بوتين يصدر مرسوماً يتيح للروس «مبادلة» أصولهم المجمدة في الخارج

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يترأس اجتماعاً مع أعضاء الحكومة عبر الفيديو (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يترأس اجتماعاً مع أعضاء الحكومة عبر الفيديو (رويترز)
TT

بوتين يصدر مرسوماً يتيح للروس «مبادلة» أصولهم المجمدة في الخارج

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يترأس اجتماعاً مع أعضاء الحكومة عبر الفيديو (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يترأس اجتماعاً مع أعضاء الحكومة عبر الفيديو (رويترز)

وقَع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، مرسوماً يسمح للمستثمرين الروس بـ«مبادلة» أصولهم المجمدة في الخارج بأخرى تابعة لشركات أجنبية مجمدة في روسيا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

ومنذ غزو القوات الروسية لأوكرانيا، فرضت دول غربية رئيسية سلسلة عقوبات على موسكو ومنعت مصارفها من سداد مدفوعات دولية وجمدت أصولاً روسية في الخارج.

ويقدّر الكرملين أن أكثر من 16 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية العائدة لمواطنين روس لا تزال عالقة في الخارج.

وردت روسيا على ذلك بالمثل عبر احتجاز أصول تابعة لمستثمرين وشركات أجنبية تستخدم ما يسمى حسابات «النوع سي».

ويتيح المرسوم للروس تبادل أصولهم أو أوراقهم المالية المجمدة في الخارج بقيمة تصل إلى 100 ألف روبل (نحو ألف دولار)، بأموال من هذه الحسابات عبر استخدام آلية اختيارية.

وسيكون لدى مالك حساب «نوع سي»، وهو بطبيعة الحال شركة أجنبية، خيار الحصول على الأسهم التي كان يملكها المستثمر الروسي في الخارج.

ولكن لا ضمان لتعاون شركات الخدمات المالية مثل «كليرستريم» أو «يوروكلير».

وكانت عشرات من الشركات الغربية قد انسحبت من روسيا بعد الغزو أو باعت أصولها هناك لتجنب التعرض لعقوبات.

كما منع الكرملين الشركات الأجنبية من الحصول على الأموال التي تجنيها من مبيعاتها، وفي بعض الحالات تم الاستحواذ على الشركات.

ففي يوليو (تموز)، وضعت روسيا يدها على الشركات المحلية التابعة لشركة «دانون» الفرنسية، إضافة إلى شركة «كارلسبرغ» لصناعة البيرة، وذلك بعد أشهر من فرض الإجراء نفسه على شركتي «يونيبر» الألمانية و«فورتوم» الفنلندية.


مقالات ذات صلة

لافروف: الوجود العسكري التركي يعرقل التطبيع بين أنقرة ودمشق

شؤون إقليمية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)

لافروف: الوجود العسكري التركي يعرقل التطبيع بين أنقرة ودمشق

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن كلاً من تركيا وسوريا تبديان اهتماماً جدياً بتطبيع العلاقات وأن العقبة الرئيسية هي الوجود العسكري التركي شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي هائل (رويترز)

روسيا تُجري تجارب إطلاق صواريخ في محاكاة لرد على هجوم نووي

أجرت روسيا، الثلاثاء، تجارب إطلاق صواريخ على مسافات تصل إلى آلاف الأميال لمحاكاة رد نووي «هائل» على ضربة أولى للعدوّ.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية قصف تركي على مواقع «قسد» في شرق سوريا (أ.ف.ب)

مباحثات تركية - أميركية على خلفية التصعيد في شمال سوريا ضد «قسد»

بحث وزير الدفاع التركي يشار غولر، مع نظيره الأميركي لويد جيمس أوستن، قضايا الدفاع والأمن، والتطورات الأخيرة في المنطقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف خلال زيارة مركز تدريب القوات الخاصة «جامعة سبيتسناز الروسية» في غوديرميس بروسيا يوم 20 أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

بوتين يعلن عن تدريبات نووية استراتيجية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إجراء تدريبات نووية استراتيجية جديدة، وقال إن كبار المسؤولين سيراجعون إجراءات التحكم في عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مبنى دمرته الغارة الروسية في خاركيف (رويترز)

قتلى وجرحى في هجمات روسية على خاركيف وكييف

قُتل 3 أشخاص على الأقلّ في وقت باكر اليوم (الثلاثاء) في هجوم جوّي على خاركيف، حسبما أفاد رئيس بلدية ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

أوكرانيا تحث حلفاءها على اتخاذ إجراء ضد كوريا الشمالية

حريق في مبنى سكني في العاصمة الأوكرانية كييف بعد غارة من مسيرة روسية السبت (أ.ف.ب)
حريق في مبنى سكني في العاصمة الأوكرانية كييف بعد غارة من مسيرة روسية السبت (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا تحث حلفاءها على اتخاذ إجراء ضد كوريا الشمالية

حريق في مبنى سكني في العاصمة الأوكرانية كييف بعد غارة من مسيرة روسية السبت (أ.ف.ب)
حريق في مبنى سكني في العاصمة الأوكرانية كييف بعد غارة من مسيرة روسية السبت (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء أوكرانيا إلى التوقف عن «المشاهدة»، واتخاذ إجراءات للتعامل مع وجود قوات من كوريا الشمالية في روسيا قبل أن تبدأ هذه القوات في مواجهة بلاده في القتال.

وقال زيلينسكي في مقطع مصور نُشر على «تلغرام» إن كوريا الشمالية أحرزت تقدماً في قدرتها العسكرية ونشر الصواريخ وإنتاج الأسلحة، و«الآن ستكتسب خبرة الحرب الحديثة بكل أسف».

وأضاف زيلينسكي: «أول دفعة تضم آلاف الجنود من كوريا الشمالية باتت بالقرب من الحدود الأوكرانية. سيضطر الأوكرانيون للدفاع عن أنفسهم ضدهم. وسيكتفي العالم مرة أخرى بالمشاهدة»، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ينتقد وقوف الحلفاء متفرجين على وجود قوات كورية شمالية (رويترز)

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا حددت كل موقع يتمركز فيه جنود كوريا الشمالية في روسيا. لكنه قال إن حلفاء كييف الغربيين لم يزودوها بالأسلحة بعيدة المدى اللازمة للتعامل معهم.

وأضاف: «ولكن بدلاً من تزويدنا بهذه القدرة الضرورية بعيدة المدى، نجد أميركا وبريطانيا وألمانيا تكتفي بالمشاهدة... كل من يريد حقاً على مستوى العالم ألا تتوسع الحرب الروسية ضد أوكرانيا... يجب ألا يكتفي بالمشاهدة. يجب أن يتخذ إجراء. يجب أن يقترن الكلام حول عدم جواز التصعيد وتوسع الحرب بالأفعال».

وتضمن المقطع المصور، الذي تبلغ مدته ثلاث دقائق، تعليقاته مع صور لجنود كوريا الشمالية ومنصات صواريخ، بالإضافة إلى صور للحرب والأمم المتحدة.

وكان زيلينسكي قد حث حلفاء بلاده الغربيين على السماح باستعمال صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، وقال زيلينسكي في خطابه المسائي: «نرى كل موقع تحشد فيه روسيا هؤلاء الجنود الكوريين الشماليين على أراضيها، كل معسكراتهم. يمكننا أن نضرب بشكل وقائي، إذا كانت لدينا القدرة على الضرب لمسافة كافية»، متهماً حلفاء كييف «بالانتظار حتى يبدأ الجيش الكوري الشمالي في ضرب الأوكرانيين بدلاً من توفير القدرة بعيدة المدى الضرورية للغاية».

وزيرا خارجية روسيا وكوريا الشمالية في موسكو الجمعة (رويترز)

يأتي المقطع المصور أيضاً بعد حديث لتلفزيون «كيه بي إس» الكوري الجنوبي، الخميس، انتقد فيه زيلينسكي ما وصفه برد «صفر» من حلفائه على استعانة روسيا بقوات من كوريا الشمالية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إن هناك عشرة آلاف جندي كوري شمالي في روسيا، منهم ما يصل إلى ثمانية آلاف في منطقة كورسك الجنوبية، التي نفذت فيها القوات الأوكرانية توغلاً في أغسطس (آب). وقالت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي لنظيرها الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، إن بلادها ستدعم روسيا حتى تحقق النصر في حربها ضد أوكرانيا.

ميدفيديف يهدد

نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الذي شغل في السابق منصب رئيس روسيا، قوله، السبت، إن الولايات المتحدة تخطئ إذا اعتقدت أن موسكو لن تستخدم الأسلحة النووية في حال تعرُّض وجودها للتهديد.

وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أوردت مقتطفات منها وكالة «رويترز»، قال ميدفيديف إنه لسبب ما يعتقد الأميركيون أن «الروس لن يتجاوزوا خطاً معيناً». وأضاف: «إنهم مخطئون. إذا تعلق الأمر بوجود دولتنا، وهو ما قاله رئيس بلادنا مراراً وتكراراً، وأقوله أنا، وقاله آخرون، فمن الطبيعي أننا ببساطة لن يكون لدينا أي خيار. كل شخص يتولى منصب رئيس دولة نووية، يتحمل في الأساس هذا الالتزام: الدفاع عن البلاد حتى النهاية. وهذا ينطبق أيضاً على الاتحاد الروسي».

نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف يلوّح بالسلاح النووي (أ.ب)

ورأى أن «المؤسسة السياسية الحالية، سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا، تفتقر في هذه المسألة إلى البصيرة والذكاء اللذين كانا يتمتع بهما، على سبيل المثال، (وزير الخارجية الأميركي السابق هنري) كيسنجر» الذي رحل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، السيطرة على قريتين جديدتين في شرق أوكرانيا؛ إذ تسرع من تقدُّم قواتها في الأيام الأخيرة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت الوزارة إن قواتها «حرّرت» قرية كوراخيفكا الكبيرة القريبة من مدينة كوراخوف الصناعية في منطقة دونيتسك الشرقية التي تهدف روسيا إلى السيطرة عليها، كذلك أكّدت أن القوات الروسية سيطرت على قرية بيرشورافنيفي الصغيرة في منطقة خاركيف القريبة من منطقة لوغانسك الشرقية.

وسيطر الجيش الروسي على 478 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو رقم قياسي منذ الأسابيع الأولى للحرب في مارس (آذار) 2022، وفق تحليل أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» لبيانات المعهد الأميركي لدراسة الحرب.