيون في باريس 5 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه خلال مراسم التسليم والتسلم في أوتيل ماتينيون في باريس 5 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

حلّ حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف، بزعامة مارين لوبان، في المركز الثالث بالانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا هذا الصيف، لكن بعد شهرين، أصبح الآن القوة الراجحة، ويدعم حكومة رئيس الوزراء ميشال بارنييه، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وعيّن الرئيس إيمانويل ماكرون، بارنييه، المفاوض السابق في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رئيساً للوزراء، أمس، لينهي بحثاً دام أسابيع في أعقاب قراره بالدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة أسفرت عن برلمان معلق.

ومع ذلك، قال نواب من المعارضة ومحللون إن مصير بارنييه، وماكرون أيضاً، في يد حزب «التجمع الوطني».

وقالت لوسي كاستيتس، مرشحة التحالف اليساري، الذي تصدّر انتخابات يوليو (تموز)، لمنصب رئيس الوزراء، الجمعة: «اليوم، لدينا رئيس وزراء يعتمد بشكل كامل على (التجمع الوطني)». واستبعد ماكرون لوسي كاستيتس من خياراته للمرشحين لمنصب رئيس الوزراء.

وأضافت لوسي كاستيتس: «بهذا، وضع الرئيس نفسه في تعايش مع حزب (التجمع الوطني)»، في إشارة إلى الظاهرة السياسية النادرة التي يحكم فيها الرؤساء الفرنسيون أحياناً، في حين يتوّلى الحكومة رئيس وزراء من حزب منافس.

واستغرق ماكرون أسابيع لتسمية رئيس الوزراء؛ لأنه كان يبحث عن شخص لن يطاح به على الفور، وسيحافظ على إنجازاته التشريعية، وهي المتطلبات التي منحت حزب «التجمع الوطني» سلطة كبيرة على عملية الاختيار.

ودعم حزب «التجمع الوطني» مبدئياً ترشيح بارنييه، أمس، لكنه أوضح أنه قد يسحب الدعم في أي وقت إذا لم تتم الاستجابة لمخاوفه بشأن الهجرة والأمن وقضايا الاقتصاد.

وقال رئيس حزب «التجمع الوطني» جوردان بارديلا، الخميس: «نحتفظ بكل وسائل التحرك السياسية إذا لم يتحقق هذا في الأسابيع المقبلة».

وقالت زعيمة حزب «الخضر الفرنسي»، مارين توندولييه، إن ماكرون أعطى مارين لوبان (زعيمة حزب «التجمع الوطني») سلطة مطلقة لاختيار المرشح للمنصب.


مقالات ذات صلة

مارين لوبن تدفع ببراءتها في قضية اختلاس أموال أوروبية

أوروبا مارين لوبن (رويترز)

مارين لوبن تدفع ببراءتها في قضية اختلاس أموال أوروبية

دفعت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن، المتّهمة باختلاس أموال البرلمان الأوروبي، ببراءتها الاثنين أمام المحكمة في إطار استجوابها للمرة الأولى في قضية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا رئيس الحكومة الفرنسية ميشال بارنييه (إ.ب.أ)

فرنسا: الجمعية الوطنية تُسقط مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة

أُسقطت مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة الفرنسية في الجمعية الوطنية، قدّمها ائتلاف اليسار والاشتراكيين والخضر واليسار الراديكالي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

فرنسا «تضمحل»... فهل يستطيع ماكرون استعادة مكانته على الساحة الدولية؟

سيسعى الرئيس ماكرون لإعادة إثبات موقع فرنسا القوي على الساحة الدولية، بعد شهرين من الفوضى السياسية التي شهدتها بلاده، وذلك في الأمم المتحدة، ثم في كندا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشال بارنييه ورئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه بباريس (أ.ب)

بارنييه يأمل إعلان تشكيل حكومته وتظاهرات لليسار في فرنسا

يأمل رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشال بارنييه أن يعلن تشكيل حكومته «قبل الأحد»، في حين يتظاهر قسم من اليسار مجدداً، اليوم، للتنديد بالتوجهات السياسية للحكومة.

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبان (أ.ف.ب)

لوبان تطالب بانتخابات تشريعية جديدة في فرنسا العام المقبل

طالبت زعيمة اليمين المتطرّف الفرنسي، مارين لوبان، السبت، بإجراء انتخابات برلمانية جديدة العام المقبل، محذّرة من أن الوضع السياسي في البلاد «لا يمكن أن يستمر».

«الشرق الأوسط» (باريس)

دراسة: أوروبا تزيد الإنفاق الدفاعي وتعاني من نقص في الجنود

جندي أوكراني يرتدي جهاز تحكم في طائرة من دون طيار في الجبهة قرب خاركيف (أ.ب)
جندي أوكراني يرتدي جهاز تحكم في طائرة من دون طيار في الجبهة قرب خاركيف (أ.ب)
TT

دراسة: أوروبا تزيد الإنفاق الدفاعي وتعاني من نقص في الجنود

جندي أوكراني يرتدي جهاز تحكم في طائرة من دون طيار في الجبهة قرب خاركيف (أ.ب)
جندي أوكراني يرتدي جهاز تحكم في طائرة من دون طيار في الجبهة قرب خاركيف (أ.ب)

زادت أوروبا الإنفاق على قطاع الدفاع منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن إمكاناتها الدفاعية بما في ذلك القوة البشرية العسكرية ما زالت غير كافية، وفق ما حذّر مركز بريطاني للأبحاث الأمنية، الجمعة.

وتأتي استنتاجات «المعهد الدولي للدراسات الأمنية» في وقت تفاقم عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض المخاوف من إمكانية تقويضه أمن أوروبا ووقف الدعم عن أوكرانيا.

نشر المعهد، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، آخر تقرير له تزامناً مع استضافته «قمة براغ للدفاع» التي يشارك فيها سياسيون ومسؤولون في الجيش وخبراء للبحث في سبل تعزيز موقع أوروبا الدفاعي.

كشف الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 عدة مكامن ضعف في قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها، بحسب الدراسة.

وقالت إن «الإنفاق الدفاعي لأعضاء الناتو (حلف شمال الأطلسي) الأوروبيين في 2024 أعلى بنحو 50 في المائة مما كان عليه في 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم».

وحذّر التقرير من أنه مع ذلك، فإن القوات المسلحة الأوروبية «تواصل الاعتماد على الولايات المتحدة بدرجات متفاوتة في كل المجالات العسكرية».

وأفادت الدراسة بأن ترسانة أوروبا «استُنزفت بشكل كبير نتيجة القرارات السياسية بعد نهاية الحرب الباردة والعقود التالية. في إطار هذه العملية، شهد قطاع الدفاع في أوروبا انكماشاً أيضاً».

لكن الإنتاج في بعض القطاعات، بما فيها الدفاع الجوي والمدفعي، ازداد بشكل لافت منذ عام 2022، في وقت تستجيب شركات تصنيع السلاح لاحتياجات أوكرانيا».

وأفاد التقرير بأنه «على سبيل المثال، ازداد معدل إنتاج (راينميتال) السنوي للذخيرة عيار 155 مليمتراً بعشرة أضعاف إلى 700 ألف». و«راينميتال» هي شركة ألمانية عملاقة لصناعة الأسلحة.

وفي السنوات الأخيرة، باتت البلدان الأوروبية تشتري أيضاً المزيد من الأسلحة من المنتجين المحليين، في وقت استخدم أعضاء الناتو في أوروبا أكثر من نصف إنفاقهم على الأنظمة الأوروبية منذ فبراير (شباط) 2022، مقابل إنفاق 34 في المائة على الأنظمة الأميركية.

وأفاد المعهد بأنه بينما يزداد إنتاج الأسلحة والذخيرة، تحاول بلدان في أنحاء أوروبا التعامل مع مشكلة نقص العسكريين.

وقال إن «القوات المسلحة لبعض الدول الأوروبية الرئيسية تعاني من نقص... ويخسر الكثير منها الجنود بينما لا تقدّم ما يكفي من الحوافز للجيل الأصغر سنا للتطوّع».