جيش نيجيريا يضيق الخناق على «بوكو حرام» في غابات بحيرة تشاد

أعلن تحييد خمسة من أبرز قادة المجموعة والقضاء على عشرات المقاتلين

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT

جيش نيجيريا يضيق الخناق على «بوكو حرام» في غابات بحيرة تشاد

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

أعلن الجيش النيجيري أن خمسة من أبرز قادة جماعة «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «داعش» في أفريقيا، قتلوا خلال عملية عسكرية يشنها في مناطق مختلفة من شمال شرقي البلاد، وتحديداً في غابات حوض بحيرة تشاد، على الحدود ما بين نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون.

العملية العسكرية التي انطلقت منذ أسابيع، شاركت فيها القوات الخاصة التابعة لجيش نيجيريا، وسلاح الجو النيجيري، بالإضافة إلى القوات العسكرية المختلطة لدول حوض بحيرة تشاد، وكان الهدف منها «إضعاف نشاطات آخر الإرهابيين، وحماية المدنيين الأبرياء»، وكانت تحملُ اسم (عملية هادين كاي).

صورة ارشيفية لعناصر من «بوكو حرام» ( متداولة)

حرب الغابات

وقال الجيش في بيان صحافي، أمس، إن سلاح الجو قصف معاقل التنظيم الإرهابي في منطقة «أرينا» بجنوب «تومبونس» في ولاية «بورنو»، شمال شرقي نيجيريا، مشيراً إلى أن «خمسة من القادة الإرهابيين الرئيسيين يُعتقد أنهم كانوا في الموقع في أثناء العملية هم (منذر أريكا)، (ساني ديلا)، و(أمير مودو)، و(باكورا أرينا تشيكي)».

كما أعلن مدير العلاقات العامة والمعلومات في القوات الجوية النيجيرية، المارشال الجوي إدوارد غابكويت، أن أكثر من 35 من مقاتلي جماعة «بوكو حرام» جرى تحييدهم بشكل نهائي في القصف الجوي.

وأوضح الجيشُ أن «معلومات استخباراتية جمعها قبل المهمة، مكنت من الكشف عن تسلل إرهابيين بشكل سري إلى المنطقة، لتبدأ عملية المراقبة والاستطلاع في الفترة من 12 و15 أغسطس (آب) الحالي، أسفرت عن تأكيد وجود العديد من الإرهابيين وهياكل نشطة كانت مخبأة تحت الأشجار».

وقال الجيش إنه بعد جمع المعلومات والتأكد منها «شن ضربات جوية منسقة على المنطقة، وتمت إصابة الأهداف بنجاح، ما أدى إلى القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير قواعدهم المخفية»، قبل أن يشير إلى أن «تقييم الأضرار القتالية بعد الضربات، كشف عن تدمير العديد من المعدات والمركبات والسفن ومركز صحي يُعتقد أنه تابع للإرهابيين».

وخلص الجيش إلى أن «معلومات استخباراتية موثوقة أكدت أن خمسة من القادة الإرهابيين الرئيسيين قد قُتلوا أو أُصيبوا بجروح خطيرة خلال الهجوم»، وقال الجيش إن «هذه العملية أضعفت بشكل كبير القدرة العملياتية لبقية الإرهابيين في المنطقة».

مقتل «أبو رجب»

على صعيد آخر، أعلن الجيش النيجيري أنه قتل إرهابياً يدعى «أبو رجب»، وهو أحد أبرز قادة جماعة «بوكو حرام»، خلال اشتباك مع مجموعته في غابة «سامبيسا»، الواقعة في منطقة «بولا دالوجي» التابعة للحكومة المحلية في «باما».

ووقع الاشتباك حين كانت تتحرك وحدة من الجيش في إطار عملية (هادن كاي) العسكرية، لتعثر على أحد معاقل الإرهابيين وسط إحدى الغابات، وقال مصدر أمني إن القوات «واجهت مقاومة شديدة عند اقتحامها لمعقل الإرهابيين. حيث نصب المتمردون كميناً للقوات، مما أدى إلى اندلاع معركة عنيفة بالأسلحة النارية. ورغم الهجوم، تمكنت القوات من التصدي له بنجاح، مما أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين وإجبار الآخرين على التراجع».

صورة ارشيفية لعناصر من «بوكو حرام» ( متداولة)

وأضاف المصدر نفسه أن جندياً من القوات العسكرية المشتركة قتل في أثناء الاشتباك، ولكنها قتلت ثلاثة إرهابيين كان من بينهم واحد من أشهر زعماء جماعة «بوكو حرام»، يدعى «أبو رجب» واسمه كثير التردد في أدبيات الجماعة.

قطع الإمداد

من جهة أخرى، أعلن الجيش أنه يواصل فرض الحصار على معاقل الإرهابيين، وتمكن في ذلك الإطار من إحباط عملية إمداد كان تهدف إلى نقل بعض المواد الغذائية والمعدات من إحدى الأسواق وإيصالها إلى معاقل «بوكو حرام».

وأوضح الجيش أن وحدة من قوات مكافحة الإرهاب، بالتعاون مع عناصر الاستخبارات وقوة المهام المشتركة المدنية، أحبطت عملية إمداد لوجيستي لجماعة «بوكو حرام» في سوق كروس كاوا بولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا.

وقال الجيش إنه تم القبض على أفراد وحدة الإمدادات اللوجيستية، وهم ثلاثة أشخاص يدعون: مودو غانا، ومامان صالح، وباباغانا مختار، الذين اعترفوا بدورهم بصفتهم مزودي إمدادات رئيسيين للجماعة الإرهابية.

فارون من هجوم مسلح ينتظرون وصول نائب الرئيس النيجيري إلى مخيم للنازحين داخلياً في بوكوس شمال وسط نيجيريا (أ.ب)

وأضاف الجيش أنه ضبط بحوزة المجموعة على مواد موجهة إلى الإرهابيين، منها هاتف تكنو، و6 رؤوس من الماعز، وصندوق بهارات، ومجموعة من التمائم، وأكياس من الذرة الرفيعة والدخن، وذرة مطحونة، وأوعية معدنية، وآلة حاسبة، وساعة يد، وعطر، ومسبحة، و36 كيساً فارغاً، وإمدادات أخرى مهمة لاستمرار أنشطة الجماعة الإرهابية، وفق بيان صادر عن الجيش.

وخلص الجيش إلى أن مثل هذه العمليات «يساهم في تعطيل سلسلة الإمداد للجماعة الإرهابية، وتوجيه ضربة كبيرة لعملياتهم في المنطقة»، مشيراً إلى أنه «يتم حالياً استجواب أعضاء المجموعة بشكل مكثف للحصول على معلومات إضافية قد تؤدي إلى مزيد من الاعتقالات وتفكيك شبكة الإمدادات اللوجيستية للجماعة الإرهابية في منطقة بحيرة تشاد».


مقالات ذات صلة

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك (إ.ب.أ)

«سفاح النرويج» يطلب الإفراج المشروط للمرة الثانية

مَثُل القاتل النرويجي، أندرس بيرينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في حادث تفجير وإطلاق نار عشوائي عام 2011، أمام المحكمة، الثلاثاء، لحضور جلسة استماع بشأن إطلاق

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى حليفه دولت بهشلي الخميس الماضي وسط تأكيدات عن خلافات بينهما (الرئاسة التركية)

حليف إردوغان استبعد الخلاف معه... وهاجم مَن يخدمون «أولاد بايدن» بالتبني

أشعل رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» في «تحالف الشعب»، جدلاً جديداً حول حلّ المشكلة الكردية في تركيا، ونفى وجود أي خلاف مع الرئيس إردوغان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.