الكرملين: نشر صواريخ أميركية في ألمانيا عودة «إلى الحرب الباردة»

المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف (رويترز)
المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف (رويترز)
TT

الكرملين: نشر صواريخ أميركية في ألمانيا عودة «إلى الحرب الباردة»

المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف (رويترز)
المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف (رويترز)

رأى الكرملين أن نشر صواريخ أميركية بعيدة المدى في ألمانيا يشكّل عودة «إلى الحرب الباردة».

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، للتلفزيون الرسمي اليوم (الخميس): «نحن نسير في خطوات ثابتة نحو الحرب الباردة. كلّ سمات الحرب الباردة مع المواجهة المباشرة هي في صدد العودة».

ورحّب المستشار الألماني أولاف شولتس بقرار الولايات المتحدة نشر صواريخ بعيدة المدى بشكل منتظم في ألمانيا كخطوة لزيادة الردع ضد روسيا.

ويمثل القرار عودة صواريخ كروز الأميركية إلى ألمانيا بعد غياب 20 عاماً، وقد أثارت الخطوة انتقادات، حتى بين أعضاء الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي إليه شولتس.

ودفاعاً عن القرار، قال شولتس للصحافيين، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن (ناتو): «هذا جزء من الردع، ويضمن السلام. إنّه قرار ضروري ومهم اتُخذ في الوقت المناسب».

وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أنّ الولايات المتحدة ستنشر أسلحة جديدة في ألمانيا اعتباراً من عام 2026. وأضاف أن واشنطن تتطلع إلى تمركزها بشكل دائم في ألمانيا، وسيكون للصواريخ «مدى أطول بكثير» من الأنظمة الأميركية الحالية في أوروبا.

وتابع، في بيان مشترك مع الحكومة الألمانية، أن «هذه القدرات المتقدمة ستظهر التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي، ومساهماتها في الردع الأوروبي المتكامل».

ولا يملك الجيش الألماني صواريخ طويلة المدى تطلق من البرّ، بل صواريخ كروز فقط، يمكن إطلاقها من الطائرات. لكن الإعلان أثار غضباً في ألمانيا، حيث أعاد نشر الصواريخ الأميركية ذكريات الحرب الباردة المؤلمة.

وأدى نشر صواريخ «بيرشينغ» البالستية الأميركية في ألمانيا الغربية، ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب الباردة، إلى مظاهرات كبيرة.

واستمر نشر الصواريخ الأميركية خلال إعادة توحيد ألمانيا حتى تسعينات القرن الفائت. وبعد نهاية الحرب الباردة، خفّضت الولايات المتحدة بشكل كبير أعداد الصواريخ في أوروبا مع تراجع التهديد السوفياتي.

لكن دول حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة تسارع إلى تعزيز دفاعاتها في القارة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

وردّ الكرملين، الخميس، قائلاً إنه يخطط «لإجراءات ردّ» لاحتواء التهديد الخطير الذي يشكله الحلف.

وتشمل الأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة في ألمانيا صواريخ «إس إم 6» وصواريخ أرض جو بعيدة المدى، ومتعدّدة الاستخدام، وصواريخ «توماهوك»، إضافة إلى صواريخ فرط صوتية لا تزال قيد التطوير.


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن قصف موقعين لمسلحين قرب التنف في سوريا

المشرق العربي قوات أميركية على الحدود السورية الأردنية (أرشيفية - سينت كوم)

روسيا تعلن قصف موقعين لمسلحين قرب التنف في سوريا

ذكرت وكالة الإعلام الروسية، اليوم، أن القوات الجوية الروسية نفذت ضربات على موقعين لمسلحين في سوريا على أطراف منطقة التنف التي تضم قاعدة عسكرية أميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري يقف أعضاء «طالبان» التابعون لوزارة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في نقطة تفتيش على طول طريق على مشارف ولاية هرات... 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «طالبان» حليف غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب

بعد 3 سنوات على خروج الائتلاف الغربي من أفغانستان وسط فوضى عارمة مع سيطرة «طالبان» على كابل، باتت الحركة محاوراً غير متوقَّع في مكافحة الإرهاب.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأفغاني أمير خان متقي في موسكو (الخارجية الروسية - رويترز)

روسيا: قرار رفع «طالبان» من قائمة المنظمات الإرهابية «اتخذ على أعلى مستوى»

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء أن وزارة الخارجية الروسية قالت، الجمعة، إن قرار رفع حركة «طالبان» من قائمة المنظمات الإرهابية «اتخذ على أعلى مستوى».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مبنى الكرملين في موسكو (رويترز)

 روسيا: المواجهة الحالية مع الغرب لم يسبق لها مثيل في التاريخ

قال دبلوماسي روسي كبير اليوم الخميس إن المواجهة الحالية بين بلاده والغرب بشأن أوكرانيا لم يسبق لها مثيل في التاريخ وإن أي خطأ قد يؤدي إلى كارثة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)

روسيا تدعو إسرائيل إلى سحب قواتها من لبنان

دعت روسيا، الثلاثاء، إسرائيل إلى سحب قواتها من لبنان، محذّرةً من أن الهجوم سيؤدي إلى مزيد من تصاعد العنف في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بسبب «الكثير من الخطوات»... جونسون يكشف رفض بايدن زيارة حاملة طائرات بريطانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) يصافح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) يصافح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون (رويترز)
TT

بسبب «الكثير من الخطوات»... جونسون يكشف رفض بايدن زيارة حاملة طائرات بريطانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) يصافح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) يصافح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة حاملة الطائرات الرائدة للبحرية البريطانية خلال زيارته إلى المملكة المتحدة عام 2021 بسبب عدد الخطوات، كما كشف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون في سيرته الذاتية التي ستصدر قريباً، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

التقى بايدن وجونسون قبل قمة «مجموعة السبع» في كورنوال، حيث «نشرت الحكومة البريطانية بفخر» سفينتها الحربية الضخمة بقيمة 4.3 مليار دولار؛ «إتش إم إس برينس أوف ويلز»، كما أوضح جونسون في كتابه الجديد «Unleashed».

تساءل جونسون ومساعدوه قبل أول رحلة رئاسية لبايدن إلى الخارج عما إذا كان الزعيم الأميركي، الذي كان يبلغ من العمر 78 عاماً آنذاك، «يبدو حقاً كبيراً في السن كما يقول منتقدوه أحياناً»، وفقاً لمقتطف من كتاب جونسون حصلت عليه صحيفة «التلغراف».

وتابع: «أخبرنا موظفوه أنه لن يصعد على متن حاملة الطائرات الضخمة لدينا؛ لأنها تحتوي على الكثير من الخطوات، وتساءلنا عما يعنيه ذلك بشأن لياقته البدنية». لكن بايدن بدا نشيطاً بما يكفي للمزاح مع زوجة جونسون، كاري التي كانت تبلغ من العمر 33 عاماً آنذاك، والتي بدا أنه «أعجب بها قليلاً»، كما كتب رئيس الوزراء الأسبق.

وأشار جونسون إلى أن بايدن، الذي حضر القمة مع زوجته جيل، مزح قائلاً إنه وكاري قد يتسللان للتنزه بمفردهما.

تخللت رحلة بايدن إلى «مجموعة السبع» لعام 2021 العديد من الأخطاء المحرجة، بما في ذلك تعليق أدلى به أثناء مناقشة على طاولة مستديرة حيث صحح الرئيس الأميركي جونسون لعدم تقديم «رئيس جنوب أفريقيا»، على الرغم من أن رئيس الوزراء كان قد فعل ذلك.

وانسحب بايدن من سباق إعادة انتخابه لصالح نائبته كامالا هاريس وسط مخاوف بشأن قدراته العقلية والجسدية بعد مناظرته التي اعتُبرت كارثية مع المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب في يونيو (حزيران).

ومن المقرر إصدار السيرة الذاتية لجونسون في 10 أكتوبر (تشرين الأول).