باكستان ترسل مسؤولاً إلى كابل لإجراء محادثات مع «طالبان» حول هجوم انتحاري مميت

جرى التخطيط له في أفغانستان والانتحاري مواطن أفغاني

محمد نبي عمري (يسار) وزير الداخلية الأفغاني وخير الله خيرخوة (يمين) عضوا «طالبان» اللذان كانا سجينين سابقَين محتجزَين في غوانتانامو يحضران محادثات الحوار الأفغاني الداخلي في الدوحة 8 يوليو 2019 (غيتي)
محمد نبي عمري (يسار) وزير الداخلية الأفغاني وخير الله خيرخوة (يمين) عضوا «طالبان» اللذان كانا سجينين سابقَين محتجزَين في غوانتانامو يحضران محادثات الحوار الأفغاني الداخلي في الدوحة 8 يوليو 2019 (غيتي)
TT

باكستان ترسل مسؤولاً إلى كابل لإجراء محادثات مع «طالبان» حول هجوم انتحاري مميت

محمد نبي عمري (يسار) وزير الداخلية الأفغاني وخير الله خيرخوة (يمين) عضوا «طالبان» اللذان كانا سجينين سابقَين محتجزَين في غوانتانامو يحضران محادثات الحوار الأفغاني الداخلي في الدوحة 8 يوليو 2019 (غيتي)
محمد نبي عمري (يسار) وزير الداخلية الأفغاني وخير الله خيرخوة (يمين) عضوا «طالبان» اللذان كانا سجينين سابقَين محتجزَين في غوانتانامو يحضران محادثات الحوار الأفغاني الداخلي في الدوحة 8 يوليو 2019 (غيتي)

أرسلت باكستان مسؤولاً إلى كابل للاطلاع على نتائج تحقيقها في تفجير انتحاري وقع في مارس (آذار) الماضي، وأدى إلى مقتل 5 مهندسين صينيين وسائق باكستاني، حسب إعلان صدر عن وزارة الخارجية الباكستانية، الخميس.

قالت باكستان إن الهجوم جرى التخطيط له في أفغانستان وإن الانتحاري مواطن أفغاني، مطالبة بمحاسبة إدارة «طالبان» الأفغانية على الاعتداء، بحسب تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الجمعة.

من موقع الهجوم الانتحاري على المهندسين الصينيين في باكستان 26 مارس 2024 (أ.ف.ب)

ونفت حكومة «طالبان» الأفغانية أي مسؤولية لها عن الهجوم. وفقاً لبيان، فقد أطلع خرام أغا، وهو مسؤول كبير في وزارة الداخلية بإسلام آباد، محمد نبي عمري، وزير الداخلية الأفغاني، على النتائج.

وأفاد البيان بأن أغا سافر إلى العاصمة الأفغانية بناءً على تعليمات رئيس الوزراء شهباز شريف. وقع الهجوم في 26 مارس (آذار) عندما استهدف الجناة مجموعة من الصينيين أثناء توجههم إلى «سد داسو»، أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في باكستان، حيث كانوا يعملون.

كما ورد في البيان أن باكستان طلبت مساعدة أفغانستان في اعتقال الجناة. وفيما يتعلق بالمحادثات في كابل، قالت وزارة الخارجية الباكستانية إن «الجانب الأفغاني جدد التزامه بمنع استخدام الأراضي الأفغانية لأي نشاط إرهابي ضد دول أخرى، بما في ذلك باكستان». وأضافت أيضاً أن «طالبان»: «وافقت على دراسة نتائج» التحقيق الباكستاني. ولم تتوفر أي تفاصيل أخرى في حينه.

رجل أمن باكستاني يفتش الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش عقب هجوم على مواطنين صينيين في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بختونخوا بباكستان (إ.ب.أ)

جدير بالذكر أن آلاف الصينيين يعملون في باكستان في مشروعات تتعلق بالممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني، الذي يضم الكثير من المشروعات الضخمة مثل بناء الطرق ومحطات الطاقة والزراعة.

في حين قال مسؤولون، إن السلطات الباكستانية ألقت القبض الأسبوع الماضي، على 11 مسلحاً شاركوا في التفجير الانتحاري الذي تسبب في مقتل خمسة مهندسين صينيين في مارس الماضي في شمال البلاد.

وجاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحافي عقده رئيس مكافحة الإرهاب الباكستاني راي طاهر مع وزير الداخلية محسن نقفي.

وينتمي المعتقلون إلى حركة «طالبان» الباكستانية، وهي مظلة تضم العشرات من الجماعات المسلحة.

وقال طاهر إن الهاتف المحمول الذي كان يستخدمه الانتحاري للتواصل مع قادته المحليين أدى إلى إلقاء القبض على المشتبه بهم.

شرطي باكستاني يقف للحراسة بينما يقوم زملاؤه بفحص الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش بعد هجوم على مواطنين صينيين في بيشام ببيشاور (إ.ب.أ)

وكشفت التحقيقات في العاصمة إسلام آباد، عن أن المسلحين كانوا يتلقون تعليمات من قادة حركة «طالبان» الباكستانية في أفغانستان. وكان الجيش الباكستاني قد قال بالفعل إن الهجوم تم التخطيط له في أفغانستان، وإن منفذ الهجوم أفغاني، وهو ما تنفيه كابل.

رجل أمن باكستاني يفتش الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش عقب هجوم على مواطنين صينيين في بيشاور حيث قُتل ما لا يقل عن 6 أشخاص بينهم 5 صينيين في الهجوم (إ.ب.أ)

ونفت حركة «طالبان» الباكستانية في وقت سابق أي دور لها في التفجير الانتحاري، وقال متحدث باسمها، الأحد، إنها أوضحت بالفعل موقفها من الهجوم.

وقال الوزير نقفي: «لدينا أدلة جنائية تثبت أن مسلحي حركة (طالبان) الباكستانية الذين كانوا يعملون من أفغانستان ضالعون في ذلك».

وكان الانتحاري قد اقتحم بسيارته موكب مهندسين صينيين يعملون في سد في شمال غربي باكستان في مارس؛ مما أدى إلى مقتل خمسة مهندسين وسائق محلي.

وقُتل 5 صينيين يعملون في موقع بناء سدّ «داسو» الكهرمائي في ولاية خيبر بختنخوا وسائقهم الباكستاني في تفجير انتحاري استهدف مركبتهم في شمال غربي باكستان. وأفاد مسؤول كبير في وزارة الداخلية في خيبر بختنخوا وكالة الصحافة الفرنسية، بأنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية في المواقع التي يعمل فيها موظفون صينيون في هذه الولاية.

وأضاف، طالباً عدم كشف اسمه، «أُصدرت توجيهات إلى كل وكالات إنفاذ القانون من أجل تعزيز الإجراءات الأمنية المحيطة بالمواطنين الصينيين وجميع الأجانب». وتابع: «كما صدرت تعليمات للمواطنين الأجانب بتقييد تحركاتهم».

من جهته، أعلن وزير الإعلام في باكستان عطا الله ترار في مؤتمر صحافي في إسلام آباد، أن كل الإجراءات الأمنية سيُعاد النظر فيها «لتحديد الثغرات وإصلاحها». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، في حين نفت حركة «طالبان باكستان»، التي تنشط في هذه المنطقة، والتي استهدفت مصالح صينية في السابق، ضلوعها فيه. وقال بخت ظاهر من الشرطة المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية إن ضحايا الهجوم هم 4 رجال وامرأة كانوا يسافرون في قافلة مؤلفة من 12 مركبة.

وأشار إلى أن «الانتحاري انطلق بسيارته إلى وسط القافلة مفجّراً نفسه»؛ مما أدى إلى سقوط السيارة التي كانت تقل المهندسين الصينيين في وادٍ واشتعال النيران فيها.

وأدانت بكين «بشدة» الهجوم الانتحاري. وقالت السفارة الصينية، في بيان: «إن السفارة والقنصليات الصينية في باكستان تدين بشدة هذا العمل الإرهابي، وتعرب عن خالص تعازيها للضحايا في كلا البلدين، وتعرب عن خالص تعاطفها مع أسر الضحايا».


مقالات ذات صلة

«الإرهاب» يضربُ النيجر... والجيش يتعقبه في معاقله

أفريقيا معتقلون في عملية مكافحة الإرهاب في النيجر (صور نشرها جيش النيجر من عمليته العسكرية ضد الإرهابيين)

«الإرهاب» يضربُ النيجر... والجيش يتعقبه في معاقله

وجّه جيش النيجر ضربة موجعة لمجموعة إرهابية يعتقدُ أنها تابعة لتنظيم «القاعدة»، سبق أن نفذت هجوماً مسلحاً، استهدف كتيبة من الجيش وقُتل فيه 20 جندياً.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا كانت الخطة هي استئجار شاحنة وقيادتها عبر سوق عيد الميلاد أوبلادين قرب كولون (د.ب.أ)

ألمانيا: السجن 4 سنوات لمراهق خطط لهجوم على سوق للكريسماس قرب كولونيا

قضت محكمة ألمانية بالسجن 4 سنوات في مؤسسة إصلاحية بحق فتى يبلغ من العمر 15 عاماً، الجمعة، لإدانته بالتخطيط لتنفيذ هجوم إرهابي في إحدى أسواق الكريسماس.

«الشرق الأوسط» (كولونيا)
أوروبا تم تنظيم مؤتمر صحافي في بروكسل للإعلان عن إغلاق التحقيق القضائي بشأن عصابة مسلحة أرهبت البلاد في ثمانينات القرن الماضي (د.ب.أ)

بلجيكا تغلق تحقيقاً استمر 40 عاماً بشأن عمليات قتل أرهبت البلاد

أعلن الادعاء العام البلجيكي، الجمعة، أنه أنهى تحقيقاً استمر 40 عاماً، بشأن عصابة مسلحة، أرهبت البلاد في ثمانينات القرن الماضي، وقتلت 28 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
رياضة عالمية نجم كرة السلة الفرنسي فيكتور ويمبانياما (أ.ف.ب)

ويمبانياما ينضم إلى مبابي وتورام في مواجهة «المتطرفين»

انضم نجم كرة السلة الفرنسي فيكتور ويمبانياما، مع سان أنتونيو سبيرز، إلى نجوم آخرين في عالم الرياضة في بلاده، بالدعوة إلى عدم انتخاب «المتطرفين».

«الشرق الأوسط»
الولايات المتحدة​ روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون السياسية (الأمم المتحدة)

الأمم المتحدة: سنناقش حقوق المرأة الأفغانية في اجتماع يضم 25 دولة بحضور «طالبان»

قالت مسؤولة أممية رفيعة المستوى ستترأس أول اجتماع بين حكام «طالبان» في أفغانستان ومبعوثين من نحو 25 دولة، إن حقوق المرأة سيجري طرحها في كل جلسة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الصين تدعو التايوانيين إلى زيارتها «من دون خوف»

زورق صيني قرب ساحل تايوان (أ.ف.ب)
زورق صيني قرب ساحل تايوان (أ.ف.ب)
TT

الصين تدعو التايوانيين إلى زيارتها «من دون خوف»

زورق صيني قرب ساحل تايوان (أ.ف.ب)
زورق صيني قرب ساحل تايوان (أ.ف.ب)

دعت الصين التايوانيين إلى زيارة برّها الرئيسي من «دون أدنى خوف»، وانتقدت قرار سلطات جزيرة تايوان رفع مستوى التحذير من السفر إليها، بعدما هدّدت بكين باستهداف الانفصاليين.

وأعلنت بكين الأسبوع الماضي، توجيهات قضائية جديدة تشمل عقوبة الإعدام في قضايا «خطيرة بشكل خاص» لمؤيدين «متعصبين» لاستقلال تايوان؛ الجزيرة التي تطالب بها السلطات الصينية.

ورداً على ذلك، دعت حكومة الجزيرة الخميس، التايوانيين، إلى تجنب «السفر غير الضروري» إلى البر الرئيسي للصين وإلى هونغ كونغ. كما رفعت تحذيرها من السفر إلى المستوى البرتقالي، وهو ثاني أعلى مستوى.

وانتقدت بكين هذا القرار. وأعلنت تشو فنغليان، المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان وهو جهاز تابع للحكومة الصينية مساء الجمعة، أن التوجيهات الصينية الجديدة «تستهدف فقط عدداً صغيراً جداً من مؤيدي استقلال تايوان، بأفعال وتصريحات خبيثة».

وقالت: «ليس على الغالبية العظمى من المواطنين التايوانيين الذين يشاركون في التبادلات والتعاون عبر المضيق الشعور بأي قلق عندما يأتون إلى البر الرئيسي للصين أو يغادرونه».

وأضافت: «يمكنهم أن يأتوا بفرح ويغادروا راضين جداً عن إقامتهم».

وتتمتع تايوان بحكم ذاتي منذ عام 1949، عندما فرّ القوميون إلى الجزيرة بعد هزيمتهم على أيدي القوى الشيوعية خلال حرب أهلية شهدها برّ الصين الرئيسي.

ومنذ ذلك الحين، تُعدّ الصين تايوان جزءاً من أراضيها ستستردّه.

وتدعو بكين إلى إعادة التوحيد «السلمية» لهذه الجزيرة الديمقراطية التي تعدُّ 23 مليون نسمة، لكنها لا تستبعد اللجوء إلى القوة لاستعادتها، إذا لزم الأمر.

وتنشر الصين باستمرار سفناً حربية وطائرات مقاتلة في محيط تايوان.

وازداد التوتر بين الصين وتايوان منذ تنصيب لاي تشينغ - تي رئيساً للجزيرة في 20 مايو (أيار).

وعدّت بكين أن خطابه الذي تعهّد فيه الدفاع عن الديمقراطية في تايوان وحرية الجزيرة، كان بمثابة «إعلان استقلال».

ويدافع الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يتزعمه لاي منذ فترة طويلة عن سيادة وديمقراطية تايوان، التي لها حكومتها وجيشها وعملتها الخاصة.

وقالت المتحدثة الصينية تشو فنغليان الجمعة، رداً على التحذير من السفر، إن «سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي تختلق ذرائع» لعرقلة التجارة و«التحريض على المواجهة».

وهناك عدد كبير من التايوانيين في الصين القارية للعمل أو الدراسة أو ممارسة أعمال تجارية.