كيف حوّل روبرت فيكو سلوفاكيا إلى أحد حلفاء روسيا؟

رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو (رويترز)
رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو (رويترز)
TT

كيف حوّل روبرت فيكو سلوفاكيا إلى أحد حلفاء روسيا؟

رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو (رويترز)
رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو (رويترز)

يتحمل رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، الذي تعرض لمحاولة اغتيال نُقل على إثرها إلى المستشفى بحالة حرجة، اليوم (الأربعاء)، مسؤولية التحول في سلوفاكيا من القيم المؤيدة للغرب إلى التعاطف المتزايد مع روسيا منذ فوزه في الانتخابات في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية، وجه فيكو، الشعبوي اليساري، حزبه «سمر» (الاتجاه الديمقراطي الاجتماعي) بقوة ضد الدعم العسكري لأوكرانيا، وتعهد في مقابلة قبل الانتخابات العام الماضي بأنه سيقطع إمدادات الأسلحة إلى كييف تماماً.

وقال: «من الأفضل التفاوض على السلام لمدة 10 سنوات ووقف العمليات العسكرية بدلاً من السماح للأوكرانيين والروس بقتل بعضهم البعض لمدة 10 سنوات أخرى دون نتائج».

وكان حزب «سمر» تقليدياً موالياً للغرب، لكن خلال قيادة فيكو للحزب أصبح أكثر ليونة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث دعا إلى إنهاء العقوبات المفروضة على روسيا لأنها كانت تؤدي إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بالنسبة للمواطنين السلوفاكيين.

واستفاد فيكو من وجهات النظر المتضاربة حول فوائد وجود سلوفاكيا في حلف شمال الأطلس (الناتو)، حيث سيصوت 51 في المائة فقط للبقاء في الحلف إذا تم إجراء استفتاء، وفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة. وأظهرت دراسة أخرى أن ما يصل إلى 60 في المائة من السلوفاكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاماً يريدون أيضاً التوقف عن تسليح أوكرانيا.

وكان فوز فيكو في الانتخابات قد أثار المخاوف من تحول براتيسلافا عن دعمها لأوكرانيا، حيث زود سلفه كييف بمدافع «الهاوتزر»، واستقبل عشرات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين، وكان أول زعيم يرسل طائرات مقاتلة من طراز «ميغ 29». ومع ذلك، فقد أدان فيكو علناً الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، وأعرب أيضاً عن معارضته لضم شبه جزيرة القرم.

ولد فيكو في شمال غربي سلوفاكيا عام 1964، وتم انتخابه لأول مرة نائباً في البرلمان عام 1992 عن حزب اليسار الديمقراطي، خليفة الحزب الشيوعي.

بعد انضمامه إلى حزب «سمر»، فاز في الانتخابات العامة عام 2006، وشغل منصب رئاسة الوزراء من عام 2012 إلى عام 2018، وعندها استقال وسط أزمة سياسية أثارها مقتل الصحافي الاستقصائي يان كوتشياك. ومنذ غزو أوكرانيا، أصبح أقرب إلى فيكتور أوربان، زعيم المجر الذي أصبح صديقاً لبوتين على نحو متزايد.

وأشار ملف شخصي حديث في صحيفة «بوليتيكو» إلى أن فيكو «يكره» أوكرانيا لأنه اضطر في عام 2009 إلى الانتظار أكثر من ثلاث ساعات في كييف لعقد اجتماع مع نظيره الأوكراني حول إمدادات الغاز الطبيعي. ثم شعر بالحرج عندما اكتشف أن الصحافيين قد تمت دعوتهم إلى ما كان يعتقد أنه اجتماع خاص.

وبعد أن تم تجاهله في كييف، سافر فيكو إلى موسكو حيث قام بوتين باستقباله رسمياً في قاعة سانت جورج.

وقال ألكسندر دوليبا، محلل السياسة الخارجية السلوفاكي، إنه منذ تلك اللحظة، «بدأ في اتخاذ موقف علني مناهض لأوكرانيا».

كما اختلف فيكو علناً في مارس (آذار) 2024 مع السفير البريطاني لدى سلوفاكيا، الذي نشر رسالة فيديو يوجه فيها انتقادات للزعيم السلوفاكي لانتقاده دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا.

قبل انتخاب فيكو، قال أحد المحللين إن سلوفاكيا كانت «واحدة من أشد المؤيدين لأوكرانيا داخل الناتو».


مقالات ذات صلة

روسيا: أوكرانيا شنّت ضربتين باستخدام صواريخ «أتاكمس» الأميركية

أوروبا تظهر هذه الصورة التي نشرتها قناة وزارة الدفاع الروسية الرسمية على «تلغرام» يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024... حطام صاروخ «أتاكمس» الذي تم العثور عليه في أراضي مطار كورسك في روسيا (قناة وزارة الدفاع الروسية الرسمية على تلغرام - أ.ب)

روسيا: أوكرانيا شنّت ضربتين باستخدام صواريخ «أتاكمس» الأميركية

أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء أنها تعرضت في الأيام الأخيرة لضربتين أوكرانيتين نُفّذتا بصواريخ «أتاكمس» الأميركية، السلاح الذي توعدت موسكو برد شديد في حال استخدامه

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا امرأة تمشي خارج مبنى السفارة البريطانية في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)

روسيا تطرد دبلوماسياً بريطانياً بتهمة التجسس

أعلنت روسيا، الثلاثاء، أنها طردت دبلوماسياً بريطانياً بتهمة التجسس، في أحدث ضربة للحالة المتدهورة بالفعل للعلاقات بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أضرار في موقع هجوم صاروخي روسي ضرب مبنى إدارياً لبنك متوقف عن العمل جنوب غربي أوكرانيا 25 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

روسيا تستهدف البنية التحتية الأوكرانية بأكبر هجوم مسيّرات منذ بدء الحرب

قال مسؤولون أوكرانيون، الثلاثاء، إن القوات الروسية شنّت أكبر هجوم لها على الإطلاق بطائرات مسيّرة على أوكرانيا الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)

تقرير: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على شركات صينية تدعم روسيا

كشف تقرير صحافي أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على عدة شركات صينية يُزعم أنها ساعدت شركات روسية في تطوير طائرات مسيرة هجومية تم استخدامها ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
أوروبا مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (أرشيفية - رويترز)

مدير المخابرات الروسية: نرغب في «سلام راسخ وطويل الأمد» في أوكرانيا

قال مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية إن بلاده تعارض تجميد الصراع في أوكرانيا؛ لأن موسكو بحاجة إلى «سلام راسخ وطويل الأمد».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

روسيا تطرد دبلوماسياً بريطانياً بتهمة التجسس

امرأة تمشي خارج مبنى السفارة البريطانية في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)
امرأة تمشي خارج مبنى السفارة البريطانية في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

روسيا تطرد دبلوماسياً بريطانياً بتهمة التجسس

امرأة تمشي خارج مبنى السفارة البريطانية في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)
امرأة تمشي خارج مبنى السفارة البريطانية في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت روسيا، الثلاثاء، أنها طردت دبلوماسياً بريطانياً بتهمة التجسس، في أحدث ضربة للحالة المتدهورة بالفعل للعلاقات بين البلدين. وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إن الدبلوماسي، الذي انتشرت صورته في نشرات الأخبار التلفزيونية، قدم معلومات كاذبة عمداً عند دخوله البلاد.

وتابع في بيان: «في الوقت نفسه، اكتشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي علامات على أن الدبلوماسي المذكور يقوم بأعمال استخباراتية وتخريبية تهدد أمن الاتحاد الروسي».

ولم يصدر تعليق فوري من وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن الوزارة استدعت السفير البريطاني، وهي الخطوة التي تستخدمها الحكومات المضيفة غالباً للتعبير عن احتجاج قوي.

ووفقًا لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، كان الدبلوماسي البريطاني بديلاً لأحد الدبلوماسيين البريطانيين الستة الذين طُردوا في وقت سابق من هذا العام، أيضاً بتهمة التجسس، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وتدهورت العلاقات بين بريطانيا وروسيا إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة منذ بدء الحرب في أوكرانيا. وانضمت بريطانيا إلى موجات متتالية من العقوبات ضد روسيا، وزودت أوكرانيا بالأسلحة.

قالت روسيا إن أوكرانيا أطلقت صواريخ «كروز» بريطانية من طراز «ستورم شادو» على أراضيها، الأسبوع الماضي للمرة الأولى. وأشار الرئيس فلاديمير بوتين إلى ذلك.