أول صورة للجنرال الروسي سوروفيكين منذ تمرد «فاغنر»

الظهور أثار تساؤلات حول ما إذا كان قد أُطلق سراحه

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمنح الجنرال سيرجي سوروفيكين، قائد القوات الروسية في أوكرانيا، وسام القديس جورج من الدرجة الثالثة، في مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في روستوف أون دون، روسيا في 31 ديسمبر 2022 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمنح الجنرال سيرجي سوروفيكين، قائد القوات الروسية في أوكرانيا، وسام القديس جورج من الدرجة الثالثة، في مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في روستوف أون دون، روسيا في 31 ديسمبر 2022 (رويترز)
TT

أول صورة للجنرال الروسي سوروفيكين منذ تمرد «فاغنر»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمنح الجنرال سيرجي سوروفيكين، قائد القوات الروسية في أوكرانيا، وسام القديس جورج من الدرجة الثالثة، في مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في روستوف أون دون، روسيا في 31 ديسمبر 2022 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمنح الجنرال سيرجي سوروفيكين، قائد القوات الروسية في أوكرانيا، وسام القديس جورج من الدرجة الثالثة، في مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في روستوف أون دون، روسيا في 31 ديسمبر 2022 (رويترز)

انتشرت خلال الساعات الأخيرة صورة يبدو أنها للجنرال الروسي سيرغي سوروفيكين، المعروف باسم «جنرال يوم القيامة»، وذلك في أول ظهور له منذ التمرد الفاشل لمجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة، بقيادة الراحل يفغيني بريغوجين، في يونيو (حزيران) الماضي، وفقا لصحيفة «الغارديان».

ونشرت الصحفيّة الروسية «كسينيا سوبتشاك»، صورة عبر تطبيق تليغرام، وعلقت عليها بالقول: «الجنرال سيرغي سوروفيكين حي وبصحة جيدة في منزله مع أسرته في موسكو. تم التقاط الصورة أمس (الاثنين)».

وأظهرت الصورة، التي لم يتم التحقق منها وأثارت تساؤلات بشأن مصيره وما إذا كان قد أطلق سراحه، رجلا يرتدي نظارة شمسية وقبعة يسير بجانب امرأة تشبه آنا زوجة سوروفيكين.

منظر يظهر زوجين يبدو أنهما الجنرال الروسي سيرجي سوروفيكين وزوجته آنا في مكان غير معروف، في هذه الصورة غير المؤرخة المنشورة في 4 سبتمبر 2023 (رويترز)

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم قالوا إنه يبدو أنه تم إطلاق سراح سوروفيكين، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت حركته مقيدة.

وشوهد سوروفيكين آخر مرة علناً في يوم التمرد، حيث ظهر في مقطع فيديو ناشد فيه المرتزقة المتمردين التوقف. ولم يتضح ما إذا كان قد تم اعتقاله بالفعل في ذلك الوقت.

وقال تقرير ثان نشره الصحافي الروسي المستقل البارز أليكسي فينيديكتوف على قناته على تليغرام: «الجنرال سوروفيكين في المنزل مع عائلته. إنه في إجازة وحاضر لوزارة الدفاع».

وترددت شائعات عن وضع سوروفيكين قيد الإقامة الجبرية أو استجوابه أو حتى وضعه في سجن ليفورتوفو سيئ السمعة، وفق «الغارديان».

وكان سوروفيكين، الذي حصل على لقب «جنرال يوم القيامة» خلال التدخل العسكري الروسي في سوريا، مسؤولاً لفترة وجيزة عن جهود موسكو الحربية في أوكرانيا. وفي الشهر الماضي، تم إعفاء سوروفيكين من قيادته للقوات الجوية الروسية، في أعلى مستوى لإقالة قائد عسكري بعد تمرد بريغوجين الفاشل في يونيو (حزيران).

أثار الدعم العلني الذي قدمه بريغوجين لسوروفيكين، الذي كان يُنظر إليه على أنه حليف لـ«فاغنر» في وزارة الدفاع الروسية، تساؤلات حول ما إذا كان هو أو غيره من كبار القادة قد ساعدوا في التمرد أو على الأقل كانت لديهم معرفة مسبقة بخطط بريغوجين.

توفي بريغوجين عندما تحطمت طائرته التجارية في 23 أغسطس (آب)، بعد شهرين من قيامه بتمرد مجهض ضد القادة العسكريين الروس، حيث سيطرت قوات «فاغنر» لفترة وجيزة على مدينة روستوف الجنوبية وتقدمت نحو موسكو.

وأدى اختفاء سوروفيكين إلى ظهور شائعات عن حملة تطهير أوسع نطاقا داخل الجيش، ومؤخرا حملة نفوذ قام بها مدونون عسكريون وقادة سابقون ومسؤولون روس لإعادة تأهيل سمعته.

وتحدثوا عن «خط سوروفيكين»، وهو الدفاعات العسكرية التي أنشأها سوروفيكين في أوكرانيا بعد أن سيطر على قوة الغزو الروسي في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حتى يناير (كانون الثاني)، والتي تم الاستشهاد بها على أنها ساعدت في صد الهجوم المضاد الصيفي الأوكراني.


مقالات ذات صلة

بريطانيا تصدر عقوبات جديدة على صلة بـ«فاغنر» الروسية

أوروبا بريطانيا تفرض 46 عقوبة جديدة على روسيا بما في ذلك على مواطنين لديهم صلات بمجموعة فاغنر (رويترز)

بريطانيا تصدر عقوبات جديدة على صلة بـ«فاغنر» الروسية

قالت الحكومة البريطانية، اليوم (الخميس)، إنها فرضت 46 عقوبة جديدة على روسيا بما في ذلك على مواطنين على صلة بمجموعة فاغنر العسكرية الروسية، وفق «رويترز».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا طوارق مع عناصر في الجيش الجزائري أثناء نقل جرحى إلى المستشفى (خبير عسكري جزائري)

الجزائر تطالب بعقوبات ضد مالي بعد هجوم شنته فوق أراضيها

طالبت الجزائر بإنزال عقوبات دولية على الحكومة المالية، بعد الهجوم الذي شنّه الجيش المالي على مواقع للطوارق المعارضين في بلدة تقع على الحدود مع الجزائر.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا عناصر من القوات التركية تتولى تدريب قوات ليبية (وزارة الدفاع التركية)

​تقارير أممية تكشف عن تورط تركيا في انتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا

كشفت تقارير للأمم المتحدة عن تورط شركة «سادات للاستشارات الدفاعية الدولية» التركية في انتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا وتجنيد آلاف المرتزقة السوريين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شمال افريقيا طوارق مع عناصر في الجيش الجزائري أثناء نقل جرحى إلى المستشفى (خبير عسكري جزائري)

قتلى وجرحى في هجوم للجيش المالي على مواقع للطوارق قرب بلدة جزائرية

القصف يدلّ على تصاعد التوتر منذ أن قرّر الحاكم العسكري في باماكو إلغاء «اتفاق السلام»، مطالباً الجزائر بـ«التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لمالي».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
خاص معمّر القذافي (رويترز)

خاص «تركة القذافي»... ليبيا منقسمة وعملية سياسية ميتة

تغيَّرت ليبيا كثيراً منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011. فشل الليبيون في إقامة نظام جديد أفضل منه. ولكن من هم المتنافسون على تركة القذافي؟

كميل الطويل (لندن)

الكرملين: دائرة ترمب تتحدّث عن سلام وبايدن يسعى للتصعيد

TT

الكرملين: دائرة ترمب تتحدّث عن سلام وبايدن يسعى للتصعيد

أوكراني في منطقة دمّرها هجوم صاروخي في أوديسا الاثنين (رويترز)
أوكراني في منطقة دمّرها هجوم صاروخي في أوديسا الاثنين (رويترز)

أعلن الكرملين، الاثنين، أنه لاحظ أن دائرة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تتحدّث عن خطة سلام محتملة بشأن أوكرانيا، في حين أن نظيرتها الحالية للرئيس جو بايدن لا تفعل ذلك، بل تسعى إلى تصعيد الصراع.

وأدلى المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بهذه التصريحات، رداً على طلب للتعليق على ما قاله مايك والتز الذي اختاره ترمب مستشاراً للأمن القومي، خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، الأحد.

وقال والتز إن ترمب «قلق للغاية» من تصعيد القتال بين روسيا وأوكرانيا، وإن الحرب يجب أن تنتهي «بشكل مسؤول».

رجل إنقاذ قرب مبنى أُصيب بصاروخ روسي في أوديسا الاثنين (رويترز)

وأشار والتز إلى ما وصفه بتدخل كوريا الشمالية وإيران في الصراع، واستخدام روسيا صاروخاً باليستياً فرط صوتي ضد أوكرانيا، وكذلك قرار بعض الدول الغربية بالسماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ زوّدتها بها لضرب مناطق داخل روسيا، وقال إن كوريا الجنوبية تدرس ما إذا كانت ستتدخل هي أيضاً في الصراع.

وقال والتز: «نحتاج إلى المناقشة بشأن من سيجلس على الطاولة، وما إذا كان اتفاقاً أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، ثم ما هو إطار الاتفاق».

وذكر بيسكوف أن الكرملين أُحيط علماً بهذه التصريحات، وأن الرئيس فلاديمير بوتين أشار مراراً إلى أن روسيا مستعدة للحوار بشأن أوكرانيا.

ورداً على سؤال عن تصريحات والتز، قال بيسكوف: «نسمع في الحقيقة كلمة (سلام) أو (خطة سلام) من دائرة أنصار ترمب الذين رشحهم لمناصب في الإدارة المستقبليّة... لم نسمع مثل هذه الكلمات من إدارة (بايدن) الحالية، في حين تستمر الإجراءات التصعيدية الاستفزازية. هذا هو الواقع الذي نواجهه».

خبراء أوكرانيون يعاينون بقايا صاروخ روسي الاثنين في خاركيف (إ.ب.أ)

وأعلنت موسكو أن دفاعاتها الجوية أسقطت ثمانية صواريخ باليستية أطلقتها أوكرانيا، وسط تصاعد التوتر مع استخدام كييف صواريخ بعيدة المدى زوّدها بها الغرب ضد روسيا.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية، في مؤتمر صحافي، بأن «الدفاعات الجوية أسقطت 8 صواريخ باليستية، و6 قنابل جوية موجّهة من طراز (JDAM) أميركية الصنع بالإضافة إلى 45 مسيّرة»، من دون تفاصيل حول نوع الصواريخ أو المكان الذي أُسقطت فيه.

في المقابل، ذكر مسؤولون أوكرانيون، الاثنين، أن صواريخ روسية ألحقت أضراراً ببنايات سكنية في مدينة خاركيف بشرق أوكرانيا وأوديسا في الجنوب، كما تسبّب هجوم بسرب من الطائرات المسيّرة في انقطاع مؤقت للتيار الكهربائي عن منطقة ميكولايف واستهدف أيضاً العاصمة كييف. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 71 من أصل 145 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل. وأضافت أنها فقدت أثر 71 طائرة مسيّرة ربما بسبب التشويش الإلكتروني.

انفجارات في سماء كييف خلال هجوم روسي بالمسيرات الاثنين (أ.ب)

وسمع سكان العاصمة صوت أزيز تحليق طائرات مسيّرة فوق المدينة لعدة ساعات خلال الليل. كما سُمعت أصوات إطلاق نار من حين إلى آخر مع محاولة الدفاعات الجوية إسقاطها. وحثّ الرئيس فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده الغربيين على تكثيف الضغط على روسيا لمنع وصول المكونات المطلوبة لأنظمة الأسلحة إليها. وقال: «هذه الهجمات الروسية على الأرواح الأوكرانية يمكن وقفها... بالضغط وبالعقوبات وبمنع وصول المحتلين إلى مكونات يستخدمونها لصنع أدوات لهذا الإرهاب».

وقال حاكم منطقة في شمال شرقي أوكرانيا وقوات الشرطة، إن هجوماً صاروخياً روسياً على مدينة خاركيف أدى إلى إصابة 23 شخصاً على الأقل، وألحق أضراراً بأكثر من 40 منشأة. وذكرت وزارة الداخلية الأوكرانية أن هجوماً صاروخياً آخر على مدينة أوديسا الجنوبية ألحق أضراراً أيضاً بالمباني السكنية، وتسبّب في إصابة 10. وقالت سلطات محلية إن الهجوم باستخدام الطائرات المسيّرة خلال الليل استهدف البنية التحتية للطاقة في منطقة ميكولايف جنوب البلاد؛ مما تسبّب في انقطاع التيار الكهربائي، كما تعرّضت منشآت صناعية في منطقة زابوريجيا في جنوب شرقي البلاد للقصف.

وقصفت مسيّرات أوكرانية منشأة للوقود والطاقة في منطقة كالوغا الروسية، وفق ما أفاد مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، في أحدث هجوم عبر الحدود على منشآت الطاقة.

وكثّفت موسكو وكييف الهجمات المتبادلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة عبر الحدود، وأطلقت روسيا الأسبوع الماضي صاروخها الجديد «أوريشنيك» على أوكرانيا؛ مما أثار دعوات دولية إلى وقف التصعيد.

وقال المصدر: «نتيجة عملية قامت بها الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية، أُصيبت منشأة للوقود والطاقة في منطقة كالوغا في روسيا ليلاً».

وقال حاكم مدينة كالوغا الروسية، الواقعة إلى جنوب العاصمة موسكو، إن أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة أسقطت ثماني مسيّرات، مؤكداً أن «مؤسسة صناعية» اشتعلت فيها النيران.

وأوضح المصدر الأوكراني أن «هدف الهجوم كان مستودع نفط لشركة (Kaluganefteprodukt JSC) التي تشارك في دعم العدوان الروسي المسلح على أوكرانيا».

وأعلن الجيش الأوكراني ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إلى نحو 732 ألفاً و350 جندياً، بينهم 1610 لقوا حتفهم، أو أُصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

جاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم).

وحسب البيان، دمّرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 9429 دبابة، و19236 مركبة قتالية مدرعة، و20787 نظام مدفعية، و1254 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1004 من أنظمة الدفاع الجوي.

وأضاف البيان أنه تم أيضاً تدمير 369 طائرة حربية، و329 مروحية، و19480 طائرة مسيّرة، و2764 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و29948 من المركبات وخزانات الوقود، و3681 من وحدات المعدات الخاصة. ويتعذّر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.