«اقتصادي» على رأس وزارة الدفاع في روسيا... ماذا نعرف عن أندري بيلوسوف؟

أندريه بيلوسوف نائب رئيس الوزراء الروسي في 13 نوفمبر (كانون الثاني) 2023 (أ.ب)
أندريه بيلوسوف نائب رئيس الوزراء الروسي في 13 نوفمبر (كانون الثاني) 2023 (أ.ب)
TT

«اقتصادي» على رأس وزارة الدفاع في روسيا... ماذا نعرف عن أندري بيلوسوف؟

أندريه بيلوسوف نائب رئيس الوزراء الروسي في 13 نوفمبر (كانون الثاني) 2023 (أ.ب)
أندريه بيلوسوف نائب رئيس الوزراء الروسي في 13 نوفمبر (كانون الثاني) 2023 (أ.ب)

اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، خبيراً اقتصادياً مدنياً ليتولى منصب وزير الدفاع، خلفاً لسيرغي شويغو، في خطوة مفاجئة، تبدو كمحاولة لتهيئة روسيا لحرب اقتصادية، من خلال محاولة الاستفادة بشكل أفضل من ميزانية الدفاع، وتسخير مزيد من الابتكار لتحقيق الفوز في أوكرانيا.

وليست لدى أندريه بيلوسوف (65 عاماً)، البديل المرشح لشويغو، أي خلفية عسكرية، وكان النائب الأول لرئيس الحكومة الأخيرة منذ عام 2020 وأحد المستشارين الاقتصاديين الرئيسيين لبوتين في السنوات الأخيرة، حتى إنه شغل، لفترة وجيزة، منصب وزير التنمية الاقتصادية بين مايو (أيار) 2012 ويونيو (حزيران) 2013.

ويقول موقع الحكومة الروسية إن بيلوسوف تخرَّج في كلية لومونوسوف بموسكو متخصصاً في الاقتصاد عام 1981، وعمل في عدة وظائف بحثية حتى تولى منصب مدير عام مركز تحليل الاقتصاد الجزئي والتنبؤ على المدى القصير، خلال الفترة من 2000 إلى 2006، وعمل في الفترة نفسها مستشاراً مستقلاً لرؤساء الحكومة الروسية.

أندريه بيلوسوف عندما كان نائباً لرئيس الوزراء الروسي في 7 مايو (أيار) 2024 (أ.ب)

وفي الفترة من 2006 إلى 2008، عمل نائباً لوزير التنمية الاقتصادية والتجارة في روسيا، ثم تولى إدارة دائرة الاقتصاد والمالية بحكومة روسيا من 2008 إلى 2012، ثم تولى وزارة التنمية الاقتصادية حتى عام 2013.

وعمل بيلوسوف، طوال سبع سنوات من 2013 حتى 2020، مساعداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يصبح، في يناير (كانون الثاني) 2020، النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين.

الحاجة إلى «الابتكار»

قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم «الكرملين»، إن قرار بوتين استبدال شويغو يرجع بشكل مباشر لجبهة القتال، موضحاً: «اليوم، في ساحة المعركة، الشخص الذي ينتصر هو الأكثر انفتاحاً على الابتكار».

وأضاف بيسكوف أنه، في نظر بوتين، «يجب أن تكون وزارة الدفاع منفتحة تماماً على الابتكار، وعلى إدخال كل الأفكار المتقدمة، وتهيئة الظروف للقدرة التنافسية الاقتصادية».

وأطلقت روسيا ما وصفته بأنه «عملية عسكرية خاصة» ضد أوكرانيا، في فبراير (شباط) 2022، وحاولت القوات الروسية السيطرة على كييف، إلا أنها فشلت في ذلك، وأصبحت تقاتل القوات الأوكرانية في شرق وجنوب أوكرانيا، المدعومة من حلف الـ«ناتو».

وفرضت الولايات المتحدة والدول الأوروبية عدداً من حُزم العقوبات ضد روسيا؛ على خلفية غزو أوكرانيا. واستهدفت العقوبات الأميركية القطاع المالي في روسيا وأنظمة الدفع الإلكتروني والمؤسسات المالية الروسية، وعدداً من البنوك الروسية وشركات الاستثمار وصناديق رأس المال الاستثماري وشركات تكنولوجيا مالية، بما في ذلك بنك SPB المملوك لثاني أكبر بورصة في روسيا، والمتخصصة في تداول الأسهم المالية.

واستهدفت العقوبات الأميركية أيضاً القاعدة الصناعية الدفاعية وصادرات الطاقة الروسية وشبكات المشتريات، والمتهربين من العقوبات في قارات عدة، كما فُرضت قيود على التصدير على 100 كيان روسي يقدم الدعم لآلة الحرب الروسية، وشددت إجراءات لخفض عائدات الطاقة من خلال عقوبات استهدفت شركة زفيزدا الروسية لبناء السفن التي تملك 15 ناقلة للغاز المُسال وتقوم بتصدير الغاز الطبيعي المسال.

وتهدف العقوبات الاقتصادية الغربية إلى التأثير على صناعات الدفاع الروسية التي تغذي الحرب في أوكرانيا، وكذلك القطاعات الاقتصادية الروسية المعاونة.

شويغو للأمن القومي

أما عن شويغو فقال «الكرملين» إن بوتين يرغب في أن يصبح شويغو أميناً لمجلس الأمن الروسي، ليحل محل نيكولاي باتروشيف، وأن يتولى أيضاً مسؤوليات مجمع الصناعات العسكرية.

ومن المقرر أن يصادق ممثلو مجلس الدوما ومجلس الاتحاد، مجلسا البرلمان الروسي، يومي الاثنين والثلاثاء على هذه التغييرات غير المتوقعة.


مقالات ذات صلة

النواب الروس أقرّوا قانوناً يحظر الترويج لحياة من دون أبناء

أوروبا يفرض القانون على الأفراد الذين يشاركون في الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء غرامة قدرها 4250 دولاراً (إ.ب.أ)

النواب الروس أقرّوا قانوناً يحظر الترويج لحياة من دون أبناء

أقرّ النواب الروس اليوم (الثلاثاء) قانوناً يحظر الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء، على خلفية الأزمة الديموغرافية في روسيا التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي جانب من لقاءات آستانة الأخيرة التي جمعت وزير الخارجية الإيراني بممثلي الوفد السوري (إرنا)

موسكو مستعدة لحوار مع ترمب حول سوريا

دعت روسيا وإيران وتركيا إلى وقف التصعيد العسكري الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.

رائد جبر (موسكو)
أوروبا الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو (رويترز)

شويغو: على موسكو وبكين التصدي «لسياسة الاحتواء» الأميركية

أبلغ الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بأن المهمة الرئيسية لبكين وموسكو هي التصدي «لسياسة الاحتواء» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا نزلاء داخل أحد السجون الروسية (أرشيفية)

منظمة روسية تؤكد أن موسكو تحتجز آلاف السجناء السياسيين الروس والأوكرانيين

لفتت منظمة «ميموريال» غير الحكومية لحقوق الإنسان إلى أن القمع المنظم في روسيا لا يُستخف به، مع سجن آلاف الروس والأوكرانيين على خلفية قضايا ذات دوافع سياسية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا تظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو نشرته الخدمة الصحافية لوزارة الدفاع الروسية في 5 نوفمبر 2024 قاذفة من طراز Su-34 تابعة للقوات الجوية الروسية بمنطقة كورسك الروسية (أ.ب)

روسيا تعلن تحييد أكثر من 300 جندي أوكراني على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان الاثنين، أن وحدات من الجيش الروسي، حيدت أكثر من 300 عسكري أوكراني في المنطقة الحدودية لمقاطعة كورسك خلال الـ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، اليوم الثلاثاء، من باريس، أهمية أن يبقى الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا «أولوية مطلقة»، في وقت يثير فيه فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة بالولايات المتحدة، مخاوف من تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا.

وقال ماكرون قبل غداء عمل مع روته إن «دعم هذا البلد المعتدى عليه من قبل روسيا يبقى أولوية مطلقة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولفت إلى أن «نشر (الجنود) الكوريين الشماليين على خط الجبهة مؤخراً هو تصعيد خطير. ونحن سنواصل الدفع من أجل أن يوفر (الناتو) وحلفاؤه كل دعمهم للجيش الأوكراني ما دام الأمر يستلزم ذلك».

وشدد ماكرون على أن ذلك هو «السبيل الوحيد نحو المفاوضات. وأريد أن أكون واضحاً، متى حان الوقت، لا يمكن اتخاذ أي قرار بشأن أوكرانيا من دون الأوكرانيين، ولا بشأن أوروبا من دون الأوروبيين».

وفاز ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الأسبوع الماضي، وسيعود إلى البيت الأبيض في مطلع عام 2025 عندما يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير (كانون الثاني). وكرر الجمهوري خلال حملته التعهد بالسعي إلى السلام لا الحروب، وبأنه سيضع حداً لحرب أوكرانيا خلال 24 ساعة، من دون أن يحدد كيفية السبيل لذلك.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته لدى وصوله إلى قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

بدوره، شدد روته على ضرورة أن يكون دعم الحلفاء الغربيين لأوكرانيا أكبر من مجرد تزويدها بما يتيح لها القتال.

وأوضح: «علينا الحفاظ على قوة تحالفنا عبر الأطلسي. التحدي المباشر الذي نواجهه هو دعم أوكرانيا»، لافتاً إلى أن البلاد تستعد «للشتاء الأقسى» منذ بدء الغزو الروسي مطلع عام 2022.

ورأى أن الدعم الكوري الشمالي المباشر لروسيا يُظهر أهمية أن يتواصل دعم أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة؛ لأن المسألة باتت ترتبط بأمنها أيضاً.

وأشار روته إلى أن روسيا من خلال التعاون مع دول مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية «لا تهدد أوروبا فقط، بل تهدد أيضاً السلام والأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأيضاً في أميركا الشمالية».

وشدد ماكرون على الأهمية التي يوليها لبناء «ركيزة أوروبية لأمننا عبر الأطلسي»، مشيراً إلى أن هذا «هو أيضاً ما ينتظره الأوروبيون ضمن التحالف من الإدارة الأميركية عن وجه حق».

وأكد روته «الحاجة إلى تعاون دفاعي أكثر صلابة عبر الأطلسي والمزيد من الاستثمارات الدفاعية».