بوريل يرى وجوب تغيير السياسة الأوروبية في أفريقيا

أشار، في حديث، لـ«الشرق الأوسط»، إلى مخالفات انتخابية قبل الانقلاب بالغابون

الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بورّيل في مؤتمر صحافي بطليطلة الخميس (رويترز)
الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بورّيل في مؤتمر صحافي بطليطلة الخميس (رويترز)
TT

بوريل يرى وجوب تغيير السياسة الأوروبية في أفريقيا

الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بورّيل في مؤتمر صحافي بطليطلة الخميس (رويترز)
الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بورّيل في مؤتمر صحافي بطليطلة الخميس (رويترز)

طغت التطورات الأفريقية على اجتماعات مجلس وزراء خارجية «الاتحاد الأوروبي» في مدينة طليطلة الإسبانية، المخصَّص مبدئياً لمناقشة الحرب الدائرة في أوكرانيا، والوضع في منطقة السهل الأوروبية بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة الشرعية في النيجر، ولحِقه بشكل مفاجئ الانقلاب العسكري الآخر ضد نظام رئيس الغابون علي بونغو.

واستضاف المجلس الأوروبي، إلى جانب وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا، ووزير خارجية حكومة الرئيس النيجري المخلوع، الذي فرّ من بلاده عبر الحدود، ورئيس المجموعة الاقتصادية لبلدان أفريقيا الغربية «إيكواس»، الذي جدّد طلبه إلى «الاتحاد الأوروبي» بتطبيق العقوبات التي فرضتها المجموعة على الانقلابيين في النيجر، وفرض عقوبات أوروبية عليهم، وتمويل التدخل العسكري الأفريقي، في حال أصرّ النظام الانقلابي على رفض إعادة السلطة إلى الحكومة الشرعية.

وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بورّيل إنه لا توجد في الوقت الحاضر أية خطة لإجلاء المواطنين الأوروبيين الذين يعيشون في الغابون، والذين يزيد عددهم عن 10 آلاف؛ لأن الوضع هادئ، وليس هناك ما يستدعي القلق على أمنهم وسلامتهم، مؤكداً أنه جرى إجلاء جميع الأوروبيين من النيجر.

رئيس مجموعة «إيكواس» عمر أليو يتحدث للصحافيين في طليطلة الخميس (إ.ب.أ)

وفي حديث خاص مع «الشرق الأوسط»، قال بورّيل إن الانقلابات العسكرية ليست هي الحل للأزمات، «لكن في حال الغابون، يجب ألا ننسى أن الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في هذا البلد منذ أيام كانت حافلة بالمخالفات، وأن ثمّة انقلابات عسكرية، وأخرى مؤسسية». وأضاف: «السلاح وسيلة غير شرعية لتولّي السلطة، لكن تزوير الانتخابات هو أيضاً وسيلة غير قانونية للحفاظ على السلطة».

ورأى بوريل أنه لا بد من إعادة النظر في سياسة «الاتحاد الأوروبي» تجاه أفريقيا، «إذ لا يمكن القول إن الأمور سارت على ما يرام في هذه المنطقة الحساسة، بالنسبة التي تربطنا بها مصالح اقتصادية وأمنية مهمة، ولا شك في أن انتشار المرتزقة الروس في بلدان، مثل مالي وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وغيرها، لم يساعد على خدمة السلم وحماية المصالح الأوروبية في تلك المنطقة».

وشدّد بورّيل على أن أي موقف أوروبي من الأزمات الأفريقية يستند إلى مبدأ أساسي هو أن حلول المشكلات الأفريقية يجب أن تأتي عن طريق المؤسسات الأفريقية.

خسومي مسوودو، وزير خارجية حكومة الرئيس النيجري المخلوع، في اجتماع «المجلس الأوروبي» في طليطلة الخميس (أ.ب)

وخلال مشاركته في أعمال المجلس الوزاري قال رئيس «إيكواس» إن بلدان المجموعة ما زالت تراهن على الحل الدبلوماسي للأزمة التي نشأت عن الانقلاب العسكري في النيجر، وأنه يتوقع أن تتجه نحو الانفراج بفضل الجهود الحثيثة التي تبذلها أطراف إقليمية ودولية عدة، وأن تساعد العقوبات المفروضة على الانقلابيين، والتي ستفرض عليهم، في تغيير مسار الأحداث واستعادة الشرعية.

وأكد الممثل الأوروبي للسياسة الخارجية أن الاتحاد لن يستأنف تقديم المساعدة الإنمائية إلى النيجر ما لم يتراجع الانقلابيون عن موقفهم.

من ناحية أخرى، نوّه بورّيل بالجهود السعودية الرامية لإيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية، ولإحياء «اتفاق تصدير الحبوب» من أوكرانيا. وقال: «لا شك في أن الاجتماع الذي استضافته المملكة العربية السعودية حقق نجاحاً دبلوماسياً؛ نظراً لعدد الدول التي شاركت فيه، وتبيّن خلاله أن روسيا تزداد عزلة على الصعيد الدولي».

وعدّ بوريل أن عدم تجاوب موسكو مع الدعوة لعقد لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره التركي حول الموضوع يؤكد هذه العزلة، ويبيّن للعالم «أن الأزمة الغذائية ليست ناجمة عن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، بل بسبب رفض موسكو تسهيل مرور صادرات الحبوب إلى العالم».


مقالات ذات صلة

أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم

أوروبا أوكرانيات مدنيات لدى حضورهن تدريباً على استخدام الأسلحة القتالية والمعدات الطبية في كييف (أ.ف.ب)

أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم

أعلنت السلطات الأوكرانية عن إحباط مخطط لانقلاب مزعوم كان يستهدف الاستيلاء على السلطة في العاصمة كييف.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أميركا اللاتينية القائد السابق للجيش البوليفي الجنرال خوان خوسيه زونيغا (إ.ب.أ)

إيداع القادة المشتبه بتنفيذهم الانقلاب الفاشل في بوليفيا الحبس الاحتياطي

أودِع القائد السابق للجيش البوليفي الجنرال خوان خوسيه زونيغا وضابطان آخران رفيعا المستوى، وثلاثتهم متّهمون بأنّهم قادوا محاولة انقلابيّة، الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (لاباز)
أميركا اللاتينية الضابط العسكري المحتجز مارسيلو زيغارا، قائد القوات الجوية البوليفية، 28 يونيو 2024 (رويترز)

وضع القادة الثلاثة المفترضين للانقلاب الفاشل في بوليفيا رهن الحبس الاحتياطي

أمر القضاء البوليفي بوضع القادة الثلاثة المفترضين للانقلاب الفاشل رهن الحبس الاحتياطي مدة ستة أشهر، كما أعلنت النيابة العامة الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لاباز)
أميركا اللاتينية الرئيس البوليفي لويس آرثي يتحدث من شرفة قصر الحكومة في لاباز بعد محاولة الانقلاب الفاشلة (أ.ف.ب)

صاحب «المعجزة البوليفية» يتعرض لمحاولة انقلاب... ماذا نعرف عن لويس آرثي؟

شهدت بوليفيا، أمس (الأربعاء)، محاولة انقلاب فاشلة قادها قائد الجيش السابق خوان خوسيه زونيغا، ضد الرئيس لويس آرثي.

«الشرق الأوسط» (لاباز)
أميركا اللاتينية قائد الجيش البوليفي المقال خوان خوسيه زونيغا بعد اعتقاله (إ.ب.أ)

فشل محاولة انقلابية في بوليفيا بعد «هجوم عسكري» على القصر الرئاسي

انسحبت عناصر من القوات المسلحة البوليفية بمركبات مدرعة من القصر الرئاسي في لاباز، بعدما انتقد الرئيس لويس آرثيه محاولة «الانقلاب» على الحكومة وطالب بدعم دولي.

«الشرق الأوسط» (لاباز)

«إكواس» تحذر من «التفكك» بعد انفصال مالي والنيجر وبوركينا فاسو

الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إكواس» في قمتها أمس الأحد بأبوجا (إ.ب.أ)
الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إكواس» في قمتها أمس الأحد بأبوجا (إ.ب.أ)
TT

«إكواس» تحذر من «التفكك» بعد انفصال مالي والنيجر وبوركينا فاسو

الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إكواس» في قمتها أمس الأحد بأبوجا (إ.ب.أ)
الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إكواس» في قمتها أمس الأحد بأبوجا (إ.ب.أ)

حذّرت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إكواس»، في قمتها، أمس الأحد، من أن المنطقة تواجه «التفكك»، بعدما أعلن الحكام العسكريون في النيجر ومالي وبوركينا فاسو الانفصال عن «إكواس»، وتأسيس اتحاد جديد منافس.

وكانت الدول الثلاث قد أعلنت تشكيل اتحاد كونفدرالي جديد، وشكَّل اجتماعها الأول، قبيل انعقاد قمة «إكواس»، اختباراً آخر للتكتل الإقليمي، الذي انفصلت عنه، في وقت سابق من هذا العام، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأتى هذا التحدي بينما تواجه «إكواس» أيضاً عنفاً جهادياً آخذاً في التوسع ومشكلات مالية، بالإضافة إلى مصاعب في حشد قوة إقليمية.

لم يكن واضحاً بعد القمة في أبوجا كيف سيكون رد فعل التكتل حيال تبنّي النيجر ومالي وبوركينا فاسو معاهدة لتأسيس «اتحاد دول الساحل» في نيامي، السبت.

لكن رئيس مفوضية «إكواس»، عمر عليو توراي، قال إن الدول الثلاث بانفصالها تخاطر بمواجهة «عزلة سياسية»، وخسارة استثمارات بملايين الدولارات.

وأكد توراي أن انفصال النيجر ومالي وبوركينا فاسو من شأنه أيضاً أن يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن، وإعاقة عمل القوة الإقليمية المقترح إنشاؤها منذ فترة طويلة.

وحذّر من أن «منطقتنا تواجه خطر التفكك».

«أدارت ظهرها»

تحكم بوركينا فاسو ومالي والنيجر أنظمةٌ عسكرية وصلت إلى السلطة في انقلابات بين 2020 و2023، وتواجه أعمال عنف ينفّذها جهاديون.

وابتعدت هذه الدول عن فرنسا، الدولة الاستعمارية السابقة، وطردت القوات الفرنسية من أراضيها، حيث دعا رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تياني، إلى إنشاء «مجتمع سيادي للشعوب يكون بعيداً عن هيمنة القوى الأجنبية».

وقال تياني، في اجتماع مجموعة الساحل بنيامي، السبت، إن شعوب الدول الثلاث «أدارت ظهرها نهائياً للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا»، رافضاً نداءات «إكواس» للعودة إلى صفوفها.

وكان قرار الدول الثلاث بالانسحاب مدفوعاً جزئياً باتهامها لباريس بالتلاعب بالجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وعدم تقديم الدعم الكافي للجهود المناهضة للجهاديين.

ودعا كثير من زعماء غرب أفريقيا إلى استئناف الحوار، وكانت قمة الأحد هي الأولى للرئيس السنغالي الجديد باسيرو ديوماي فاي، الذي قال، في مايو (أيار) الماضي، إن المصالحة ممكنة.

وقال ديوماي، الأحد: «علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب انسحاب هذه الدول الشقيقة الثلاث من (إكواس)»، مضيفاً أن هناك حاجة إلى إصلاحات لـ«تكييف إكواس مع الأوضاع الراهنة».

وتدهورت علاقة النيجر مع «إكواس»، عقب الانقلاب الذي وقع في يوليو (تموز) 2023، وجاء بالجنرال تياني إلى السلطة، حيث فرض التكتل حينها عقوبات، وهدَّد بالتدخل عسكرياً لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم.

وجرى رفع العقوبات في فبراير (شباط) الماضي، لكن العلاقات لا تزال مضطربة.

- قوة عسكرية

وتناقش الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أيضاً طريقة تمويل «قوة إقليمية لمكافحة الإرهاب، واستعادة النظام الدستوري».

ودعت إلى إنشاء قوة أولية من 1500 جندي، وكان أحد الاقتراحات يقضي بحشد لواء من 5000 جندي بتكلفة تبلغ نحو 2.6 مليار دولار سنوياً.

وقامت «إكواس» بتدخلات عسكرية في الماضي، لكن تهديدها بالقيام بذلك بعد الانقلاب في النيجر تلاشى.

وبينما يواجه التكتل تحديات إقليمية، حذَّر توراي من أنه يواجه أيضاً «وضعاً مالياً مُزرياً».

وأكدت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بقاء الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو في منصبه رئيساً لها، رغم التقارير التي تحدثت عن خلاف بشأن إعادة تعيينه.