أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، أن «الأطفال الجرحى أو المرضى من غزّة الذين يحتاجون لرعاية طارئة» يمكن أن «يتلقوا العلاج في فرنسا» في حال كان ذلك «مفيداً وضرورياً»، مؤكداً أن فرنسا مستعدة لاستقبال ما يصل إلى 50 مريضاً في مستشفياتها.
وفي منشور على منصة «إكس»، قال ماكرون إن «فرنسا تحشد كل الوسائل المتاحة لها لا سيّما الجوية، لكي يتمكن (هؤلاء الأطفال) من تلقي العلاج في فرنسا، في حال كان ذلك مفيداً وضرورياً». وأضاف: «اتُخذت التدابير اللازمة لاستقبال ما يصل إلى 50 مريضاً في مستشفياتنا».
وفصّل التدابير الأخيرة التي اتخذتها فرنسا في مجال المساعدات الإنسانية المخصصة للشرق الأوسط، وحدد الخطوط العريضة لنشر الموارد الطبية في البحر مع إبحار حاملة المروحيات «ديكسمود» «بداية الأسبوع» علماً أنها «مجهزة لدعم المستشفيات بسعة 40 سريراً».
Urgence pour la population de Gaza : l’aide humanitaire doit pouvoir arriver le plus rapidement et le plus sûrement possible. Pour cela, il nous faut obtenir une trêve humanitaire immédiate conduisant à un cessez-le-feu.La France fait tout pour y parvenir.Point de situation....
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) November 19, 2023
وستصل الحاملة «ديكسمود» إلى مصر «في الأيام المقبلة»، وستكون مخصصة لـ«علاج الحالات الأكثر خطورة، والسماح بأخذ المدنيين المصابين في الاعتبار من أجل تقديم علاج لهم في المستشفيات المجاورة إذا لزم الأمر».
وأشار ماكرون إلى أن طائرة جديدة تابعة للقوات الجوية ستنقل «أكثر من 10 أطنان من الشحنات الطبية في بداية الأسبوع» على متنها «محطتان صحيتان متنقلتان يمكن لكل منها أن تعالج نحو 500 مصاب بالغ».
وقال أيضاً: «يجب أن تصل المساعدات الإنسانية في أسرع وقت وأكبر قدر من الأمن. ومن أجل حصول ذلك، علينا التوصل إلى هدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف لإطلاق النار».
وشدّد ماكرون على أنه يبذل «كل ما هو ممكن (...) للإفراج عن جميع الرهائن خصوصاً مواطنينا الفرنسيين الثمانية».
مسيرة في باريس
في سياق متصل، شارك آلاف الأشخاص، الأحد، في باريس في مسيرة «صامتة» و«غير سياسية» من أجل السلام في الشرق الأوسط، استجابة لدعوة أوساط ثقافية في خضم الحرب بين إسرائيل و«حماس»، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن بين المشاركين في الموكب الذي انطلق من معهد العالم العربي، وزير الثقافة الأسبق ورئيس المعهد جاك لانغ والممثلة إيزابيل أدجاني والكاتب ماريك هالتر. وقال لانغ للصحافيين: «جاء الناس من أجل تهدئة الأمور. إنهم لا يفكرون بالضرورة بالطريقة نفسها. وأنا أؤيد تماماً هذه التظاهرة الجامعة».
وشارك في التظاهرة عدد قليل من الشبان، ووضع المتظاهرون شارات بيضاء، ولوّحوا بعلم أزرق عليه حمامة بيضاء وكلمة «سلام». انطلق الموكب من ساحة معهد العالم العربي باتجاه متحف فن وتاريخ اليهودية، ورُفعت في مقدمته لافتة بيضاء كبيرة لم يُكتب عليها شعار.
والسبت، تظاهر آلاف في أنحاء فرنسا للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
اندلعت الحرب بين إسرائيل و«حماس» عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضى معظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة.
وتوعّدت تل أبيب بـ«القضاء» على «حماس»، وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف، وبدأت عمليّات برّية منذ من 27 أكتوبر، ما تسبّب بمقتل 12 ألفاً و300 شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون، وفق الأرقام الصادرة عن حكومة «حماس». وبين القتلى أكثر من 5 آلاف طفل و3300 امرأة.