تقنية تخزين «ليزرية» للأقراص الصلبة تضع أكثر من 30 تيرابايت في أجهزة المستخدمين

يتوقع الوصول إلى سعات مضاعفة بنهاية العام الحالي

تضاعف التقنية الجديدة السعة التخزينية دون أي زيادة في حجم قرص الصلب أو خفض سرعة التعامل مع البيانات
تضاعف التقنية الجديدة السعة التخزينية دون أي زيادة في حجم قرص الصلب أو خفض سرعة التعامل مع البيانات
TT
20

تقنية تخزين «ليزرية» للأقراص الصلبة تضع أكثر من 30 تيرابايت في أجهزة المستخدمين

تضاعف التقنية الجديدة السعة التخزينية دون أي زيادة في حجم قرص الصلب أو خفض سرعة التعامل مع البيانات
تضاعف التقنية الجديدة السعة التخزينية دون أي زيادة في حجم قرص الصلب أو خفض سرعة التعامل مع البيانات

قد يحتاج البعض إلى وحدة تخزين خاصة بالكومبيوتر تدعم نقل البيانات بسرعات فائقة، مثل محرري الفيديوهات فائقة الدقة أو المصورين المحترفين واللاعبين، ولكن قد يفضل البعض الآخر سعات ضخمة أكثر من السرعة، مثل من لديه عشرات الآلاف من الصور أو الوثائق، أو من يقوم بأرشفة البيانات، أو من لديه محتوى متنوع، مثل الملفات الموسيقية والمسلسلات والفيديوهات، أو من يستخدم السعة التخزينية لتشغيل الفيديوهات في المنزل. ويأتي هنا دور الأقراص الصلبة الكلاسيكية Hard Disk Drive HDD التي لا تزال تتقدم إلى يومنا هذا بشكل مستمر. ومن أحدث تلك التطورات استخدام الليزر لتسخين منطقة التخزين الداخلية وتبريدها في خلال نانو ثانية واحدة للوصول إلى حقبة جديدة من الأقراص الصلبة تستطيع تخزين أكثر من 30 تيرابايت في حجم القرص نفسه. وسنستعرض في هذا الموضوع هذه التقنية الحديثة التي سنراها خلال العام الجديد.

تستخدم التقنية الجديدة الليزر لتسخين منطقة التخزين وتبريدها في نانو ثانية
تستخدم التقنية الجديدة الليزر لتسخين منطقة التخزين وتبريدها في نانو ثانية

«استقرار البيانات الضخمة»

تقنية التسخين والتبريد يطلق عليها «التخزين المغناطيسي المدعوم بالحرارة» Heat-Assisted Magnetic Recording HAMR وهي تقنية يعمل عليها كثير من الشركات لسنوات طويلة، وقد استطاعت أخيراً إتقانها بالشكل الصحيح لنشهد إطلاق وحدات تخزين جديدة تستخدمها خلال العام الجديد.

وكانت المشكلة تكمن في أن آليات التخزين التي تهدف إلى زيادة السعة التخزينية تعمد إلى زيادة كثافة البيانات في المساحة نفسها، ولكن الزيادة المفرطة تتسبب في التأثير السلبي على المجال المغناطيسي، وجعله غير مستقر، وبالتالي فقدان البيانات.

ولاحظ الخبراء أن تسخين منطقة صغيرة لدرجات حرارة فائقة، ومن ثم تخزين البيانات عليها، ومن ثم تبريدها يزيل هذه العقبة. وتصبح البيانات مستقرة ولا تتأثر بالمجال المغناطيسي الكثيف من حولها.

وتتم هذه العملية باستخدام مواد جديدة في قرص التخزين لجعله أكثر استقراراً وتقبلاً للتغيرات الحرارية السريعة والمتفاوتة. ولدى الحاجة لتغيير البيانات، يتم تسخين تلك المنطقة وتعديل بياناتها، ومن ثم تبريدها مرة أخرى، كل ذلك في أجزاء صغيرة من الثانية تقاس بالنانو ثانية.

فوائد جمّة

ومن شأن هذه العملية تقديم أقراص صلبة تبدأ بسعات 32 تيرابايت (32768 غيغابايت) بالحجم نفسه للأقراص الصلبة القياسية. وهذا الأمر مفيد جداً من ناحية الحجم المطلوب داخل الكومبيوتر لتقديم سعات ضخمة دون أي زيادة في حجم الجهاز، ومن حيث التكلفة أيضاً، حيث إن تكلفة استخدام قرص يستخدم تقنية الحالة الصلبة SSD بأعلى سعة متوفرة حاليا للمستخدمين العاديين (وليس للشركات أو مراكز البيانات) بـ16 تيرابايت (نصف سعة الأقراص الصلبة بالتقنية الجديدة) يبلغ 8414 ريالاً سعودياً (نحو 2243 دولاراً)، بينما من المتوقع أن تكون أسعار الأقراص الصلبة بالتقنية الجديدة أقل بكثير، على الرغم من أنها تقدم ضعف السعة التخزينية المذكورة للأقراص ذات الحالة الصلبة SSD لدى إطلاقها.

هذا الأمر يجعل الأقراص الصلبة بالتقنية الجديدة خياراً ممتازاً للكومبيوترات المكتبية التي تستطيع تشغيل نحو 6 أقراص داخل علبة الجهاز للحصول على 192 تيرابايت من السعة التخزينية المدمجة، بالإضافة إلى القدرة على استخدام وحدة التخزين NVME M.2 فائقة السرعة لتشغيل البرامج ونظام التشغيل. ومن الممكن إضافة مزيد من الأقراص من خلال محولات Adaptor توضع الأقراص الصلبة داخلها، وتتصل بالكومبيوتر من خلال منفذ «يو إس بي».

يضاف إلى ذلك أن الأقراص ذات الحالة الصلبة SSD قد تفقد البيانات في حال عدم تشغيلها لفترات مطولة بشكل أسرع (نحو عام أو أكثر قليلاً) مقارنة بالأقراص الصلبة القياسية (لديّ قرص HDD صلب خزنت فيه ملفات أرشيفية في عام 2003 وقمت بوضعه بالخزانة وعدت إليه عام 2015 لاسترجاع بعض البيانات التي كانت سليمة بالكامل وكأنها مخزنة قبل دقائق).

وعلى الرغم من السعات الضخمة جداً لهذه الأقراص الصلبة، فإنها تستطيع قراءة وكتابة البيانات بسرعات تصل إلى 257 ميغابايت في الثانية الواحدة (تستطيع بعض الإصدارات الوصول إلى 288 ميغابايت في الثانية)، وتدور بسرعة 7200 دورة في الثانية، وتستهلك 5.5 واط، وتتصل بالكومبيوتر من خلال منفذ SATA الداخلي، أي أنها لا تتطلب أي عتاد إضافي، بل تعمل مباشرة على أي كومبيوتر شخصي.

تقنية تخزين ثورية تضاعف كمية البيانات المخزنة
تقنية تخزين ثورية تضاعف كمية البيانات المخزنة

إصدارات مختلفة بسعات زائدة

وتعمل عدة شركات على إطلاق أقراص صلبة بهذه التقنية، من بينها «سيغايت» Seagate بأقراص «موزايك 3 بلاس» Mozaic 3 Plus و«ويسترن ديجيتال» Western Digital التي أطلقت الشركة اسم «التخزين المغناطيسي المدعم بالطاقة العمودية» Energy-Assisted Perpendicular Magnetic Recording ePMR باستخدام الكهرباء عوضاً عن الليزر لتسخين منطقة التخزين، و«توشيبا» Toshiba التي تستخدم اسم «التخزين المغناطيسي المدعوم بطاقة الميكروويف» Microwave-Assisted Magnetic Recording MAMR.

ومن المتوقع إطلاق وحدات تخزينية لاحقة بسعات 36 و40 و50 تيرابايت للقرص الواحد، وصولاً إلى 100 تيرابايت بنهاية 2025 أو بداية 2026. كما سيتم إطلاق إصدارات خاصة من هذه الأقراص الصلبة لشركات الذكاء الاصطناعي التي تحتاج إلى كميات ضخمة جداً من السعة التخزينية لتدريب إصدارات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، والذي من شأنه خفض تكاليف التشغيل وزيادة القدرات دون الحاجة لمزيد من التبريد أو الطاقة الكهربائية للتشغيل والحصول على مزيد من الكفاءة. يشار إلى أن الجهاز الخادم الواحد في مراكز البيانات يستطيع تشغيل 102 من الأقراص الصلبة في آن واحد لتقديم 3264 تيرابايت (أو 3.26 بيتابايت) من السعة التخزينية المذهلة باستخدام هذه التقنية الجديدة.



«مُحسِّن صوت» مجاني… سيُحدث ثورةً في مذكراتك الصوتية

«مُحسِّن صوت» مجاني… سيُحدث ثورةً في مذكراتك الصوتية
TT
20

«مُحسِّن صوت» مجاني… سيُحدث ثورةً في مذكراتك الصوتية

«مُحسِّن صوت» مجاني… سيُحدث ثورةً في مذكراتك الصوتية

بين الحين والآخر، قد تجد أداةً تُبهرك حقاً... وهذا نادر، خاصةً في هذه الأيام، حيث يُقدم الجميع هراءً مُبالغاً فيه مُركزاً على الذكاء الاصطناعي الذي غالباً ما يكون أكثر إثارة للإعجاب نظرياً منه عملياً.

وهذا، في رأيي، ما يجعل الأمر أكثر إرضاءً عندما تعثر على أداة تُبهرك حقاً.

مُحسِّن الصوت الفوري

أداتنا لهذا اليوم من شركةٍ سمعتَ عنها بالتأكيد. لكنني على يقينٍ من أنك لم تكن تعلم أنها تُقدم هذه الأداة الفريدة. والجوهرة التي نتحدث عنها هي تطبيق ويب بسيط صغير يُدعى، على نحوٍ ملائم، «الكلام المحسّن» Enhance Speech من «آدوبي» Adobe، كما كتب جيه آر رافائيل(*).

تطبيق لأصحاب البودكاست

تتيح لك أداة Enhance Speech تحميل أي تسجيل صوتي لشخص يتحدث.

وصُمم هذا التطبيق تقنياً لمُنشئي البودكاست، ولكنه قد يكون مفيداً لأي شيء تقريباً -مذكرة صوتية، محادثة مسجلة، حتى مكالمة هاتفية مسجلة.

يأخذ الموقع الإنترنتي أي تسجيل تُدخله إليه، ويُحسّن جودة الصوت فوراً -بإزالة ضوضاء الخلفية، وتحسين صوت المتحدث ليصبح واضحاً، ونقياً، وسهل الاستماع قدر الإمكان، بغض النظر عن مدى إهمال التسجيل، أو نوع البيئة التي سُجّل فيها.

خطوات الاستخدام

سيستغرق الأمر دقيقتين تقريباً لإجراء التحسين.

ولست بحاجة إلى إنشاء حساب، أو أي شيء:

- ما عليك سوى فتح موقع Adobe Enhance Speech في أي متصفح، على أي جهاز أمامك.

- انقر أو اضغط على زر «اختيار الملفات» -أو اسحب، أو حول ملفاً صوتياً مباشرةً من جهازك إلى الصفحة، إذا كنت تستخدم جهاز كمبيوتر.

يعمل التطبيق مع معظم صيغ ملفات الصوت الشائعة، بما في ذلك WAV، وMP3، وAAC، وFLAC، وM4A.

وفي غضون لحظات، سيقدم الموقع نسخة مُحسّنة من تسجيلك، يمكنك تشغيلها على الصفحة، أو تنزيلها.

كما يمكنك أيضاً الاطلاع على العينة المُدمجة في الصفحة الرئيسة للموقع لترى الفرق المذهل الذي تُحدثه تحسيناته. إنه حقاً مُميز.

تطبيق إنترنتي مجاني

تطبيق Enhance Speech مُتاح بالكامل على الويب -لا يتطلب تنزيلات، أو تثبيتات. واستخدامه مجاني مع تسجيلات تصل مدتها إلى 30 دقيقة، وسعتها 500 ميغابايت، مع حد تحميل ساعة واحدة يومياً.

ويمكنك تجاوز هذه الحدود والاستفادة من مجموعة متنوعة من الميزات المتقدمة من خلال الاشتراك المميز، ولكن هذا ليس ضرورياً على الإطلاق للميزات الأساسية للخدمة -والحدود سخية جداً لمعظم الاستخدامات العادية.

ويتوافق تطبيق Enhance Speech مع سياسة الخصوصية القياسية لشركة «آدوبي» التي تضمن عدم مشاركة أي بيانات شخصية، أو استخدامها بأي شكل من الأشكال غير المرغوب فيها.

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»