بوتين في منغوليا متحدياً مذكرة توقيف «الجنائية الدولية»

0 seconds of 41 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:41
00:41
 
TT
20

بوتين في منغوليا متحدياً مذكرة توقيف «الجنائية الدولية»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المنغولي أوخناجين خوريلسوخ يمشون أمام حرس الشرف (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المنغولي أوخناجين خوريلسوخ يمشون أمام حرس الشرف (رويترز)

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره المنغولي في أولان باتور الثلاثاء، في أول زيارة يقوم بها إلى دولة عضو بالمحكمة الجنائية الدولية منذ أصدرت مذكرة توقيف بحقّه العام الماضي.

واستقبل حرس الشرف بوتين لدى وصوله إلى العاصمة المنغولية في الليلة السابقة قبل بدء الزيارة عالية المستوى التي تعدّ بمثابة تعبير عن التحدي للمحكمة وكييف والغرب ومجموعات حقوقية، والتي دعت جميعها إلى اعتقاله.

والتقى بعد ذلك بالرئيس أوخنانغين خورلسوخ في ساحة جنكيز خان وسط العاصمة. وعزفت فرقة موسيقى عسكرية والنشيدين الوطنيين الروسي والمنغولي، بينما وقف الرئيسان في الساحة قرب جنود منغوليين بزي تقليدي وبعضهم على الأحصنة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

والرئيس الروسي مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي تتّخذ من لاهاي مقراً، بشبهة الترحيل غير الشرعي لأطفال أوكرانيين منذ غزت قواته أوكرانيا عام 2022.

وردّت أوكرانيا بغضب على الزيارة، متّهمة منغوليا بـ«المسؤولية المشتركة» مع روسيا عن «جرائم الحرب» التي ارتكبها بوتين لعدم اعتقاله في المطار من قبل سلطاتها.

وحضّت منغوليا على تطبيق مذكرة التوقيف بينما أفادت المحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الماضي، بأن من «واجب» جميع أعضائها اعتقال المطلوبين من قبل المحكمة.

ولكن عملياً، لا يمكن إجبار أولان باتور على الامتثال للقرار.

وترتبط منغوليا، وهي دولة ديمقراطية حيوية تقع بين بلدين عملاقين هما الصين وروسيا، بعلاقات ثقافية وثيقة مع موسكو وعلاقة تجارية غاية في الأهمية مع بكين. وكانت خاضعة لموسكو خلال الحقبة السوفياتية. وسعت منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 إلى المحافظة على علاقات وديّة مع الكرملين وبكين على حد سواء.

ولم تُدِن مغوليا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وامتنعت عن التصويت خلال الجلسات المتعلّقة بالنزاع في الأمم المتحدة.

وأكد الكرملين الأسبوع الماضي، أنه لا يشعر بالقلق من إمكانية توقيف بوتين خلال الزيارة.

«أخرجوا بوتين من هنا»

زُيّنت ساحة جنكيز خان بالأعلام المنغولية والروسية الضخمة الثلاثاء، استعداداً لأول زيارة لبوتين إلى البلاد منذ 5 سنوات.

وخرجت مظاهرة صغيرة هناك قبل يوم، حيث رفع عدد صغير من المحتجين لافتة كتب عليها «أخرجوا مجرم الحرب بوتين من هنا».

ومنعت الإجراءات الأمنية المشددة مظاهرة أخرى مقررة الثلاثاء، من الاقتراب من مكان وجود الرئيس الروسي.

وتجمّع المحتجون بدلاً من ذلك على مقربة من «النصب التذكاري المخصص للمقموعين سياسياً»، والذي يكرّم الأشخاص الذين عانوا في ظل النظام الشيوعي المدعوم من الاتحاد السوفياتي الذي حكم منغوليا لعقود.

وتأتي الزيارة لإحياء للذكرى الـ85 لانتصار حاسم حققته القوات المنغولية والسوفياتية على اليابان.

وقبل الزيارة، أشار بوتين إلى عدد من «المشروعات الاقتصادية والصناعية الواعدة» بين البلدين، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «أونودور» المنغولية ونشرها الكرملين.

وقال إن هذه المشروعات تشمل بناء خط لأنابيب الغاز يربط بين الصين وروسيا ويمر في الأراضي المنغولية.

وأضاف أنه «مهتم بمواصلة العمل» باتّجاه عقد قمة ثلاثية مع نظيريه المنغولي والصيني.

«فار من العدالة»

ولم تعلّق الحكومة المنغولية على الدعوات لتوقيف بوتين. لكنّ ناطقاً باسم الرئيس خورلسوخ نفى على وسائل التواصل الاجتماعي الأحد، التقارير التي تفيد بأن المحكمة الجنائية الدولية بعثت رسالة طلبت فيها تنفيذ المذكرة لدى زيارته.

ولا تعترف روسيا بالاختصاص القضائي لـ«الجنائية الدولية».

من جانبها، حذّرت منظمة «العفو الدولية» الاثنين، من أن فشل منغوليا في توقيف بوتين يمكن أن يقوّض أكثر شرعية المحكمة الجنائية الدولية، ويعطي دفعة إلى الأمام لبوتين الذي بقي في السلطة على مدى ربع قرن تقريباً.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة «العفو الدولية» بمنغوليا ألتانتويا باتدورج، في بيان، إن «الرئيس بوتين فار من العدالة... أي زيارة إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية لا تنتهي بتوقيفه ستشجّع الرئيس بوتين على مواصلة سلوكه الحالي، ويجب أن يُنظر إليها على أنها جزء من جهد استراتيجي لتقويض عمل المحكمة الجنائية الدولية».


مقالات ذات صلة

مصدر روسي لـ«الشرق الأوسط»: روسيا تستقبل دفعات من اللاجئين السوريين لـ«أسباب صحية»

خاص صورة نشرتها صحيفة «بيرم فيستي» لشباب من حزب «روسيا الموحدة» يستقبلون لاجئين سوريين في محطة بيرم في الأورال

مصدر روسي لـ«الشرق الأوسط»: روسيا تستقبل دفعات من اللاجئين السوريين لـ«أسباب صحية»

نفى مصدر دبلوماسي روسي، تحدث إلى «الشرق الأوسط»، وجود أي «دلالات سياسية» لنقل بعض العائلات السورية التي يعاني أفرادها أوضاعاً صحية متدهورة.

رائد جبر (موسكو)
أوروبا صورة مركَّبة لرؤساء الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا (أ.ب) play-circle

ترمب متفائل إزاء التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تفاؤله إزاء السلام في أوكرانيا، وقال إن إدارته تجتمع مع روسيا وأوكرانيا وتقترب من تحقيق تقدم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - موسكو - كييف )
شؤون إقليمية إيرانيون يسيرون أمام جدارية مناهضة للولايات المتحدة بجوار السفارة الأميركية السابقة في طهران (إ.ب.أ) play-circle

مشاورات روسية-صينية-إيرانية حول البرنامج النووي غداً

أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها إن روسيا والصين وإيران ستعقد مشاورات على مستوى الخبراء بشأن برنامج طهران النووي غداً الثلاثاء في موسكو.

«الشرق الأوسط» (موسكو-لندن)
العالم مواطن أميركي ينتظر المحاكمة في موسكو أُدخل قسراً إلى مستشفى للأمراض النفسية (إ.ب.أ)

محكمة روسية تودع مواطناً أميركياً ينتظر المحاكمة مستشفى للأمراض النفسية

أفادت وسائل إعلام روسية رسمية، الأحد، أن مواطناً أميركياً ينتظر المحاكمة في موسكو أُدخل قسراً إلى مستشفى للأمراض النفسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم إطفائيون يحاربون النيران بعد هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية كييف في 6 أبريل (أ.ف.ب)

​مبعوث بوتين يرحّب بـ«دينامية إيجابية» مع واشنطن... ويُرجّح اتصالات جديدة «الأسبوع المقبل»

أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعني بالشؤون الاقتصادية أنه من المحتمل إجراء اتصالات جديدة بين المسؤولين الروس والأميركيين «الأسبوع المقبل».

«الشرق الأوسط» (واشنطن - لندن)

محامو الأمير هاري يؤكدون أمام محكمة بلندن وجود تهديدات لأمنه

الأمير هاري يلوح بيده أثناء مغادرته المحكمة في وسط لندن 8 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
الأمير هاري يلوح بيده أثناء مغادرته المحكمة في وسط لندن 8 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

محامو الأمير هاري يؤكدون أمام محكمة بلندن وجود تهديدات لأمنه

الأمير هاري يلوح بيده أثناء مغادرته المحكمة في وسط لندن 8 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
الأمير هاري يلوح بيده أثناء مغادرته المحكمة في وسط لندن 8 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

طعن الابن الأصغر لملك بريطانيا تشارلز الثالث الأمير هاري أمام محكمة الاستئناف في لندن، الثلاثاء، في قرار وصفه بأنه «غير مبرر»، يحرمه الحماية الممنهجة التي توفرها له الشرطة خلال زياراته للمملكة المتحدة (بريطانيا)، مشيراً عبر وكلائه إلى أنه مهدد من «تنظيم القاعدة».

وكان دوق ساكس الذي لا يزور المملكة المتحدة إلا في مناسبات نادرة، حاضراً شخصياً في قاعة المحكمة الناظرة حتى الأربعاء في القضية التي يخاصم فيها الأمير وزارة الداخلية البريطانية.

وكان الأمير هاري وزوجته ميغان فقدا حقهما في الحماية الممنهجة على حساب دافعي الضرائب البريطانيين، بعدما قررا الانسحاب من العائلة الملكية عام 2020 والاستقرار في الولايات المتحدة، إذ قررت وزارة الداخلية منحه الحماية على أساس كل حالة على حدة.

وقالت وكيلة الأمير هاري المحامية شهيد فاطمة للمحكمة إن «هذا الاستئناف يتعلق بالحق الأكثر أساسية، وهو سلامة كل فرد وأمنه».

واستغربت تلقي موكلها «معاملة مختلفة وغير مبررة وأدنى»، مقارنة بتلك التي يتلقاها أعضاء آخرون من الأسرة المالكة.

وفي اللوائح المكتوبة التي قدمها وكلاء هاري إلى المحكمة، أشاروا إلى تهديدات تهدد سلامة الأمير، مذكّرين بأن أبرزها «دعوة (تنظيم القاعدة) إلى قتله».

وروى نجل الملك في سيرته الذاتية التي صدرت عام 2023 بعنوان «البديل»Spare أنه قتل 25 عنصراً من «حركة طالبان» عندما كان يخدم بصفته عسكرياً في أفغانستان، مشبهاً ذلك بالقضاء على «قطع في لعبة شطرنج»، وأثارت عبارته هذه انتقادات كثيرة.

وأشار محامو دوق ساسكس أيضاً في مذكرتهم إلى أنه وزوجته «تعرّضا لمطاردة خطيرة من صيادي صور (باباراتزي) في مدينة نيويورك» في مايو (أيار) 2023.

وأكدوا أن هاري وزوجته ميغان «شعرا بأنهما مضطران إلى التخلي عن أدوارهما بدوام كامل بصفتهما عضوين ناشطين في الأسرة المالكة لأنهما عدّا أنهما غير محميين من المؤسسة».

أما محامي الحكومة جيمس إيدي فشرح أن القرار لا يهدف إلى حرمان هاري كل حماية في المملكة المتحدة، بل إلى التأكيد أن «حماية أمنه لن تعود مستندة إلى الأسس نفسها التي كانت تستند إليها سابقاً بسبب تغيير وضعه»، وإقامته خارج المملكة المتحدة.

وتُعقد جلسة ثانية لاستكمال النظر في القضية عند العاشرة والنصف من صباح الأربعاء، على أن يكون جزء من الجلسة مغلقاً لأسباب أمنية.

وفي فبراير (شباط) 2024 قضت المحكمة العليا في لندن بأن هذا القرار لم يكن «غير عقلاني»، ولا «ظالماً»، وأن الاستراتيجية التي اعتمدتها الشرطة بالتعامل مع كل حالة على حدة «كانت ولا تزال قائمة على أسس قانونية».

وسارع ناطق باسم الأمير حين ذلك للإشارة إلى أن هاري سيستأنف على القرار، لافتاً إلى أن هاري لا «يطالب بمعاملة تفضيلية»، بل مجرد تطبيق «عادل وقانوني» لقواعد الحماية.

وفي أبريل (نيسان) 2024، ردّ أحد القضاة الاستئناف الأول الذي قدمه هاري، وأمر بتضمينه كل التكاليف القانونية تقريباً في هذه القضية، أي ما قدره نحو مليون جنيه إسترليني (1. 28 مليون دولار).