زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويُخلِّف 126 قتيلاً (صور)

TT

زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويُخلِّف 126 قتيلاً (صور)

تجمع النيباليون خارج منازلهم بعد زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب كاتماندو (د.ب.أ)
تجمع النيباليون خارج منازلهم بعد زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب كاتماندو (د.ب.أ)

ارتفعت حصيلة الزلزال القوي الذي ضرب إقليم التبت في جبال الهيمالايا جنوب غربي الصين، الثلاثاء، إلى 126 قتيلاً، حسبما أفادت «وكالة الصين الجديدة» للأنباء (شينخوا) الرسمية.

وأوردت الوكالة أنه «تأكّد مصرع إجمالي 126 شخصاً، وإصابة 188 آخرين حتى الساعة السابعة مساء الثلاثاء (11.00 ت غ)».

منازل متضررة في شيغاتسي بإقليم التبت جنوب غربي الصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقالت «شينخوا» إنّ «مراسلاً في مكتب الزلازل بمنطقة التبت ذاتية الحُكم علم بأنَّ أناساً لقوا مصرعهم في 3 بلدات، هي بلدة تشانغسو، وبلدة كولو، وبلدة كوغو، بمقاطعة دينغري».

وكان سكان العاصمة النيبالية كاتماندو قد شعروا، فجر الثلاثاء، بهزَّات أرضية قوية، إثر زلزال عنيف بقوة 7.1 درجة، ضرب منطقة نائية في جبال الهيمالايا قرب جبل إيفرست، حسبما أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» و«هيئة المسح الجيولوجي» الأميركية.

صورة تظهر صخوراً على الطريق السريع الوطني بشيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقالت «هيئة المسح الجيولوجي» الأميركية، إنّ مركز الزلزال يقع على بُعد 93 كيلومتراً من لوبوش، المدينة النيبالية الواقعة على الحدود الجبلية مع التبت في الصين، في حين أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن كثيراً من المباني اهتزَّت في كاتماندو الواقعة على بُعد أكثر من 200 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي.

نيباليون خرجوا من منازلهم بعد تعرضهم لزلزال ويقفون وسط مواد البناء في كاتماندو (أ.ب)

وكان تلفزيون الصين المركزي قد ذكر أن زلزالاً قوته 6.9 درجة هز مدينة شيغاتسي في التبت، الثلاثاء. وقال مركز «شبكات الزلازل الصيني» في إشعار منفصل، إن الزلزال وقع في الساعة (01:05 بتوقيت غرينتش) وكان على عمق 10 كيلومترات.

وشعر السكان بتأثير الزلزال في منطقة شيغاتسي، التي يقطنها 800 ألف شخص. وتدير المنطقة مدينة شيغاتسي، المقر التقليدي لبانشين لاما، إحدى أهم الشخصيات البوذية في التبت. وأفادت قرى في تينغري بوقوع اهتزازات قوية أثناء الزلزال، أعقبتها عشرات الهزات الارتدادية التي بلغت قوتها 4.4 درجة.

آثار الدمار في أحد المنازل كما ظهرت في فيديو بالتبت (أ.ف.ب)

ويمكن رؤية واجهات متاجر منهارة في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر آثار الزلزال في بلدة لهاتسي، مع تناثر الحطام على الطريق.

صورة ملتقطة من مقطع فيديو يظهر حطاماً على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وتمكّنت وكالة «رويترز» للأنباء من تأكيد الموقع من المباني القريبة والنوافذ وتخطيط الطرق واللافتات التي تتطابق مع صور الأقمار الاصطناعية وصور الشوارع.

وذكرت «شينخوا» أن هناك 3 بلدات و27 قرية تقع على بُعد 20 كيلومتراً من مركز الزلزال، ويبلغ إجمالي عدد سكانها نحو 6900 نسمة. وأضافت أن مسؤولي الحكومة المحلية يتواصلون مع البلدات القريبة لتقييم تأثير الزلزال والتحقق من الخسائر.

حطام على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

كما شعر بالزلزال سكان العاصمة النيبالية كاتماندو على بُعد نحو 400 كيلومتر؛ حيث فرّ السكان من منازلهم. وهزّ الزلزال أيضاً تيمفو عاصمة بوتان وولاية بيهار شمال الهند، التي تقع على الحدود مع نيبال.

جانب من الحطام على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقال مسؤولون في الهند إنه لم ترد حتى الآن تقارير عن وقوع أضرار أو خسائر في الممتلكات.

منازل متضررة بعد زلزال بقرية في شيغاتسي بمنطقة التبت (رويترز)

وتتعرض الأجزاء الجنوبية الغربية من الصين ونيبال وشمال الهند لزلازل متكررة، ناجمة عن اصطدام الصفيحتين التكتونيتين الهندية والأوراسية. فقد تسبب زلزال قوي في مقتل نحو 70 ألف شخص بمقاطعة سيتشوان الصينية في 2008، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وفي 2015، هزّ زلزال قوته 7.8 درجة منطقة قريبة من كاتماندو، ما أودى بحياة نحو 9 آلاف شخص، وتسبب في إصابة آلاف في أسوأ زلزال تشهده نيبال.


مقالات ذات صلة

السلطات اليابانية تتوقع مزيداً من الزلازل... وتستبعد وقوع كارثة كبرى

آسيا عبّارة تنقل سكاناً من جزيرة أكوسيكي اليابانية (أ.ب)

السلطات اليابانية تتوقع مزيداً من الزلازل... وتستبعد وقوع كارثة كبرى

حذرت الحكومة اليابانية، اليوم (السبت)، من احتمال وقوع مزيد من الزلازل القوية في المياه الواقعة جنوب غربي جزر البلاد الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
آسيا جزيرة أكوسيكيجيما، وهي جزء من سلسلة جزر توكارا في اليابان، والتي ضربها أكثر من 900 زلزال خلال أسبوعين (الغارديان)

خلال أسبوعين...جزر توكارا اليابانية تتعرض لـ900 زلزال

ضرب أكثر من 900 زلزال سلسلة جزر نائية في جنوب اليابان خلال الأسبوعين الماضيين، وفقاً لـ«وكالة الأرصاد الجوية اليابانية»، مما أصاب السكان بالأرق والخوف

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
آسيا منازل متضررة جراء زلزال في ماشيكي بمحافظة كوماموتو جنوب اليابان 16 أبريل 2016 (أرشيفية - أ.ب)

خطة يابانية للاستعداد في حال وقوع زلزال ضخم

عرضت الحكومة اليابانية خطة مُحدَّثة للاستعداد للكوارث، مقرة بضرورة القيام بالمزيد للحد من تداعيات «زلزال ضخم محتمل» قد يسفر عن مقتل ما يصل إلى 300 ألف شخص.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
آسيا هزة أرضية ثانية تضرب جزيرة كريت خلال يومين (رويترز)

زلزال بقوة 5.5 درجات يهز باكستان

ذكر المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، أن زلزالا بقوة 5.5 درجة هز باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
شؤون إقليمية سيدة إيرانية تسير بجوار محالّ مغلقة في طهران (وانا - رويترز)

زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب إيران

أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الجمعة، بوقوع زلزال بقوة 5.2 درجة في وسط إيران، وشعر به سكان العاصمة طهران.

«الشرق الأوسط» (طهران)

المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق اثنين من كبار زعماء «طالبان» بأفغانستان

الملا هبة الله أخوند زاده (أ.ف.ب)
الملا هبة الله أخوند زاده (أ.ف.ب)
TT

المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق اثنين من كبار زعماء «طالبان» بأفغانستان

الملا هبة الله أخوند زاده (أ.ف.ب)
الملا هبة الله أخوند زاده (أ.ف.ب)

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الثلاثاء، مذكرة توقيف بحق زعيم حركة «طالبان» في أفغانستان هبة الله أخوند زاده، وكبير القضاة عبد الحكيم حقاني؛ لاضطهادهما النساء.

وكتب قضاة المحكمة في بيان أن ثمة «دوافع معقولة» بأن أخوند زاده وحقاني «ارتكبا، من خلال إصدار الأوامر والتحريض، جريمة ضد الإنسانية متمثلة في الاضطهاد... لأسباب مرتبطة بالنوع الاجتماعي».

يحرس أحد أفراد الأمن المسلحين من «طالبان» موكباً دينياً للمسلمين الشيعة الأفغان وهم يحتفلون بـ«عاشوراء» في اليوم العاشر من شهر المحرم بقندهار يوم 6 يوليو 2025 (أ.ف.ب)

وأضافت المحكمة: «بينما فرضت (طالبان) قواعد ومحظورات معينة على السكان عموماً، فإنها استهدفت الفتيات والنساء تحديداً بسبب نوعهن الاجتماعي، وحرمتهن من حقوقهن وحرياتهن الأساسية».

وأوضحت المحكمة أن الجرائم المفترضة ارتُكبت منذ 15 أغسطس (آب) 2021؛ تاريخ سيطرة «طالبان» على السلطة، واستمرت حتى 20 يناير (كانون الثاني) 2025 على الأقل. وأضاف قضاة المحكمة الجنائية الدولية أن «(طالبان) حرمت على نحو متشدد الفتيات والنساء من حقوقهن في التعليم والخصوصية والحياة الأسرية وحرية التنقل والتعبير والفكر والضمير والدين». وإضافة إلى ذلك، «استُهدف أشخاص لأن بعض التعبير عن التوجه الجنسي أو الهوية الجندرية عُدّ متعارضاً مع سياسة (طالبان) بشأن النوع الاجتماعي».

وأُنشئت المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي؛ للبتّ في أسوأ جرائم العالم، مثل جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية. وليست للمحكمة قوة شرطة خاصة بها، وهي تعتمد على الدول الأعضاء فيها لتنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عنها، بنتائج متباينة. ويعني هذا نظرياً أن أي شخص مشمول بمذكرة اعتقال صادرة عن «الجنائية الدولية» لا يمكنه السفر إلى دولة عضو فيها خشية اعتقاله.

يقف أفراد أمن مسلحون من حركة «طالبان» بجانب مركبة مدرعة من طراز «هامفي» أثناء حراستهم موكباً دينياً للمسلمين الشيعة الأفغان وهم يحتفلون بـ«عاشوراء»... اليوم العاشر من شهر المحرم في هيرات يوم 6 يوليو 2025 (أ.ف.ب)

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين، قراراً يدعو حكام «طالبان» في أفغانستان إلى التراجع عن قمعهم المزداد للنساء والفتيات، والقضاء على جميع المنظمات الإرهابية، وذلك رغم اعتراضات الولايات المتحدة.

ويؤكد القرار، الذي يتألف من 11 صفحة، «أهمية خلق فرص للتعافي الاقتصادي والتنمية والازدهار في أفغانستان»، كما يحث المانحين على معالجة الأزمة الإنسانية والاقتصادية الخطيرة التي تمر بها البلاد. ورغم أن القرار غير ملزم قانوناً، فإنه يعدّ انعكاساً للرأي العام الدولي. وصوتت لمصلحته 116 دولة، بينما عارضته دولتان فقط؛ الولايات المتحدة وحليفتها المقربة إسرائيل، وامتنع 12 بلداً عن التصويت، من بينها روسيا والصين والهند وإيران.

وفرضت حركة «طالبان» إجراءات صارمة، شملت حظر دخول النساء الأماكن العامة، ومنع الفتيات من التعليم بعد الصف السادس. وفي الأسبوع الماضي، أصبحت روسيا أول دولة تعترف رسمياً بحكومة «طالبان». وقالت السفيرة الألمانية لدى الأمم المتحدة، أنتيه ليندرتسه، التي قدمت بلادها مشروع القرار، إن ألمانيا وكثيراً من الدول الأخرى لا تزال تشعر بقلق بالغ إزاء تدهور أوضاع حقوق الإنسان في أفغانستان، خصوصاً ما وصفته بـ«الإلغاء شبه الكامل» لحقوق النساء والفتيات من قبل «طالبان». وأضافت أن الرسالة الأساسية من القرار هي «التأكيد على عدم نسيان الأمهات الأفغانيات اللاتي يحتضنّ أطفالاً مرضى، أو يعانين من سوء التغذية، أو اللاتي ينعين ضحايا الهجمات الإرهابية، بالإضافة إلى ملايين النساء والفتيات المحاصرات في منازلهن».