رسالة «مُشبَّعة بالطاعون» أُرسِلت إلى وزير الداخلية الفرنسي

المغلف الموجه إلى جيرالد دارمانان ضم رسالة تحمل إهانات عنصرية

وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان (د.ب.أ)
وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان (د.ب.أ)
TT

رسالة «مُشبَّعة بالطاعون» أُرسِلت إلى وزير الداخلية الفرنسي

وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان (د.ب.أ)
وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان (د.ب.أ)

تحقق الشرطة الفرنسية في رسالة مشبوهة موجهة إلى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان ثبتت إيجابية اختبارها للطاعون. وقد تم اكتشاف الرسالة في مركز فرز البريد بالقرب من مدينة ديجون الفرنسية، وكانت موجهة إلى قاعة بلدية روبيكس، في شمال فرنسا خارج مدينة ليل، حتى ينظر فيها جيرالد دارمانان، وزير الداخلية، حسبما أفاد تقرير لصحيفة «التلغراف» أمس الأحد.

وتم استدعاء الشرطة عندما أثار المغلف غير المختوم، والذي يحمل «نقوشاً» على ظهره، الشكوك بين العمال. واكتشفت الشرطة في المغلف مسحوقاً أسود ورسالة تحتوي على إهانات عنصرية. وكشفت الاختبارات الأولية - التي أجرتها وحدة الشرطة التي تتعامل مع الأمور الكيميائية والبيولوجية والنووية والإشعاعية والمتفجرات - «إيجابية طفيفة للطاعون»، المرض الذي قتل الملايين من الناس في أوروبا خلال العصور الوسطى.

والطاعون تسببه بكتيريا يرسينيا بيستيس. اليوم، انتقاله إلى البشر أكثر شيوعاً من خلال لدغات البراغيث والقوارض أو من خلال التعامل مع حيوان مصاب بالمرض.

حذّر مكتب المدعي العام المحلي من أن نتائج الاختبار الأولية قد تكون «إيجابية كاذبة». وقال إن المزيد من التحليلات جارية. ومن المتوقع أن تظهر النتائج الكاملة اليوم الاثنين. وتم إطلاق تحقيق حول الرسالة بتهمة «التشهير والإهانة». لكن هذا قد يتغير اعتماداً على نتائج الاختبار الذي يخضع له المغلف.

والرسالة هي أحدث واقعة تجعل فرنسا متوترة خلال أولمبياد باريس، بعد تخريب خطوط السكك الحديدية للقطارات عالية السرعة قبل ساعات من بدء حفل الافتتاح يوم الجمعة.


مقالات ذات صلة

«أولمبياد باريس - سباحة»: الأسترالية أوكالاغان تفوز بذهبية 200م حرة

رياضة عالمية السباحة الأسترالية مولي أوكالاغان بطلة سباق 200م حرة (د.ب.أ)

«أولمبياد باريس - سباحة»: الأسترالية أوكالاغان تفوز بذهبية 200م حرة

أحبطت الأسترالية السريعة مولي أوكالاغان زميلتها وحاملة اللقب أريارن تيتموس لتفوز بذهبية سباق 200 متر (حرة) للسيدات، في أولمبياد باريس، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية منافسات الكرة الطائرة الشاطئية تقام بجوار برج إيفل (رويترز)

كيف تأثرت لعبة الكرة الطائرة الشاطئية بموقعها في أولمبياد باريس؟

كانت هناك كيلي تشينغ وسارة هيوز، تحاولان استيعاب اللحظة. إنهما ليستا من الرياضيات الشابات المتحمسات اللاتي يظهرن على المسرح العالمي للمرة الأولى.

ذا أتلتيك الرياضي (باريس)
رياضة عالمية الثنائي القطري يحتفل بالفوز على السويد في الكرة الطائرة الشاطئية بالأولمبياد (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس - طائرة شاطئية»: قطر تقلب تأخرها أمام السويد إلى فوز

فازت قطر على السويد بشوطين مقابل شوط، الاثنين، ضمن منافسات الجولة الثانية بالمجموعة الأولى لمنافسات الكرة الطائرة الشاطئية للرجال.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية المصري عمر عصر يتقدم في منافسات تنس الطاولة بالأولمبياد (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس - تنس طاولة»: المصري عمر عصر إلى ثمن النهائي

تقدم المصري عمر عصر بسهولة إلى دور الستة عشر في منافسات فردي الرجال لتنس الطاولة لألعاب باريس بعد فوزه 4-صفر على ألبرتو مينو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية الإسباني كارلوس ألكاراس يتقدم في أولمبياد باريس (رويترز)

«أولمبياد باريس - تنس»: ألكاراس يتقدم إلى الدور الثالث

تغلب الإسباني كارلوس ألكاراس 6-1 و7-6 على الهولندي تالون جريكسبور ليتأهل للدور الثالث بمنافسات فردي الرجال للتنس بأولمبياد باريس 2024 الاثنين.

«الشرق الأوسط» (باريس)

ألمانيا تقلل من تهديدات روسيا وتتمسك بالاتفاقية الأمنية مع واشنطن

المستشار الألماني أولاف شولتز مع زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض فريدرش ميرز يشاركان في الذكرى 80 لمحاولة الانقلاب على النازيين في 20 يوليو ببرلين (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتز مع زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض فريدرش ميرز يشاركان في الذكرى 80 لمحاولة الانقلاب على النازيين في 20 يوليو ببرلين (رويترز)
TT

ألمانيا تقلل من تهديدات روسيا وتتمسك بالاتفاقية الأمنية مع واشنطن

المستشار الألماني أولاف شولتز مع زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض فريدرش ميرز يشاركان في الذكرى 80 لمحاولة الانقلاب على النازيين في 20 يوليو ببرلين (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتز مع زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض فريدرش ميرز يشاركان في الذكرى 80 لمحاولة الانقلاب على النازيين في 20 يوليو ببرلين (رويترز)

قللت ألمانيا من تحذيرات موسكو لها بالسماح للولايات المتحدة بنشر أسلحة بعيدة المدى على أراضيها. بينما برزت دعوات في برلين للاستعداد لولاية جديدة لدونالد ترمب في البيت الأبيض.

وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية، سيباستيان فيتشر، إن التهديدات الروسية لن تدفع ببرلين إلى العدول عن الاتفاق الذي أبرم في واشنطن قبل أسبوعين.

وأكد فيتشر أن ألمانيا «لن تخضع للترهيب»، وذلك تعليقاً على تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، قال فيها إنه سيتعين على روسيا الرد بخطوات مماثلة في حال تم نشر أسلحة أميركية بعيدة المدى في ألمانيا بدءاً من عام 2026.

واشنطن تعتزم نشر صواريخ «كروز» في ألمانيا بدءاً من عام 2026 (رويترز)

ويثير الاتفاق الذي عقده المستشار الألماني، أولاف شولتز، مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، في العاصمة الأميركية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، خلافات داخل ألمانيا خصوصاً داخل حزب المستشار نفسه. وكتب عدد من السياسيين داخل الحزب الاشتراكي رسالة للمستشار دعوه فيها «لتذكر سياسة الحزب السابقة السلمية مع روسيا»، ورفض نشر الصواريخ الأميركية. وذكرت الرسالة التي وقع عليها عدد من السياسيين الفاعلين داخل الحزب؛ من بينهم الأمين العام السابق للحزب نوربرت فالتر - بورجانز، أن الأمر يتعلق «بتحويل بلد ذات كثافة سكانية عالية إلى هدف لضربة نووية».

ولكن المستشار دافع عن الاتفاق، قائلاً إنه يثبت التزام واشنطن بأمن ألمانيا وبـ«الناتو». وتبرر ألمانيا الاتفاقية بأن روسيا نفسها نشرت صواريخ «إسكندر» بعيدة المدى والقادرة على حمل أسلحة نووية، في كالينينغراد الواقعة بين ليتوانيا وبولندا.

طائرة «يوروفايتر» ألمانية تحلّق فوق إحدى ضواحي كولونيا بألمانيا 23 أكتوبر 2023 (رويترز)

ويسمح الاتفاق بنشر صواريخ أميركية بعيدة المدى في ألمانيا؛ مثل صواريخ «توماهوك» التي يمكن أن تصل إلى روسيا والقادرة على حمل رؤوس نووية، إضافة إلى صواريخ فرط صوتية. وكان نشر تلك الصواريخ محظوراً بحسب اتفاقية تم توقيعها بين الولايات المتحدة وروسيا، وانسحبت منها واشنطن في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2019، بعد اتهامها لروسيا بخرقها. وانسحبت عقب ذلك روسيا كذلك من الاتفاقية، لكنها قالت إنها ستبقى ملتزمة فيها. ولكن بعد الاتفاقية الأخيرة بين واشنطن وبرلين، قالت موسكو إن التزامها بها لن يستمر في حال نشر تلك الصواريخ بألمانيا.

عَلم ألمانيا يرفرف أمام مبنى «الرايخستاغ» في برلين (أرشيفية - رويترز)

ومن بين الأحزاب المعترضة حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف، وأيضاً الأحزاب التي تنتمي لأقصى اليسار. ورغم أن حزب المعارضة الرئيسي (المسيحي الديمقراطي) الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، أيد الاتفاق، فهو دعا إلى الاستعداد لولاية ثانية محتملة للرئيس السابق، دونالد ترمب، وما قد يعقبه ذلك من قرارات من بينها احتمال إلغاء ترمب لاتفاقية نشر الصواريخ بعيدة المدى التي وقعها بايدن وشولتز.

وقال رئيس الحزب المسيحي، فريدرش ميرتز في مقابلة بصحيفة «دي فيلت»، إنه «بغض النظر عمن سيخلف جو بايدن، فعلينا في ألمانيا وأوروبا أن نستعد لواقع أن الأميركيين سيؤمنون ضمانات أمنية ولكن بتحفظ، ما يعني أنه سيتعين علينا أن نبذل المزيد من أجل دفاعنا».

وتنشر الولايات المتحدة أسلحة نووية سرية في ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي تعدّ المظلة الأمنية الأساسية للبلاد منذ هزيمة النازيين. وفي عهد ترمب الأول، سيطرت التوترات على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وألمانيا بسبب انتقادات ترمب الدائمة لبرلين لعدم وفائها بالتزاماتها المالية لحلف شمال «الناتو»، وعدم إنفاق 2 في المائة من ناتجها الإجمالي على دفاعها. ولكنها منذ الحرب في أوكرانيا، زادت من إنفاقها العسكري، وهي ستفي هذا العام بإنفاقها بنسبة 2 في المائة على دفاعها. ومع ذلك، فإن البنية الأساسية للجيش الألماني ضعيفة، وهو غير قادر على خوض حروب بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة منذ عقود أبقتها ضعيفة عن قصد لأسباب تاريخية.

ولكن عهد ترمب الأول والمخاوف من سحب واشنطن مظلتها الأمنية عن برلين، تسبب بمخاوف كبيرة في ألمانيا وأشعل النقاشات حول ضرورة تقوية الجيش. وجاءت الحرب في أوكرانيا لتغير من سياسة برلين الدفاعية وتجعلها ملتزمة بزيادة إنفاقها الدفاعي. والآن عادت هذه المخاوف مع ازدياد حظوظ ترمب بالعودة إلى البيت الأبيض. وبالفعل بدأ الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي قد يعود إلى الحكم في الانتخابات المقبلة نهاية العام الحالي، يعد لسيناريوهات عودة ترمب إلى البيت الأبيض وتبعات ذلك على ألمانيا.

من داخل مصنع لصناعة الأسلحة والمعدات القتالية في ألمانيا (أرشيفية - رويترز)

وقد أوفد زعيم الحزب ميرتز مجموعة من السياسيين من حزبه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر الحزب الجمهوري، الذي أُعلنت فيه تسمية ترمب مرشحاً رسمياً للحزب. ورغم المخاوف من أن المساعدات الأميركية لأوكرانيا قد تتقلص أو حتى تتوقف كلياً، وهو ما عبر عنه ميرتز في مقابلته مع «دي فيلت»، فإن الحزب اليميني الوسط يسعى لبناء علاقات جيدة مع ترمب والمسؤولين المحيطين به من الآن، استعداداً لوصوله إلى السلطة.