توافد القادة الأفارقة إلى الصين لحضور منتدى لتعميق العلاقات

حرس الشرف وراقصون يستقبلون رئيس كينيا ويليام روتو لدى نزوله من الطائرة في بكين الاثنين (أ.ف.ب)
حرس الشرف وراقصون يستقبلون رئيس كينيا ويليام روتو لدى نزوله من الطائرة في بكين الاثنين (أ.ف.ب)
TT

توافد القادة الأفارقة إلى الصين لحضور منتدى لتعميق العلاقات

حرس الشرف وراقصون يستقبلون رئيس كينيا ويليام روتو لدى نزوله من الطائرة في بكين الاثنين (أ.ف.ب)
حرس الشرف وراقصون يستقبلون رئيس كينيا ويليام روتو لدى نزوله من الطائرة في بكين الاثنين (أ.ف.ب)

تستقبل الصين، بدءاً من الاثنين، قادة من مختلف البلدان الأفريقية، في مسعى لتعميق العلاقات بالقارة الغنية بالموارد التي قدّمت بكين لها قروضاً بمليارات الدولارات لدعم البنى التحتية والتنمية.

وأكدت بكين أن «منتدى الصين وأفريقيا» في هذا الأسبوع سيكون أكبر حدث دبلوماسي تستضيفه منذ وباء «كوفيد19»؛ إذ يتوقع أن يحضر أكثر من 10 قادة ووفود رسمية.

وأرسلت الصين مئات آلاف العمال إلى أفريقيا لبناء مشاريع ضخمة، بينما تعمل على استغلال موارد القارة الطبيعية الكبيرة؛ بما في ذلك النحاس والذهب والليثيوم والمعادن الأرضية النادرة.

الرئيس الصيني مصافحاً رئيس الكونغو في بكين الاثنين (أ.ب)

وموّلت القروض الضخمة المقدمة من الصين البنى التحتية، لكنها أثارت في الوقت ذاته الجدل بسبب مراكمتها ديوناً هائلة على تلك الدول.

والصين ثاني اقتصاد في العالم وأكبر شريك تجاري لأفريقيا؛ حيث بلغت التجارة الثنائية 167.8 مليار دولار في النصف الأول من هذا العام، وفق الإعلام الرسمي الصيني.

وشددت بكين الإجراءات الأمنية، ووضعت لافتات على الطرق وفي مواقف الحافلات تؤكد أن الصين وأفريقيا «تقفان معاً من أجل مستقبل أكثر إشراقاً».

وكان رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوزا، من بين القادة الذين وصلوا إلى العاصمة الصينية صباح الاثنين في زيارة مدتها 4 أيام تشمل أيضاً مدينة شنتشن (جنوب) التي تعدّ رائدة في قطاع التكنولوجيا.

حرس الشرف يستقبل رئيس غينيا الاستوائية في بكين الاثنين (إ.ب.أ)

ووصلت التجارة بين الصين وجنوب أفريقيا إلى 38.8 مليار دولار عام 2023، وفق رئاسة جنوب أفريقيا.

والتقى رامابوزا الرئيس الصيني شي جينبينغ، وفق ما أعلنت «وكالة أنباء الصين الجديدة».

ويرجح أن توقّع الصين وجنوب أفريقيا عدداً من الاتفاقيات التي تركّز على «تعزيز التعاون الاقتصادي وتطبيق التعاون التقني»، وفق ما أكد مكتب رامابوزا.

توسيع النفوذ

واجتمع شي مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، الاثنين، وفق ما ذكرت «وكالة أنباء الصين الجديدة».

ويعدّ الحضور الصيني لافتاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تسعى لاستغلال مواردها الطبيعية الهائلة.

الرئيس الصيني مستقبلاً رئيس جزر القمر في بكين الاثنين (أ.ب)

لكنها واجهت صعوبات أمنية. وقالت مصادر في جمهورية الكونغو الديمقراطية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في يوليو (تموز) الماضي، إن هجوماً من ميليشيا على موقع تعدين في مقاطعة إيتوري الغنية بالذهب أسفر عن مقتل 4 مواطنين صينيين على الأقل.

ووصل قادة كل من جيبوتي؛ حيث أقامت الصين أول قاعدة عسكرية لها في الخارج، وغينيا الاستوائية ونيجيريا ومالي... وغيرها إلى بكين الأحد والاثنين.

وبلغت قروض بكين إلى البلدان الأفريقية العام الماضي أعلى مستوى لها منذ 5 سنوات، وفق دراسة من «قاعدة بيانات القروض الصينية لأفريقيا». وكانت أنغولا وإثيوبيا ومصر ونيجيريا وكينيا أكبر الجهات المستدينة.

لكن البيانات تظهر أن القروض انخفضت كثيراً عمّا كانت عليه عام 2016 عندما بلغ مجموعها نحو 30 مليار دولار.

وكان معظم القروض إلى مصارف محلية، وفق باحثين، مما ساعد على تجنّب «تعريض الدائنين الصينيين لمخاطر ائتمانية مرتبطة بهذه البلدان».

ويفيد محللون بأن التباطؤ الاقتصادي في الصين جعل بكين أكثر تردداً في إقراض مبالغ كبيرة.

وتأتي قمة هذا الأسبوع بينما يراقب القادة الأفارقة من كثب الصراع على الهيمنة والموارد في القارة بين الولايات المتحدة والصين.

وحذّرت واشنطن مما تعدّه «نفوذ بكين الخبيث».

وأفاد البيت الأبيض عام 2022 بأن الصين سعت إلى «الدفع قدماً بمصالحها التجارية والجيوسياسية الضيّقة وتقويض الشفافية والانفتاح».


مقالات ذات صلة

زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن قروض كبيرة واستثمارات

آسيا تسعى الصين إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية (أ.ب)

زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن قروض كبيرة واستثمارات

يتوّجه زعماء أفارقة إلى العاصمة الصينية هذا الأسبوع، سعياً للحصول على أموال لمشاريع البنية التحتية الضخمة، على وقع تصاعد المنافسة بين القوى العظمى على الموارد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
شمال افريقيا محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)

«النواب» الليبي يُصر على رفض محافظ «المركزي»... ويدعو للتهدئة

دخلت أزمة المصرف المركزي الليبي، مرحلة جديدة، السبت، وسط محاولة من حكومة الوحدة المؤقتة في العاصمة طرابلس، لاحتواء لانتقادات أميركية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا فاروق بوعسكر يترأس اجتماعاً لهيئة الانتخابات التونسية (الهيئة)

منظمات تونسية ودولية تطالب باحترام «التعددية» في الانتخابات الرئاسية

طالبت 26 منظمة تونسية ودولية، وحوالي مائتي شخصية، في بيان مشترك، باحترام «التعددية» خلال الانتخابات الرئاسية وتطبيق القرارات الإدارية لإعادة قبول المرشحين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
أفريقيا أحد الموانئ في جيبوتي (أ.ف.ب)

جيبوتي تعتزم عرض وصول حصري لإثيوبيا إلى ميناء جديد

تعتزم حكومة جيبوتي عرض الوصول الحصري لإثيوبيا إلى ميناء جديد لنزع فتيل التوترات التي أشعلتها طموحات الدولة الحبيسة جغرافياً للحصول على طريق مباشر إلى البحر.

«الشرق الأوسط» (جيبوتي)
شمال افريقيا صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)

حرب السودان الكارثية... مشكلة كبرى أمام العالم الصامت

يلقى النزاع في السودان جزءاً ضئيلاً من الاهتمام الذي حظيت به الحرب في غزة وأوكرانيا، ومع ذلك فهو يهدد بأن يكون أكثر فتكاً من أي صراع آخر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رغم القوانين الجديدة ضد النساء... «الأمم المتحدة» ستواصل التعامل مع «طالبان» في أفغانستان

تتحدث روزا أوتونباييفا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الموجهة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) خلال اجتماع لمجلس الأمن بمقر الأمم المتحدة بنيويورك 6 مارس 2024 (الأمم المتحدة)
تتحدث روزا أوتونباييفا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الموجهة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) خلال اجتماع لمجلس الأمن بمقر الأمم المتحدة بنيويورك 6 مارس 2024 (الأمم المتحدة)
TT

رغم القوانين الجديدة ضد النساء... «الأمم المتحدة» ستواصل التعامل مع «طالبان» في أفغانستان

تتحدث روزا أوتونباييفا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الموجهة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) خلال اجتماع لمجلس الأمن بمقر الأمم المتحدة بنيويورك 6 مارس 2024 (الأمم المتحدة)
تتحدث روزا أوتونباييفا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الموجهة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) خلال اجتماع لمجلس الأمن بمقر الأمم المتحدة بنيويورك 6 مارس 2024 (الأمم المتحدة)

قال متحدث باسم «الأمم المتحدة» إن المنظمة ستستمر في الانخراط مع جميع أصحاب المصلحة في أفغانستان، بمن في ذلك حركة «طالبان»، وذلك على الرغم من أن رجال الحركة المسيطرة على الحكم في كابل أصدروا حظراً على إظهار أصوات النساء أو كشف وجوههن في الأماكن العامة، كما قطعوا العلاقات مع بعثة الأمم المتحدة بعد انتقادها إياهم.

أفغانيات يتظاهرن ضد «طالبان» (الإعلام الأفغاني)

ودافع المتحدث باسم «الأمم المتحدة»، ستيفان دوغاريك، في نيويورك، عن بعثة المنظمة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان «UNAMA»، ورئيستها روزا أوتونباييفا، التي قالت إن القوانين الجديدة قدمت «رؤية مزعجة» لمستقبل كابل، وفق تقرير لوكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، الأحد.

وكانت أوتونباييفا قد صرّحت، الأسبوع الماضي، قائلة إن «القوانين الجديدة تُوسع القيود غير المقبولة بالفعل» على حقوق النساء والفتيات، حيث بات يُنظَر حتى إلى صوت المرأة خارج المنزل على أنه يمثل انتهاكاً أخلاقياً، على ما يبدو».

وجرى إصدار القوانين بعد أن وافق عليها زعيم الحركة، هبة الله أخوندزاده، وكانت «طالبان» قد أنشأت وزارة «للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، بعد الاستيلاء على السُّلطة في عام 2021.

امرأة أفغانية تمشي على إحدى الطرق في كابل (إ.ب.أ)

ودعت الوزارة المنظمات الدولية والدول والأفراد إلى احترام القيم الدينية للمسلمين، وأعلنت، يوم الجمعة، أنها لن تتعاون، بعد الآن، مع بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان بسبب انتقاداتها للقوانين.

وقال دوغاريك، في مؤتمر صحافي: «أعتقد أننا كنا صريحين جداً بشأن هذا القانون، الذي يجعل وجود المرأة يختفي تقريباً في أفغانستان. وفيما يتعلق بالتواصل مع السلطات الفعلية في البلاد، فإننا سنواصل الانخراط مع جميع أصحاب المصلحة في أفغانستان، بمن في ذلك (طالبان)».

وأضاف: «لطالما قمنا بذلك وفقاً للتفويض الموكَل إلينا، وذلك بحيادية وبحسن نُية، مع الحفاظ دائماً على معايير الأمم المتحدة، وتعزيز رسائل حقوق الإنسان والمساواة، وسنواصل عملنا وفقاً لتفويض مجلس الأمن».