رئيس وزراء إسبانيا يفكّر في تقديم استقالته بعد فتح تحقيق ضد زوجته

المعارضة انتقدت «الحملة الشعواء» التي يشنها اليمين ضده

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)
TT

رئيس وزراء إسبانيا يفكّر في تقديم استقالته بعد فتح تحقيق ضد زوجته

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته ماريا بيغونا غوميز فرنانديز (رويترز)

في تطوّر سياسي مفاجئ وغير مسبوق، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، مساء الاثنين، أنه يفكّر في الاستقالة من منصبه بعد أن بلغت الحملة المستعرة التي تشنّها عليه المعارضة اليمينية ذروتها، واتخاذ أحد القضاة قراراً بفتح إجراءات التحقيق في اتهامات حول ضلوع زوجته بيغونا غوميز في صفقة مساعدات قدمتها الحكومات لإنقاذ إحدى شركات الطيران الإسبانية.

وكان سانشيز قد اختلى بعائلته في مقرّ رئاسة الحكومة بقصر «مونكلوا» بعد جلسة عاصفة في البرلمان، ثم وجّه رسالة إلى المواطنين قال فيها إنه يفكّر جدّياً في الاستقالة بعد الهجوم غير المسبوق الذي تتعرض له زوجته منذ أسابيع، وإنه يحتاج بعض الوقت للتفكير قبل اتخاذ قراره النهائي، وإنه بحاجة ماسة للإجابة على السؤال التالي «هل يستأهل الأمر أن أستمر في منصبي أو أن أتنازل عن هذا الشرف؟».

ويؤكد المقربون من سانشيز أن خطوته هذه نابعة من موقف شخصي بحت لم يبحثه مع أي من معاونيه أو مستشاريه أو الدائرة الضيّقة التي تحيط به، وأن الرسالة فاجأت أوساط الحزب الاشتراكي الذي سارعت قياداته إلى إعلان تضامنها مع سانشيز ومطالبته بالبقاء في منصبه.

اتهامات زائفة؟

وكانت الاتهامات الموجهة إلى زوجة سانشيز قد صدرت عن منظمة يمينية متطرفة تدعى «الأيادي النظيفة»، دأبت منذ فترة على توجيه اتهامات ضد أحزاب يسارية يتبيّن لاحقاً أنها ملفّقة. وفي بيان صدر صباحاً، اعترف رئيس هذه المنظمة بأن الاتهامات قد تكون استندت إلى معلومات صحافية مزّيفة، لكن القرار حول صحتها يعود للقضاء.

ويأتي هذا التطور في ذروة احتدام الصدام السياسي الحاد بين الحكومة والمعارضة التي يقودها الحزب الشعبي المحافظ وحزب «فوكس» اليميني المتطرف، خاصة بعد أن فشل الأول في تشكيل حكومة إثر فوزه في الانتخابات الأخيرة، وتمكن سانشيز من جمع الغالبية البرلمانية اللازمة لتشكيلها بالتحالف مع القوى والأحزاب اليسارية والانفصالية.

ويقول مساعدو سانشيز إن الحملة التي استهدفت زوجته شارك فيها كل أطياف المعارضة اليمينية واليمينية المتطرفة، سياسياً وإعلامياً واجتماعياً، قد تركت أثراً عميقاً على قدرته الموصوفة على المقاومة في الظروف الصعبة. ومن المقرر أن يعلن سانشيز، يوم الاثنين المقبل، قراره النهائي حول ما إذا كان سيستمر في منصبه أو يستقيل من رئاسة الحكومة، أو أن يدعو إلى إجراء انتخابات مسبقة.

وفور نشر رسالة سانشيز على مواقع التواصل الاجتماعي، تداعت قيادات الحزب الاشتراكي إلى تنظيم مسيرة شعبية حاشدة تأييداً له ورفضاً لما وصفته بالوسائل «الترمبية» – نسبة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب – التي تعتمدها القوى اليمينية في العمل السياسي.

حملة شعواء

ومنذ وصوله إلى الحكم للمرة الأولى في عام 2018، يتعرّض سانشيز لحملة شعواء من الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة لتحالفه مع القوى اليسارية والأحزاب الانفصالية لتأمين الدعم البرلماني اللازم لتأليف حكوماته. وهو دعا دائماً إلى مواجهة الأساليب التي تنهجها القوى اليمينية المتطرفة لتحقيق أهدافها السياسية، إذ تلجأ إلى الخطاب التحريضي والتشهيري وترويج المعلومات المزيّفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التابعة لها.

ويلاحظ بعض المعلقين أن الحملة اليمينية ضد سانشيز قد تصاعدت بشكل حاد ومركّز في الأسابيع الماضية، واستهدفت زوجته، بالتزامن مع إعلانه العزم على الاعتراف قريباً بالدولة الفلسطينية.

وكانت الأوساط اليمينة المتشددة التي يقودها في الظل رئيس الوزراء الأسبق خوسيه ماريا آزنار، والحزب اليميني المتطرف «فوكس»، قد حملت بقوة على هذا الموقف الذي قال سانشيز إن حكومته باتت جاهزة لاتخاذه.


مقالات ذات صلة

السعودية: أمر ملكي بتعيين 125 عضواً في النيابة العامة

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

السعودية: أمر ملكي بتعيين 125 عضواً في النيابة العامة

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمراً ملكياً بتعيين 125 عضواً بمرتبة ملازم تحقيق، على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي آنذاك جون كينيدي يلوح بيده من سيارته في موكب سيارات قبل دقيقة واحدة تقريباً من إطلاق النار عليه، في 22 نوفمبر 1963 في دالاس، الولايات المتحدة (أ.ب)

ترمب يتعهد مجدداً برفع السرية عن وثائق اغتيال جون كينيدي

ينصح أولئك الذين فحصوا سجلات ملف اغتيال كينيدي التي تم الكشف عنها حتى الآن، بعدم توقع أي كشف صادم، حتى لو تم رفع السرية عن الملفات المتبقية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية كلمة «بيغاسوس» تظهر على هاتف ذكي موضوع على لوحة مفاتيح في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 4 مايو 2022 (رويترز)

محكمة تايلاندية ترفض دعوى ضد شركة إسرائيلية تنتج برنامج «بيغاسوس» لاختراق الهواتف

ألغت محكمة تايلاندية دعوى قضائية رفعها ناشط مؤيد للديمقراطية قال فيها إن برنامج التجسس الذي أنتجته شركة تكنولوجيا إسرائيلية تم استخدامه لاختراق هاتفه.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
الاقتصاد غوتام أداني وزوجته يرفعان إصبعيهما الملطخ بالحبر بعد الإدلاء بصوتيهما في أحمد آباد في 7 مايو 2024 (رويترز)

الملياردير الهندي غوتام أداني متهم في الولايات المتحدة بالرشوة

وجهت النيابة الفيدرالية في نيويورك اتهامات إلى الملياردير الهندي غوتام أداني بشأن مخطط مزعوم استمر لسنوات طويلة لرشوة مسؤولين هنود.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
TT

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم أمس (الجمعة)، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة في أعقاب الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

وقال زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو: «عندما يبدأ شخص ما في استخدام دول أخرى ليس فقط للإرهاب، ولكن أيضاً لاختبار صواريخهم الجديدة من خلال الإرهاب، فإن هذه بالتأكيد جريمة دولية».

وقال زيلينسكي إن سلوك روسيا «يسخر» من مواقف الصين ودول الجنوب العالمي الداعية إلى الاعتدال. داعياً مرة أخرى إلى رد فعل قوي من المجتمع الدولي.

كما وجه زيلينسكي نداء إلى مواطنيه والدبلوماسيين الأجانب العاملين في كييف. وقال إن أوكرانيا تعمل على تعزيز دفاعها الجوي. ومع ذلك، يجب أن يؤخذ كل إنذار بغارة جوية بشكل جدي، ويجب الاحتماء في حالة الخطر.

وفي الوقت نفسه، قال إنه لا ينبغي استخدام التهديد المحتمل من هجوم صاروخي روسي كذريعة للتوقف عن العمل، في إشارة إلى السفارات المغلقة جزئياً في البلاد.

وأضاف: «عندما تنطلق صفارة الإنذار، نذهب للاحتماء. وعندما لا تكون هناك صفارة إنذار، نعمل ونخدم»، مشيراً إلى أن بوتين سيواصل ترويع أوكرانيا «لقد بنى قوته الكاملة على هذا».