كيم جونغ أون في روسيا لمحادثات مع بوتين وواشنطن تحذر من صفقة أسلحة

TT

كيم جونغ أون في روسيا لمحادثات مع بوتين وواشنطن تحذر من صفقة أسلحة

لقاء سابق بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
لقاء سابق بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

ليست هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى روسيا، على متن قطاره المصفح الذي يلفت الأنظار دائماً، ويتحول إلى مادة أساسية للنقاش. وكما في الزيارة السابقة في عام 2019، تحولت الأنباء عن عبور القطار النقطة الحدودية بين البلدين، إلى خبر رئيسي تناقلته وسائل الإعلام الحكومية، وسط تكتم الكرملين الشديد على مسار تحرك الزعيم الكوري وموعد اللقاء بين الرئيسين، المتوقع أن يعقد الأربعاء.

خلافاً للعادة عند استقبال الزعماء الأجانب، تجنب الكرملين الحديث عن مواعيد محددة، واكتفى الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف بإشارة إلى أنه «في الأيام المقبلة ستكون هناك مفاوضات بين وفدي روسيا وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى اتصالات مباشرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وسيناقش الطرفان على وجه الخصوص التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والوضع في المنطقة والشؤون الدولية».

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (وسط) خلال مراسم وداع لدى مغادرته بالقطار إلى روسيا (أ.ف.ب)

مفاوضات بحضور وزير الدفاع

قال الناطق الرئاسي إن جلسات المفاوضات سوف يتخللها عشاء رسمي و«عدد من اللقاءات». ولم يحدد بيسكوف أيضاً مكان انعقاد المفاوضات، وما إذا كان الرئيسان سوف يشاركان في مؤتمر صحافي ختامي في أعقابها؛ مبرراً التكتم الروسي على مجريات الزيارة بأنه «بالطبع، لأننا جيران، تتعاون بلداننا في المجالات الحساسة، والتي لا ينبغي أن تصبح موضوع أي كشف أو إعلان عام. وهذا أمر طبيعي تماماً بالنسبة للدول المتجاورة».

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يغادر بالقطار متوجهاً إلى روسيا (أ.ب)

لكنه في المقابل توقف طويلاً أمام المراقبة الغربية الحثيثة للزيارة، ووجَّه إشارات إلى تطابق مواقف روسيا وكوريا الشمالية حيال عدد من الملفات، وعلى رأسها أن البلدين يواجهان عقوبات من أطراف خارجية؛ لكن الفارق بينهما أن روسيا تواجه رزم عقوبات غربية «غير شرعية وأحادية» بينما تواجه كوريا الشمالية «نظام العقوبات الذي يفرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (...) ونحن ننسق خطواتنا (كعضو في مجلس الأمن)، كوننا جيران وشركاء مع كوريا الشمالية».

وعلق بيسكوف أيضاً على دعوات الولايات المتحدة لكوريا الشمالية بعدم بيع أسلحة لروسيا: «كما تعلمون، عند تنفيذ علاقاتنا بجيراننا، بما في ذلك كوريا الشمالية، فإن مصالح بلدينا هي المهمة بالنسبة لنا، وليست التحذيرات التي تأتي من هنا وهناك (...) مصالح بلدينا هي التي سنركز عليها». وكانت مصادر غربية قد أكدت أن الجانب الروسي، نتيجة للمفاوضات بين الزعيمين، يريد الحصول على قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات، وأن كوريا الشمالية ترغب بالمقابل في أن تزودها روسيا بتقنيات متقدمة للأقمار الاصطناعية والغواصات النووية.

وحذَّر البيت الأبيض الأسبوع الماضي من أن كوريا الشمالية «ستدفع الثمن» في حال زوَّدت روسيا بالأسلحة من أجل حرب أوكرانيا.

واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، أن الزيارة المرتقبة للزعيم الكوري الشمالي إلى روسيا تظهر «استجداء» الرئيس الروسي للمساعدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر لصحافيين: «باضطراره للسفر عبر بلاده للقاء شخص منبوذ دولياً، لطلب المساعدة في حرب كان يتوقع أن ينتصر في شهرها الأول، يمكنني أن أصف ذلك بأنه استجداء للمساعدة». وأضاف: «سأذكِّر البلدين بأن أي نقل للأسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا سيشكِّل انتهاكاً لعدد من قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة». وذكَّرت واشنطن بأن روسيا قد تستخدم أي أسلحة تحصل عليها من كوريا الشمالية لمهاجمة الإمدادات الغذائية الأوكرانية، والبنى التحتية المستخدمة في التدفئة مع اقتراب فصل الشتاء «في محاولة لاحتلال أراضٍ تابعة إلى دولة أخرى ذات سيادة».

وقال الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة «كوكمين» بسيول، أندريه لانكوف، لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن قمة بين بوتين وكيم هي جزء من «ابتزاز دبلوماسي لطيف» من موسكو لسيول؛ لأن روسيا لا تريد أن تزود كوريا الجنوبية كييف بالأسلحة.

وسيول من كبار مصدري الأسلحة، وقد باعت دبابات إلى بولندا حليفة كييف؛ لكن السياسة الداخلية القائمة منذ فترة طويلة تمنعها من بيع الأسلحة إلى دول تشهد نزاعات نشطة. وقال لانكوف إن «مصدر القلق الرئيسي للحكومة الروسية الآن هو شحنة ذخيرة محتملة كورية جنوبية إلى أوكرانيا، وليس مجرد شحنة واحدة بل عدد كبير من الشحنات».

وتحدى كيم التحذيرات، مغادراً كوريا الشمالية باتِّجاه روسيا. ويرافقه كبار المسؤولين العسكريين الكوريين الشماليين، من بينهم مسؤولون مكلفون إنتاج الأسلحة وتكنولوجيا الفضاء.

وقال الأستاذ في جامعة «إيوها» بسيول، ليف إريك إيزلي: «تمتلك كوريا الشمالية الذخيرة الخام التي يحتاجها بوتين لحربه غير القانونية في أوكرانيا، في حين تمتلك موسكو تقنيات الغواصات والصواريخ الباليستية والأقمار الاصطناعية التي يمكن أن تساعد بيونغ يانغ على تخطي التحديات الهندسية التي تواجهها في ظل العقوبات الاقتصادية».

لكن اللافت في الأمر، أن الكرملين أكد مشاركة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في المناقشات التي يجريها بوتين مع كيم. وأضاف أنه من غير المخطط عقد اجتماع منفصل بين وزيرَي الدفاع الروسي والكوري الشمالي.

كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية وسيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي (أ.ف.ب)

وهذه النقطة لها أهمية خاصة، كون شويغو هو أبرز مسؤول روسي زار بيونغ يانغ في الفترة الماضية، وتناقلت وسائل إعلام غربية معطيات عن حصوله على طرازات عدة من الأسلحة والمعدات الحربية الكورية الشمالية، وعلى رأسها أنظمة صاروخية استخدمتها روسيا في أوكرانيا لاحقاً.

كان شويغو قد قام بزيارته الأخيرة إلى بيونغ يانغ على رأس وفد عسكري رفيع المستوى في نهاية يوليو (تموز) الماضي. وقالت وزارة الدفاع الروسية آنذاك إن الزيارة «أتت في إطار تعزيز العلاقات العسكرية، ومثلت خطوة مهمة في تطوير التعاون بين البلدين».

استعداد لإطلاع سيول على المفاوضات

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (يسار) يقف إلى جانب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال زيارة نادرة إلى بيونغ يانغ (أ.ب)

وعلى الرغم من ذلك، سعت موسكو إلى تأكيد أن مجريات الزيارة لا تحمل ما يمكن أن يفاقم من القلق الغربي، وهو أمر دلت عليه تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو الذي قال إن روسيا مستعدة لإبلاغ كوريا الجنوبية بنتائج زيارة زعيم كوريا الشمالية، في حال تلقي طلب بذلك من سيول. وقال رودينكو على هامش منتدى الشرق الاقتصادي- 2023، المنعقد بمدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي: «لديهم سفارة في موسكو، وإذا أرادوا فيمكننا تقديم المعلومات المتوفرة لدينا». وأضاف: «اتصالاتنا مع كوريا الجنوبية لا تزال مستمرة. رغم أن كوريا الجنوبية انضمت إلى العقوبات لكنها تبقى شريكاً تجارياً لنا. لدينا مصالح مشتركة من وجهة نظر استقرار الوضع في شمال شرقي آسيا وشبه الجزيرة الكورية».

ماذا نعرف عن قطار كيم المصفح؟

تناقلت وكالات الأنباء الروسية، صباح الثلاثاء، معطيات عن عبور قطار الزعيم الكوري الشمالي النقطة الحدودية بين البلدين؛ لكن مع كثير من الغموض والتكتم؛ إذ جرى الحديث عن «عبور قطار مصفح بعربات خضراء عليها خط أصفر، يشبه القطار الذي ظهر في الصور الرسمية لوكالة الأنباء الكورية الشمالية، من مراسم مغادرة كيم جونغ أون بيونغ يانغ». وكتبت الوكالات: «عبر القطار جسر رازدولنايا واتجه شمالاً. ولوحظ أن قاطرة تحمل رموز هيئة السكك الحديدية الروسية، قامت بسحب العربات المصفحة بعد دخولها الأراضي الروسية».

غادر كيم جونغ أون بيونغ يانغ مساء يوم 10 سبتمبر (أيلول) مقر إقامته في بيونغ يانغ، على متن قطاره الفاخر الذي يضم عربات منفصلة للأمن وللسيارات المرافقة، ومقرات متعددة تؤمِّن الرفاهية للزعيم الكوري، وتؤمِّن أيضاً مستوى كبيراً من الأمن، إلى درجة أن بعض وسائل الإعلام تحدثت عن مظلة دفاعية جوية تحمي القطار خلال تحركاته.

كانت 3 أجيال من عائلة كيم قد اعتادت السفر في قطارات مدرعة خاصة، منذ أن تلقى جد الزعيم الحالي لـ«كوريا الديمقراطية» أول عربة مصفحة، هديةً من الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين. منذ ذلك الحين، تحول القطار الرئاسي إلى قلعة كاملة متنقلة، يضم كل احتياجات الزعيم، ويكاد يضاهي «مجمعاً رئاسياً متنقلاً يشتمل على كل ما يلزم لأسلوب حياة مسؤول سوفياتي نموذجي رفيع المستوى» وفقاً لتعبير صحف روسية.

من وصول القطار المصفح الذي يقل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا (أ.ب)

في وقت لاحق، قام كيم جونغ إيل (كيم الأب) بتحديث هيكل القطار، وظهرت هناك ألواح البلازما والجدران الخفيفة، وتقنيات الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، وتمت إضافة عربات منفصلة للأمن، ومطعم به مخزون كبير من الاحتياطات، وغرفة نوم مريحة. وبات القطار يضم نحو 20 عربة في المجموع.

وفقاً للمخابرات الأميركية، امتلك كيم الأب 6 قطارات من هذا النوع، زار على متنها روسيا 3 مرات. لكن ابنه، كيم جونغ أون زار روسيا مرة واحدة في عام 2019، وكانت تلك الزيارة أيضاً في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي.

منظر عام لمحطة القطار في مدينة فلاديفوستوك الروسية (الاثنين) حيث يعتقد أن يلتقي الزعيمان بوتين وكيم (أ.ب)

ونقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية حادثة وقعت خلال تلك الزيارة، عند وصول القطار إلى محطته النهائية، وأثناء استعداد الزعيم الكوري الشمالي للنزول منه. في تلك اللحظة كان عمال مرافقون ينظفون باب العربة التي ينتظر أن يخرج الزعيم منها، والقطار ما زال سائراً للتوقف في النقطة المحددة، وبدا أن سائق القطار واجه مهمة صعبة للغاية، وهي إيقاف القطار بشكل دقيق للغاية، حتى تصل الأبواب التي سيخرج منها الزعيم مباشرة على السجادة الحمراء التي وُضعت ليسير عليها. لم تنجح المحاولة، واضطر السائق إلى إرجاع القطار إلى الوراء عدة أمتار بعد عناء.

وحسب تقارير إعلامية، فقد استخدم زعماء كوريا الشمالية أساليب للتمويه خلال سير القطار، حتى لا يجذب انتباهاً غير ضروري للرحلة. ومثلاً يستغرق الطريق من بيونغ يانغ إلى فلاديفوستوك نحو 20 ساعة. ومع ذلك، فإن الوقت المحدد لوصول القطار المدرع لم يكن معروفاً في أي زيارة قام بها زعيم كوري شمالي إلى المدينة.

ويجب الأخذ في الاعتبار أنه حتى في عهد والد كيم جونغ أون، كان بإمكان هذا القطار أن يسافر بسرعة لا تزيد على 60 كيلومتراً في الساعة، بسبب الدروع الثقيلة التي يحملها.

في الوقت نفسه، يشير قسطنطين أسمولوف، الباحث البارز في مركز الدراسات الكورية، في معهد الصين وآسيا الحديثة، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إلى أن تسميته بالقطار المصفح ليست دقيقة تماماً.

يقول الخبير: «بعض الناس لديهم فكرة مجنونة، مفادها أن كيم جونغ أون يركب في الواقع قطاراً مدرعاً، مثبتاً على برج مزود بمدافع وقاذفة صواريخ ومولد نبضات (أشعة زوتشيه) لحرق أدمغة من حوله».

ومن دون أن يوضح تفاصيل أكثر، يقول إن الإصرار على استخدام القطار «تكريم للتقاليد؛ لأنه جزء من استراتيجية القيادة». مع وزن القطار الثقيل جداً أصلاً، يكتسب القطار وزنا إضافياً مع سيارة الزعيم الكوري الشمالي من طراز «مرسيدس» التي تم تخصيص عربة منفصلة لها. هذه السيارة التي تسببت في وقت سابق في إثارة ضجة حول شركة «مرسيدس» التي كان عليها بعد أن ظهر الزعيم الكوري الشمالي قرب سيارته في صور تناقلتها وسائل إعلام، أن تبرر كيف وصلت سيارة «مايباخ» الباهظة الثمن إلى بيونغ يانغ، وكيف تمكنت من عبور حواجز العقوبات الكثيرة المفروضة على هذا البلد.


مقالات ذات صلة

تقرير: انتشار مقلق لـ«مقاومة المضادات الحيوية» في أوكرانيا

صحتك بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)

تقرير: انتشار مقلق لـ«مقاومة المضادات الحيوية» في أوكرانيا

ذكر تقرير جديد أن المستشفيات والمرافق الصحية في أوكرانيا تواجه «زيادة مثيرة للقلق» في حالات العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية وسط الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا زيلينسكي خلال زيارة إلى مجلس الشيوخ في 21 سبتمبر 2023 (أ.ب)

زيلينسكي يحث قواته على المبادرة في القتال مع الدخول في الشتاء وتقدم القوات الروسية شرقاً

واشنطن وكييف تتفقان على الإنتاج المشترك للأسلحة لـ«دعم حرب أوكرانيا من أجل الحرية والأمن».

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي يحث القوات الأوكرانية على المبادرة في القتال

حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قواته على أن يظلوا مبادرين في القتال، في الوقت الذي يبدو فيه أن روسيا تستحوذ على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم عنصر في الجيش الأوكراني في لواء المدفعية الخامس والخمسين يحمل قذيفة لمدفع هاوتزر ذاتي الحركة من طراز «قيصر» قبل إطلاق النار على القوات الروسية، وسط الغزو الروسي لأوكرانيا، بالقرب من بلدة أفدييفكا في منطقة دونيتسك، أوكرانيا في 31 مايو 2023 (رويترز)

روسيا تعوّل على تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا... وتترقّب فُرص مكاسب ميدانية

في حين بلغت المساعدات الغربية لأوكرانيا أدنى مستوى لها منذ الاجتياح الروسي في فبراير 2022، تترقب روسيا فرصتها في محاولة لتحقيق انتصارات في الميدان الأوكراني.

شادي عبد الساتر (بيروت)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)

مستشار ألمانيا يتعهد بمواصلة دعم أوكرانيا بالمال والسلاح

تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس باستمرار دعم بلاده لأوكرانيا في حربها الدفاعية ضد روسيا وذلك رغم أزمة الموازنة الحالية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مسؤولون أوروبيون يحذرون من تنامي خطر الإرهاب خلال موسم العطلات

صورة أرشيفية التُقطت في 14 مارس 2008 تظهر الشرطة البريطانية المسلحة تقوم بدوريات في المبنى رقم 5 في مطار هيثرو بلندن بعد تهديد إرهابي (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية التُقطت في 14 مارس 2008 تظهر الشرطة البريطانية المسلحة تقوم بدوريات في المبنى رقم 5 في مطار هيثرو بلندن بعد تهديد إرهابي (أ.ف.ب)
TT

مسؤولون أوروبيون يحذرون من تنامي خطر الإرهاب خلال موسم العطلات

صورة أرشيفية التُقطت في 14 مارس 2008 تظهر الشرطة البريطانية المسلحة تقوم بدوريات في المبنى رقم 5 في مطار هيثرو بلندن بعد تهديد إرهابي (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية التُقطت في 14 مارس 2008 تظهر الشرطة البريطانية المسلحة تقوم بدوريات في المبنى رقم 5 في مطار هيثرو بلندن بعد تهديد إرهابي (أ.ف.ب)

حذر رؤساء الاستخبارات الفرنسية والألمانية من خطر «الذئاب المنفردة» التي استفزتها الحرب الإسرائيلية ضد «حماس».

وحذر مسؤولون أمنيون ألمان وفرنسيون من تنامي خطر الاعتداءات الإرهابية التي يشنها متطرفون خلال عطلة عيد الميلاد وعيد «حانوكا» اليهودي، خاصة من قبل ما يعرف بـ«الذئاب المنفردة» التي استفزتها الحرب الإسرائيلية ضد جماعة «حماس».

عناصر من الشرطة البريطانية (متداولة)

وقال توماس هالدينوانغ، رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية، في بيان، إن «الخطر حقيقي، وأكبر مما كان عليه منذ فترة طويلة». وأفاد مسؤولون بأن الدعم الذي تتلقاه «حماس» الآن من منظمات إرهابية مثل «القاعدة» و«داعش» شكل عاملاً مهماً في زيادة مستوى التهديد.

وأشار نيكولاس ليرنر، رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية الفرنسية، في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، إلى أن «داعش» بطبيعتها تتسم بالنفور تجاه القضايا القومية، مثل قضية «حماس»، لكنها الآن تدعو بقوة إلى التضامن مع «الإخوة الفلسطينيين».

باقات زهور خلال دقيقة صمت على ضحايا التفجير في مانشستر عام 2017 (أ.ف.ب)

من ناحيتها، تأهبت أوروبا للعنف منذ أن شنت «حماس» حملتها الدموية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وردت إسرائيل بقصف وغزو مدينة غزة. وغالباً ما كان للحروب في الشرق الأوسط آثارها غير المباشرة على أوروبا، خاصة في البلدان التي يعيش بها عدد كبير من المسلمين واليهود، مثل فرنسا وألمانيا، بحسب تقرير لصحيفة «الفاينانشال تايمز» البريطانية الأحد.

وفي بيان علني غير معتاد من ست صفحات، الأسبوع الماضي، قال هالدينوانغ رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية، إن خطر هجوم متطرف في ألمانيا قد تزايد منذ فترة طويلة، لكن الطريقة غير المسبوقة التي «تعامل بها» تنظيما «القاعدة» و«داعش» مع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني أعطت مستوى التهديد «شكلاً جديداً».

في غضون ذلك، أثار «تدفق الصور على وسائل التواصل الاجتماعي» التي تظهر الحرب في غزة، «استجابة عاطفية للغاية» من قبل الشباب الذين أصبح بعضهم أكثر تقبلاً للرسائل العنيفة للجماعات الإرهابية. وأشار هالدينوانغ إلى أن «هذا يمكن أن يؤدي إلى تطرف البعض ودفعهم إلى التعامل بمفردهم بمهاجمة أهداف سهلة عبر وسائل بدائية».

وشهدت أوروبا بالفعل زيادة في وتيرة الاعتداءات منذ هجوم «حماس» الأخير؛ إذ طعن شاب من أصل شيشاني يبلغ من العمر 20 عاماً مدرساً في مدرسة ثانوية حتى الموت في بلدة أراس بشمال فرنسا في 13 أكتوبر. وبعد الحادثة بثلاثة أيام، قتل رجل تونسي بالرصاص اثنين من مشجعي كرة القدم السويديين في بروكسل.

وفي الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، لقي سائح ألماني كان يسير بالقرب من برج «إيفل» مصرعه، في اعتداء مميت بسكين ومطرقة نفذه شاب فرنسي من أصل إيراني يبلغ من العمر 26 عاماً، كان قد قضى في السابق أربع سنوات في السجن بتهمة التخطيط لاعتداء إرهابي. وقال للشرطة عقب اعتقاله: «لم أعد قادراً على تحمل رؤية المسلمين يموتون في أفغانستان وفلسطين»، بحسب تصريح لوزير الداخلية الفرنسي جيجرالد دارمانين.

وجاء الاعتداء الأخير ليلقي الضوء على قضية شائكة تتعلق بما يتعين فعله حيال المعتقلين المدانين بجرائم إرهابية المؤهلين للإفراج عنهم. في فرنسا، على سبيل المثال، جرى إطلاق سراح نحو 380 سجيناً منذ عام 2018، ومن المتوقع الإفراج عن مجموعة تضم 35 العام المقبل.


لافروف: هجمات «حماس» لا تبرر معاقبة إسرائيل للفلسطينيين

الدخان يتصاعد فوق المباني أثناء القصف الإسرائيلي على خان يونس اليوم (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد فوق المباني أثناء القصف الإسرائيلي على خان يونس اليوم (أ.ف.ب)
TT

لافروف: هجمات «حماس» لا تبرر معاقبة إسرائيل للفلسطينيين

الدخان يتصاعد فوق المباني أثناء القصف الإسرائيلي على خان يونس اليوم (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد فوق المباني أثناء القصف الإسرائيلي على خان يونس اليوم (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الأحد)، إنه من غير المقبول أن تستخدم إسرائيل الهجوم الذي شنته «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، مبرراً لعقاب جماعي للشعب الفلسطيني، ودعا إلى مراقبة دولية على الأرض في غزة.

ودخلت دبابات إسرائيلية صوب وسط خان يونس اليوم (الأحد)، في توغل جديد كبير بقلب المدينة الرئيسية بجنوب قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن «استيائه» من تصويت موسكو لصالح قرار في مجلس الأمن الدولي، وفق ما أعلن مكتبه. وقال نتنياهو في بيان، إنه تحدث إلى بوتين اليوم، و«أعرب عن استيائه من المواقف التي أعرب عنها الممثلون الروس ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، وغيرها من المحافل». واستخدمت الولايات المتحدة الجمعة، حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار.

وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً باللوم في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية على فشل الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط لسنوات، بينما يهدف إلى جعل روسيا لاعباً مهماً له علاقات مع جميع الأطراف الفاعلة الرئيسية في المنطقة.


بوتين يتقدم... على طريق القياصرة


بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
TT

بوتين يتقدم... على طريق القياصرة


بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)

لم يحمل إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزمه الترشح لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات المقررة ربيع العام المقبل جديداً بالنسبة إلى الداخل الروسي أو إلى العالم. فقد وضعت التوقعات هذا السيناريو منذ أن تم إقرار التعديلات الدستورية عام 2020، التي «صفّرت العداد» بالنسبة إلى فترات حكم بوتين، وفتحت أمامه المجال عملياً للبقاء على سدة الحكم «مدى الحياة».

الرئيس الذي يبلغ حالياً من العمر 71 سنة، والذي قاد البلاد بشكل مباشر منذ عام 2000، بما في ذلك خلال تولي نائبه السابق ديمتري مدفيديف منصب الرئاسة بين عامي 2008 و2012، سيكون قادراً على أن يتربع على عرش الكرملين حتى عام 2036 في ولايتين «جديدتين»، تستمر كل منهما 6 سنوات وفقاً للتعديل الدستوري.

وبذلك يستعد «زعيم الأمة» الروسية المعاصرة، كما يحلو لأنصاره أن يطلقوا عليه، لأن يدخل التاريخ إلى جانب القياصرة الذين عمّروا في الحكم طويلاً.

وانشغل في «استعادة أمجاد» الدولة. ومع ابتعاده تدريجياً خلال السنوات الأخيرة عن امتداح الدولة السوفياتية، فإن المقاربات التي يجريها أنصار بوتين حالياً تقوم على مقارنة عهده بكبار الزعماء الذين تربعوا على العرش طويلاً، من إيفان العظيم الذي تربع 43 سنة على العرش، إلى فاسيلي الثالث الذي قضى نحو ثلاثة عقود في السلطة.


زيلينسكي يحث قواته على المبادرة في القتال مع الدخول في الشتاء وتقدم القوات الروسية شرقاً

جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يحث قواته على المبادرة في القتال مع الدخول في الشتاء وتقدم القوات الروسية شرقاً

جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
جانب من اجتماع ضم الأمين العام لـ«الناتو» وبلينكن وكاميرون في بروكسل الشهر الماضي (إ.ب.أ)

بسبب المخاطر التي قد تواجهها حزمة مساعدات طارئة لكييف في الكونغرس الأميركي والتي تتزامن مع تقارير حول استحواذ روسيا على مزيد من الأراضي في شرق لأوكرانيا بعد تعثر الهجوم المضاد وازدياد المصاعب على الجبهة في فصل الشتاء، حث الرئيس فولوديمير زيلينسكي قواته على أن يظلوا مبادرين في القتال.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يناقش العمليات العسكرية مع القادة العسكريين وتأثير نقص السلاح على المعركة مع روسيا (أ.ب)

وعرقل الجمهوريون في الكونغرس الأميركي الأسبوع الحالي مشروع قانون رئيسي كان من شأنه أن يوفر مساعدة لأوكرانيا بقيمة 66 مليار دولار، مطالبين بأن تشدد الإدارة الأميركية الإجراءات الحدودية في جنوب الولايات المتحدة ضد مهاجري أميركا اللاتينية.

وقال زيلينسكي في وقت متأخر ليلة الجمعة في خطابه الدوري للأمة: «مهمة بلادنا - حتى الآن في الشتاء بغض النظر مدى الصعوبة التي قد تكون عليها - هى إظهار القوة وألا ندع العدو يأخذ زمام المبادرة وألا ندعهم يتحصنون»، وفق وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

زيلينسكي طالب بمزيد من الأسلحة قبل حلول فصل الشتاء (إ.ب.أ)

وتابع: «نواصل عمل سياستنا الخارجية النشط لجلب المكاسب لأوكرانيا في الدفاع والتمويل الكلي والقوة السياسية والتحفيزية»، مضيفاً أنه التقى كبار قادته لمعرفة آخر مستجدات المعارك، الجمعة. وقال زيلينسكي: «أي شخص يدافع عن الحرية يحتاج لأن يشعر بأنه ليس بمفرده... يجب أن يتحد العالم الحر».

بينما ذكرت وزارة التجارة الأميركية، الجمعة، أن حكومتي أميركا وأوكرانيا تعتزمان العمل معاً من كثب، حول إنتاج أسلحة، لـ«دعم حرب أوكرانيا من أجل الحرية والأمن». وأفاد بيان صحافي بأن الدولتين وقّعتا على بيان نيات، بشأن «الإنتاج المشترك وتبادل البيانات الفنية». ويتعين أن يغطي الاتفاق الاحتياجات العاجلة للجيش الأوكراني، في مجالات أنظمة الدفاع الجوي والإصلاح والصيانة بالإضافة إلى إنتاج ذخائر.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

وتأتي الصفقة نتيجة لمؤتمر، عُقد في واشنطن، هذا الأسبوع، حضره أكثر من 300 ممثل عن الصناعة والحكومة الأميركية والأوكرانية. وذكرت وزارة التجارة أن أميركا شكَّلت أيضاً فريقاً يضم وزارات الخارجية والدفاع والتجارة، لدعم الصناعة والشركاء الآخرين، الذين يسعون للحصول على إرشادات بشأن الصفقات المحتملة، بالإضافة إلى متطلبات التصدير لصناعة الدفاع الأوكرانية.

وتزود واشنطن وشركاء في مجال الصناعة أوكرانيا ببيانات فنية لتحسين أنظمة الدفاع الجوي القديمة في البلاد بذخائر غربية، وفق الوزارة.

يُذكر أن الولايات المتحدة أكبر دولة داعمة لأوكرانيا؛ حيث قدّمت مساعدات أمنية بأكثر من 40 مليار دولار لتمكينها من التصدي للغزو الروسي منذ فبراير (شباط) 2022.

وقالت سيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا إن بلادها سوف تواجه «خطراً مميتاً» حال تراجع الغرب عن تقديم الدعم المالي للتصدي للقوات الروسية.

وقالت زيلينسكا إن الشعب في بلادها سوف يُترك للموت حال سئم العالم تقديم المساعدات، وذلك في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، في وقت تضغط فيه بريطانيا على الجمهوريين بأميركا للموافقة على إرسال مساعدات لكييف.

زيلينسكي خلال زيارة إلى مجلس الشيوخ في 21 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

وخلال زيارته للولايات المتحدة، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الجمهوريين هناك من أن التوقف عن تقديم دعم مالي جديد سوف يكون «هدية عيد الميلاد» (الكريسماس) للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

ويتصاعد قلق الحلفاء في الغرب إزاء الدعم بالغ الأهمية لأوكرانيا كي تواصل التصدي للغزو الروسي، وسط إمكانية عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وفي معرض حديث لبرنامج «صنداي» السياسي على شبكة «بي بي سي» قالت زيلينسكا: «نحن نحتاج حقاً للمساعدة. وبكلمات بسيطة لا يمكننا أن نسأم من هذا الوضع، لأنه إذا سئمنا فسنموت». وأضافت: «وببساطة، إذا سئم العالم، فسوف يتركنا نموت».

وتعهد المستشار الألماني أولاف شولتز باستمرار دعم بلاده لأوكرانيا في حربها الدفاعية ضد روسيا وذلك رغم أزمة الموازنة الحالية. وفي الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر الاتحادي لحزبه الاشتراكي الديمقراطي، قال شولتز في برلين، السبت، إن ألمانيا ستواصل مساعدة أوكرانيا بالمال والسلاح.

وفي إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال شولتز إنه «لا ينبغي، ولا يجوز له، أن يتوقع أننا سنتراخى».

وأعرب المستشار الألماني عن اعتقاده أنه يجب على بلاده أن تكون قادرة على استئناف المساعدات، وربما تقديم شيء أكبر، مشيراً إلى أنه سيتخذ قرارات «من شأنها أن تبقي علينا في وضع يسمح لنا بمواصلة القيام بهذا».

وتعد ألمانيا حالياً ثاني أكبر داعم لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وقد وردت ألمانيا أسلحة بكم كبير إلى أوكرانيا، ومن بينها دبابات قتالية وقطع مدفعية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي.

نددت أوكرانيا بشدة، السبت، بالخطط الروسية لإجراء انتخابات رئاسية في الربيع المقبل على الأراضي التي تحتلها موسكو، ووصفتها بأنها «لاغية وباطلة»، وتعهدت بمقاضاة أي مراقبين يرسلون لمراقبتها. وقرر مجلس الاتحاد الروسي، المجلس الأعلى بالبرلمان، قبل أيام إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد في مارس (آذار) المقبل، وقالت رئيسة المجلس فالنتينا ماتفيينكو إن السكان في 4 مناطق أوكرانية محتلة سيتمكنون من التصويت لأول مرة في الانتخابات.

وأعلنت روسيا ضم مناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون في شرق وجنوب أوكرانيا خلال استفتاءات أجريت العام الماضي، ورفضتها كييف والغرب ووصفاها بأنها صورية. ومع ذلك، لا تسيطر روسيا بشكل كامل على أي من المناطق الأربع. كما استولت موسكو على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود من أوكرانيا في عام 2014.

بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكسندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان، كما نقلت عنها «رويترز»: «ندعو المجتمع الدولي إلى التنديد بحزم باعتزام روسيا إجراء انتخابات رئاسية في الأراضي الأوكرانية المحتلة، وفرض عقوبات على المشاركين في تنظيمها وسير أعمالها». كما حذرت الدول من إرسال مراقبين إلى «الانتخابات الزائفة»، قائلة إن المخالفين «سيواجهون مسؤولية جنائية».

وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو (يمين) مع الرئيس فلاديمير بوتين وقائد الجيش فاليري غيراسيموف (أ.ف.ب)

وقالت الوزارة: «أي انتخابات تجري في روسيا لا علاقة لها بالديمقراطية. إنها مجرد أداة لإبقاء النظام الروسي في السلطة». وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، ترشحه للرئاسة مجدداً، في خطوة من المتوقع أن تبقيه في السلطة حتى عام 2030 على الأقل.

على الصعيد الميداني، قالت السلطات الأوكرانية، السبت، إن مدنياً قُتل، وأصيب آخر بعد أن أسقطت قوات روسية عبوة ناسفة من طائرة مسيرة على بلدة في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا. وفتح ممثلو ادعاء تحقيقاً في جرائم حرب بشأن الحادث الذي وقع الساعة العاشرة صباحاً تقريباً في بلدة بيريسلاف. وقالت السلطات إن القتيل والمصاب كانا يسيران في الشارع وقت الهجوم. تشن القوات الروسية هجمات بشكل متكرر على الجزء الغربي من منطقة خيرسون، خصوصاً عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، منذ انسحابها عبر نهر دنيبرو أواخر العام الماضي.


بوتين يستعد لتسجيل اسمه بين الحكام الأطول عمراً على عرش الكرملين

بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
TT

بوتين يستعد لتسجيل اسمه بين الحكام الأطول عمراً على عرش الكرملين

بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
بوتين يلقي خطاباً في قاعة «ألكساندر» بالكرملين في ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)

لم يحمل إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزمه الترشح لولاية رئاسية جديدة، في الانتخابات المقررة ربيع العام المقبل، جديداً بالنسبة إلى الداخل الروسي أو إلى العالم. كل التوقعات كانت قد وضعت هذا السيناريو منذ أن تم إقرار التعديلات الدستورية في عام 2020، التي «صفّرت العداد» بالنسبة إلى فترات حكم بوتين، وفتحت أمامه المجال عملياً للبقاء على سدة الحكم «مدى الحياة».

والرئيس الذي يبلغ حالياً من العمر 71 سنة، والذي قاد البلاد بشكل مباشر منذ عام 2000، بما في ذلك خلال تولي نائبه السابق ديمتري مدفيديف منصب الرئاسة بين عامي 2008 و2012، سيكون قادراً على أن يتربع على عرش الكرملين حتى عام 2036 في ولايتين «جديدتين»، تستمر كل منهما 6 سنوات وفقاً للتعديل الدستوري.

«زعيم الأمة الروسية»

وعلى الرغم من ازدياد التقارير الغربية عن إصابة بوتين بأمراض متنوعة قد تعرقل طموحاته في إمساك دفة القيادة لفترة طويلة مقبلة، لكن لم تظهر في روسيا أي مؤشرات إلى صحة تلك التقارير. والرئيس «الرياضي» منذ نعومة أظفاره، والملتزم تماماً بتعليمات أطبائه، يبدو في حال صحية تسمح له بـ«تكرار خوض الانتخابات لمرات عدة» كما يؤكد أنصاره.

يستعد «زعيم الأمة» الروسية المعاصرة، كما يحلو لأنصاره أن يطلقوا عليه، لأن يدخل التاريخ إلى جانب القياصرة الذين عمروا في الحكم طويلاً. للأمر هنا جانبان، فإلى جانب نجاحه مثل القياصرة الكبار في ترسيخ استقرار سياسي لعقود، بفضل إصلاحات داخلية ترافقت مع استخدام القبضة الفولاذية ضد الخصوم ما جعل فترة حكمه مديدة، انشغل أيضاً في «استعادة أمجاد» الدولة القوية التي «قد لا يحبها الآخرون كثيراً لكنهم، بالتأكيد سوف يرهبونها»، وفقاً لتعبير متداول بكثرة حالياً.

حلم بوتين دائماً في أن يكتب التاريخ اسمه في صفحات صانعي إنجازات تاريخية، مثل بطرس الأكبر باني الإمبراطورية الروسية، أو يكاترينا الثانية صاحبة الفضل في توسيع أرجاء الملك وهزيمة الأعداء «التاريخيين» للدولة الروسية.

عرش القياصرة

لطالما كرر الزعيم المتربع على عرش القياصرة عبارات أو استشهادات بأقوال أو أفعال أسلافه على العرش. ومع ابتعاده تدريجياً خلال السنوات الأخيرة عن امتداح الدولة السوفياتية، بل وتحوله إلى توجيه انتقادات مريرة ضدها في مواقع عدة، فإن المقاربات التي يجريها أنصاره حالياً تقوم على مقارنة عهده بكبار الزعماء الذين تربعوا على العرش طويلاً، من إيفان العظيم الذي تربع 43 سنة على العرش، إلى فاسيلي الثالث الذي قضى نحو ثلاثة عقود في السلطة، وصولاً إلى حكم إيفان الرهيب الذي قاد البلاد بقبضة من حديد ونار لأربعة عقود، قبل أن يخلفه أليكسي الأول الذي تولى الحكم وهو طفل رضيع.

بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو (يسار) يتجهان لمتابعة تدريب عسكري في لينينغراد في مارس 2014 (أ.ف.ب)

يشبه بعض الخبراء، عهد بوتين خلال ربع قرن تقريباً من حكمه بتلك العهود، لجهة أن الرئيس الذي واجه وضعاً داخلياً منهاراً وقاد بلداً على حافة التفكك سرعان ما رسم ملامح سياسة داخلية صارمة، وقاد رزمة إصلاحات اجتماعية وسياسية وأعاد ترتيب هيكل الحكم ليمسك كل مفاتيح القرار بيده. وهو في كل هذا كرر سياسات أسلافه من القياصرة. كما أن اعتماده على القوة العسكرية شكلت أمتدادا أيضاً لذلك النهج.

ومع مواجهته في بداية حكمه حرباً داخلية بقوة وصرامة، فهو خاض طوال سنوات حكمه حتى الآن مواجهات خارجية ضارية توسعت خلالها حدود سيطرة روسيا، بدأت في جورجيا عام 2008 ولم تنتهِ بعد في أوكرانيا.

تاريخ من التوسع الجغرافي... والسياسي

وللمقارنات، فقد انشغل إيفان الثالث (العظيم) بتوسيع أراضي روسيا، وازدادت في عهده مساحة دولة موسكو من 400 ألف كيلومتر مربع إلى ما يزيد على مليوني كيلومتر مربع. وكان إيفان الثالث يضم الأراضي إلى دولته من خلال اتباع طرق دبلوماسية ماهرة وشراء الأراضي أو عبر الاستحواذ عليها باستخدام القوة. وتم في عهده اعتماد شعار الدولة المعروف حتى اليوم، وهو عبارة عن نسر ذي رأسين، الأمر الذي كان يعني آنذاك أن موسكو تعتبر نفسها روما الثالثة، أو بالأحرى وارثة للقسطنطينية الساقطة وروما المهدمة، على حد تعبير فيلوفيه الراهب من مدينة بيسكوف.

أما إيفان الرابع، المعروف باسم إيفان الرهيب، فقد اتبع سياسة توسعية خرجت عن حدود محيط موسكو، كانت تهدف إلى السيطرة بين بحر البلطيق وبحر قزوين. ولذلك خاض القيصر حروباً توسعت بنتيجتها روسيا، لتصبح إمبراطورية مترامية الأطراف. وضم كازان بقوة عسكرية طاغية، وتمكن من احتلال أستراخان، وأصبح بذلك نهر الفولغا قناة روسية بحتة تسهل الوصول إلى بحر قزوين، ومهدت الطريق للاحتلال الروسي إلى ما خلف الأورال.

بوتين مخاطباً مواطنيه خلال احتفال في الساحة الحمراء بضمّ 4 مناطق أوكرانية في سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)

وكان هدف إيفان الرهيب العسكري الرئيسي حُكم بولندا والسويد، وإقامة علاقات مع أوروبا، لكنه فشل في حروبه مع بلدان أوروبا، خاصة ليتوانيا وبولندا.

أما المرحلة الثانية التي ألهمت بوتين كثيراً، فهي تمثلت في عهد بطرس الأكبر الذي حكم البلاد 36 سنة، حوّل خلالها القيصرية الروسية إلى إمبراطورية مترامية الأطراف، وباتت تعد إحدى أهم القوى على مستوى أوروبا. وهو مؤسس مدينة سان بطرسبرغ، التي ظلت عاصمةً لروسيا على مدى أكثر من قرنين.

انتهج بطرس الأكبر سياسة ثقافية جديدة للدولة، وأراد تغيير أذواق الروس وتعريفهم بالتراث الثقافي الأوروبي، إذ أمر رجال حاشيته ومستشاريه بأن يحلقوا لحاهم، فامتعضوا كثيراً لأن اللحية كانت «مقدسة» لديهم. فطلب اثنين من الحلاقين وراح يقص اللحى بنفسه، كما أمر نساء الحاشية بتقصير أثوابهن. وقد أقام بطرس الأكبر للمرة الأولى تجارة روسيا مع منطقتي آسيا الوسطى والدولة الفارسية، منفتحاً على الحدود الجنوبية ومنطقة القوقاز التي سرعان ما دخلت أجزاء منها تحت سلطة القياصرة، طوعاً أو عبر التوسع العسكري.

المفارقة أن بطرس الأكبر بينما كان يقاتل في غرب البلاد إمبراطورية السويد، ويتوسع جغرافياً في المناطق الذي باتت أوكرانيا الحديثة حالياً، انفتح على أوروبا لتطوير دولته، وأدخل كثيراً من الفنون الغربية والأساليب المعمارية إلى البلاد. كما زار إنجلترا وهولندا عندما كان شاباً، وكان يتنكر أحياناً ويعمل في بناء السفن، فأسس جيشاً حديثاً وبنى أسطولاً بحرياً عظيماً لروسيا.

حقائق

الجيش والأسطول

إحدى العبارات الأكثر تردداً في عهد بوتين، وتعود إلى الإمبراطور ألكسندر الثالث الذي قال إن لروسيا «حليفين فقط، هما الجيش والأسطول».

وبين القياصرة الأطول عمراً في الحكم، الذين ألهموا بوتين كثيراً الإمبراطورة يكاترينا الثانية، التي حكمت البلاد 33 سنة قضتها في توسيع حُدود إمبراطوريَّتها والسيطرة على المزيد من الأراضي المُجاورة، بِالطُرق العسكريَّة تارةً وبِالدبلوماسيَّة تارةً أُخرى.

تمثال الإمبراطورة يكاترينا الثانية في بوشكين بروسيا (شاترستوك)

وتمكَّنت كاترين الثانية من سحق خانيَة القرم المُسلمة المُوالية لِلدولة العُثمانيَة وألحقت القرم للمرة الأولى بسلطة الدولة الروسية، كما شجَّعت الحركات الثوريَّة في البلقان ضدَّ العُثمانيين ودعمت بعض الوُلاة العاصين في المشرق، مثل علي بك الكبير والي مصر وظاهر العمر والي صيدا، وقد وصلت جيوشها إلى بيروت للمرة الأولى في تاريخ روسيا.

أمَّا في الشرق، فقد شرع الروس في عهدها باستيطان آلاسكا، مُؤسسين بِذلك إقليم «أميركا الروسيَّة»، وهو الإقليم الذي ظل عملياً تحت سيطرة روسيا حتى عام 1867 عندما «باعه» الإمبراطور ألكسندر الثالث إلى الأميركيين بمبلغ 7.2 مليون دولار.

وهذا الإمبراطور هو صاحب العبارة الشهيرة بأن لروسيا «حليفين فقط، هما الجيش والأسطول»، وهي العبارة الأكثر تردداً في عهد بوتين. لكن من مفارقات التاريخ أن صاحب العبارة خاض أقل قدر من الحروب الخارجية، حتى سمي في التاريخ «صانع السلام».


زيلينسكي يحث القوات الأوكرانية على المبادرة في القتال

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يحث القوات الأوكرانية على المبادرة في القتال

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قواته على أن يظلوا مبادرين في القتال، في الوقت الذي يبدو فيه أن روسيا تستحوذ على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا، ونظراً لأن تصويتاً في الكونغرس الأميركي بشأن مساعدات طارئة لكييف محفوف بالمخاطر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وقال زيلينسكي في وقت متأخر، ليلة الجمعة، في خطابه الدوري للأمة: «مهمة بلادنا - حتى الآن في الشتاء بغض النظر عن مدى الصعوبة التي قد تكون عليها - هي إظهار القوة، وألا ندع العدو يأخذ زمام المبادرة، وألا ندعهم يتحصنون»، وفق وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يزور الجنود على خط المواجهة في منطقة خاركيف (د.ب.أ)

وتابع: «نواصل عمل سياستنا الخارجية النشط لجلب المكاسب لأوكرانيا في الدفاع والتمويل الكلي والقوة السياسية والتحفيزية»، مضيفاً أنه التقى كبار قادته لمعرفة آخر مستجدات المعارك، الجمعة.

ومنع الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي مساعدة لأوكرانيا بقيمة 66 مليار دولار، مطالبين بأن تشدد الإدارة الأميركية الإجراءات الحدودية في جنوب الولايات المتحدة ضد مهاجري أميركا اللاتينية.

وقال زيلينسكي: «أي شخص يدافع عن الحرية يحتاج لأن يشعر بأنه ليس بمفرده... يجب أن يتحد العالم الحر».


مستشار ألمانيا يتعهد بمواصلة دعم أوكرانيا بالمال والسلاح

المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)
TT

مستشار ألمانيا يتعهد بمواصلة دعم أوكرانيا بالمال والسلاح

المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)

تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس باستمرار دعم بلاده لأوكرانيا في حربها الدفاعية ضد روسيا وذلك رغم أزمة الموازنة الحالية، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وفي الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر الاتحادي لحزبه الاشتراكي الديمقراطي، قال شولتس في برلين، اليوم (السبت)، إن ألمانيا ستواصل مساعدة أوكرانيا بالمال والسلاح.

وفي إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال شولتس إنه «لا ينبغي، ولا يجوز له، أن يتوقع أننا سنتراخى».

وأعرب المستشار الألماني عن اعتقاده أنه يجب على بلاده أن تكون قادرة على استئناف المساعدات، وربما تقديم شيء أكبر، مشيراً إلى أنه سيتخذ قرارات «من شأنها أن تبقي علينا في وضع يسمح لنا بمواصلة القيام بهذا».

وتعد ألمانيا حالياً ثاني أكبر داعم لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وقد ورّدت ألمانيا أسلحة بكمّ كبير إلى أوكرانيا، ومن بينها دبابات قتالية وقطع مدفعية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي.


أذربيجان أمّنت «التوافق» لاستضافة مؤتمر المناخ في 2024

شخص يخرج من جناح أذربيجان في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) (أ.ب)
شخص يخرج من جناح أذربيجان في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) (أ.ب)
TT

أذربيجان أمّنت «التوافق» لاستضافة مؤتمر المناخ في 2024

شخص يخرج من جناح أذربيجان في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) (أ.ب)
شخص يخرج من جناح أذربيجان في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) (أ.ب)

أعلن وزير البيئة الأذربيجاني اليوم (السبت) في دبي خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ أن الطريق بات مفتوحاً أمام بلاده لتنظيم النسخة التاسعة والعشرين من المؤتمر في عام 2024، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

وقال مختار باباييف في كلمة ألقاها أمام مؤتمر المناخ الثامن والعشرين «يسرني أن أعلن أن هناك توافقاً عاماً حول ترشيح أذربيجان لاستضافة مؤتمر (كوب29)».

وأضاف «نعرب عن خالص امتناننا للتأييد الذي عبرت عنه كافة الدول ولا سيما دول أوروبا الشرقية والإمارات، الدولة المضيفة. ونحن نتعهد بالعمل على نحو يشمل الجميع وأن نتعاون مع الجميع من أجل نجاح مؤتمر (كوب29)».

أزيلت العقبة من أمام تولي الدولة المنتجة للنفط رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ بعد إعلان أرمينيا تأييدها تنظيم أذربيجان له.

أصدرت الدولتان القوقازيتان اللتان خاضتا حربهما الأخيرة عام 2020 وما زالت حدودهما تشهد حوادث مسلحة، بياناً مشتركاً الخميس أعلنتا فيه أن أرمينيا تسحب ترشيحها لتنظيم مؤتمر الأطراف المقبل وتؤيد ترشيح أذربيجان، بعد أن عطل ترشُّح البلدين التقدم في العملية.

تُنظم مؤتمرات الأطراف كل عام في منطقة إقليمية مختلفة. لهذا العام، اختارت آسيا دولة الإمارات، والعام المقبل هو دور أوروبا الشرقية التي يتعين على دولها أن تتفق فيما بينها، وفقا لإجراءات الأمم المتحدة. وعارضت روسيا اختيار بلغاريا العضو في الاتحاد الأوروبي.

وصباح الجمعة، أعلنت بلغاريا سحب ترشيحها «بحسن نية».

ويتعين خلال المؤتمر الحالي الذي يُختتم الثلاثاء الموافقة على تنظيم أذربيجان مؤتمر العام المقبل.


الاتحاد الأوروبي يتفق على قواعد أكثر صرامة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي يشير عادة إلى التطبيقات التي تعتمد على تعلم الآلات والتي تقوم خلالها البرامج بعمليات بحث في كميات كبيرة من البيانات (رويترز)
الذكاء الاصطناعي يشير عادة إلى التطبيقات التي تعتمد على تعلم الآلات والتي تقوم خلالها البرامج بعمليات بحث في كميات كبيرة من البيانات (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يتفق على قواعد أكثر صرامة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي يشير عادة إلى التطبيقات التي تعتمد على تعلم الآلات والتي تقوم خلالها البرامج بعمليات بحث في كميات كبيرة من البيانات (رويترز)
الذكاء الاصطناعي يشير عادة إلى التطبيقات التي تعتمد على تعلم الآلات والتي تقوم خلالها البرامج بعمليات بحث في كميات كبيرة من البيانات (رويترز)

سيتم تطبيق قواعد أكثر صرامة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي في المستقبل، حيث اتفق مفاوضون من البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء على قانون جديد مساء أمس (الجمعة) بعد مفاوضات طويلة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

ووصف البرلمان الأوروبي القانون بأنه أول قانون من نوعه في العالم.

ويشير الذكاء الاصطناعي عادة إلى التطبيقات التي تعتمد على تعلم الآلات، والتي تقوم خلالها البرامج بعمليات بحث في كميات كبيرة من البيانات بحثا عن نتائج مطابقة وتستخلص استنتاجات منها. وهي تستخدم بالفعل في العديد من المجالات، مثل تقييم صور التصوير المقطعي بالكمبيوتر بشكل أسرع وأكثر دقة من الإنسان، وكذلك السيارات ذاتية القيادة وروبوتات الدردشة.

وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت القانون في أبريل (نيسان) عام 2021.

وبموجب القانون، سيتم تصنيف أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجموعات خطر مختلفة.

وكلما زاد الخطر المحتمل من أي تطبيق، زادت المتطلبات. ويأمل الاتحاد في أن يتم نسخ هذه القواعد وتطبيقها في جميع أنحاء العالم.

وكانت ألمانيا وفرنسا قد دعتا في السابق إلى تنظيم تطبيقات محددة من الذكاء الاصطناعي، ولكن ليس التكنولوجيا الرئيسية نفسها. ومع ذلك، فإن القواعد المقررة بشأن التعرف على الوجه باستخدام الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال لأغراض الأمن القومي، قد أثارت الجدل.


بتهمة اختلاس أموال للاتحاد الأوروبي... قرار بمحاكمة مارين لوبن في فرنسا

زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن (رويترز)
زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن (رويترز)
TT

بتهمة اختلاس أموال للاتحاد الأوروبي... قرار بمحاكمة مارين لوبن في فرنسا

زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن (رويترز)
زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن (رويترز)

أمر مدَّعون عامون فرنسيون بمحاكمة زعيمة اليمين المتطرف في البلاد، مارين لوبن، بتهمة استخدام أموال «الاتحاد الأوروبي» لتمويل نشاطات حِزبها، وفقاً لما نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وستنضم المرشحة الرئاسية السابقة إلى 26 عضواً من حزب التجمع الوطني في قفص الاتهام، حيث يخضع الجميع للمحاكمة بتهمة إعداد مخطط احتيالي للاستيلاء على أموال «الاتحاد الأوروبي» بهدف تمويل توظيف أشخاص في فرنسا.

وأشار التحقيق في قضية الوظائف المزيفة الذي فُتح عام 2015 إلى أن مخطط الوظائف المزيفة بدأ عام 2004، وشارك فيه نواب من حزب الجبهة الوطنية في البرلمان الأوروبي، بينهم لوبن.

ومن بين المتهمين الآخرين جان ماري لوبن، والد مارين والشريك المؤسس لحزب الجبهة الوطنية، أبرز أحزاب فرنسا اليمينية المتطرفة.

والحزب نفسه أيضاً، باعتباره كياناً قانونياً، مشتبَه فيه بتلقّي أموال غير شرعية والتواطؤ في الاحتيال.

ونافست مارين لوبن، الرئيس إيمانويل ماكرون في انتخابات عاميْ 2017 و2022 الرئاسية، ويحتمل أن تخوض السباق الرئاسي مجدداً عام 2027، وقد تزعمت حزبها حتى عام 2021 وتقود الآن تكتلاً برلمانياً.

والتُّهم الموجهة إليها هي الاختلاس والتواطؤ في الاحتيال. واتخذ قرارَ إحالتها على المحاكمة قاضيان من وحدة التحقيق في الجرائم المالية بفرنسا.

ولوبن وأعضاء حزبها متهمون باستخدام أموال البرلمان الأوروبي لدفع رواتب مساعدين عملوا، في الحقيقة، في حزب التجمع الوطني الذي كان يحمل سابقاً اسم «الجبهة الوطنية».

ونفت لوبن، التي استقالت من عضوية البرلمان الأوروبي عام 2017 بعد انتخابها نائبة في البرلمان الفرنسي، هذه الاتهامات.

ويمكن أن تصل عقوبة جرائم الاختلاس والاحتيال إلى السجن لمدة 10 سنوات، ودفع غرامة تصل إلى ضِعف الأموال المختلَسة.

كما يمكن للمحكمة، في حال إدانتها لوبن، أن تقضي بعدم أهليتها لتولّي منصب الرئاسة لمدة 10 سنوات، ما يهدد خطط ترشحها للمرة الرابعة.

وقدَّر برلمان «الاتحاد الأوروبي» عام 2018 قيمة الأموال المختلَسة بـ6.8 مليون يورو، في الفترة بين عاميْ 2009 و2017.