اتهامات لليمين المتطرف في ألمانيا بـ«تحريف التاريخ»

تصريحات لزعيمة «البديل لألمانيا» حول «هزيمة» النازيين تثير الغضب

أليس فايدل الزعيمة المشتركة لحزب «البديل لألمانيا» (د.ب.أ)
أليس فايدل الزعيمة المشتركة لحزب «البديل لألمانيا» (د.ب.أ)
TT

اتهامات لليمين المتطرف في ألمانيا بـ«تحريف التاريخ»

أليس فايدل الزعيمة المشتركة لحزب «البديل لألمانيا» (د.ب.أ)
أليس فايدل الزعيمة المشتركة لحزب «البديل لألمانيا» (د.ب.أ)

أثارت زعيمة حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف، أليس فايدل، عاصفة من الانتقادات بعد أن وصفت استسلام النازيين في نهاية الحرب العالمية الثانية بأنه «هزيمة لبلادها»، خلافاً للتوصيف المستخدم في ألمانيا منذ نهاية الحرب واعتماد تعبير «تحرير» البلاد من النازيين وليس هزيمتها.

ووصف مؤرخ ألماني استخدام فايدل لتعبير «الهزيمة» بأنه «مقلق للغاية» ويشير إلى «انهيار في ثقافة التذكر التي بنتها ألمانيا بالكثير من الجهد».

وتُرفع في ألمانيا كل عام في ذكرى نهاية الحرب شعارات مثل «نتذكر كي لا تُكرر مرة جديدة»، في إشارة إلى الجرائم التي ارتكبها النازيون خلال الحرب.

واتهم المؤرخ ينس-كريستيان فاغنر، فايدل بـ«تحريف التاريخ»، مضيفاً أنها مقاربة «كلاسيكية لليمين المتطرف منذ الخمسينات، ويظهر أنه ليست هناك رغبة في الابتعاد» عن ألمانيا النازية.

وأشار فاغنر إلى أنه «في تاريخ ألمانيا، فإن التعامل مع جرائم النازيين كان دائماً هو المبدأ التوجيهي الأخلاقي والسياسي لعمليتنا الديمقراطية والتوجه الإنساني الأساسي لمجتمعنا».

وكانت فايدل تتحدث خلال مقابلة مع القناة الألمانية الأولى يوم الأحد الماضي، وسئلت عن سبب عدم مشاركتها في الاحتفال الذي نظمته السفارة الروسية في برلين في يوليو (تموز) الماضي، في ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء. وبررت فايدل عدم حضورها الحفل رغم مشاركة الزعيم المشترك لحزبها تينو شروبال به، قائلة: «لقد اتخذت قراراً شخصياً بعدم المشاركة لأسباب سياسية. الاحتفال بهزيمة بلدنا مع قوة محتلة سابقة هو أمر لا يمكنني شخصياً أن أشارك به».

اتهامات بـ«تحريف التاريخ»

ووجّه سياسيون من أحزاب مختلفة انتقادات لاذعة لفايدل. وكتبت وزيرة العائلة ليزا باوس التي تنتمي لحزب «الخضر» تغريدة على منصة «إكس»، تعليقاً على كلام فايدل: «اقتباس لبريشت (شاعر ومسرحي ألماني) يأتي إلى الأذهان: الرحم التي خرج منها ذاك ما زالت خصبة». وأضافت: «لا عودة أبداً للفاشية». وانتقدت زميلتها في الحزب كذلك النائبة بريتا هاسلمان كلام فايدل، وكتبت على المنصة نفسها: «يمكنك دائماً أن تفرق بين الألمان بحسب من يسمي 8 مايو (أيار) يوم الهزيمة أو يوم التحرير».

ويحتفل الحلفاء سنوياً بيوم 8 مايو يوماً لاستسلام ألمانيا النازية رسمياً وما تبعه من نهاية للحرب العالمية الثانية.

الزعيمان المشتركان لحزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف أليس فايدل وتينو شروبال خلال جلسة داخل «البوندستاغ» (رويترز)

وانتقد عمدة بلدة هنيف، في ولاية شمال الراين فستفاليا غرب ألمانيا، ماريو دام، المنتمي للحزب «الاشتراكي» الحاكم، زعيمة «البديل لألمانيا» كذلك، وكتب على منصة «إكس»: «من يصوت لهذا الحزب يصوت للفاشيين».

وصدرت انتقادات كذلك من حزب «دي لينكا» اليساري المتطرف، وكتبت النائبة سوزانا فيرشل تتهم فايدل بـ«تحريف التاريخ عبر تحويل تحرير ألمانيا من النازيين إلى هزيمة».

وليست المرة الأولى التي تتحدث فيها فايدل بلغة شبيهة. ففي عام 2017 تسببت بموجة غضب كذلك عندما انتقدت «ثقافة الذنب» التي يكبر عليها الألمان. وقالت آنذاك إن «الجرائم التي ارتُكبت ضد الشعب الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، تم محوها من الذاكرة الجماعية».

أفكار شائعة

وتبدو هذه الأفكار شائعة داخل الحزب اليميني المتطرف؛ إذ صدرت تصريحات مماثلة أخيراً عن مرشح الحزب الأول للانتخابات الأوروبية العام المقبل، ماكسيميليان كراه، الذي قال في فيديو بثه على موقع «تيك توك» إن «أجدادنا ليسوا مجرمين»، ودعا متابعيه من الذين هم في عمر الشباب أن يسألوا «أجدادهم عما قاتلوا وقاسوا» من دون أن يأتي على ذكر الجرائم التي ارتكبها النازيون.

ويخضع حزب «البديل لألمانيا» لمراقبة من قبل المخابرات الداخلية منذ عامين، ما يسمح للمخابرات بالتنصت على أعضائه ومراقبتهم بسبب تزايد المخاوف من محاولات الحزب لتقويض الدستور. ويمكن لهذه الخطوة أن تؤدي لحظر الحزب في حال ثبات اتهامات ضد الحزب تتعلق بتقويض أسس الدستور والقانون.

تصاعد شعبية «البديل لألمانيا»

وتأتي تصريحات فايدل في وقت تتصاعد فيه شعبية الحزب إلى مستويات قياسية؛ إذ أظهر آخر استطلاع للرأي نشرته الأحد الماضي صحيفة «بيلد أم زونتاغ» حصول الحزب المتطرف على 22 في المائة من نسبة الأصوات في حال حصلت انتخابات عامة في البلاد اليوم، علماً أن لدى الحزب نفسه قرابة 10 في المائة اليوم من مقاعد «البوندستاغ» (البرلمان الفيدرالي).

وبحسب الاستطلاع أيضاً، فإن الحزب «المسيحي الديمقراطي» الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل حل في الطليعة بنسبة 27 في المائة، مقابل 18 في المائة للحزب «الاشتراكي» الحاكم، و13 في المائة لحزب «الخضر»، و8 في المائة للحزب «الليبرالي» (المشارك في الحكومة إلى جانب «الخضر» والاشتراكيين).


مقالات ذات صلة

تزايد مقلق في ألمانيا للاعتداءات على سياسيين يساريين من قبل «يمينيين متطرفين»

أوروبا عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)

تزايد مقلق في ألمانيا للاعتداءات على سياسيين يساريين من قبل «يمينيين متطرفين»

تعيش ألمانيا منذ أيّام موجة من العنف ضد سياسيين من اليسار والوسط، ما أثار دعوات للتحرك ضد عنف عناصر من اليمين المتطرف.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا اقتياد المدعى عليه إلى قاعة المحكمة في شتوتغارت شتامهايم في بداية محاكمة «مواطني الرايخ» الذين يُزعم أنهم خططوا لانقلاب في ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: محكمة شتوتغارت ترفض طلب محامين تعليق محاكمة «مواطني الرايخ»

فشل كثير من المحامين في شتوتغارت بتمرير طلبهم تعليق محاكمة أعضاء من حركة «مواطني الرايخ» بقيادة هاينريش الثالث عشر

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت (ألمانيا))
أوروبا صحافيون متجمعون أمام قاعة المحكمة في شتوتغارت مع انطلاق محاكمة الخلية اليمينية المتطرفة الإرهابية (د.ب.أ)

انطلاق محاكمة خلية إرهابية خططت للانقلاب على الدولة في ألمانيا

انطلقت في ألمانيا محاكمة خلية إرهابية خططت لتنفيذ انقلاب مسلح على الدولة، وتنفيذ اغتيالات تستهدف سياسيين وصحافيين على رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتز.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا مايكل غوف شدد على أن التعريف الجديد لـ«التطرف» كان بمثابة استجابة محسوبة للخطر الذي يشكله اليمين المتطرف والمتطرفون الإسلامويون على الديمقراطية (غيتي)

لندن: قانون جديد يحظر على الوزراء والمسؤولين التواصل مع الجماعات المتطرفة

من المقرر إصدار تعريف يحظر على الوزراء والمسؤولين البريطانيين التواصل أو تمويل المنظمات التي تقوّض «نظام المملكة المتحدة للديمقراطية البرلمانية الليبرالية».

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا صورة عامة للعاصمة البريطانية لندن (أرشيفية - رويترز)

بريطانيا تكشف عن تعريف جديد للتطرف

كشفت بريطانيا، اليوم (الخميس)، عن تعريف جديد للتطرف رداً على تصاعد جرائم الكراهية ضد اليهود والمسلمين منذ هجوم حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (لندن )

رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا قبل الانتخابات الأوربية: نظامنا الديمقراطي على المحك

دعا رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا الناخبين إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية (صحيفة «كورييري ديلا سيرا»)
دعا رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا الناخبين إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية (صحيفة «كورييري ديلا سيرا»)
TT

رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا قبل الانتخابات الأوربية: نظامنا الديمقراطي على المحك

دعا رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا الناخبين إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية (صحيفة «كورييري ديلا سيرا»)
دعا رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا الناخبين إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية (صحيفة «كورييري ديلا سيرا»)

طالب رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا، اليوم (السبت)، بـ«اتحاد أوروبي قوي» في مواجهة الهجمات المناهضة للديمقراطية، داعين الناخبين إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو (حزيران).

وكتب الرؤساء الثلاثة الذين يشغلون مناصب شرفية إلى حد كبير: «إن القيم الأساسية - أي قيمنا - للتعددية وحقوق الإنسان وسيادة القانون هي موضع نزاع، إن لم تكن مهددة بشكل علني، في جميع أنحاء العالم».

وأضافوا: «ما هو على المحك هنا هو أسس نظامنا الديمقراطي»، وفق ما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وتابع سيرجيو ماتاريلا وفرنك - فالتر شتاينماير وألكسندر فان دير بيلين: «من الضروري الدفاع عن المؤسسات والقيم الديمقراطية وضمانات الحرية واستقلالية وسائل الإعلام ودور المعارضة السياسية الديمقراطية وفصل السلطات، فضلاً عن قيمة الحدود المفروضة على ممارسة السلطة».

ونشرت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية ما كتبه الرؤساء الثلاثة قبل أقل من شهر من الانتخابات الأوروبية التي يمكن لليمين المتطرف أن يحقق عبرها اختراقاً في كثير من البلدان.

وفي إيطاليا، تتوقع استطلاعات الرأي بشأن نوايا التصويت حصول حزب «فراتيلي ديتاليا» بزعامة رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني على 27 في المائة من الأصوات. وفي ألمانيا، تضع الاستطلاعات حزب «البديل من أجل ألمانيا» في المرتبة الثانية مع 15 في المائة من الأصوات، بينما يُتوقّع أن يحرز حزب «الحرية» النمساوي بدوره تقدماً.

وتابع الرؤساء: «أن يكون الاتحاد الأوروبي قوياً وحده كفيل أن يسمح لنا بالتمتّع بما يكفي من الثقل للدفاع عن حريتنا وديمقراطيتنا في عالم محفوف بالمخاطر بشكل مزداد، والعمل من أجل نظام عالمي يتّسم بالحرية والكرامة لكل شخص والاحترام لكل دولة وللقانون الدولي».


هل ستُضطر بريطانيا إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا رغم تهديدات بوتين النووية؟

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
TT

هل ستُضطر بريطانيا إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا رغم تهديدات بوتين النووية؟

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)

رد الكرملين بتصرف متوقع على تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، التي قال فيها إن أوكرانيا حرة في استخدام الأسلحة التي تزودها بها بريطانيا لشن هجمات داخل روسيا.

ويقول الكاتب البريطاني كير جايلز، الباحث البارز في برنامج «روسيا وأوراسيا» بالمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) إن هذا التصرف كان دبلوماسياً، حيث جرى استدعاء السفير البريطاني لمقر وزارة الخارجية في موسكو، يوم الاثنين الماضي، لتوجيه تحذير بالانتقام، كما كان له صلة بالأسلحة النووية، حيث أعلنت موسكو أنها ستجري تدريبات تشمل الأسلحة النووية التكتيكية في المستقبل القريب لتذكير العالم مرة أخرى بأنها تمتلك تلك الأسلحة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في كييف الجمعة (إ.ب.أ)

وأشار جايلز في تقرير نشره «تشاتام هاوس» إلى أن الموقف البريطاني يتناقض تماماً مع موقف الولايات المتحدة، التي منعت أوكرانيا دوماً من استخدام الأسلحة التي تزودها بها لشن هجمات داخل روسيا. كما أن الولايات المتحدة حثت كييف على عدم القيام بذلك حتى باستخدام إمكاناتها الداخلية.

ومراراً وتكراراً، تبنت بريطانيا مبادرة تزويد أوكرانيا بأنظمة أسلحة مثل الصواريخ طويلة المدى أو الدبابات القتالية الرئيسية. وأوضحت أن المخاوف من «التصعيد» في واشنطن وبرلين ناجمة عن خدعة روسية ذكية ناجحة جداً.

كاميرون مع نظيره الأوكراني كوليبا في كييف (إ.ب.أ)

ويضيف جايلز، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية، أن السلطة الأخلاقية لدى بريطانيا اهتزت خلال الشهور الأخيرة، من خلال ترددها في إعادة تجهيز قواتها المسلحة بالطريقة التي تحث بها الدول الأوروبية الأخرى على أن تتبعها؛ فقد اتضح من خلال تفتيش أكثر دقة أن ما جرى الإعلان عنه بدرجة كبيرة بشأن الاستثمارات في مجال الدفاع لم يكن ملائماً. كما ألمح كاميرون إلى أن التزام بريطانيا طويل المدى فيما يتعلق بدعم أوكرانيا سيكون الآن مالياً إلى حد كبير. ومن المؤسف أنه على الفور قوض حتى تأثير ذلك الالتزام باستبعاده مرة أخرى وجود قوات غربية في أوكرانيا.

ماكرون خلال إلقاء خطابه بجامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)

ومن ناحية أخرى، كثيراً ما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن القوات الأوروبية قد تضطر للتدخل إذا عجزت أوكرانيا عن وقف العدوان الروسي. ومن المهم أن تفهم روسيا ذلك، لأن آخر شيء تريده موسكو هو اندلاع صدام عسكري مباشر مع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو). ومع ذلك، اتسم رد فعل قادة أوروبيين آخرين بالفزع إزاء هذا التلميح.

وقال كاميرون في نهاية زيارته لأوكرانيا: «أعتقد أنه من قبيل الصواب قيام جنود (الناتو) بقتل جنود روس». وقد يكون ذلك أمراً حقيقياً اليوم، ولكن بعد أن أصبحت طموحات روسيا أكثر وضوحاً، فإن ذلك يذكر بأن هدف «الناتو» ينبغي أن يكون وقف الجنود الروس من أن يكونوا موجودين في مكان ليس لهم حق الظهور فيه.

أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

وبأية حال من الأحوال، فإن القيام علانية باستبعاد أي وجود للقوات الغربية في أوكرانيا ليس له أي معنى، سواء كان اقتراحاً واقعياً أم لا بالنسبة لبعض دول «الناتو». إن مجرد احتمال حدوث ذلك يمثل أحد أكبر مخاوف الكرملين.

وعندما حظر كاميرون وغيره علانية ذلك الخيار، فإن كل ما أسفر عنه ذلك هو إعادة طمأنة بوتين بأنه يستطيع مواصلة الحرب في ظل قدر أقل من القلق بالنسبة للعواقب المحتملة.

ويرى جايلز أنه بدلاً من ذلك، يتعين على بعض القادة الأوروبيين - وبريطانيا - أن يحذوا حذو ماكرون، وأن يحافظوا على «الغموض الاستراتيجي» (الذي يتمثل في عدم إبلاغ عدوك بما لن تفعله).

واشنطن زوّدت كييف بصواريخ «أتاكمس» طويلة المدى (رويترز)

وأضاف أن أوروبا خلال الأسبوعين الماضيين شهدت حملة التخريب والاضطراب التي تشنها روسيا في القارة الأوروبية. ولا شك أنه من الممكن أن تزيد موسكو ما تقوم به. وحرب موسكو ضد الغرب مستترة تقريباً الآن، وما دام لن يكون هناك رد فعل من الغرب، فلن يكون هناك ما يدعو روسيا إلى عدم مواصلة حملتها.

إن تبني بريطانيا الصريح لشن هجمات داخل روسيا كان يمكن تقديمه أيضاً على أنه نتيجة لهجمات روسيا ضد أوروبا، مع وعد بأنه سيكون هناك مزيد من جانب بريطانيا. والأهم من ذلك هو أن السماح لأوكرانيا بمهاجمة روسيا بالأسلحة البريطانية، وبأسلحتها، يوفر فرصاً أخرى لاستهداف قدرة روسيا على خوض الحرب.

لقد هاجمت أوكرانيا بالفعل مواقع روسية يجري فيها تخزين المسيرات والصواريخ التي تُستخدم لقتل المدنيين الأبرياء. كما هاجمت منشآت روسية خاصة بالطاقة. وهذه الهجمات المحدودة لا تتلاءم مع حملة روسيا المطولة من قصف المدن الأوكرانية دون تمييز. ومن الممكن أن يساعد قيام أوكرانيا بمزيد من الهجمات أوروبا، بدلاً من أن تساعد أوروبا أوكرانيا. وليس بوسع الدول الأوروبية عمل الكثير بالنسبة للمنشآت الروسية الخاصة بالحرب الإلكترونية التي تمثل خطراً شديداً على الحركة الجوية والبحرية الأوروبية. ولكن باستطاعة أوكرانيا القيام بعمل ما، إذ إن ردع ومنع التشويش في مصلحة الجميع. واختتم جايلز تقريره بالقول إنه عند بحث إلى أي مدى يجب أن يكون التعاون مع كييف، لا يزال السؤال الأساسي كالمعتاد: وهو ما إذا كانت أوروبا ترغب في وقف روسيا في أوكرانيا، أو السماح بأن توقع حرب إعادة الغزو التي تشنها موسكو مزيداً من الضحايا في الغرب.


«من النهر إلى البحر»... برنامج في متحف إسباني يثير غضب إسرائيل

متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
TT

«من النهر إلى البحر»... برنامج في متحف إسباني يثير غضب إسرائيل

متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)

نددت السفارة الإسرائيلية والجالية اليهودية في إسبانيا، الجمعة، بسلسلة أنشطة سمتها «مؤيدة للفلسطينيين»، مدرجة ضمن برامج متحف الملكة صوفيا في مدريد، قائلين إن هذه الأنشطة تنادي بـ«إزالة إسرائيل».

وكتبت السفارة على منصة «إكس» غداة إطلاق برنامج بعنوان «من النهر إلى البحر» في المتحف الواقع في العاصمة مدريد، وهو من الأكثر استقطاباً للزائرين في إسبانيا، أن «متحف رينا صوفيا يستضيف دورة من الأنشطة الداعية إلى إزالة إسرائيل».

ويتضمن البرنامج المذكور سلسلة محاضرات وجلسات حوارية ولقاءات مع فنانين فلسطينيين، بالإضافة إلى تركيبين فنيين، بهدف مشترك يتمثل في المطالبة «بإنهاء الحرب في غزة»، على ما أورد المتحف عبر موقعه الإلكتروني.

ويشير شعار «من النهر إلى البحر» إلى الحدود الفلسطينية في فترة الانتداب البريطاني، والتي امتدت من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948. وينظر البعض إلى العبارة على أنها دعوة للقضاء على إسرائيل، فيما يراها آخرون دعوة للمساواة في الحقوق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

أما المتحف الإسباني فوصفه بأنه «شعار شاعري يُستخدم منذ الستينات للمطالبة بالحرية والحقوق المتساوية للفلسطينيين»، لافتاً إلى أنه «لا يشير بأي حال من الأحوال إلى زوال دولة إسرائيل».

لكن اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا استنكر الشعار الذي تردد كثيراً خلال المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين «من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة»، والذي يعني وفقاً له «القضاء على إسرائيل».

وأوضح الاتحاد، في بيان، أن «هذا الشعار، الذي يعدّه مجلس النواب الأميركي معادياً للسامية، يتحدث عن القضاء على إسرائيل وسكانها. ويمكن أيضاً قراءته على الخرائط التي أزيلت منها إسرائيل، والتي يتم التلويح بها خلال المسيرات».

وقالت المنظمة إن متحف «رينا صوفيا» أدرج ضمن برمجته نشاطاً «بهدف مفترض هو إظهار التضامن مع غزة، على أساس فرضية أن إسرائيل تمارس الإبادة الجماعية والمذبحة والتطهير العرقي».

وقد بدأت الحرب الأكثر دموية في قطاع غزة الفلسطيني في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، وأسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاء لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة؛ توفي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

رداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس»، وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 34 ألفاً و943 قتيلاً، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».


روسيا تعلن السيطرة على ست قرى في شرق أوكرانيا

عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
TT

روسيا تعلن السيطرة على ست قرى في شرق أوكرانيا

عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أن قواتها سيطرت على ست قرى في شرق أوكرانيا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزارة قولها على تلغرام إن قواتها «حررت» قرى بوريسيفكا وأوغيرتسيف وبليتينيفكا وبيلنا وستريليتشا في منطقة خاركيف قرب الحدود مع روسيا، وكذلك قرية كيراميك في منطقة دونيتسك.

وأضاف البيان: «بالإضافة إلى ذلك، استهدفت المجموعة (المهاجمة) القوة البشرية والعتاد لأربعة ألوية أوكرانية ومفرزة من حرس الحدود في مناطق فولشانسك وفيسيلي وغلوبوكوي ونيسكوشني وكراسني. وبلغت خسائر العدو ما يصل إلى 170 عسكريا وثلاث عربات قتالية مدرعة وأربع سيارات»، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية.


فرار المئات من القتال في منطقة خاركيف الأوكرانية

مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
TT

فرار المئات من القتال في منطقة خاركيف الأوكرانية

مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)

تمّ إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، حسبما أفاد الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف اليوم السبت، غداة شن موسكو هجوماً برّياً فيها.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سينيغوبوف قوله عبر منصات التواصل الاجتماعي: «تمّ إجلاء ما مجموعه 1775 شخصاً»، مشيرا الى أن هجمات بالمدفعية وقذائف الهاون طالت 30 بلدة في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وفي السياق، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير إنّ القوات الروسية تقدّمت كيلومتراً واحداً داخل أوكرانيا حيث تحاول «إنشاء منطقة عازلة» في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شنّ هجمات على الأراضي الروسية.

وكان مسؤولون في كييف يحذرون منذ أسابيع من أنّ موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها في وقت تعاني أوكرانيا من تأخّر وصول المساعدات الغربية ونقص الجنود.

إطفائيون يعملون على إخماد النار بعد قصف روسي لمنطقة خاركيف (رويترز)

وقال الجيش الأوكراني إنّه نشر المزيد من الجنود، بينما أشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي مساء الجمعة إلى أنّ قواته تستخدم المدفعية والمسيّرات لمواجهة التقدّم الروسي. وأضاف أنّه «تمّ نشر وحدات الاحتياط لتعزيز الدفاع في هذه المنطقة الواقعة على الجبهة».

في السياق، قال الجنرال أوليسكندر بافليوك قائد القوات البرية الأوكرانية إنه يتوقع أن تدخل الحرب المستمرة مع روسيا منذ 26 شهرا مرحلة حاسمة خلال الشهرين المقبلين مع محاولة موسكو استغلال التأخير في توريد إمدادات الأسلحة إلى كييف.

وأضاف في مقابلة مع مجلة «إيكونوميست» البريطانية: «روسيا تعلم أننا إذا تلقينا ما يكفي من الأسلحة في غضون شهر أو شهرين، فإن الوضع قد ينقلب ضدها».

وتباطأت إمدادات الأسلحة الأميركية لعدة أشهر بينما تعطلت حزمة المساعدات التي اقترحها الرئيس جو بايدن بسبب اختلافات حولها داخل الكونغرس قبل إقرار هذا الإجراء أواخر الشهر الماضي.وقال بافليوك إن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدفاعات الجوية وإن من المتوقع أن تتسلم مجموعة من طائرات «إف-16» المقاتلة.

من جهته، قال معهد دراسة الحرب الجمعة إنّ روسيا حقّقت «مكاسب كبيرة من الناحية التكتيكية».

وأضاف المعهد الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا، أنّ الهدف الرئيسي للعملية هو «استدراج القوة البشرية الأوكرانية والعتاد من قطاعات مهمة على الجبهة في شرق أوكرانيا»، مشيرا الى أنّها لا تبدو «هجوماً واسع النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها».


«الصحة العالمية»: محادثات دون اتفاق حول معاهدة الأوبئة... وبريطانيا لن توقع

عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
TT

«الصحة العالمية»: محادثات دون اتفاق حول معاهدة الأوبئة... وبريطانيا لن توقع

عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة) إن محادثات تستهدف صياغة ميثاق عالمي للمساعدة في مكافحة الأوبئة في المستقبل انتهت دون التوصل إلى مسودة اتفاق بحلول الموعد النهائي المتوقع، لكن تم إحراز بعض التقدم.

وكان المفاوضون من أعضاء منظمة الصحة العالمية البالغ عددهم 194 دولة يأملون في التوصل إلى مسودة اتفاق نهائية بحلول نهاية أمس الجمعة على أمل اعتماد نص ملزم قانوناً في الجمعية العامة للمنظمة في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقالت المنظمة التي تستضيف المفاوضات التي تقودها الدول الأعضاء في بيان مساء أمس الجمعة إن الدول لم تفلح في الوفاء بالموعد النهائي، وستواصل الآن المفاوضات في الأسابيع المقبلة قبل انعقاد الجمعية العامة.

وقال بريشيس ماتسوسو، الرئيس المشارك لهيئة التفاوض الحكومية الدولية التي تقود المحادثات «هذه ليست مناورة بسيطة... إنجاز هذا يعني فعله على النحو الصحيح».

والهدف من الوثيقة إلى جانب سلسلة من التعديلات للقواعد القائمة للتعامل مع الأوبئة هو دعم دفاعات العالم ضد مسببات الأمراض الجديدة بعد أن قتلت جائحة كوفيد - 19 مليون شخصاً.

لكن الخبراء قالوا إن عملية التفاوض على امتدادها اعترضتها خلافات عميقة، خاصة فيما يتعلق بالمساواة، كما أن الجدول الزمني للتوصل إلى اتفاق كان طموحاً دائماً. وكان للاتفاق طابع سياسي عند بعض الدول.

* مشاركة اللقاحات

وأرجئت بالفعل بعض النقاط الأكثر إثارة للجدل في المعاهدة، بما في ذلك التفاصيل عن «إمكانية التصدي لمسببات الأمراض ونظام الاستفادة»، لمناقشتها في وقت لاحق، مع تحديد عامين كموعد نهائي. ويستهدف النظام وضع قواعد لمشاركة المعلومات التي يحتمل أن تتعلق بالأوبئة، مثل المعلومات عن الفيروسات، أو السلالات الجديدة، وضمان الاستفادة العادلة لجميع البلدان من اللقاحات، والعقاقير، والاختبارات التي يتم تطويرها نتيجة لذلك.

وتتضمن مسودة الاتفاق الحالية بنداً يطلب من منتجي العقاقير تخصيص 10 في المائة من العقاقير للتبرع بها لمنظمة الصحة العالمية، و10 في المائة تخصص للمنظمة لشرائها بأسعار ميسورة لتوزيعها في البلدان الفقيرة أثناء حالات الطوارئ الصحية.

وذكر تقرير في وقت سابق من هذا الأسبوع نشرته صحيفة «التليغراف» البريطانية أن المملكة المتحدة لن توقع على معاهدة تقول إنها ستجبرها على التخلي عن نحو 20 في المائة من لقاحاتها.

وقال مسؤول مشارك في المحادثات إن معظم الدول تدعم الالتزام بتوزيع أكثر عدالة للقاحات، لكن لم يتم حسم نسبة ثابتة.

ويتضمن اتفاق حالي يتعلق بوباء الأنفلونزا أيضاً بنداً يتعلق ببيع اللقاحات بأسعار معقولة أو التبرع بها لمنظمة الصحة العالمية. ويسمح البند بنسبة تتراوح بين خمسة و20 في المائة لكلا الخيارين لإتاحة المرونة في التفاوض مع الشركات المنتجة.

ويمكن تفعيل إطار العمل هذا إذا أصبحت سلالة إتش5إن1 من أنفلونزا الطيور قابلة للانتقال بسهولة بين البشر. وأثارت هذه السلالة الانزعاج بعد أن اكتشفت في الأبقار في الولايات المتحدة، وبين حيوانات وطيور أخرى.

ويشير تقييم المنظمة الحالي إلى أن هذا التهديد منخفض، لأنه لا يوجد دليل على انتشار المرض من إنسان إلى آخر.

وقال خبراء إن فقدان الزخم السياسي لاتفاق يتعلق بالأوبئة يمثل خطراً إذا حدث تأخير طويل، خاصة في عام انتخابات في كثير من الدول. لكنهم قالوا إن الأمر ما زال يستحق النضال.


روسيا تسعى إلى منطقة عازلة في خاركيف


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
TT

روسيا تسعى إلى منطقة عازلة في خاركيف


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

أعلن مسؤولون أوكرانيون أمس (الجمعة) أن روسيا أطلقت هجوماً برياً عبر الحدود في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد. وبينما أفيد بأن القوات الروسية حققت تقدماً ميدانياً محدوداً في جبهة خاركيف الجديدة، بدأت أوكرانيا إجلاء المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي: «أطلقت روسيا موجة جديدة من التحركات الهجومية المضادة في هذه المنطقة. واجهتهم أوكرانيا هناك بقواتنا وألويتنا ومدفعيتنا... والآن تدور معركة شرسة في هذا الاتجاه».

ويواجه الجيش الأوكراني صعوبات على الجبهة، حيث أضعفه نقص المجندين والتأخير في تسليم المساعدات الغربية، ما أدى إلى تراجع مخزونه من الذخائر. في المقابل، حققت القوات الروسية مكاسب ميدانية محدودة، خاصة في الشرق، من دون تحقيق اختراق حقيقي. وأفاد مصدر عسكري أوكراني رفيع المستوى بأن القوات الروسية تحاول إقامة «منطقة عازلة» في منطقة خاركيف بهدف منع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية. وقال مصدر عسكري أوكراني، طلب عدم كشف هويته، إن القوات الروسية تستهدف التقدم لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات من الحدود الروسية، وإن قوات كييف تقاتل لمنع هذا التقدم.

في غضون ذلك، تتوقع كييف تسلّم أول دفعة من مقاتلات «إف-16» الأميركية الصنع خلال أسابيع (بين يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز)، وهو ما سيمكنها من توجيه ضربات أكثر دقة للقوات الروسية. وأعلن البيت الأبيض في بيان أمس تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار.


زيلينسكي يتحدث عن «معارك عنيفة» على الجبهة... وواشنطن تثق بالجيش الأوكراني

متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يتحدث عن «معارك عنيفة» على الجبهة... وواشنطن تثق بالجيش الأوكراني

متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)

تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، عن «معارك عنيفة» على «طول خط الجبهة»، في وقت باشرت موسكو هجومًا بريًا في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا.

وقال زيلينسكي في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي بناء على معلومات تلقاها من القائد الأعلى للقوات الأوكرانية المسلحة: «تدور معارك عنيفة على طول خط الجبهة»، مضيفًا «ناقشنا الإجراءات الدفاعية وتعزيز مواقعنا في منطقة خاركيف».

وترددت أصداء الوضع الميداني الأوكراني في واشنطن، حيث توقعت إدارة جو بايدن أن تصعد روسيا هجومها الجديد، لكنها ابدت ثقتها بالجيش الأوكراني وشككت في إمكان أن تحرز موسكو تقدما كبيرا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: «قد تحرز روسيا مزيدا من التقدم في الاسابيع المقبلة، لكننا لا نتوقع اي اختراقات كبيرة، ومع الوقت ستتمكن اوكرانيا بفضل تدفق المساعدة الاميركية من الصمود في وجه هذه الهجمات خلال العام 2024»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

 

 


أوكرانيا تتوقع تسلم أول دفعة من مقاتلات «إف - 16» قريباً

الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)
TT

أوكرانيا تتوقع تسلم أول دفعة من مقاتلات «إف - 16» قريباً

الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني يجلس في مقاتلة «إف - 16» خلال زيارة للدنمارك أغسطس الماضي (رويترز)

تتوقع كييف تسلم أول دفعة مقاتلات من طراز «إف-16» خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذ تسعى أوكرانيا للحصول على هذه المقاتلات الأميركية الصنع لمساعدتها في مجابهة تفوق روسيا الجوي خلال الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عامين، لكنَّ المصادر العسكرية الأوكرانية، التي صرَّحت لوسائل الإعلام (الجمعة) لم تُفصح عن الجهة التي ستزوّدها بتلك الطائرات، كون هذه المقاتلات المتقدمة يستخدمها عديد من الدول الغربية وأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

ويواجه الجيش الأوكراني صعوبات على الجبهة، حيث أضعفه نقص المجندين والتأخير في تسليم المساعدات الغربية، مما أدى إلى تراجع مخزونه من الذخائر. في المقابل، حققت القوات الروسية مكاسب ميدانية محدودة، خصوصاً في الشرق، من دون تحقيق اختراق حقيقي.

وتزامنت هذه الأخبار فيما بدأت روسيا هجوماً برياً في منطقة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا، حيث تدور معارك بينها وبين القوات الأوكرانية، إذ أعلن مسؤول محلي في المنطقة الأوكرانية (الجمعة) أنه تجري عمليات إجلاء للسكان في بلداتها، من بينها فوفشانسك التي يبلغ عدد سكانها 3000 نسمة بعد تعرضها لـ«قصف مكثف».

يُعَدّ قرار الرئيس جو بايدن السماح بتدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرة «إف - 16» تحوّلاً مهماً (أ.ف.ب)

قال مصدر عسكري أوكراني كبير إن القوات الروسية شنَّت هجوماً برياً بالمدرعات في وقت مبكر من يوم الجمعة على منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، وتقدمت كيلومتراً واحداً قرب بلدة فوفشانسك التي تقع على الحدود. وأفاد مصدر عسكري أوكراني رفيع المستوى أن القوات الروسية تحاول إقامة «منطقة عازلة» في منطقة خاركيف بشمال أوكرانيا لمنع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية.

قوات الطوارئ الأوكرانية تعمل على إخماد النيران في خاركيف (أ.ف.ب)

وقال حاكم الإقليم أوليغ سينيغوبوف إن شخصين على الأقل قُتلا في قصف روسي على المنطقة، الجمعة. وكتب على «تلغرام»: «قصف العدو بمختلف أنواع الأسلحة اشتدَّ في منطقة خاركيف في الاتجاه الشمالي خلال اليوم الأخير». وأضاف: «في منطقة خاركيف، تم تطوير طرق الإخلاء منذ عام 2022، ونظام توزيع المساعدات الإنسانية وإعادة التوطين المؤقت». من جهته، أكد حاكم المنطقة الذي عيّنه الروس فيتالي غانتشيف، وقوع قتال قرب الحدود وحثّ المدنيين على الاحتماء. وقال غانتشيف عبر «تلغرام»: «هناك قتال في عدة أجزاء من خط التماس، بما في ذلك مناطق حدودية في منطقة خاركيف». وأضاف: «في هذا الصدد، أرجو من السكان القاطنين في هذه المناطق توخي الحذر وعدم مغادرة الملاجئ إلا للحاجة القصوى».

ويفتح الهجوم جبهة جديدة للقتال بعد مرور أكثر من عامين على الغزو الروسي الشامل. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القتال في المناطق الحدودية بخاركيف مستمر، وإن كييف أرسلت مزيداً من القوات إلى المنطقة لتعزيز قدراتها.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن القوات الأوكرانية تأهبت لهجوم روسي برّي جديد على حدود منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد. وأضاف في مؤتمر صحافي: «أوكرانيا استقبلتهم هناك بقوات... بكتائب ومدفعية». وذكر أن روسيا قد ترسل مزيداً من القوات لدعم محاولتها التقدم.

وأضافت الوزارة: «عند الساعة الخامسة صباحاً تقريباً، حاول العدو اختراق خطنا الدفاعي محتمياً بالمدرعات... وحتى الآن، نتصدى لهذه الهجمات، وتستمر المعارك باختلاف حدتها». وقال مصدر عسكري أوكراني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن القوات الروسية تستهدف التقدم لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات من الحدود الروسية، وإن قوات كييف تقاتل للحيلولة دون تقدم موسكو.

مدفع أوكراني ذاتيّ الحركة يطلق قذيفة باتجاه مواقع روسية (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية: «نفَّذ العدو، خلال اليوم الماضي، غارات جوية في قطاع فوفشانسك» المتاخم لمنطقة بيلغورود الروسية، بقنابل جوية موجَّهة. وأضافت أنه «في الصباح حاول العدو اختراق خط دفاعنا بالمركبات المدرّعة»، من دون أن تحدد مكان الهجمات. وأكدت الوزارة، كما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية، أنه جرى «صد» هذه الهجمات، لكنّ القتال مستمر، ونُشرت «وحدات احتياطية» بهدف «تعزيز الدفاع» في المنطقة.

ومنطقة خاركيف احتُلت في بداية الغزو الروسي ثم حُررت عام 2022. وتعرضت المنطقة الحدودية وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد، للقصف بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد التحصينات الجديدة للجنود الأوكرانيين في منطقة خاركيف يوم 9 أبريل (رويترز)

وتقع مدينة فوفشانسك على الحدود الروسية على مسافة نحو 40 كيلومتراً شمال شرقي خاركيف. وقالت تقارير إعلامية إن حقيقة نشر الخبر من جانب وزارة الدفاع بدلاً من هيئة الأركان العامة، كما جرت العادة، يدل على خطورة الوضع. وذكرت الوزارة أنه «تمت الاستعانة بقوات احتياط لتعزيز الدفاعات على طول هذا القطاع من الجبهة». وكانت الطائرات الروسية قد شنت، الخميس، هجوماً على الجبهة القريبة من فوفشانسك بقنابل انزلاقية (يمكنها تدمير الأهداف رغم وجود رادارات)، وقصفت المدفعية الروسية خلال الليل مواقع أوكرانية. وقال المدون العسكري الروسي ريبار، إن الهدف الأوَّلي للهجوم كان توسيع منطقة القتال وتحديد المواقع الدفاعية الأوكرانية.

يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قريتين على الأقل في المنطقة هذا الأسبوع، لتعزز تفوق قواتها في مواجهة القوات الأوكرانية التي تعاني نقصاً في التسليح والقوات.

وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مارس (آذار)، أنه يفكر في إنشاء منطقة عازلة في الأراضي الأوكرانية المتاخمة لمنطقة بيلغورود الروسية التي تتعرض بشكل متكرر للقصف الأوكراني. وأدى القصف الأوكراني على قرى حدودية روسية إلى مقتل شخصين على الأقل، الخميس، وفق ما قال حاكما منطقتي بيلغورود وكورسك الحدوديتين. كما أعلنت ميليشيات موالية لأوكرانيا في وقت سابق هذا العام تنفيذ سلسلة هجمات برية داخل روسيا، انطلاقاً من الأراضي الأوكرانية، وهو ما أحرج الكرملين.

وعلى صعيد حرب المُسيَّرات، ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن مصادر في خدمات الطوارئ أن هجوماً شنَّته أوكرانيا بطائرة مُسيرة أضرم حريقاً في مصفاة لتكرير النفط بمنطقة كالوجا في روسيا. وقال فلاديسلاف شابشا، حاكم منطقة كالوجا، المتاخمة لحدود منطقة موسكو، عبر تطبيق «تلغرام» إن الحريق تم إخماده سريعاً. ولم يذكر أي مصفاة هي التي استهدفها الهجوم. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن ثلاث حاويات ديزل وحاوية لزيت الوقود التهمتها النيران بمصفاة بيرفي زافود في كالوجا. وذكر شابشا أن الهجوم لم يسفر عن وقوع مصابين. ولم يصدر تعليق بعد من كييف.

وزادت وتيرة هجمات الطائرات المُسيرة على منشآت للطاقة داخل الأراضي الروسية في الأشهر القليلة الماضية. وتقول أوكرانيا إن هجماتها لا تستهدف المدنيين لكن تدمير البنية التحتية العسكرية ومنشآت النقل والطاقة يقوّض المجهود الحربي لموسكو بشكل عام.


بقيمة 400 مليون دولار... البيت الأبيض يعلن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)
رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)
TT

بقيمة 400 مليون دولار... البيت الأبيض يعلن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)
رجال الإطفاء يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)

أعلن البيت الأبيض اليوم (الجمعة) في بيان، مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار على شكل معدّات ومساعدات تدريبية تهدف إلى «تقديم الدعم» لكييف، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويأتي الكشف عن الحزمة الجديدة في وقت شنّت روسيا هجوماً برياً في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا لمحاولة «اختراق خطوط الدفاع» وفق وزارة الدفاع الأوكرانية.

وتحاول واشنطن تعويض الأشهر التي ضاعت بسبب عرقلة الكونغرس للمساعدات لأوكرانيا وهي فترة توقّف خلالها تدفّق الأسلحة والذخائر التي أرسلتها الولايات المتحدة.

وتكون واشنطن بإعلانها (الجمعة) قد كشفت عن ثالث حزمة مساعدات لأوكرانيا في أقلّ من ثلاثة أسابيع.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان أن الحزمة تشتمل على «قدرات مطلوبة بشكل عاجل» بما فيها ذخائر للدفاع الجوي وقذائف مدفعية وأسلحة مضادة للدبابات ومركبات مدرّعة وذخائر لأسلحة صغيرة.

وقال بلينكن «ستواصل الولايات المتحدة مع التحالف الدولي الذي شكّلناه الوقوف إلى جانب أوكرانيا في دفاعها عن حريتها».

وفي نهاية أبريل (نيسان)، كشفت واشنطن عن حزمتَي مساعدات بقيمة إجمالية تصل إلى سبعة مليارات دولار.

وتُعدّ واشنطن الداعم العسكري الأكبر لأوكرانيا وقد التزمت بأكثر من 44 مليار دولار منذ اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير (شباط) 2022.

وبعد مناقشات طويلة وصعبة، صوّت مجلس النواب الأميركي ثم مجلس الشيوخ في نهاية أبريل (نيسان) على حزمة إضافية بقيمة 61 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا عسكرياً واقتصادياً، بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن.

وستُسحب المساعدات التي تم الإعلان عنها (الجمعة)، من احتياطيات وزارة الدفاع الأميركية ما يعني أنها ستكون تقريباً متاحة على الفور مثل حزمة المليار دولار التي كشفت عنها واشنطن بعد تصويت الكونغرس مباشرة.

وأعلنت واشنطن كذلك في أبريل (نيسان) مساعدات بقيمة أكبر تصل إلى ستة مليارات دولار على شكل طلبيات من قطاع الدفاع.