حراك المزارعين يتراجع في فرنسا... وترقب يسود سائر أنحاء أوروبا

مزارعون ومتظاهرون فرنسيون يغلقون مركز توزيع «إدوارد لوكلير» احتجاجاً على قواعد الزراعة في سانت إتيان دي مونتلوك بالقرب من نانت (رويترز)
مزارعون ومتظاهرون فرنسيون يغلقون مركز توزيع «إدوارد لوكلير» احتجاجاً على قواعد الزراعة في سانت إتيان دي مونتلوك بالقرب من نانت (رويترز)
TT

حراك المزارعين يتراجع في فرنسا... وترقب يسود سائر أنحاء أوروبا

مزارعون ومتظاهرون فرنسيون يغلقون مركز توزيع «إدوارد لوكلير» احتجاجاً على قواعد الزراعة في سانت إتيان دي مونتلوك بالقرب من نانت (رويترز)
مزارعون ومتظاهرون فرنسيون يغلقون مركز توزيع «إدوارد لوكلير» احتجاجاً على قواعد الزراعة في سانت إتيان دي مونتلوك بالقرب من نانت (رويترز)

بدأ مزارعون في فرنسا، بؤرة احتجاجات القطاع في أوروبا، إزالة حواجز وفتح طرق الجمعة، بعد انتزاع تعهّدات حكومية بالحصول على مبالغ مالية ومساعدات، بينما يواصل آخرون تحركاتهم في سائر أنحاء القارة، حسبما نشرت وكالة «الصحافة الفرنسية».

ويفتح مزارعون فرنسيون طرقاً بشكل تدريجي بناء على دعوة أكبر نقابتين في القطاع، بعدما تظاهروا منذ الاثنين، مغلقين أجزاء من الطرق السريعة على مشارف باريس. وتحدثت النقابتان عن «تقدم منتظر على المستويين الوطني والأوروبي».

وفي محاولة لتهدئة الغضب المتصاعد في القارة، تعهدت المفوضية الأوروبية الخميس، اتخاذ إجراءات للدفاع عن «المصالح المشروعة» لمزارعي الاتحاد الأوروبي، «عبر ضمان تكافؤ الفرص» أو تخفيف «العبء الإداري» المنصوص عليه في السياسة الزراعية المشتركة التي يتم الاحتجاج عليها.

من جانبها، وعدت الحكومة الفرنسية الاثنين، بتقديم مساعدات بقيمة 400 مليون يورو لمزارعيها. وأعلنت «وقف» خطة خفض استخدام المبيدات الحشرية، ما أثار استياء كبيراً لدى الناشطين في مجال البيئة. وأكد وزير الزراعة الفرنسي مارك فيسنو صباح الجمعة، أن «ذروة الأزمة (...) أصبحت وراءنا». ومع ذلك، يعتزم بعض المجموعات مواصلة تحركاته على صعيد فردي.

مزارعون ومتظاهرون فرنسيون يغلقون مركز توزيع «إدوارد لوكلير» احتجاجاً على قواعد الزراعة في سانت إتيان دي مونتلوك بالقرب من نانت (رويترز)

ومطالب المزارعين في فرنسا تتكرر في أماكن أخرى بأوروبا من ألمانيا إلى بولندا، مروراً بإيطاليا، وتتناول خصوصاً السياسات الأوروبية، والدخل المنخفض، والتضخم، والمنافسة الأجنبية، والقواعد الناظمة، وارتفاع أسعار الوقود، إذ يحتج الجميع على السياسة الزراعية التي تنفذها بروكسل.

وتوجه آلاف المحتجين من دول عدة إلى شوارع العاصمة البلجيكية الخميس، حيث تظاهروا ومعهم نحو 1200 جرار، بهدف إيصال أصواتهم. وهتفوا: «هذه ليست أوروبا التي نريدها».

ويقلق المزارعون خصوصاً من اتفاق للتجارة الحرة تناقشه المفوضية حالياً مع دول مجموعة «ميركوسور» (البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي).

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس، أنّ هذا الاتفاق «لن يُبرم على عجل كما هدد البعض»، معلناً أن الاتحاد الأوروبي سيضع إجراءات رقابية على الواردات الأوكرانية لتجنّب عواقب المنافسة.

تحذير من صندوق النقد الدولي

توازياً ليس مؤكداً ما إذا كان المزارعون الذين يحتجون في أماكن أخرى في أوروبا سيوقفون تحركاتهم على الفور.

وفي إيطاليا، انتشرت دعوات لحض المزارعين على التجمّع في روما، ويُنتظر حصول تحرك السبت، شمال العاصمة.

وفي صقلية، قرر كثر عرقلة حركة المرور صباح الجمعة في بلدة راغوزا، حيث سارت قافلة من الجرارات على وقع الأبواق، مع لافتة كتب عليها «هل تعرف ماذا تأكل؟». وقال أحد المزارعين عبر قناة محلية: «علينا أن نتحرك لأنهم لا يستمعون إلى مشاكلنا».

وفي سردينيا، يواصل المزارعون ومربو المواشي إغلاق ميناء كالياري ويعتزمون مواصلة تحركهم حتى الاثنين، بحسب وسائل إعلام محلية.

وبلغت الدعوات إلى التعبئة، البرتغال، الخميس، حيث أغلق مئات المزارعين طرقاً بينها معبران حدوديان مع إسبانيا، للمطالبة «بإعطاء قيمة لعملهم».

مزارع فرنسي يستريح أثناء قيامه بإغلاق مركز توزيع إدوارد لوكلير احتجاجًا على قواعد الزراعة في سانت إتيان دو مونتلوك بالقرب من نانت (رويترز)

وفي اليونان، توقف 300 جرار وعشرات من شاحنات مربي النحل أمام المركز البلدي في مدينة سالونيكي، ثاني أكبر مدينة في اليونان، وأطلقت هذه المركبات أبواقها ورُفعت عليها أعلام بالأسود والأبيض، وهتف المحتجون: «أيها المزارعون، إنهم يشربون دماءكم».

وفي مواجهة السخط، قدمت المفوضية الأوروبية تنازلات الأربعاء، مقترحةً بالنسبة لعام 2024 منح إعفاء «جزئي» من إراحة الأرض الإلزامية التي تفرضها السياسة الزراعية المشتركة.

وبعد سلسلة تعهدات خصوصاً في فرنسا، أعرب صندوق النقد الدولي عن القلق إزاء التكاليف التي سترتّبها المساعدات الحكومية وتأثيرها على المالية العامة.

وأكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، أنها «تتفهم، من وجهة نظر إنسانية، أن (المزارعين) يواجهون مزيداً من الصعوبات»، لكنها وجهت تحذيراً قائلةً: «إذا كان ذلك يضع الحكومات أمام حائط مسدود ويمنعها من القيام بما هو ضروري لتعزيز الاقتصاد، فقد يأتي وقت نندم فيه».


مقالات ذات صلة

باكستان تغلق الطرق الرئيسية وتنشر قوات الأمن لمنع احتجاجات معيشية

آسيا قوات الأمن تعتقل ناشطين من «حزب الجماعة الإسلامية» في أثناء احتجاجهم على التضخم بإسلام آباد في 26 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

باكستان تغلق الطرق الرئيسية وتنشر قوات الأمن لمنع احتجاجات معيشية

أغلقت السلطات الباكستانية، الجمعة، الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة إسلام آباد، ونشرت آلافاً من قوات الأمن لمنع الاحتجاجات ضد زيادة التضخم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا مسيرة في بنغلاديش اليوم للاحتجاج على عمليات القتل العشوائية والاعتقال الجماعي في دكا (أ.ف.ب)

شرطة بنغلاديش تعتقل قادة الحركة الطلابية

اعتقلت الشرطة في بنغلاديش زعيم الحركة الرئيسية التي تنظّم الاحتجاجات المناهضة لحصص توزيع الوظائف الحكومية في بنغلاديش ناهد إسلام واثنين آخرين من مستشفى في دكا.

«الشرق الأوسط» (دكا)
الولايات المتحدة​ اتساع المظاهرات المؤيدة لغزة في الجامعات الأميركية

مظاهرات ضد برنامج تلفزيوني نظم احتجاجاً مزيفاً بجامعة أميركية

اجتمعت مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في حرم كلية «كوينز»، احتجاجاً على تصوير مشهد درامي وهمي نظمته دراما بوليسية تُبث على قناة «CBS».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا الشيخة حسينة باكية بين مرافقيها لدى تفقدها محطة المترو التي لحقت بها أضرار كبيرة خلال الاحتجاجات في دكا (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في «قمع» المظاهرات ببنغلاديش

دعت الأمم المتحدة الخميس بنغلاديش إلى الكشف فوراً عن تفاصيل قمع المظاهرات الأسبوع الماضي وسط تقارير عن «أعمال عنف مروعة».

«الشرق الأوسط» (دكا)
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى إلقاء خطابه أمام الكونغرس في واشنطن أمس (أ.ف.ب)

إلقاء يرقات داخل فندق نتنياهو في واشنطن (فيديو)

أطلق ناشطون مؤيدون لفلسطين آلاف اليرقات وديدان الطحين والصراصير داخل فندق ووترغيت في واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

القضاء الفرنسي حَفظَ قضية ضبط أسلحة في منزل آلان ديلون

الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)
الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)
TT

القضاء الفرنسي حَفظَ قضية ضبط أسلحة في منزل آلان ديلون

الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)
الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)

حَفظَ القضاء الفرنسي قضية ضبط 72 قطعة سلاح ناري في منزل الممثل آلان ديلون، أحد آخر عمالقة السينما الفرنسية، وكفَّ التعقبات في شأنها، على ما أعلنت النيابة العامة، الجمعة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

واتُخذ هذا القرار من دون التمكن من سماع إفادة النجم البالغ 88 عاماً «نظراً إلى ضعفه»، و«بناءً على رأي طبي»، فيما أشارت النيابة العامة إلى إصدار «أمر بإتلاف كل الأسلحة النارية والذخيرة».

وعثر المحققون على ترسانة كاملة خلال دهمهم منزل ديلون، تضم 72 قطعة سلاح، معظمها من الفئتين: «أ» (بعض الأسلحة النارية والمواد الحربية)، و«ب» (الأسلحة المستخدمة في الرماية الرياضية وتلك المستخدمة في حالات الخطر المهني)، وأكثر من ثلاثة آلاف طلقة ذخيرة.

كذلك لاحظوا وجود منصة للرماية في العقار التابع لمنزل الممثل الذي يهوى جمع الأسلحة النارية.

وأوضحت النيابة العامة، في بيان، أن التحقيق أظهر أن الممثل «لم يسبق أن صرّح للشرطة عن هذه الأسلحة ولم يطلب الترخيص بحيازتها».

وأضافت أن إفادات أبناء النجم والعاملين لديه بيّنت «أن هذه الأسلحة النارية كانت تُستخدَم من مختلف أفراد الأسرة لغرض الترفيه، في منصة الرماية بالعقار».

وشرحت النيابة العامة أن شهادات عدة أفادت بأن «ديلون اشترى هذه الأسلحة وكان يحتفظ بها منذ سنوات، بل طرح بعضها في مزاد علني عام 2014».

وطرح ديلون في هذا المزاد مجموعته التي كانت تضم 76 قطعة، من بندقية «وينتشستر» التي استخدمت في مسلسل «وانتد: ديد أور ألايف» Wanted: Dead or Alive وقدمها إليه الممثل الأميركي ستيف ماكوين، ومنها مسدس من فيلم «ريد صن Red Sun».

وفي مطلع أبريل (نيسان) الماضي، وُضع الممثل الذي يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية وأصيب بجلطة دماغية عام 2019 تحت «القوامة المعززة على عاجز».

وسبق أن وُضع في يناير (كانون الثاني) تحت الحماية القضائية مع تعيين وكيل قضائي لمعاونته فيما يتعلق «بمتابعته طبياً»، وسط نزاع إعلامي وقضائي محتدم بين أبنائه الثلاثة، أنتوني وأنوشكا وآلان فابيان.