الإدارة الأميركية ترفض إلقاء اللوم على روسيا في تفجير السد الأوكراني

البيت الأبيض: لا دليل ملموساً لتحديد مسؤولية موسكو

TT

الإدارة الأميركية ترفض إلقاء اللوم على روسيا في تفجير السد الأوكراني

صورة بالأقمار الصناعية تظهر الدمار الذي لحق بسد نوفا كاخوفكا في خيرسون جنوب أوكرانيا (رويترز)
صورة بالأقمار الصناعية تظهر الدمار الذي لحق بسد نوفا كاخوفكا في خيرسون جنوب أوكرانيا (رويترز)

رفض البيت الأبيض إلقاء اللوم على روسيا في تفجير سد كاخوفكا في أوكرانيا، واكتفى بانطباعات أولية عن حدوث تخريب للبنية التحتية الأوكرانية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين، ظهر الثلاثاء، إنه سيكون هناك «عدد كبير من القتلى على الأرجح، بعد انفجار السد، لكنه أضاف أنه لا يوجد حتى الآن دليل ملموس لتحديد من يقف وراء هذا الحادث».

وأشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقول بشكل قاطع ما حدث في هذه المرحلة، موضحاً أن أضراراً «كبيرة» قد حدثت بسبب «انفجار» أدى إلى انهيار السد، لكنه حرص على التأكيد على أن واشنطن لا تزال تدرس الحادث قبل تحديد الفاعل. وقال إن «الولايات المتحدة لم تصل إلى نتيجة نهائية، ما زلنا نحاول جمع المعلومات والتحدث مع الأوكرانيين، وكل ما يمكننا قوله هو أن الأضرار التي لحقت بالشعب الأوكراني والمنطقة ستكون كبيرة».

وحول التقارير التي تحدثت عن مسؤولية روسيا في انفجار سد نوفا كاخوفكا، قال كيربي إن الإدارة الأميركية على علم بهذه التقارير، وتقوم بتقييمها، وأشار إلى أنه لا يعتقد أن محطة الطاقة النووية في زابوريجيا في خطر.

ورداً على سؤال عما إذا كانت مهاجمة السد ستشكل جريمة حرب، قال كيربي: «من الواضح جداً أن التدمير المتعمد للبنية التحتية المدنية غير مسموح به بموجب قوانين الحرب».

وقد تبادلت موسكو وكييف اللوم في إحداث فجوة في سد كاخوفكا، فيما وصفته كييف بأنه محاولة من جانب روسيا لعرقلة الهجوم الأوكراني الذي طال انتظاره... وقد غمرت مياه الفيضانات الناتجة مدينة صغيرة وعشرين قرية، مما أدى إلى إجلاء 17000 شخص.

وحول ما إذا كانت هناك قيود على المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا في حال قامت أوكرانيا بهجمات استهدفت أراضي داخل روسيا، قال كيربي: «إذا كانت روسيا مهتمة بالقدرات العسكرية الأوكرانية، فإن أفضل شيء يمكنهم فعله هو مغادرة أوكرانيا». وأضاف: «لقد أوضحنا مخاوفنا بشأن الضربات داخل روسيا للمسؤولين الأوكرانيين، وقد أقروا بذلك، وأكدوا لنا أنهم لن يستخدموا معدات أميركية الصنع لضرب داخل روسيا. لا نريد أن نرى الحرب تتصاعد ولا نعتذر عن ذلك. لكنني لن أخوض في التفاصيل حول المناقشات الخاصة التي نجريها مع الأوكرانيين».

وشدد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي على أن الإدارة الأميركية ستصدر حزم مساعدات أمنية إضافية لأوكرانيا في الأيام والأسابيع القادمة، وقال: «سنستمر في التأكد من أن أوكرانيا يمكن أن تستمر في النجاح في ساحة المعركة، كما قال الرئيس بايدن، طالما أن الأمر يتطلب ذلك».


مقالات ذات صلة

الكرملين: هجوم أوكرانيا على خط أنابيب «ترك ستريم» عمل «إرهابي»

أوروبا عمال يقفون بالقرب من أنبوب في موقع بناء لتمديد خط أنابيب الغاز الروسي «ترك ستريم» عام 2022 (أرشيفية - رويترز)

الكرملين: هجوم أوكرانيا على خط أنابيب «ترك ستريم» عمل «إرهابي»

قالت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، إن الكرملين اتهم أوكرانيا اليوم (الاثنين)، بمهاجمة خط الأنابيب «ترك ستريم»، واصفاً ذلك بأنه «عمل إرهابي في مجال الطاقة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدثان خلال اجتماع ثنائي في قمة زعماء «مجموعة العشرين» في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

بتهديده بضم غرينلاند... ترمب يعزّز مقاربة بوتين حيال أوكرانيا

تشكّل تهديدات دونالد ترمب بضم غرينلاند وبنما وكندا، سابقة تقوّي وضعية بوتين «المفترسة» لأوكرانيا، وفق تحليل في صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدثان خلال اجتماع ثنائي بقمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

الكرملين: لا تحضيرات بعد لاجتماع بوتين وترمب

قال الكرملين، الاثنين، إنه لا توجد تحضيرات محددة حتى الآن لعقد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جندي من لواء العمليات الثالث عشر «خارتيا» التابع للحرس الوطني الأوكراني يطلق مدفع هاوتزر من طراز «دي - 30» باتجاه قوات روسية في موقع على خط المواجهة (رويترز)

روسيا تعلن السيطرة على حي شيفتشينكو بشرق أوكرانيا

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، إن الجيش سيطر على حي شيفتشينكو في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ بايدن يؤكد أن بوتين في «وضع صعب»

بايدن يؤكد أن بوتين في «وضع صعب»

أكد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في «وضع صعب»، بعد أن فرضت واشنطن ولندن عقوبات جديدة ومنسقة على قطاع الطاقة الروسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وزير العدل الفرنسي يريد إلغاء اتفاق يتيح للنخبة الجزائرية السفر إلى بلاده بلا تأشيرة

وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان (أرشيفية)
وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان (أرشيفية)
TT

وزير العدل الفرنسي يريد إلغاء اتفاق يتيح للنخبة الجزائرية السفر إلى بلاده بلا تأشيرة

وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان (أرشيفية)
وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان (أرشيفية)

أعلن وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان الأحد رغبته في «إلغاء» الاتفاق الحكومي الفرنسي الجزائري المبرم عام 2013 الذي يسمح للنخبة الجزائرية بالسفر إلى فرنسا بلا تأشيرة، وسط تصاعد التوتر بين البلدين.

وأوضح دارمانان على قناة «إل سي إي» أن «هناك اتفاقا يعود لعام 2013 وهو اتفاق حكومي يسمح لمن يحملون جوازات سفر رسمية، جوازات سفر دبلوماسية جزائرية - هناك الآلاف منهم - بالمجيء إلى فرنسا من دون تأشيرة ليتمكنوا من التنقل بحرية». وأضاف «يبدو لي أن المساس بالزعماء (...) أكثر ذكاءً وفعالية ويمكن القيام به بسرعة كبيرة»، داعيا إلى «إلغاء هذه التسهيلات». وأشار دارمانان إلى أن هذا «الإجراء الانتقامي» لن يكون له تأثير على «الـ10% من مواطنينا الذين تربطهم روابط دم وأرض وثقافة» بفرنسا.

وكانت العلاقات بين البلدين، المضطربة أصلا، قد توترت في الأيام الأخيرة بعد أن أوقفت فرنسا المؤثر الجزائري المعروف بلقب «بوعلام» والبالغ 59 عاما الأحد في مونبلييه في جنوب البلاد وألغت تصريح إقامته، لاتهامه بـ«الدعوة لتعذيب معارض للنظام الحالي في الجزائر»، وتم ترحيله الخميس إلى الجزائر. لكنه أعيد في مساء اليوم نفسه إلى فرنسا بعدما منعته السلطات الجزائرية من دخول البلاد.

وكان وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو قد قال الجمعة إن «الجزائر تسعى إلى إذلال فرنسا». لكن الجزائر رفضت السبت اتهامات فرنسا لها بـ«التصعيد» و«الإذلال»، منددة في المقابل بـ«حملة تضليل وتشويه» ضدها. وقال دارمانان «علينا أن نحترمهم. لكن يجب عليهم أيضا احترامنا. على الجزائر أن تحترم فرنسا، وعلى فرنسا أن تحترم الجزائر». وتابع «نحن في لحظة حرجة جدا وهذا الإذلال الذي يريدون إلحاقه بنا غير مقبول».

وكان رئيس الوزراء الفرنسي السابق غابريال أتال قد دعا إلى «إلغاء» اتفاقية العام 1968 التي تمنح وضعا خاصا للجزائريين لناحية التنقل والإقامة والعمل في فرنسا. وقال دارمانان إن هذا الاتفاق يمكن إنهاؤه أو مراجعته، مضيفا «تمت مراجعته أربع مرات وقد أصبح في الواقع قديما بعض الشيء».

وهناك نقطة خلاف أخرى بين فرنسا والجزائر تتعلق بتوقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلم صنصال (75 عاما) في الجزائر العاصمة. وقال دارمانان «يجب أن يستعيد حريته في أقرب وقت».