ماكرون يدعو إلى بذل جهود جديدة لمكافحة تغير المناخ والفقر

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في 21 ديسمبر 2023 بشرق عمّان خلال زيارته إلى الأردن (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في 21 ديسمبر 2023 بشرق عمّان خلال زيارته إلى الأردن (أ.ف.ب)
TT

ماكرون يدعو إلى بذل جهود جديدة لمكافحة تغير المناخ والفقر

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في 21 ديسمبر 2023 بشرق عمّان خلال زيارته إلى الأردن (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة في 21 ديسمبر 2023 بشرق عمّان خلال زيارته إلى الأردن (أ.ف.ب)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إن النزاعَين في أوكرانيا والشرق الأوسط يجب ألا يصرفا انتباه العالم عن مكافحة تغير المناخ والفقر، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي مقال افتتاحي في صحيفة «لوموند» الفرنسية، اقترح ماكرون ميثاقاً عالمياً جديداً للمناخ، وجدد دعواته إلى إصلاح الحوكمة المالية العالمية من أجل إشراك البلدان الناشئة بشكل أفضل.

ويحرص الرئيس الفرنسي على المضي قدماً في برنامجه الإصلاحي بعد أشهر من الجدل بشأن قانون الهجرة الذي أثار تبنيه في البرلمان أزمة سياسية هذا الشهر.

وقال ماكرون إن حرب روسيا في أوكرانيا والحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» لا ينبغي «أن تصرفا الانتباه عن أولوياتنا».

وأضاف: «علينا تسريع التحول في مجال البيئة، ومكافحة الفقر في الوقت نفسه».

وجعل ماكرون قضية تغير المناخ أولوية في سياساته.

وأشار ماكرون إلى أنه يجب تسريع عملية تمويل مصادر الطاقة المتجددة وكذلك الطاقة النووية في الدول الناشئة.

كما دعا إلى إصلاح البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وقال: «بعد 80 عاماً على إنشائها، ما زالت هذه الهيكلية المالية صغيرة الحجم مقارنة بحجم الاقتصاد العالمي وعدد السكان».

وأضاف: «كما أنها مجزأة إلى حد كبير؛ لأننا لم نفتح الباب أمام البلدان الناشئة والنامية في حوكمة هاتين المؤسستين».


مقالات ذات صلة

رئيس وزراء هولندا: لن أشارك في «كوب 29» بعد أحداث أمستردام

أوروبا رئيس الوزراء الهولندي ديك شخوف (أ.ف.ب)

رئيس وزراء هولندا: لن أشارك في «كوب 29» بعد أحداث أمستردام

قال رئيس الوزراء الهولندي ديك شخوف إنه لن يشارك في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب 29) الذي سينعقد في أذربيجان، بعد الهجوم على مشجعي كرة قدم إسرائيليين.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق تشاء الصرخة إعلاء صوت العدالة والدفع قُدماً بقضية المناخ (غرينبيس)

«أحلامنا ليست للبيع والشراء»... صرخة الطفولة العربية لعالَم عادل

يصرخ الأطفال عالياً في الكليب: «أحلامنا ليست للبيع والشراء»، ويعبّرون عن إحباطهم من عالَمٍ لا يكترث لغدهم، ينادون بتغيير جذري يجعل من رفاهيتهم ومستقبلهم أولوية.

فاطمة عبد الله (بيروت)
بيئة أشخاص يمرون أمام مقرعقد مؤتمر «كوب 29» في باكو (أ.ب)

أذربيجان تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 29»

تستضيف أذربيجان «مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ» (كوب 29)، والذي ينطلق الاثنين ويستتمر حتى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

«الشرق الأوسط» (باكو )
الاقتصاد امرأة تمرّ بالقرب من لافتة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في باكو (رويترز)

«كوب 29» يواجه تحدي الاتفاق على هدف عالمي جديد لتمويل المناخ

يجتمع العالم، الاثنين، في العاصمة الأذربيجانية للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 29) والذي ينعقد في ظل تنامي تحديات المناخ.

آيات نور (الرياض)
أفريقيا أدى العنف والتصحر إلى منافسات عنيفة أحياناً بين المجتمعات الزراعية والرعاة الرُحّل في نيجيريا (أ.ف.ب)

أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل

أفاد تقرير بأن أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل، وهو رقم يزداد مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم آثار الحرب والتغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (أبوجا )

الآلاف يحتجون في فالنسيا الإسبانية بسبب كارثة الفيضانات (صور)

عنصران من الشرطة الإسبانية خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (أ.ف.ب)
عنصران من الشرطة الإسبانية خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (أ.ف.ب)
TT

الآلاف يحتجون في فالنسيا الإسبانية بسبب كارثة الفيضانات (صور)

عنصران من الشرطة الإسبانية خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (أ.ف.ب)
عنصران من الشرطة الإسبانية خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (أ.ف.ب)

تظاهر عشرات الآلاف في مدينة فالنسيا بشرق إسبانيا، السبت، احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة التي أودت بحياة أكثر من 220 شخصاً في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في أوروبا منذ عقود.

وفي أحدث المظاهرات بسبب الفيضانات، توافدت الحشود على وسط مدينة فالنسيا للمطالبة باستقالة رئيس الحكومة الإقليمية كارلوس مازون وهتفوا: «قتلة!».

وكُتب على إحدى اللافتات، وفقاً لوكالة «رويترز»: «أيادينا ملطخة بالطين وأياديكم ملطخة بالدماء».

سيارات مدمرة من جراء فيضانات فالنسيا الإسبانية (إ.ب.أ)

ويتهم سكان المناطق المتضررة مازون بالتأخر في إصدار التحذير يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول) بعد وقت طويل من تدفق المياه إلى كثير من البلدات والقرى القريبة.

وقال مازون إنه كان سيصدر إنذاراً في وقت مبكر لو أن السلطات المركزية قدمت معلومات كافية عن خطورة الوضع.

عنصران من الشرطة الإسبانية خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (أ.ف.ب)

وقالت أنا أوليفر رئيسة إحدى الجماعات التي نظمت الاحتجاج وعددها 30 جماعة: «نريد أن نعبر عن سخطنا وغضبنا إزاء الإدارة السيئة لهذه الكارثة التي أثرت على عدد كبير من الناس».

وقدرت الحكومة عدد المشاركين في الاحتجاج بنحو 130 ألف شخص.

ولا يزال نحو 80 شخصاً في عداد المفقودين من جراء أعنف فيضان تشهده دولة أوروبية واحدة، منذ الفيضانات التي ضربت البرتغال عام 1967 وأودت بحياة 500 شخص تقريباً.

عناصر من الشرطة الإسبانية تحمل معدات مكافحة الشغب خلال مظاهرة في فالنسيا الإسبانية احتجاجاً على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة (رويترز)

روائح كريهة

وتنتشر روائح كريهة في المناطق المجاورة لفالنسيا بعد أن اجتاحتها فيضانات مدمرة الأسبوع الماضي، ما يثير تساؤلات حول احتمال أن تترتب عليها مخاطر صحية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

عناصر من وحدات الإطفاء في إقليم الباسك يجوبون حقلاً للأرز بحثاً عن ضحايا فيضانات فالنسيا الإسبانية (رويترز)

وقال عالم الأحياء في جامعة بوليتكنيك في فالنسيا ميغيل روديلا إن روائح «البيض الفاسد والكبريت» المنبعثة من المناطق المنكوبة ناتجة من «تحلل مواد عضوية دون أكسجين».

وأكد أن تنشقها «ليس مثالياً للصحة»، لافتاً النظر إلى أنها ستصبح سامة في حال تركزت انبعاثات المواد المتحللة في الهواء بشكل «أكبر».

الحشود المشاركة في المظاهرات وسط مدينة فالنسيا يحملون لافتة مكتوباً عليها «قتلة!» (إ.ب.أ)

وقال: «قد نجد الكثير من حالات الإصابة بصداع، وتشوهات في الإدراك» مع مرور الوقت.

واشتكى العديد من المتطوعين والضحايا في المناطق المتضررة، من صداع نصفي ودوار بعد تنشق روائح كريهة. وفي فالنسيا والمناطق المحيطة بها، لجأ كثيرون إلى وضع كمامات كما درجت العادة خلال جائحة كوفيد - 19.

سيدة تحمل كلبها خلال عملية تنظيف آثار الفيضانات في فالنسيا (إ.ب.أ)

ومع ذلك، طمأنت وزيرة الصحة مونيكا غارسيا، على موقع «إكس»، قائلة إنه «لم يتم الإبلاغ أي عن وباء مرتبط بالفيضانات حالياً».

وأكدت وضع بروتوكول مراقبة «للوقاية من العدوى والأمراض التي تنتقل عن طريق عناصر موجودة في الوحل والمياه الراكدة».

ولم يقنع موقفها منظمة «غرينبيس» غير الحكومية التي تُعنى بالبيئة. وقالت المنظمة: «الرواية الحكومية الرسمية تؤكد عدم وجود مشكلة، لكن لا تتوافر لدينا طريقة للتحقق من ذلك، لذا سنجري تحليلنا الخاص» للوحل.

أمراض

بعد ظهور بعض حالات التهابات المعدة والأمعاء، أقرت وزيرة الصحة، في حديث عبر إذاعة عامة، بأن «أدلة علمية تشير إلى وجود خطر مرتبط بعوامل مسببة للأمراض، لا سيما في المياه الراكدة، يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي أو التهاب رئوي».

إلى ذلك، أعلنت السلطات الصحية في المنطقة «الاشتباه» بإصابة متطوعَين شاركا في عمليات التنظيف «بداء البريميات»، وهو مرض بكتيري.

وانتشرت سلسلة من التوصيات على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تجنب خطر انتشار الأمراض مع تدفق متطوعين من كل أنحاء إسبانيا للمساعدة.

صورة توضح الحشود المشاركة في المظاهرات وسط مدينة فالنسيا (إ.ب.أ)

وشدّدت المتحدثة باسم لجنة الطوارئ التي شُكلت بعد الكارثة روزا توريس، خلال مؤتمر صحافي، على أهمية أن يكون «أي شخص يتوجه إلى المنطقة المتضررة مجهزاً بكمامة وقفازين وحذاء وقميص ذي أكمام طويلة وسروال طويل ونظارات واقية، خصوصاً لدى التعامل مع المياه الراكدة أو الوحل».

وبعد مرور أكثر من عشرة أيام على الفيضانات التي خلفت 220 قتيلاً على الأقل في جنوب شرقي إسبانيا، لم تُزل بلديات عديدة في منطقة فالنسيا بعد كل الوحل البني الرطب المنتشر على الطرق وعلى جدران المنازل مُصدراً روائح كريهة.

خبير في تكنولوجيا المعلومات يجر عربة عليها معدات خلال استعداده للسفر إلى فالنسيا مع مجموعة من الأصدقاء للتطوع في مساعدة المتضررين من الفيضانات (رويترز)

انتشار البعوض

تنبعث رائحة كريهة من متجر كبير في بلدة سيدافي الواقعة في منطقة فالنسيا. وقال توني ماركو (40 عاماً) الموظف في شركة تنظيف: «إنها لحوم فاسدة».

وأفاد بأن اللحوم «كانت هنا يوم الفيضان ولم يُتح إمكان إخراجها قبل الآن». وبقيت المواد الغذائية لعشرة أيام في ثلاجات من دون كهرباء.

ولفت أنجيل ألدهويلا (51 عاماً) وهو رجل إطفاء يعمل في كاتاروجا بالقرب من فالنسيا إلى أن الروائح «تتغير» من شارع إلى آخر لأن «لكل عنصر متحلل رائحة مختلفة».

متطوع يستريح خلال عملية تنظيف الشوارع والمنازل من آثار فيضانات فالنسيا الإسبانية (إ.ب.أ)

وتوقع أن تزيد الروائح الكريهة، وقال: «لا أعرف كم من الوقت سيستمر هذا الوضع»، مقدراً أن تستغرق عملية التنظيف «بضعة أسابيع».

وفي الأيام المقبلة، ستولي السلطات الصحية في مقاطعة فالنسيا اهتماماً خاصاً أيضاً بمخاطر انتشار البعوض في المياه الراكدة، لكونه ينقل الأمراض. ودعت وزارة الصحة في المنطقة البلديات الـ79 المتضررة إلى اتخاذ إجراءات للتعامل مع هذا الوضع.