سلوفاكيا ترفض تسليم كييف مساعدات عسكرية مقررة سابقاً

كييف تغتال حليفاً سياسياً لموسكو في شرق أوكرانيا

صورة وزعتها الرئاسة الأوكرانية السبت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح وزير دفاع سلوفاكيا مارتن سكلينا في كييف الجمعة (أ.ف.ب)
صورة وزعتها الرئاسة الأوكرانية السبت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح وزير دفاع سلوفاكيا مارتن سكلينا في كييف الجمعة (أ.ف.ب)
TT

سلوفاكيا ترفض تسليم كييف مساعدات عسكرية مقررة سابقاً

صورة وزعتها الرئاسة الأوكرانية السبت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح وزير دفاع سلوفاكيا مارتن سكلينا في كييف الجمعة (أ.ف.ب)
صورة وزعتها الرئاسة الأوكرانية السبت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح وزير دفاع سلوفاكيا مارتن سكلينا في كييف الجمعة (أ.ف.ب)

أوقفت الحكومة السلوفاكية الجديدة، الأربعاء، حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 40.3 مليون يورو، كانت قد أقرتها الحكومة السابقة، وذلك بعد تسلمها الحكم وتعهدها بأن يقتصر دعمها على مساعدات إنسانية ومدنية، فيما وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى سيول في وقت متأخر، الأربعاء؛ للتعبير عن دعمه لحليفة بلاده الآسيوية الرئيسية بعدما عززت كوريا الشمالية تعاونها العسكري مع روسيا.

وقالت الحكومة السلوفاكية التي تضم حزباً يمينياً متطرفاً مؤيداً لروسيا، في القرار الذي تمت المصادقة عليه اليوم، إنها «لا توافق على اقتراح تقديم هبة من المعدات العسكرية لأوكرانيا».

وكانت هذه الحزمة التي أقرتها وزارة الدفاع في الحكومة السابقة، تشمل ذخائر من عيار 7.62 ملم، وقذائف من عيار 125 ملم، إضافة إلى صواريخ للدفاع الجوي وقذائف هاون وألغام.

وكان رئيس الوزراء الجديد الشعبوي روبرت فيكو أعلن بعيد فوزه في الانتخابات قبل أسابيع، وقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، في أول تحوّل من هذا النوع من قبل حلفاء غربيين.

وقال فيكو أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، بعد تعيينه رئيساً لحكومة ائتلافية تضم حزباً يمينياً متطرّفاً مؤيداً لروسيا، إنه «أبلغ» المفوّضية الأوروبية بقراره هذا.

كما أبلغ البرلمان السلوفاكي أن حكومته تعد أن «المساعدات هي مجرد مساعدات إنسانية ومدنية، ولن نزوّد أوكرانيا بالأسلحة بعد الآن». وقدمت سلوفاكيا إلى أوكرانيا مساعدات عسكرية تقدّر قيمتها بـ671 مليون يورو منذ بدء الغزو الروسي مطلع عام 2022.

ميشال سيميكا (وسط) زعيم حزب سلوفاكيا التقدمية يتحدث خلال مؤتمر صحافي في مقر الحزب (د.ب.أ)

ووصل بلينكن في أول زيارة له إلى كوريا الجنوبية منذ تولي الرئيس يون سوك يول السلطة العام الماضي. وقدم مباشرة من اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في طوكيو الذي أعقب جولة بلينكن في الشرق الأوسط.

يتوقع أن يجتمع الوزير الأميركي مع يون، الخميس، إضافة إلى مستشار الأمن القومي تشو تاي - يونغ ونظيره الكوري الجنوبي بارك جين، فيما يرجّح أن تتصدر التداعيات الأمنية لتعزيز التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ جدول الأعمال، وفق ما أفاد مسؤولون أميركيون.

وعقد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة في أقصى الشرق الروسي في سبتمبر (أيلول)، أعقبها نقل متكرر للأسلحة، فيما أشارت سيول إلى أن بيونغ يانع أرسلت مليون قذيفة مدفعية لدعم حرب موسكو في أوكرانيا، مقابل الحصول على مشورة بشأن تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية.

وتخضع روسيا وكوريا الشمالية، الحليفتان التاريخيتان، لمجموعة عقوبات دولية بسبب غزوها أوكرانيا، وبيونغ يانغ بسبب اختبارها أسلحة نووية. وقال الأستاذ في جامعة سيول الوطنية بنجامن إنغل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «الزيارة نتيجة طبيعية لاجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في اليابان». وأضاف أن «الاجتماع الأخير بين كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين زاد من أهمية القيام بزيارة أميركية عالية المستوى لكوريا الجنوبية».

التقى نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية الجنرال تشانغ يوشيا، بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في موسكو لإجراء محادثات بشأن توسيع التعاون بين القوات المسلحة للبلدين.

وقال المتحدث باسم الكرملين في موسكو، الأربعاء، إنه من المقرر أيضاً أن يعقد الجنرال الصيني لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين. ونظراً لتولي يوشيا منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية فهو ثاني أعلى قائد بالقوات المسلحة بعد رئيس الدولة والحزب الشيوعي شي جينبينغ. وبعد لقاء الجنرال الصيني مع بوتين، فإن من المرجح أنه سوف يتم إطلاع الرئيس الصيني على الوضع الحالي في أوكرانيا. ويعتزم شي جينبينغ عقد لقاء محتمل مع الرئيس الأميركي جو بايدن في سان فرانسيسكو، الأسبوع المقبل. ودعت الصين، التي تصف نفسها بأنها حيادية في الصراع، إلى مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا، في إطار مبادرة طرحتها في فبراير (شباط) الماضي. غير أن أوكرانيا رفضت المبادرة الصينية.

وتريد الصين وروسيا توسيع علاقاتهما العسكرية والتعاون بين جيشيهما، بحسب ما قاله تشانغ يوشيا لوكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عبر مترجم روسي. وتحدث عن «شراكة شاملة وتعاون استراتيجي على أعلى مستوى». وكان الجنرال تشانغ يوشيا، قد صرح في اجتماع مع شويغو في بكين في الثلاثين من الشهر الماضي، بأن الصين ستعمل مع روسيا لمواجهة مختلف التهديدات والتحديات الأمنية، وللحفاظ بشكل مشترك على التوازن والاستقرار الاستراتيجيين العالميين. يشار إلى أن الصين ليس لديها حالياً وزير دفاع بعدما عزلت بكين لي شانغفو قبل أسابيع قليلة. ولم يتم الإعلان رسمياً عن سبب عزله.

من جهة أخرى، أعلنت كييف، الأربعاء، مسؤوليتها عن تفجير سيارة مفخخة ما أدى إلى مقتل سياسي مدعوم من موسكو في منطقة لوغانسك التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا. وقالت، اليوم الأربعاء، إن ممثلاً بارزاً لإدارة الاحتلال الروسي في إقليم لوهانسك بشرق أوكرانيا لقي حتفه إثر هجوم بقنبلة. وقالت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في بيان إنها نفذت «عملية خاصة للقضاء» على ميخائيل فيليبونينكو، بمساعٍ «مشتركة مع ممثلين عن حركة المقاومة». وأفادت بأنه جرى تفجير عبوة ناسفة في سيارة ميخائيل فيليبونينكو (48 عاماً).

وأعلنت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، في بيان، أنها نفذت الهجوم، وقالت: «سيتلقى جميع مجرمي الحرب ومعاونوهم العقاب نفسه، بالضبط». وذكرت السلطات الأوكرانية أن فيليبونينكو كان مسؤولاً عن عمليات تعذيب في المنطقة التي ضمتها روسيا، في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك تعذيب أشخاص بوحشية، نفذه بنفسه. وكان فيليبونينكو، المولود في أوكرانيا عام 1975، عندما كانت البلاد ضمن الاتحاد السوفياتي السابق، عمل لصالح موسكو قبل وقت طويل من غزو روسيا لأوكرانيا، في فبراير 2022. كما أنه قاد الميليشيا في الإقليم الانفصالي لفترة بعدما شرعت القوات التابعة لموسكو في ضم لوهانسك عام 2014، وصار مؤخراً عضواً ببرلمان الإقليم الذي ضمته روسيا إليها. وأشارت تقارير إعلامية إلى أنه كان نجا من عدة محاولات اغتيال في السابق.


مقالات ذات صلة

بوتين: نسعى لإنهاء الصراع في أوكرانيا وسلوفاكيا عرضت استضافة المفاوضات

أوروبا جانب من أعمال قمة قادة «رابطة الدول المستقلة» في سان بطرسبرغ الخميس (أ.ف.ب)

بوتين: نسعى لإنهاء الصراع في أوكرانيا وسلوفاكيا عرضت استضافة المفاوضات

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن سلوفاكيا عرضت أن تكون بمثابة «منصّة» لمفاوضات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا، بعد نحو 3 سنوات على بدء الحرب.

«الشرق الأوسط» (لندن - موسكو)
أوروبا ميناء سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم (رويترز)

سجن امرأة متهمة بالخيانة في القرم 15 عاماً

حُكم على امرأة في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، بالسجن 15 عاماً بتهمة الخيانة؛ على خلفية عملها لحساب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (لقطة من بث حي للمؤتمر الصحافي) play-circle

لافروف: العلاقات مع سوريا استراتيجية... ولا نريد «هدنة ضعيفة» في أوكرانيا

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، «يصف العلاقات مع روسيا بأنها طويلة الأمد واستراتيجية، ونحن نتفق معه في ذلك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جانب من الدمار الذي خلفه هجوم روسي على خاركيف في 25 ديسمبر (إ.ب.أ)

أوكرانيا تُدين الهجوم الروسي «غير الإنساني» على نظامها للطاقة

أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هجوماً واسعاً شنته القوات الروسية على شبكة الطاقة، أمس (الأربعاء)، وعدَّه «غير إنساني» لأنه جاء صبيحة الاحتفالات بعيد.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن (رويترز)

بايدن يندّد بالهجوم الروسي «الشائن» على أوكرانيا

قال الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، الأربعاء، إنه أصدر توجيهات لوزارة الدفاع لمواصلة زيادة تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات تستهدف «أسطول الظل» الروسي

صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)
صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات تستهدف «أسطول الظل» الروسي

صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)
صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)

توعد الاتحاد الأوروبي، اليوم (الخميس)، بفرض مزيد من العقوبات على السفن الروسية بعد أن أعلنت السلطات الفنلندية فتح تحقيق يتعلق بـ«تخريب» ناقلة نفط أبحرت من ميناء روسي كابلاً كهربائياً يصل بين فنلندا وإستونيا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي يوم عيد الميلاد، انفصل كابل «استلينك 2» البحري الذي ينقل الكهرباء من فنلندا إلى إستونيا عن الشبكة، بعد نحو شهر من قطع كابلين للاتصالات في المياه الإقليمية السويدية في بحر البلطيق.

وأثنت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على التحرك السريع لفنلندا «في الصعود على متن السفينة المشتبه بها»، مشيرةً إلى أن التكتل «يعمل مع السلطات الفنلندية بشأن التحقيق الجاري».

كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل (أ.ف.ب)

وأضافت كالاس في بيان مشترك: «نُدين بشدة أي تدمير متعمَّد للبنية التحتية الحيوية في أوروبا. السفينة المشتبه بها جزء من أسطول الظل الروسي الذي يهدد الأمن والبيئة فيما يموّل ميزانية الحرب الروسية».

وتابع البيان: «سنقترح مزيداً من الإجراءات بما في ذلك العقوبات لاستهداف هذا الأسطول».

و«أسطول الظل» هي التسمية التي تطلق على السفن التي تتحايل على العقوبات المفروضة على موسكو بنقل النفط الروسي الخام المحظور بيعه.

سفينة الشحن الروسية «أورسا ميجور» تعبر مضيق البوسفور في إسطنبول بتركيا 4 ديسمبر 2023 (رويترز)

ووقعت عدة حوادث مماثلة في بحر البلطيق منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

وأكد الاتحاد الأوروبي رداً على هذه الحوادث أنه يعزز «جهود حماية الكابلات البحرية، بما في ذلك تبادل المعلومات وتقنيات الكشف الجديدة وكذلك قدرات إجراء إصلاحات تحت سطح البحر».

واتفقت دول الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر على إدراج نحو 50 ناقلة نفط أخرى في القائمة السوداء من «أسطول الظل» الروسي، في إطار الحزمة اﻟ15 من عقوبات التكتل على موسكو.