7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.


مقالات ذات صلة

تركيا وروسيا تطالبان برفع العقوبات على سوريا وتدعمان إدارتها

المشرق العربي مشاورات تركية - روسية حول سوريا والتطورات في المنطقة عقدت في إسطنبول (الخارجية التركية)

تركيا وروسيا تطالبان برفع العقوبات على سوريا وتدعمان إدارتها

أكدت تركيا وروسيا ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، وجدّدتا تمسكهما بوحدتها ودعم إدارتها الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يتحدث أمام مجلس الأمن (أ.ب) play-circle

سوريا تطالب مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها

دعا وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الجمعة، مجلس الأمن إلى «ممارسة الضغط» على إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية، وذلك في أول كلمة له في الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)

وزير يمني: أوراق الحوثيين تتهاوى... و«طوق نجاة» أممي لإنقاذهم

تحدَّث وزير يمني عن تحركات أممية «محمومة» لإنقاذ الحوثيين تحت شعار «إحياء مسار السلام»، في وقت «تلوح في الأفق لحظة سقوط الجماعة طال انتظارها».

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن دوروثي شيا (لقطة من فيديو)

أميركا: السلطات السورية مسؤولة عن مكافحة الإرهاب وطرد المقاتلين الأجانب

قالت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن دوروثي شيا، اليوم الجمعة، إن السلطات الجديدة في سوريا مسؤولة عن مكافحة الإرهاب وعدم الاعتداء على دول الجوار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون خلال جلسة لمجلس الأمن يوم 25 أبريل 2025 (لقطة من فيديو)

المبعوث الأممي لسوريا: الوضع في منطقة الساحل السوري يمثل تحدياً

حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، اليوم الجمعة، من أن الوضع في منطقة الساحل السوري ما زال يمثل تحدياً كبيراً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الأمم المتحدة «قلقة» من الاشتباكات في جنوب السودان مع فرار مدنيين

صورة لمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان (سوبا - رويترز)
صورة لمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان (سوبا - رويترز)
TT

الأمم المتحدة «قلقة» من الاشتباكات في جنوب السودان مع فرار مدنيين

صورة لمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان (سوبا - رويترز)
صورة لمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان (سوبا - رويترز)

قالت الأمم المتحدة، اليوم (الجمعة)، إنها تشعر «بقلق عميق» إزاء الاشتباكات بين جيش جنوب السودان وقوات المعارضة في ولاية جنوبية، حيث قال مدنيون نازحون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنهم تركوا من دون طعام.

وتهدد الاشتباكات في كثير من مناطق جنوب السودان الغنية بالنفط، ولكن الفقيرة للغاية وغير المستقرة، فضلاً عن اعتقال نائب الرئيس رياك مشار في أواخر مارس (آذار)، على يد القوات الموالية للرئيس سلفا كير، اتفاق السلام الذي أنهى في عام 2018، خمس سنوات من الحرب الأهلية.

وأكدت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أن الاشتباكات بين «قوات دفاع شعب جنوب السودان» و«الجيش الشعبي لتحرير السودان» (معارض) في مقاطعتي موروبو وياي المجاورتين بولاية وسط الاستوائية «أدت إلى نزوح مدنيين وسقوط ضحايا».

وتشمل الولاية العاصمة جوبا، وبموجب اتفاق عام 2018 تم تقسيمها إلى مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة وقوات المعارضة.

ونددت قوات موالية لمشار بالهجمات التي شنتها الحكومة على معسكر في المنطقة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقالت إن قوات الدفاع الشعبي تحاول تحويل المقاطعات إلى مناطق عملياتية، محذرة المدنيين من المغادرة، بينما وجهت القوات للاستعداد للقتال.

ولم تقدم الأمم المتحدة مزيداً من التفاصيل حول الاشتباكات، لكنها حثت على «وقف فوري للأعمال العدائية»، لا سيما في ظل «الظروف السياسية والأمنية الهشة أصلاً».

وصرح تشارلز داتا بولين مفوض مقاطعة موروبو، بأن الوضع في المنطقة «لا يزال متقلباً»، مشيراً إلى أن 7 آلاف شخص ينزحون يومياً، ويفر معظمهم إلى موروبو من المناطق النائية.

وقالت مارغريت إيليلي (28 عاماً) إنها سمعت طلقات نارية قريبة، بعد ظهر الثلاثاء، «وبدأنا بالفرار تاركين كل شيء خلفنا».

وأضافت من موروبو: «أنا في حيرة من أمري، ولا أعرف ماذا أفعل بعد ذلك».

وكانت الأمم المتحدة قد أشارت إلى أن هذه الاشتباكات المتصاعدة تسببت بنزوح 125 ألف شخص.