أوكرانيا: قائد جديد للقوات البرية في إطار تغييرات الجيش

هجوم روسي بعشرات المسيّرات على كييف ومناطق جنوبية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع القائد الجديد للجيش ووزير الدفاع في كييف (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع القائد الجديد للجيش ووزير الدفاع في كييف (د.ب.أ)
TT

أوكرانيا: قائد جديد للقوات البرية في إطار تغييرات الجيش

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع القائد الجديد للجيش ووزير الدفاع في كييف (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع القائد الجديد للجيش ووزير الدفاع في كييف (د.ب.أ)

أفادت كييف، الأحد، بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عيّن قائداً جديداً للقوات البرية، وذلك في إطار التغييرات الجديدة التي تطول الجيش. وجاء هذا تزامناً مع إعلان السلطات الأوكرانية عن صد هجوم روسي بعشرات الطائرات المسيّرة.

 

القائد الجديد للقوات البرية الأوكرانية أولكسندر بافليوك (رويترز)

وأورد منشور أن الرئيس زيلينسكي عيّن أولكسندر بافليوك النائب الأول السابق لوزير الدفاع، قائداً جديداً للقوات البرية؛ وبذلك يحل اللفتنانت جنرال بافليوك، الذي شغل منصب وزير الدفاع مدة عام، محل الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي بعد تعيينه الأسبوع الماضي قائداً عاماً جديداً للقوات المسلحة.

وعين زيلينسكي، السبت، 5 من الضباط العسكريين الكبار في مناصب عليا في مسعى لاستكمال فريق أعيد تشكيله لتعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية في مواجهة الغزو الروسي المستمر منذ عامين تقريباً. وتعاني أوكرانيا من نقص في الجنود والعتاد العسكري، ولم تحرز تقدماً كبيراً في ساحة المعركة خلال العام الماضي، وتواجه أيضاً انقطاعا في تدفق المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، أكبر داعم لها. ودعا القائد الجديد للجيش سيرسكي، الجمعة، غداة تعيينه في هذا المنصب إلى «تحسين» أداء القوات المسلحة، وحدد خطة «واضحة» لصد الروس.

وجعل القائد الأعلى الجديد للجيش الذي وصفه زيلينسكي بأنه «الجنرال الأكثر خبرة في أوكرانيا»، من أولوياته «التخطيط بطريقة واضحة ومفصلة لأنشطة جميع الأجهزة» لتحقيق «النصر». وعليه حالياً التعامل مع واحدة من المشكلات الرئيسية التي تواجهها كييف، وهي نقص الذخيرة. وقال الجنرال سيرسكي: «هناك مهام جديدة على جدول الأعمال. بداية، يتعلق الأمر بتخطيط أعمال كل الأجهزة بشكل واضح ومفصل (...) مع الأخذ في الحسبان احتياجات خط الجبهة من أحدث الأسلحة التي قدمها الشركاء الدوليون». والجيش تنقصه الذخائر، بينما تراجعت المساعدات الغربية بشكل كبير منذ فشل الهجوم الأوكراني المضاد في صيف 2023. وأضاف سيرسكي أن «التوزيع والتسليم السريع والمنطقي لكل ما هو ضروري للوحدات القتالية كان ولا يزال المهمة الرئيسية للخدمات اللوجيستية العسكرية». وأكد الجنرال الذي كان قائداً للقوات البرية، أيضاً أن الحد من الخسائر البشرية هو أولويته، وقال إن «حياة وصحة الجنود كانتا دائماً وستظلان القيمة الأساسية للجيش الأوكراني»، واعداً بتدريب جنود الوحدات القتالية بشكل أفضل.

هجوم بـ 40 مسيّرة

في غضون ذلك، قال الجيش الأوكراني إن روسيا شنت هجمات بطائرات مسيّرة ليل السبت - الأحد على العاصمة كييف وجنوب البلاد؛ ما أدى إلى إصابة مدني واحد على الأقل، وإلحاق أضرار بخط لأنابيب الغاز ومبانٍ سكنية في منطقة ميكولايف الساحلية.

عضو مجموعة العمل الدولية المعنية بالعواقب البيئية للحرب وزيرة الخارجية السويدية السابقة مارغوت فالستروم تقف أمام بناية تضررت بفعل الحرب في كييف (رويترز)

وذكرت القوات الجوية الأوكرانية على تطبيق «تلغرام» أن أنظمتها الجوية دمّرت 40 من بين 45 طائرة مسيّرة من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا ليل السبت - الأحد. وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرهي بوبكو على «تلغرام» إن «التأهب الجوي في العاصمة استمر ساعتين تقريباً»، مضيفاً أنه جرى إسقاط جميع الطائرات المسيّرة التي أطلقت فوق كييف عند اقترابها من المدينة. ووفقاً للمعلومات الأولية، لم تقع إصابات أو دمار في العاصمة أو بالقرب منها. وأعلنت السلطات انتهاء التهديد في أجواء كييف قبيل الساعة الرابعة صباحاً. وقالت القيادة العسكرية الجنوبية في أوكرانيا على «تلغرام» إن أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها تصدت للهجمات على مدى أكثر من 5 ساعات، ودمرت 26 طائرة مسيّرة من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا فوق مناطق جنوبية عدة لا سيما فوق منطقة ميكولايف بالقرب من البحر الأسود. وقال الجيش إن مدنياً واحداً على الأقل أصيب في الهجوم على جنوب أوكرانيا. وذكرت القيادة العسكرية أن حطام طائرة مسيّرة جرى إسقاطها وموجة الانفجار تسببا في تدمير مبانٍ سكنية وخط أنابيب غاز في ميكولايف. وقال الجيش إنه أسقط 4 طائرات مسيّرة فوق ميناء أوديسا على البحر الأسود، ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من هذه التقارير.

مسؤولة ادعاء ضمن الضحايا

وذكرت المصادر الأوكرانية أيضاً أن روسيا شنت، السبت، هجوماً بطائرات مسيّرة على مدينة خاركيف (شمالي شرق)، ما تسبب في مقتل 7 أشخاص بينهم مسؤولة ادعاء أوكرانية وزوجها وأطفالهما الثلاثة. وأصاب الهجوم مستودعاً للنفط؛ ما أدى لاندلاع حرائق أتت بالكامل على كثير من المنازل على امتداد نحو نصف شارع، وسوّتها بالأرض.

وقال مكتب الادعاء بالمنطقة إن المسؤولة التي لقيت حتفها هي أولها بوتياتينا، وإن أطفالها هم أولكسي (7 أعوام) وميخايلو (3 أعوام) وبافلو (10 أشهر)، وأضاف المكتب: «تقطعت السبل بالأسرة بعد اندلاع حريق داخل منزلهم». وجاء في رسالة على قناة المكتب الرسمية على «تلغرام» أن بوتياتينا (35 عاماً) كانت في إجازة وضع، وعملت في مكتب منطقة خاركيف منذ يونيو (حزيران) 2012. كما قُتل زوجان مسنان يعيشان في الشارع نفسه، وأصيب 3 آخرون في المدينة. وقال رئيس بلدية خاركيف إيهور تيريخوف إن الهجوم أدى إلى إصابة 57 شخصاً، ودمر 15 منزلاً. وقال الرئيس زيلينسكي في خطابه المسائي المصور، السبت إن «الإرهابيين الروس» سيحاسبون على هذا الهجوم. وأضاف: «يشهد التاريخ أن مرتكبي مثل جرائم القتل هذه لم يفلتوا من العقاب». وتتعرض خاركيف للهجوم بانتظام منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وكانت هدفاً للهجمات الروسية في الأسابيع القليلة الماضية. وكثفت روسيا وأوكرانيا الهجمات الجوية بعيداً عن خط الجبهة في الأشهر القليلة الماضية؛ إذ استهدفت كل منهما بنية تحتية حيوية للطاقة والجيش والنقل في الدولة الأخرى.


مقالات ذات صلة

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوروبا أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثناء مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ببوخارست برومانيا 30 نوفمبر 2022 (رويترز)

بلينكن يزور بروكسل لبحث الدعم الغربي لأوكرانيا بعد فوز ترمب

توجه وزير الخارجية الأميركي إلى بروكسل حيث يجري محادثات طارئة مع الأوروبيين لتسريع المساعدات الموجهة لأوكرانيا وذلك على خلفية انتخاب ترمب رئيساً لأميركا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

أكد كل من الرئيس الفرنسي والأمين العام لحلف الناتو، اليوم الثلاثاء، أهمية أن يبقى الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا «أولوية مطلقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا يفرض القانون على الأفراد الذين يشاركون في الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء غرامة قدرها 4250 دولاراً (إ.ب.أ)

النواب الروس أقرّوا قانوناً يحظر الترويج لحياة من دون أبناء

أقرّ النواب الروس اليوم (الثلاثاء) قانوناً يحظر الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء، على خلفية الأزمة الديموغرافية في روسيا التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو (رويترز)

شويغو: على موسكو وبكين التصدي «لسياسة الاحتواء» الأميركية

أبلغ الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بأن المهمة الرئيسية لبكين وموسكو هي التصدي «لسياسة الاحتواء» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
TT

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية، حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما أكد متحدث باسم الجيش الأوكراني اليوم الثلاثاء.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يمثل الهجوم الروسي في منطقة زابوريجيا الجنوبية تحديا للجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبة بالفعل على الجبهة الشرقية، ولا يزال منخرطا في عملية هجومية في منطقة كورسك الروسية، على الحدود الشمالية.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، فلاديسلاف فولوشين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الروس يستعدون منذ فترة، منذ عدة أسابيع، لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات، لا سيما باتجاه زابوريجيا».

وأوضح أن الجيش الروسي يعزز قواته، خاصة في مناطق فريميفكا وغوليابول وروبوتيني.

وأضاف: «كل يوم يقوم باستطلاع جوي وفني هناك، ويتزود بالذخيرة. منذ عدة أسابيع، يستعد العدو لاستخدام المدرعات».

وامتنع فولوشين عن تحديد عدد الجنود الروس المحتشدين في هذا القطاع من الجبهة، لكنه أشار إلى أن مجموعات صغيرة تشن بالفعل هجمات كل يوم.

وأكد أن القوات الأوكرانية عززت خطوط دفاعها وهي مستعدة لصد هجوم واسع النطاق.

في الصيف الماضي، شنت القوات الأوكرانية هجوما واسع النطاق لاستعادة منطقتي زابوريجيا وخيرسون في جنوب البلاد، لكنها فشلت في إحراز تقدم ملموس.

وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن موسكو حشدت 50 ألف جندي، بينهم كوريون شماليون، في محاولة لدحر القوات الأوكرانية التي تسيطر منذ نحو ثلاثة أشهر على جزء من منطقة كورسك الحدودية الروسية.