​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

«بوكو حرام» تستعيد قدرتها على الهجوم بعد فترة من التراجع

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT
20

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

استعادت جماعة «بوكو حرام» الموالية لـ«تنظيم داعش» الإرهابي، قدرتها على المبادرة والهجوم في مناطق مختلفة بشمال نيجيريا، وشنّت هجوماً استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش، قُتل فيه خمسة جنود على الأقل، وأُصيب عشرة جنود، فيما قال الجيش إنه قتل أكثر من خمسين من عناصر الجماعة الإرهابية.

وقالت قيادة الجيش النيجيري في بيان، إن الهجوم الإرهابي الذي شنّه فرع من جماعة «بوكو حرام»، في غرب أفريقيا، استهدف القوات المتمركزة بموقع عمليات التثبيت بقرية «كاريتو»، بولاية بورنو، في أقصى شمال شرقي نيجيريا، على الحدود مع دولة النيجر.

البيان الصادر عن مدير الإعلام العسكري، اللواء إدوارد بوبا، قال إن الهجوم الإرهابي وقع بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ووصفه بأنه «كان منسقاً»، قبل أن يؤكد «مقتل خمسة جنود وإصابة عشرة آخرين بجروح، بالإضافة إلى فقدان أربعة جنود آخرين».

من عملية ضد جماعة «بوكو حرام» (أرشيفية متداولة)
من عملية ضد جماعة «بوكو حرام» (أرشيفية متداولة)

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم قيادة الجيش إن «القوات المسلحة نجحت في القضاء على عدد من الإرهابيين، واستعادة أسلحة كانت بحوزتهم»، مشيراً إلى تكبد الجيش خسائر مادية «فادحة»، حيث إن منفذي الهجوم الإرهابي أحرقوا بعض المعدات «بما في ذلك شاحنة محملة بالأسلحة، وثلاث مركبات تكتيكية، وجرافة».

وأطلق الجيش النيجيري عملية تعقب بقيادة وحدة من قوات الدعم مع غطاء جوي، وقال إن الهدف هو «استكشاف المنطقة بشكل عام، ومسارات انسحاب الإرهابيين»، وفق تعبير البيان.

وتسعى القوات النيجيرية إلى قطع الطريق أمام منفذي الهجوم الإرهابي، بهدف استعادة الجنود المفقودين، في ظل توقعات بأن الإرهابيين «اختطفوهم» ليكونوا دروعاً بشرية تحميهم من أي قصف جوي.

صورة أرشيفية لهجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا (رويترز)
صورة أرشيفية لهجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا (رويترز)

الهجوم الإرهابي استهدف قرية «كاريتو»، التي لا تبعد سوى 153 كيلومتراً عن العاصمة الإقليمية مايدوجوري، وهي المقر الرئيس لـ«الكتيبة 149» التابعة للجيش النيجيري، التي تشارك بنشاط في عمليات محاربة الإرهاب، كما استهدف معاقل فرعي جماعة «بوكو حرام»، الموالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وقالت قيادة الجيش النيجيري إن «هذا الهجوم لن يثني القوات المسلحة النيجيرية عن القضاء على الإرهاب والتمرد والتحديات الأمنية الأخرى التي تواجه البلاد»، وأعربت عن تعويلها على تعاون السكان المحليين في ملاحقة الإرهابيين.

وأعلن حاكم ولاية بورنو، باباغانا زولوم، عن وقوفه إلى جانب القوات المسلحة النيجيرية، وأضاف في بيان صحافي أن الهجوم «يعيد إلى الأذهان مستوى وحشية العناصر الإرهابية لجماعة (بوكو حرام)».

وبينما أعلن عدد من كبار قادة الجيش في نيجيريا عن انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»، والاقتراب من القضاء عليها بشكل نهائي، بدأت الجماعة تعيد ترتيب صفوفها، وإظهار قدرات جديدة على المبادرة والهجوم.

ففي حادث منفصل، نصب مسلحون من «بوكو حرام»، الثلاثاء، كميناً لفريق مراقبة من قوات الأمن والدفاع المدني النيجيرية، كان يتفقد منشآت الشبكة الوطنية للكهرباء والطاقة في إقليم النيجر التابع لنيجيريا.

مسلحو «بوكو حرام» خلَّفوا الخراب والدمار في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا (أرشيفية - أ.ف.ب)
مسلحو «بوكو حرام» خلَّفوا الخراب والدمار في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم قوات الأمن والدفاع المدني أفولابي باباوالي، إن خطوط الشبكة الوطنية للطاقة تعرضت مؤخراً لهجمات إرهابية تخريبية، وقد أسفرت عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في أقاليم شمال نيجيريا.

وأوضح المتحدث أنه «حينما كانت فرق الأمن تتفقد خطوط الشبكة الوطنية، تعرضت لهجوم إرهابي نفذه أكثر من 200 مسلح نصَبوا كميناً من قمة أحد التلال»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن المواجهات بين الطرفين «أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين إرهابياً، فيما يوجد سبعة جنود في عداد المفقودين».

وتتزامن هذه الهجمات الإرهابية المتفرقة، مع معارك طاحنة تجري منذ أسابيع ما بين جيش تشاد ومقاتلي «بوكو حرام» في منطقة حوض بحيرة تشاد، التي تُوصف بأنها «العمق الاستراتيجي» للتنظيم الإرهابي، حيث توجد قواعده الخلفية وسط الغابات والجزر المترامية في واحدة من أكبر المناطق الرطبة في أفريقيا.


مقالات ذات صلة

اعتقال أكثر من 170 بعد هجمات على فروع «كنتاكي» في باكستان مرتبطة بحرب غزة

آسيا يقوم عامل بتنظيف الأرضية في أحد مطاعم «كنتاكي» للوجبات السريعة الذي تعرَّض للهجوم والتخريب خلال احتجاج مناهض لإسرائيل الأسبوع الماضي في كراتشي بباكستان (رويترز)

اعتقال أكثر من 170 بعد هجمات على فروع «كنتاكي» في باكستان مرتبطة بحرب غزة

قال مسؤولون إن الشرطة الباكستانية اعتقلت عشرات الأشخاص في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أكثر من 10 هجمات نفذتها حشود على منافذ بيع مطاعم وجبات «كنتاكي» السريعة.

«الشرق الأوسط» (كراتشي - لاهور)
آسيا هذه الصورة، التقطتها ونشرتها وزارة الخارجية الأفغانية في 17 أبريل 2025، تُظهر ديمتري جيرنوف (يسار)، سفير روسيا لدى أفغانستان، وهو يلتقي بأمير خان متقي، وزير الخارجية الأفغاني، في كابل. في 17 أبريل رفعت المحكمة العليا الروسية تصنيف «طالبان» منظمة إرهابية، في بادرة رمزية تهدف إلى بناء علاقات ودية مع حكام أفغانستان الفعليين (وزارة الخارجية الأفغانية - أ.ف.ب)

«طالبان» ترحّب برفع موسكو الحركة من قائمة الإرهاب وتعتبرها «تطوراً مهماً»

رحَّبت «طالبان» الخميس بإلغاء روسيا تصنيف الحركة ضمن «المنظمات الإرهابية»، مشيدة بـ«تطور مهم» في العلاقات بين حكومتها وموسكو.

«الشرق الأوسط» (كابل - واشنطن )
أفريقيا امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)

نيجيريا: 7 قتلى في هجمات إرهابية نفّذتها «بوكو حرام»

أكّدت السلطات المحلية في شمال شرقي نيجيريا، الأربعاء، مقتل 7 أشخاص في سلسلة هجمات إرهابية نفّذتها جماعة «بوكو حرام».

الشيخ محمد (نواكشوط )
آسيا قاضي المحكمة العليا الروسية أوليغ نيفيودوف يصدر حكماً برفع الحظر عن حركة «طالبان» الأفغانية التي تم تصنيفها جماعة إرهابية منذ أكثر من عقدين من الزمان (أ.ب)

روسيا ترفع «طالبان» من قائمة المنظمات الإرهابية

أعلنت المحكمة العليا في روسيا، الخميس، أنها صادقت على رفع حركة «طالبان» من قائمة المنظمات الإرهابية، وهو إجراء يهدف إلى تعزيز العلاقات بين موسكو وكابل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا أفغان يتجمعون بمحطة حافلات في كراتشي استعداداً للعودة إلى ديارهم (رويترز)

«طالبان» تعرب عن استعدادها لاستعادة مئات آلاف المهاجرين الأفغان من باكستان

يقول القنصل العام الأفغاني في بيشاور، محب الله شاكر، إن الوقت حان لعودة مئات آلاف المواطنين الأفغان لوطنهم، مشيداً بالدعم الباكستاني لمواطنيه منذ نحو 5 عقود.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل)

نيجيريا: 7 قتلى في هجمات إرهابية نفّذتها «بوكو حرام»

امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)
امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)
TT
20

نيجيريا: 7 قتلى في هجمات إرهابية نفّذتها «بوكو حرام»

امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)
امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)

أكّدت السلطات المحلية في منطقة «هونغ»، بولاية أداماوا، الواقعة شمال شرقي نيجيريا، الأربعاء، مقتل 7 أشخاص على الأقل في سلسلة هجمات إرهابية نفّذتها عناصر من جماعة «بوكو حرام» ضمن موجة جديدة من العنف في البلد الواقع غرب أفريقيا.

وقال رئيس المجلس المحلي لمنطقة «هونغ»، عثمان واكاندا، في اتصال هاتفي مع صحف محلية أمس، إن سلسلة الهجمات الإرهابية خلّفت 7 قتلى في صفوف المدنيين.

في غضون ذلك، قال سكان محليون، في حديث مع صحف محلية، إن قريتي «بانغا» و«لاره» في منطقة «هونغ»، كانتا مسرحاً للهجمات الأخيرة، حيث اجتاح المسلحون القريتين، يوم الثلاثاء، وخلّفوا وراءهم عدداً من القتلى في صفوف المدنيين، ودماراً كبيراً في القريتين.

وأكدت نفس المصادر أن من بين القتلى أحد أفراد الحراسة الأهلية، وهي ميليشيا محلية لحماية القرى ولمساندة الجيش في حربه على الإرهاب، وقد قتل هذا الحارس إثر انفجار قنبلة في قرية «بانغا».

كما قتل 3 أشخاص في قرية «بانغا»؛ وقالت المصادر المحلية إن القتلى هم رجلان أُطلق عليهما مقاتلو «بوكو حرام» النار مباشرة، وامرأة توفيت بعد سقوطها أثناء محاولة الفرار.

وفي قرية «لاره» المجاورة قتل شخصان، ما رفع حصيلة الضحايا في القريتين إلى 6 أشخاص، غير أن مصدراً موثوقاً أكّد في وقت لاحق أن العدد الحقيقي للقتلى ارتفع إلى 7 قتلى.

من جهة أخرى، خلّفت الهجمات خسائر مادية، حيث دُمّرت سيارة شرطة تابعة لمركز «غاراها» كانت متمركزة في قرية «بانغا»، وجرى تفجير السيارة باستخدام قنبلة زرعها عناصر من «بوكو حرام»، ونجا جميع أفراد الطاقم، إذ كانوا قد غادروا المركبة قبل الانفجار.

وتحدثت مصادر محلية عن اختفاء طفل أثناء الهجمات الإرهابية، وقال شاهد عيان: «هاتفه يرن... لكن لا أحد يجيب».

وتأتي هذه الهجمات بعد أقل من أسبوع على تصريحات زعيم تقليدي بارز في منطقة «هونغ»، تعهّد فيها بأن جماعة «بوكو حرام» لن تجد موطئ قدم في منطقته بعد اليوم، لتكون بذلك الهجمات رسالة من التنظيم الإرهابي للردّ على تصريحات الزعيم التقليدي.

تصاعد العنف

وتشهد نيجيريا منذ عدة أشهر تصاعد وتيرة العنف في شمال شرقي البلاد، حيث قتل 8 أشخاص، وأصيب 21 آخرون، السبت الماضي، في انفجار لغم أرضي بحافلة في ولاية «بورنو» شمال شرقي البلاد.

وقال حاكم الولاية، باباغانا أومارا زولوم، إن لغماً أرضياً يشتبه بأن عناصر «بوكو حرام» زرعوه على الطريق السريع، البالغ طوله 100 كيلومتر، الذي يربط بين عاصمة الولاية «مايدوغوري» وبلدة «دامبوا»، انفجر لدى مرور الحافلة.

وأضاف الحاكم أن الطريق السريع «دامبوا - مايدوغوري» كان يشهد فترة هدوء بعد سلسلة انفجارات لألغام أرضية استهدفت مركبات العام الماضي، ما دفع القوات التي تقاتل الإرهابيين إلى إغلاقه لعدة أشهر لأسباب أمنية.

وأشار زولوم إلى أن الجهاديين تمكّنوا من «زرع عبوة ناسفة بسبب انعدام حركة المركبات على طول الطريق». وأضاف: «سنضمن استمرار حركة السير من مايدوغوري إلى دامبوا».

استهداف أنابيب النفط

على صعيد آخر، أعلنت مجموعتان مسلحتان من منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط في جنوب نيجيريا مسؤوليتهما، الأحد، عن هجمات مسلحة استهدفت مؤخراً منشآت نفط. وقال «جيش تحرير دلتا النيجر وباكاسي» و«حركة تحرير دلتا النيجر»، في بيان، إنهما هاجمتا «خط أنابيب رئيسياً» يؤدي إلى محطة نفط في ولاية بايلسا.

وأعلن المسلحون، في البيان، أن «هذه الهجمات بداية حملة تهدف إلى طرد مغتصبي السلطة الشرعية للشعب من ولاية ريفرز».

وتخوض هذه الحركات تمرداً مسلحاً ضد السلطات المركزية في نيجيريا، لكنها غير مرتبطة بالجماعات الإرهابية في شمال وشرق البلاد، رغم أنها تستغل الوضع الأمني الصعب في نيجيريا، وانشغال الجيش في حربه ضد «بوكو حرام» و«داعش».

في غضون ذلك، أعلنت شركة النفط النيجيرية «أواندو»، التي اشترت منشآت كانت تديرها مجموعة أجيب الإيطالية، لوكالة الأنباء النيجيرية الرسمية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن «3 هجمات منفصلة استهدفت خطوط الأنابيب التابعة لها الأسبوع الماضي».

وأعلن وزير البترول هاينكن لوكبوبيري، في بيان، بعد تفقد الموقع المستهدف: «إنه خط أنابيب رئيسي، وكل يوم إغلاق يؤدي إلى خسائر فادحة في الإيرادات، ليس للحكومة الفيدرالية فقط، لكن للشركة والمجتمعات المحلية أيضاً».